الدعاء في ميزان النصر
الكاتب : أحمد محمد سندة
السبت 12 يوليو 2014 م
عدد الزيارات : 2601

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ذي الفضل والامتنان واسع الجود عظيم الإحسان أحمده سبحانه أن جعلنا من أمة خير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة موقن بأن الخير كل الخير فيما قضى به الله، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله أوذي في الله فشكر وجاهد في الله فصبر فصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين وعنا معهم برحمة منك يا أرحم الراحمين ، ... أما بعد :
إن المؤمن الحق هو ذاك الذي يمارس عبوديته لله سبحانه في السراء والضراء لا يبارح باب مولاه في كل أحواله وتقلباته ، مظهرا في ذلك لأهم مظاهر العبودية لله سبحانه ألا وهوالدعاء يقول سبحانه (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا۟ لِى وَلْيُؤْمِنُوا۟ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) سورة البقرة  الآية 186 , (وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) سورة غافرالآية 60 

أيها الإخوة الأحبة: لربما سأل البعض لماذا كانت الآية الكريمة وإذا سألك عبادي عني في ثنايا آي القرآن ؟!  لماذا لم تذكر مثلا في ثنايا آي القتال والجهاد ؟!
وَيْ كأن الرب الحكيم سبحانه يذكركم أيها الصامون وأنتم تأدون طاعة الصيام له أن ترفعوا أيديكم بذل العبودية له سبحانه وأنتم على حال الجوع والانكسار فتدعونه سبحانه وذلك أقرب إلى الاستجابة .
و يؤكد أهمية الدعاء للصائم نبي الحق صلى الله عليه وسلم فيما يرويه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان من حديث أب هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثٌ لا تُرَدُّ دعوتُهُم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعْوةُ المظلومِ تُحمَلُ علَى الغَمامِ و تُفتَحُ لها أبوابُ السَّماءِ و يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّكَ ولَو بعدَ حينٍ )
إخوتي الأحبة : إذا كان الإنسان في حالته الاعتيادية مدعو للزوم باب مولاه تبتلا وتضرعا فهو مدعو إلى ذلك بشكل آكد وأشد في حالة الضيق والشدة والكرب فكيف بمن اجتمعت فيه الدواعي الكثيرة كما هو حالنا اليوم فنحن في شهر رمضان وللصائم عند فطره لدعوة ما ترد ونحن نتعرض لأقسى أنواع الظلم ( دعْوةُ المظلومِ تُحمَلُ علَى الغَمامِ و تُفتَحُ لها أبوابُ السَّماءِ و يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّكَ ولَو بعدَ حينٍ )ونحن أيضا نازحون عن بيوتاتنا مسافرون يقول النبي صلى الله عليه وسلم( ثلاث دعوات مستجابًات لا شك فيهن وذكر فيها دعوة المسافر)رواه أحمد عن أبي هريرة ، ونحن أيضا في حالة جهاد مع العدو وفيها يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رويه الإمام أبو داود وابن حبان عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ساعَتَانِ تُفْتَحُ فيهِما أبوابُ السَّماءِ ، وقَلَّما تُرَدُّ على دَاعٍ دَعْوَتُهُ : عندَ حُضُورِ النِّدَاءِ ، والصَّفِّ في سبيلِ اللهِ . ) فيا أيها الصائمون المجاهدون المظلومون المسافرون طوبى لكمدعوات مستجابات فأروا الله انكساركم اجأروا إلى الله بالدعاء عسى أن يفرج عنا وعن جميع المسلمين ولكن بعد أن نحقق الشرط المذكور في الآية نفسها (فليستجيبوا لي ) .
وهذا القدوة صلى الله عليه وسلم بعدما انتهى من تجهيز الجيش يوم بدر الكبرى وقف في عريشه رافعا يديه إلى من بيده النصر والتمكين فراح يدعوا فيقول (
اللهم أنجز ما وعدتني ...  فما زال يدعو إلى أن سقط الرداء عن منكبيه .... لندعوا الله باستمرار ولنحاول تحقيق شروط الدعاء حتى يستجيب الله لنا وينصرنا على عدوه وعدونا ويعز دينه ويعلي كلمته وما ذلك على الله بعزيز .
سألتك يا جبار ويا سامع الندا ويا حاكم احكم في الذي قد تجبرا فأنت الذي ترجى لدفع مضرتي وأنت مغيث من دعاك من الورى أجب دعوة المظلوم يشكو مصيبة كسير الجناح لا نصير له يرى فأنت المغيث والنصير على العدا وقولك حق لا خلال ولا امترا

6 رمضان – 1435 4-7-2014

 


http://shamkhotaba.org