شذراتٌ من أحوال الحبيب في رمضان
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الأربعاء 8 مايو 2019 م
عدد الزيارات : 9242
مقدمة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: (مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى). صحيح البخاريّ: 7280
ليس بخافٍ على مسلمٍ أنّ الهدي النّبويّ هو أكمل ما عرفت البشريّة من هديٍ وأعظمه، وأنّه بمقدار قرب العبد من هديه صلى الله عليه وسلم وعمله وفق سنته؛ يتدرّج في سلّم الوصول إلى العُلا ويصعد في رتب الكمال البشريّ.
ولمّا كان شهر رمضان المبارك من أعظم مواسم الإسلام وأجلّها، ومن أكثر الفرص السّانحة أمام العبد لكي يتقرّب من خالقه ومولاه عز وجل وينال رضاه، كانت الحاجة ماسّةً للتّعرّف على شذراتٍ من هديه صلى الله عليه وسلم في تسعة رمضاناتٍ عاشها في حياته العامرة بالاجتهاد في التّعبّد والطّاعة.
1- أحواله مع ربه جل جلاله
كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم أعرف الخلق بربّه، وأعظمهم قياماً بحقّه، تدّرج في سلّم العبوديّة لله تعالى وتحقيق الكمال البشريّ حتّى بلغ أكمل المنازل وأعلى المقامات، وارتقى مرتقىً لا يبلغه سائر العالمين؛ فغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.
ثمّ وهو بتلك المنزلة السّامقة يقوم الليل ويبكي ويتضرّع...
حدّثت أمّنا عائشة رضي الله عنها بأعجب شيءٍ رأته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي، قَالَ: (يَا عَائِشَةُ ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي)، قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ، وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ، قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ، فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟، قَالَ: (أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا، لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ، وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْض...} [آل عمران: 190]). صحيح ابن حبّان/720، وقال: صحيحٌ على شرط مسلم
ولقد كانت أحواله في رمضان نموذجاً حيّاً يصوّر عبادته وخضوعه فينطق جوانب عدّةً من تعبّده:
دعاؤه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: (ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ). سنن أبي داوود: 7357
قربه من ربه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الوِصَالِ فِي الصَّوْمِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (وَأَيُّكُمْ مِثْلِي، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ). صحيح البخاريّ: 1965
بكاؤه: عن ابن الشِّخِّيرِ، عن أبيه قال: "كَانَ يُسْمَعُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَزِيزٌ بِالدُّعَاءِ وَهُوَ سَاجِدٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ". السّنن الكبرى للنّسائيّ: 550
قد كنتُ أُشفق من دمعي على بصري    فاليوم كلّ عزيزٍ بعدكم هانا
2- شدّة العبادة لا تزيده إلّا عبوديّة وتواضعاً
من سمات مَن رقّت نفسه وعرف معبوده أن يتواضع وينكسر لله تعالى.
يصلّي حتى تتفطّر قدماه.. يصوم حتّى يصبّ الماء على رأسه من العطش أو من الحرّ..
قَالَ أبو الدّرداء رضي الله عنه: "لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا مِنَّا أَحَدٌ صَائِمٌ، إِلَّا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ". صحيح مسلم: 1122
مع كلّ ما آتاه الله من حرصٍ على العبادة ما رأى نفسه فيها، بل بالعكس تماماً زادته عبوديّةً وتواضعاً، فقد ظهر جليّاً فيما يلي:
تواضع معتَكَفه: عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: "إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ، فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ، قَالَ: فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ". صحيح مسلم: 1167
وعن سيلان ماء المطر من سقف المسجد على مصلّاه صلى الله عليه وسلم يحدّثنا أبو سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَاوِرُ فِي رَمَضَانَ العَشْرَ الَّتِي فِي وَسَطِ الشَّهْرِ، فَإِذَا كَانَ حِينَ يُمْسِي مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً تَمْضِي، وَيَسْتَقْبِلُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ رَجَعَ إِلَى مَسْكَنِهِ، وَرَجَعَ مَنْ كَانَ يُجَاوِرُ مَعَهُ، وَأَنَّهُ أَقَامَ فِي شَهْرٍ جَاوَرَ فِيهِ اللَّيْلَةَ الَّتِي كَانَ يَرْجِعُ فِيهَا، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَأَمَرَهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: (كُنْتُ أُجَاوِرُ هَذِهِ العَشْرَ، ثُمَّ قَدْ بَدَا لِي أَنْ أُجَاوِرَ هَذِهِ العَشْرَ الأَوَاخِرَ، فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَثْبُتْ فِي مُعْتَكَفِهِ، وَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، فَابْتَغُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَابْتَغُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ)، فَاسْتَهَلَّتِ السَّمَاءُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَأَمْطَرَتْ، فَوَكَفَ المَسْجِدُ فِي مُصَلَّى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، فَبَصُرَتْ عَيْنِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ انْصَرَفَ مِنَ الصُّبْحِ وَوَجْهُهُ مُمْتَلِئٌ طِينًا وَمَاءً. صحيح البخاريّ: 2018
تواضع فطوره وسحوره: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ". سنن التّرمذيّ: 696
والمراد هنا أن نقتفي أثره ونحذو حذوه، فهو الّذي لا يمتنع عن موجودٍ من غير سرفٍ ولا مخيلةٍ، ولا يتكلّف حوز المفقود.
