الخميس 18 رمضان 1445 هـ الموافق 28 مارس 2024 م
خطبة عيد الفطر
الأربعاء 28 رمضان 1436 هـ الموافق 15 يوليو 2015 م
عدد الزيارات : 5282
عناصر المادة
1-رمضان صفحة طويت من أعمارنا
2-من كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت
3-يوم فرح وسرور لمن أطاع
4-يا أهل الشام لا تحزنوا
5-من شعائر العيد وسننه

الله أكبر وهو الكبير المتعال..

الله أكبر وهو الحي القيوم الذي لا يموت ولا ينام ..

الله أكبر، وهو الذي عنت الوجوه لكبريائه وعظمته..

الله أكبر وهو القادر الذي أبدع الموجودات وعمَّها بإحسانه ورحمته..

الله أكبر وهو الذي خضعت السموات والأرضون لقهره وسلطانه..

الله أكبر ما تحرك متحركٌ ولا سكن ساكنٌ إلا بعلمه وإرادته..

الله أكبر على كلِّ ظالم متجبِّرٍ متكبر..

الله أكبر مع كلِّ مظلوم محتسبٍ متصبِّر..

الله أكبر مع كلِّ مجاهدٍ مخلصٍ متوكل..

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير،

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين فشرح به الصدور وأنار به العقول وفتح به أعيناً عمياً وآذناً صماً وقلوباً غلفاً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج 1-2)

1-رمضان صفحة طويت من أعمارنا

عباد الله.. لقد مضى رمضان إما شاهداً لنا وإما شاهداً علينا، مضى رمضان شفيعاً لقوم أحسنوا الصيام والقيام إيماناً واحتساباً فغُفر لهم ما تقدم من ذنوبهم، ولكنه سيشهد على قوم لم يحسنوا الصيام ولا القيام فليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش، وليس لهم من قيامهم إلا السهر والتعب.

فما بالكم بأقوام لم يصوموا ولم يقوموا وهم في بلاد الإسلام وينتسبون إلى المسلمين.

يفرح الناس بانقضاء شهر مضى ولا يدرون أن هذا الشهر إنما هو صفحات من كتاب حياتهم طُوِيت، وإنما هو أوراق ذبلت من شجرة العمر.

وما المرء إلا راكباً ظهر عمره                   على سفر يفنيه باليوم والشهر

يبيت ويضحي كل يوم وليلة                       بعيداً عن الدنيا قريباً إلى القبر

يقول الحسن البصري: يا ابن آدم إنما أنت أيام مجتمعة، كلما ذهب يوم ذهب بعضك.

2-من كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت

عباد الله .. من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت، لا تكن من الناس الذين يقبلون على الله في رمضان فإذا ما انتهى رمضان انتهى حبل الصلة بينهم وبين الله، لا تراهم يرتادون المساجد، ولا يفتحون المصاحف، ولا يرطبون السنتهم بالذكر والدعاء،

كأنما يُعبدُ الله في رمضان ولا يُعبدُ في شوال وسائر الشهور!!

كان بعض السلف يقول: بئس القوم لا يعبدون الله إلا في رمضان.

كن ربانياً في كل وقت وحين، اتق الله حيثما كنت، ولا تكن رمضانياً تصطلح مع الله في رمضان ثم تبارزه بالمعصية والغفلة عنه بعد رمضان.

3-يوم فرح وسرور لمن أطاع

أيها الناس.. إن يومكم هذا من أشرف الأيام، أوجب الله فيه الفطرَ، وحرَّم فيه الصيام، فهو يوم ذكرٍ وشكران، ومغفرةٍ من الله ورضوان.

اعلموا عباد الله: أن العيد هو اجتماعٌ موسميٌ للسرور، وأعياد المسلمين تأتي بعد عبادات عظيمة في الإسلام، فعيد الفطر يأتي بعد فريضة الصيام، وعيد الأضحى يأتي بعد فريضة الحج، فالفرحة بالعيد لأهل الطاعة والإيمان،

( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمّا يَجْمَعُونَ )(يونس 58).

إنه يوم سرور لمن صحَّت نيته، وقُبِلَ صومه،

يوم فرحٍ وحبورٍ لمن طابت سريرتُه وأُخلِصت لله نيتُه، وحسُنَ للناس خُلُقُه ولان كلامُه،

يومُ عفوٍ وإحسان لمن عفا عمَّن هفا، ولمن أحسن عن من قد أساء.

