التربية و بناء الإنسان طريق النصر و التمكين
الكاتب : أحمد محمد سندة
الخميس 29 مايو 2014 م
عدد الزيارات : 2246

لقد بعث الله الرسل عليهم الصلاة والسلام وأنزل الكتب السماوية كل ذلك من أجل تقويم هذا الإنسان وتربيته وتأديبه من أجل أن يرتقي و يتأهل لنيل رحمة الله و رضاه و الفوز بجنة عرضها السماوات والأرض بل حتى يتأهل لرؤية الحق سبحانه في جنة عدن

( وجوه يومئذ ناضرة إلى لابها ناظرة ) .

ـ فالإنسان إذا ما نال قسط التربية تأهل لهذا المستوى الرفيع وفي مقابل ذلك إذا ما ابتعد الإنسان عن التربية فإنه ينحط حتى يصبح حطبا و وقوداً لجهنم مع الحجارة الصماء يقول سبحانه ( وقودها الناس والحجارة )
-
و قد ينحط إلى مستوى البهائم بل دون ذلك يقول سبحانه ( إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) و قال تعالى ( أولئك كالأنعام بل هم أضل ) .

ـ أيها الإخوة الأحبة :

إن التربية وبناء الإنسان قضية كبرى يجب أن نتحدث عنها ونرفع شعارها ، لم لا يكون ذلك ، إذا ما علمنا أن التربية هي خطوة على طريق النصر والتمكين لأمة الإسلام والمسلمين فأي قيمة لإنسان حسن الثوب جميل الهيئة بهي الطلعة معتدل الصحة إذا كان بلا دين ولا خلق و لا عقيدة و إن المخرج لأمتنا من أزماتها هو العودة بالإنسان و تربيته التربية الحقة كما فعل صلى الله عليه و سلم بصحابته رضوان الله عليهم فكان أن دانت لهم الأرض من شرقها إلى غربها وما أحوجنا إلى التربية لا سيما ونحن نمر فيما نمر به والنفوس كلها تستعجل الفرج والخلاص وكأننا عن يوم حنين بعيدين ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْـًۭٔا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ  )سورة التوبة - الآية 25 فمن الذي رجع وثبت وقاتل ؟ هم الذين ناداهم من النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا أصحاب بيعة الشجرة يا أصحاب بيعة الرضوان فجاء الأنصار والمهاجرون الذين نالوا من رسول الله قدرا من التربية أما من اغتر بالكثرة فالتحق بالجيش بداية الأمر فلم يرجع إلا في نهاية المطاف لاقتسام الغنائم .
ـ فاسمع معي أخي المسلم إلى صور الثبات ممن لقي قسطا من التربية النبوية ، فهذا أبو سفيان بن الحارث رضي الله عنه و هو من الذين ثبتوا بجوار النبي آخذ بعنان فرسه قال : لما لقينا العدو بحنين اقتحمت عن فرسي وبيدي السيف مصلتا والله يعلم أني أريد الموت دونه والنبي ينظر إليّ فقال العباس يارسول الله أخوك وابن عمك أبو سفيان فارض عنه فقال غفر الله له كل عداوة عادانيها ثم التفت إلي وقال يا أخي فقبلت رجله في الركاب وقال صلى الله عليه وسلم في حقه أبو سفيان بن الحارث من شباب أهل الجنة أو من سيد فتيان أهل الجنة .

هذا في حنين أما في غيرها فحدث من ذلك الكثير ، من ذلك ما روى الحاكم عن عائشة بنت سعد عن أبيها أنه قال لما جال الناس يوم أحد تلك الجولة تنحيت قفلت أذود عن نفسي فإما أن أنجو وإما أن أستشهد فإذا رجل محمر وجهه وقد كاد المشركون أن يركبوه فملأ يده من الحصا فرماهم به وإذا بيني وبينه المقداد فأردت أن أسأله عن الرجل فقال لي ياسعد هذا رسول الله يدعوك فقمت ولكأنه لم يصبني شيء من الأذى فأتيته فأجلسني أمامه فجعلت أرمي وأقول اللهم سهمك فارم به عدول ورسول الله يقول ( اللهم استجب لسعد اللهم سدد لسعد ميته إيها سعد فداك أبي وأمي )

أيها الإخوة ما كان لهذه الصور من الثبات أن تظهر بدون التربية التي تلقونها من رسول الله فيا أيها المربيون أصغوا السمع إلى قول الله تعالى ( يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ قُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًۭا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ )6 سورة التحريم  وقوله عليه الصلاة والسلام ( كلكم راع ومسئول عن رعيته ...) البخاري ، 
اغتنموا فرصة الصيف بمزيد من الاهتمام والرعاية والتربية لأبنائكم فإن الأمة تنتظر نتاجكم لتبني صرح عزتها وكرامتها وتنشر دعوتها في أرض الله فماذا عساكم فاعلون .


http://shamkhotaba.org