وما أورثه ذلك إلّا تواضعُ قلبه وإخباته لربّه وإقباله عليه مع الطّمأنينة والرّضا والتّعلّق بالآخرة.
وهذا ما دعاه إلى أن لا يُبقي شيئاً من متاع الدنيا عنده ولا سيما في رمضان.
3- وأجود ما يكون في رمضان
وهذه من ثمرة مدارسته للقرآن وعيشه معه الّتي ذكرها ابن عبّاس رضي الله عنهما بقوله: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ". صحيح البخاريّ: 6
وقد أبدع الإمام ابن حجر في اكتشاف علّة زيادة جوده في رمضان عن غيره: "أَنَّ مُدَارَسَةَ الْقُرْآنِ تُجَدِّدُ لَهُ الْعَهْدَ بِمَزِيدِ غِنَى النَّفْسِ وَالْغِنَى سَبَبُ الْجُودِ". فتج الباري: 1/31
تراه إذا ما جئته متهلّلاً    كأنّك تعطيه الّذي أنت نائله
فلو لم يكن في كفّه غير روحه    لجاد بها فليتّقِ الله سائله
لا سيما ونحن نعيش ظروفاً قاسيةً وجراحاً بليغةً وحروباً أنهكت القوى ونزوحاً طلّح الركائب، ونحن في شهر الخير والجود والمواساة، وما أجمل قول ابن عبّاس: "أجود بالخير من الرّيح المرسلة، وَعَبَّرَ بِالْمُرْسَلَةِ إِشَارَةً إِلَى دَوَامِ هُبُوبِهَا بِالرَّحْمَةِ وَإِلَى عُمُومِ النَّفْعِ بِجُودِهِ كَمَا تَعُمُّ الرِّيحُ الْمُرْسَلَةُ جَمِيعَ مَا تَهُبُّ عَلَيْهِ". فتج الباري، 1/31
ومن جود الحبيب صلى الله عليه وسلم أنّ كرمه يصل إلى من يستحقّه قبل أن يذوب في طلبه ماء الحياء من وجهه، كحال الرّيح المرسلة تأتي النّاس برحمات خالقها في ديارهم وأراضيهم، وقد قال الإمام الشّافعيّ: "فَأَحِبُّ لِلرَّجُلِ الزِّيَادَةَ بِالْجُودِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ اقْتِدَاءً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلِحَاجَةِ النَّاسِ فِيهِ إِلَى مَصَالِحِهِمْ، وَتَشَاغُلِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ، عَنْ مَكَاسِبَهُمْ". معرفة السّنن والآثار للبيهقيّ: 9063
4- أحواله مع أمّته
عزلته وعبادته لم تشغله عن جانب الاهتمام بالرّعيل الأوّل الّذي ربّاه على عينه الشّريفة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: ١٢٨].
يرى المتأمّل في حياته الكريمة صلى الله عليه وسلم أنّه أضفى على صحابته في هذا الشّهر المبارك صوراً رائعةً من الرّعاية والتّزكية والحرص على السّعادة والاستقرار في الدّنيا والظّفر بالنّجاة في الآخرة، فقد قال لهم رحمةً بهم: (لَا يَغُرَّنَّكُمْ نِدَاءُ بِلَالٍ، وَلَا هَذَا الْبَيَاضُ حَتَّى يَبْدُوَ الْفَجْرُ) أَوْ قَالَ (حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ). صحيح مسلم: 1094
وقال لهم: (إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ). صحيح البخاريّ: 1923
إرشاده لهم: عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَاتُّخِذَ لَهُ فِيهِ بَيْتٌ مِنْ سَعَفٍ، قَالَ: فَأَخْرَجَ رَأْسَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: (إِنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ بِمَا يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ). مسند الإمام أحمد: 5349
تحفيزه لهم للمبادرة بالعمل الصالح: حيث قال: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ). صحيح البخاريّ: 1901
وهذا غيضٌ من فيضٍ ونقطةٌ من بحرٍ وسطرٌ من قمطرٍ من خِلاله وصفاته خاصّةً في مواسم الخير، غير أنّنا لو بقينا الدّهر كلّه ما وقفنا على ساحله إذ هو بحرٌ عظيمٌ متلاطم الأمواج بالخير، تكفينا تلكم الجرعات والشّذرات حتى نتأسّى ونقتدي.
وختاماً: لمّا أعمل الحبيب صلى الله عليه وسلم التّربية في أصحابه عاشوا على خطاه حتّى ولو لم يعرفوا الحكمة في بعض سلوكه، فعن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْقَوْمُ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ، قَالَ: (مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ)، قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا) أَوْ قَالَ: (أَذًى)، وَقَالَ: (إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَنْظُرْ: فَإِنْ رَأَى فِي نَعْلَيْهِ قَذَرًا أَوْ أَذًى فَلْيَمْسَحْهُ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا). سنن أبي داوود: 650
والشّاهد: قوّة الاستجابة وحسن الاقتداء بالحبيب صلى الله عليه وسلم.
من أجل ذلك كانت تلكم الشّذرات، فما أمسّ حاجتنا إلى التّنعّم في ظلال سيرته والعيش مع أخباره والتعرّف على أحواله لنحقّق: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: ٣١].
 

http://shamkhotaba.org