هذا يوم عيدٍ، ولكن العيد في الحقيقة لمن تمسك بالدين، سأل عن الحرام فتركه، وعن الحلال ففعله..

هذا يوم عيد وسرور لو كنا لآخرتنا متذكرين، ولديننا ناصرين، ولربنا ذاكرين، وبشريعتنا عاملين، ولقبورنا معمِّرين..

ليس العيد لمن تمتع بالشهوات وأكل ما لذَّ وطاب، ولبس أفخر الثياب، ولم يبال من أين جمع ماله أمن حلال أم من حرام..

ليس العيد لمن عقَّ والديه فحرم الرضا ونال الغضب ووقع في العقوق وكسب السخط..

ليس العيد لمن يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله فتتقلص نفسه ويضيق صدره من نعمةٍ أُغدِقت على إخوانه..

ليس العيد للخائن الغاشّ الذي يسعى بالأذى والإفساد بين الناس، فلا يحل حلالاً ولا يرحم حراماً..

كيف يسعد بالعيد من تجمل بالثوب الجديد الأبيض وقلبه على أخيه المسلم قاتمٌ أسودٌ، يعلوه الحقد، ويقوده البغض، ويغمرُه الهجر..؟!

كيف يهنأ بالعيد من استقام في رمضان، وبعد رمضان عَدَل عن الطريق الأقوم وسلك الطريق الأبعد وقطع حبال الصلة التي عقدها مع ربه قبل أيام..؟!

كيف يفرح بالعيد من أضاع أمواله في الملاهي وفي أماكن الفسق والفجور مسرفاً مبذِّراً مانعاً حقَّ الفقراء والمساكين..؟!

إنما العيد لمن طاعته تزيد، إنما العيد لمن خاف يوم التناد، واتقى مظالم العباد، وابتعد عن كلِّ ما نهى الله عنه..؟!

إنما العيد لمن فاز بالقّبول والعتق من النار..

4-يا أهل الشام لا تحزنوا

عباد الله.. في هذا اليوم الأغرِّ المبارك علينا أن نفرح ولا نحزن، رغم ما أصابنا ونزل بنا من مِحنٍ وبلاء، وشدّةٍ وغلاء،

أنتم يا من في أنوفكم شمم، وفي قلوبكم إباء، وفي نفوسكم ترفُّعٌ واعتداد، أنتم يا من لم يوحشكم قلة الناصر، ولم يوهنكم كثرة الخاذل، أنتم يا أبطال العقيدة في سوريا..

اعلموا.. أنه لن يبيع الشام من لا يملكها، ولن يشتريها من لا يستحقُّها، إن غرس النصيريين لا ينبت، وإن نبت لا يثبت.

إن الشام وديعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم عندنا، وأمانة عمر في أعناقنا، وعهد الإسلام في أعناقنا، لئن أخذها الروافض منا ونحن عُصْبَةٌ إنا إذا لخاسرون..

فالصبر الصبر يا أهل الشام، والصبر الصبر يا أهل العراق، والصبر الصبر يا أهل اليمن، والصبر الصبر يا أهل بورما، والصبر الصبر يا أهل مصر، والصبر الصبر يا أيها المسلمون في مكان،

فما النصر إلا من عند الله، ونعم الناصر الله، كتب الله بأن الحقَّ غالبٌ، وبأن الرسل منصورون باسم الله مهما أرجف الطاغوت واستعلى وأفنى وتكالب،

إن دين الله غالب                       إن أمر الله غالب

إن وعد الله غالب                      إن جند الله غالب

لا تيأسوا ليل الشقاء سينجلي  ... والفجر سوف يزف صوت البلبل

وستحمل الدنيا مشاعل نصرنا ...  في كفِّها وتدك كلَّ مضلِّلِ

بفتيةٍ كأسود الغاب ليس لهم                         إلا الرماح إذا احمرَّ الوغا أجلُ

كالبرق إن عزموا، والرعد إن صدقوا             والغيث إن وهبوا، والسيل عن وهبوا

(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران 139-142)

يا عيد جئت وأرض الشام بركان                 حمم تفور يدك الشعب طغيان

هذي المدافع في الآذان ضجتها                لا مدفع الفطر بل قصفٌ ونيران

قد ألبس الأطفال ثوباً بالدما صُبِغَتْ              لا ثوب عيد فثوب العيد أكفان

كم فيك يا شام من ثكلى وأرملة          أو من جريح، وتخفي الحبيب قضبان

إني رجعت إلى أهلي ومجبنتي                  خلفت قوماً لهم بالعيد أشجان

يا أهل سورية الشماء فاصطبروا                النصر آت وعقبى البغي خسران

 

