رمضان أقبَلَ أيّها المشتاق
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الأربعاء 1 مايو 2019 م
عدد الزيارات : 1958
مقدمة:
إنّه رمضان أيها المشتاق... حسناتٌ تُضاعف، وذنوبٌ تُغفر، ورِقابٌ تُعتق، ونفوسٌ تسابق.
سباقٌ على الخيرات، وحرصٌ على العبادات، واجتماعٌ ومودّةٌ.
إنّها بشائرٌ لكلّ مسلمٍ، فأبشروا وتباشروا أيّها المسلمون، فهذا هلال الصّوم قد دنت ولادته، واقتربت إطلالته، الأعماق ترقبه، والأيّام تقرّبه، وكم من قلبٍ يتوق، وصبٍّ مشوق، إلى جلال أيّامه ولياليه، فتأهّبوا لاستقباله، والإنابة والإقبال على الله تعالى، ورجاء رحمته وخيره.
وإن أتى رمضان واصطفيت له    فاخلع ثياب الهوى وقم على قدمِ
وصنه عن كل ما يرديك من حُرُم    ولتعكس النّفس عكس الخيل باللجمِ
1- أهلاً بشهر الخير والبركات
بعد أيّام قلائل سيحل علينا ضيفٌ عزيزٌ جليلٌ كريمٌ، يهلّ علينا بأنفاسه الخاشعة الزّاكية، وبرحماته النّديّة، والعاقل هو الّذي يعطي كلّ شيءٍ قدْره، هو الّذي يستعدّ لضيفه إن كان كبيراً كريماً قبل نزول ضيفه عليه، ونحن لا نعلم ضيفاً أكرم على الله سبحانه من هذا الضّيف الكريم، الّذي ورد اسم شهره الوحيد في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]. 
إنّه الضّيف الذي كنّا ننتظره بفارغ الصّبر، وعلى أحرّ من الجمر، وذلك لما فيه من مزايا ساميةٍ وخصالٍ راقيةٍ.
إنّه الشّهر الّذي يصنع من البشر ملائكةً، فإنّ المسلم حينما يتحرّك بعقيدته الإيمانيّة في مجال الصّوم، فيصوم لله إيماناً به واحتساباً لوجهه الكريم، فإنّه يصبح بشراً كالملائكة، فإنّ فضائل الصّوم لا تأخذ مسيرتها متناثرةً متباعدةً، ولكن متعانقةً متشابكةً، يمتزج بعضها ببعضٍ في تتابعٍ وانسجامٍ، حتّى تشكّل في النّهاية أروع صورةٍ للإنسان الكامل، يخالط النّاس ويمشي في الأسواق، فهو هنا بجسمه وسلوكه، ولكنّه هناك في الملأ الأعلى مع الملائكة المقرّبين في عالمها الأفضل بروحه وقيمه، فالصّائم المتحفّظ لا يلمّ بذنبٍ، لأنّ الصوم يغسله من ذنوبه فيعود كيوم ولدته أمه، ففي الصّحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ). صحيح البخاريّ: 38، صحيح مسلم: 175
أرأيت إلى الصّوم الكامل وهو يصنع من الصّائمين رجالاً بررةً؟! تجد الجنّة حشداً هائلاً من أهلها وساكنيها فتفتح أبوابها استعداداً لاستقبالهم، ولا تجد النّار من يدخلها فتغلق أبوابها، وتعجز الشّياطين عن ممارسة نشاطهم في البيئة الصّائمة، فكأنّهم لبطلان سعيهم قُيّدوا بالسّلاسل والأغلال، وأنّى للشّياطين أن يكون لهم عملٌ في عالم الملائكة؟! فقد جاء في الصّحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ). صحيح البخاريّ/3277، صحيح مسلم/1079
أقبل شهر رمضان علينا محمّلاً بخيراتٍ وعطايا من الحقّ جلّ وعلا، يُفيضها على القلوب الصّادقة في الإقبال عليه، ويعظُم نصيب الصّادق في هذا الإقبال، فيكون لجسده نصيبٌ، ولنفسه نصيبٌ، ويكون لقلبه وروحه نصيبٌ، ولكلّ ما يحيط به وبمن يحيط به نصيبٌ، ففي رمضان خروجٌ للنّفس عن المعتاد، سواءً في مواعيد طعامه وشرابه، أو عمله ونومه، أو غير ذلك.