فافرحوا عباد الله ولا تحزنوا، افرحوا وتذكروا بفرحكم في يوم العيد يومَ الفرحة الكبرى، حين يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، وحين يأمن المؤمنون مسَّ العذاب، وحين يقول الله لعباده الصائمين: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) (الحاقة 24)

بينما أهل العذاب ينادون كما قال الله عنهم: (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) (الأعراف 50)

وصم يومك الأدنى لعلك في غدٍ     تفوز بعيد الفطر والناس صوَّمُ

في ذلك اليوم يتجلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) (رواه مسلم، والبخاري واللفظ له).

 

الخطبة الثانية:

 الله أكبر،الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة ، وأصيلاً،

الله أكبر ما أشرقت وجوه الصائمين بِشْرَا .. الله أكبر ما تعالت الأصوات تكبيراً وذكراً ... الله أكبر ما توالت الأعياد عمراً ودهراً ..

لك المحامد ربَّنا سراً وجهراً .. لك المحامد ربَّنا دوماً وكرَّا .. لك المحامد ربَّنا شعراً ونثرا ..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً

5-من شعائر العيد وسننه

عباد الله ... إن من شعائر العيد وسننه لبس أحسن الثياب، والمجيء إلى الصلاة بسكينة ووقار، وإذا رجعت فارجع من طريق آخر( فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق ) (أخرجه البخاري/ 986).

وإن من شعائر العيد في هذا اليوم صلة الأرحام وبر الوالدين والإحسان إليهما، كن من الواصلين حتى يصلك الله، وإياك أن تكون من القاطعين فيقطعك ويلعنك ويصم سمعك ويعمي بصرك،

قال تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) محمد 22-23

وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) الرعد 25

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فقال: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك "، ثم قال أبو هريرة: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم} [محمد: 22]. (البخاري/ 7502).

وعن جبير بن مطعم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ ) قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ. (مسلم/2556).

فإياك أن تفرِّط في جنة عرضها السموات والأرض من أجل سبب تافه في الدنيا، فالدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة.

وحتى إن قطعك أرحامك فلا يحقُّ لك أن تقطعهم؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) (البخاري/5991).

وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ) (مسلم/2558).

 ومن شعائر العيد في هذا اليوم المبارك: إدخال السرور على المسلمين من أهل وزوجة وأولاد وجيران، والابتسامة في وجوه الناس، ونَفْعُهُم، وقضاءُ حوائجهم، قال صلى الله عليه وسلم: ( أحب الناس إلى الله أنفعهم, وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا, ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا..) (حسنه الألباني في صحيح الجامع /175).

 اجعلوا هذا اليوم يوم صدقات بالتسبيح والتحميد والتهليل وبث الابتسامة في وجوه الخلق،

قال صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة) (رواه ابن حبان وغيره، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة/454).

وقال: (تبسمك في وجه أخيك صدقة ) (صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب/2685).

وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: ( لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ ) (مسلم/2626).

 

أيها المسلمون:

إن العيد مناسبة طيبة لتصفية القلوب وإزالة الشوائب عن النفوس وتنقية الخواطر مما علق بها من بغضاء أو شحناء، فلتغتنم هذه الفرصة، ولتجدد المحبة؛ حتى تحل المسامحة والعفو محلّ العتب والهجران مع جميع الناس، من الأقارب والأصدقاء والجيران،

وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم  : (وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزاً، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ») (رواه مسلم/2588).

 

وقوله  صلى الله عليه وسلم  : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)( رواه البخاري/6237، ومسلم/2560)

وفي رواية عند أبي داود: (فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار) (أبو داود/4914، و صححه الألباني).

 واستمع إلى حديث تقشعّر منه الجلود، قال :(من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه) (رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع /6581).

ألا فاتقوا الله معاشر المتباغضين، وسارعوا إلى إصلاح ذات بينكم، وكونوا عونًا لأنفسكم وإخوانكم على الشيطان، ولا تكونوا عونًا للشيطان على أنفسكم وإخوانكم.

دور الخطباء في سوريا ؟!
دور فعال ومؤثر (صوتأ 113) 80%
غير فعال (صوتأ 27) 19%
لا أدري (صوتأ 2) 1%
تاريخ البداية : 26 ديسمبر 2013 م عدد الأصوات الكلي : 142