2- الصّوم وتربية النّفس
للنّفس نصيبٌ من شهر رمضان، ونصيب النّفس نصيبٌ عظيمٌ، وهو أنّ النّفس تكون مهيّأة للتّهذيب والتّزكية، هذه النّفس الّتي كانت تلعب بنا طوال السّنة في غالب الأحوال، تستعبدنا في رغباتها، فنعجز في كثيرٍ من الأحيان عن التّحرر من تسلّطها علينا، هذه النّفس إذا ما جاء شهر رمضان محمّلاً بمعانٍ من تهذيب هذه النّفس وترويضها، حيث جاء أمر الصّيام الّذي هو إمساكٌ من طلوع الفجر الصّادق إلى غروب الشّمس، فالطّعام والشّراب سببان أساسيّان في عالم الأسباب لبقاء الحياة واستمرارها، ومدّه بالطّاقة الّتي يعيش بها، فجاء الأمر بأن نلزم أنفسنا بأن نترك أمراً ترتّب عليه استمرار حياتنا، ليكون في ذلك خطابٌ للنّفس: أيّتها النّفس استطعت أن تتركي أمراً تقوم الحياة عليه، فكيف تدّعين عجزك عن أن تتركي أمراً لا تترتب عليه الحياة؟! بل هو عادة من المألوفات والمعتادات، وكيف ترضين أن تستقرّ فيك عادةٌ سيّئةٌ قبيحةٌ تحول بينك وبين الصّلة والقرب من الحقّ جلّ جلاله؟! فهذه حجّةٌ تقوم على النّفس في رمضان.
وبعد الإفطار تريد هذه النّفس أن تميل إلى الرّاحة فتأتي صلاة التّراويح ليقف العبد خاشعاً بين يدي خالقه ومولاه جلّ في علاه، فيمكّن اللّيلُ والنّهار المؤمنَ من الأخذ بزمام نفسه، ومع مرور الوقت تألّف النّفس هذا الصّيام، ولا تشعر بمعنى المشقّة الّتي فيه، فيتعلّم درساً عظيماً ألا وهو أنّ كثيراً من الأمور الصّالحة الرّاقية تبدو في البداية أمراً شاقّاً وصعباً فإذا بنا نكتشف أنّ هذه الأمور قد أصبحت سهلةً وبسيطةً.
فرصةٌ ثمينةٌ في بداية هذا الشّهر المبارك، أن يقف كلّ فردٍ منّا مع نفسه وقفةً صادقةً، فيعرف خيرها وشرّها، ويسعى لتطويرها وتهذيبها، فمن توجّهت همّته إلى العُلا يناله، ومن أخلد إلى الأرض واتّبع هواه فسيلحقه بقدر دنوّ همّته من الذلّ والمهانة والتّبعية، قال سبحانه وتعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 7-10].
فمن جدّ وجدّ، ومن زرع حصد، وخصائص رمضان فرصةٌ لا تعوّض للرّاغبين في تزكية نفوسهم وتهذيبها.
ياذا الّذي ما كفاه الذّنب في رجب    حتّى عصى ربّه في شهر شعبانِ
لقد أظلّك شهر الصّوم بعدهما    فلا تصيّره أيضا شهر عصيانِ
3- اِفرح يا محبّ بشهر رمضان
لو قيل لأحدٍ من أبناء الدّنيا إنّك ستربح بعد يومين أرباحاً ماليّةً كبيرةً جدّاً، فبالله عليكم كيف ستكون فرحته؟ إنّها فرحةٌ لا تُوصف، فإنّ المؤمن يفرح بحلول شهر رمضان المبارك فرحةً تزيد على فرحة هذا الّذي بُشّر بربح ألوف مؤلّفة بعد يومين، بل لا مقارنة بين فرحته وبين فرحة عبدٍ بدنيا مقبلةٍ عليه وإن عظمت، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 85].
لأنّ المؤمن يجمع في رمضان من الحسنات خيراً ممّا يجمعه أهل الدّنيا من أعراضها وأموالها، لماذا؟ لأنّ المال وإن كثر ظلٌّ زائلٌ، وعاريةٌ مسترجعةٌ، ففرحة المؤمن بحسنةٍ واحدةٍ أضعاف أضعاف فرحة أهل المال بأموالهم، فكيف فرحتهم بحسناتٍ لا يعلمها إلّا الله؟
افرح فقد أقبل شهر الصّيام، شهر القرآن، شهر العتق من النّيران، شهر الجود والإحسان، شهر مغفرة الذّنوب والآثام، أليس من حقّ المؤمنين الموحّدين أن يفرحوا بهذه المنح والعطايا؟ مغبونٌ وربّ الكعبة من أقبل عليه موسم الخير والنّفحات والبركات، ثمّ انسلخ رمضان قبل أن يغفر له الرّحيم الرّحمن، فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ: (آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ)، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا؟ فَقَالَ: (قَالَ لِي جِبْرِيلُ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ). الأدب المفرد: 646
4- بم تستقبل شهر رمضان؟ وكيف؟
سؤالٌ يطرح نفسه ألا وهو: ما أولّ ما ينبغي أن نستقبل به هذا الشّهر المعظّم يا عباد الله؟
إنه التّوبة، التّوبة من سائر الأدران والمعاصي والآثام، أدعو إلى ذلك نفسي أولاً، وأدعوكم إليها والمسلمين عامّةً. ثانياً: أدعوكم جميعاً إلى التّوبة النّصوح، وتجديد البيعة مع الله سبحانه، والاصطلاح مع أوامره وشرائعه وأحكامه، أدعو المتظالمين إلى أن يُقلعوا عن الظّلم أيّاً كان نوعه، وأيّا كان مصدره وسببه.
أقبل أيّها اللاهي، أيّها العاصي فمهما كان جرمك عظيماً، فكرم الله أوسع وعفو الله أعظم، فعد إليه من الآن وتذلّل بين يديه، فإنّه ينادي عليك في كتابه الكريم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا على أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].
وإنّ الله تعالى يفرح بتوبتك فرحاً لا يمكن أن تتصوّره، فقد جاء في الحديث: (اللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ، سَقَطَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَقَدْ أَضَلَّهُ فِي أَرْضِ فَلاَةٍ). صحيح البخاري: 6309
وإنّ من شروط التّوبة أن تندم على ما مضى، وأن تقلع عن جميع الذّنوب والمعاصي، وأن تعزم على ألّا تعود، وأن تردّ حقوق العباد إلى أربابها، من قبل أن يأتي يومٌ لا درهم ولا دينار، وإنّما فيه حسناتٌ وسيّئاتٌ.
فالتّوبة إلى الله خير بدايةٍ، وخير نهايةٍ، فلنُقبل على الله تعالى، ولنُقبل على هذا الموسم المبارك بهمّةٍ عاليةٍ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
5- برنامجي العمليّ في شهر رمضان
إنّ كلّ من يريد أن يقيم مشروعاً تجاريّاً للدّنيا، فإنّه يعدّ لهذا المشروع قبل أن يشرع فيه دراسةً عاليةً، فهل وضعت دراسةً لموسم الأرباح؟ برنامجاً في النّهار وبرنامجاً في اللّيل، فهذا موسم طاعةٍ، وليس موسماً للطّعام والشّراب، فاستمعوا معي إخواني إلى هذا البرنامج السريع لنحوّله إلى منهجٍ عمليٍّ إن شاء الله تعالى.
أوّلاً: المحافظة على الصّلوات في جماعةٍ: حتّى لا تضيع الصّلاة منك، وحذار ثم حذار أن تكون ممّن يقبل على الصّلوات في المساجد في أوّل رمضانّ حتّى إذا دخلت العشرة الثّانية فترت همّتهم وتكاسلوا عن الصّلاة، احذر ذلك فإنّ الله تعالى أمرنا بالمحافظة على الصّلاة دائماً، قال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوسطى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238].
ثانياً: المحافظة على وِردٍ يوميٍّ من كتاب الله عز وجل: منذ متى وأنت لم تفتح القرآن، قم وأسرع وانفض عن القرآن الغبار، وأخرجه من حقيبته، واشرع في تلاوة كتاب الله بفهمٍ وتدبّرٍ، ففي الحديث عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِصَاحِبِهِ). مسند الإمام أحمد: 22193
وقال: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ الْم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ). سنن التّرمذيّ: 2910
فما أجمل أن تجلس مع زوجتك وأولادك في اللّيل أو النّهار لتتدارسوا جزأين من كتاب الله، وإذا كنت لا تُحسن التّلاوة فاحرص على أن تجلس في جلسةٍ يُقرأ فيها كتاب الله تعالى.
ثالثاً: صلاة التّراويح شهراً كاملاً: احرص على أن تقوم كلّ ليالي هذا الشّهر الفضيل، فلا تضيّع ليلةً منه، لأنّه: (إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ). مسند الإمام أحمد: 21917
فاحرص على أن تصلي التّراويح كلّها مع الإمام فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ). صحيح البخاريّ: 37
رابعاً: الإكثار من سؤال الله الجنّة والاستعاذة به من النّار والإكثار من الأذكار والاستغفار: واحذر من تضييع الأوقات أمام المسلسلات والأفلام ووسائل الإعلام والجوّالات، فيمضي شهر رمضان وأنت لا تدري، فتخسر مع الخاسرين، فإنّ المغبون من ضيّع رمضان، وإنّ المغبوط من استثمر رمضان في طاعة الرّحمن.
 

http://shamkhotaba.org