أركان وأسس الخطابة
الكاتب : حسن محمد الجاسم
الجمعة 10 مايو 2019 م
عدد الزيارات : 9153
أركان وأسُس الخطابة:
الأول: خطاب.
الثاني: خطَيب.
الثالث: مخُاطب.
قبل أن تخطب فاعرف ما يلي:
1-  مناسبة الخطُبة .
2- موضوعها.
3- مدتها.
4- معلومات عامة عن الجمهور: (العمُر، الدراسة، الجنس، الهِوايات، العادات، التقاليد، الثقافة، العدد).
5- ماذا يريد الجمهور من هذا الخطِاب؟
6- ماذا يريد الخطَيب من الجمهور؟
اهتم بهذه التساؤلات:
ماذا - لماذا - كيف.
ماذا أرُيد من الجمهور؟ أو ماذا أخطب؟
لماذا أخطب؟
كيف أخطب؟
أجزاء الخطُبة:
مقدمة، موضوع، خاتمة.
ولا بد من الاستفاضة في الحديث عن هذه الأقسام، ليتحصل فيها إدراكٌ كاملٌ لهيكل الخطبة بتفاصيله.
وقبل أن نفصّل القول في شرح أجزاء الخطبة لا بد أولاً أن نعرف كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ خطبتَهَ:
كان يبدأ بخطبةٍ يسميها العلماء (خطبة الحاجة).
لذا ينبغي أن تُحفظ ليبدأ بها الخطيب خطبته فيصيب السنّة.
نص خطُبة الحاجة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمُور محُدثاتها، وكلُّ محُدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا:
عندما أنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وأنذر عشيرتك الأقربين} جمع عليه الصلاة والسلام أهله وعشيرته وقام فيهم خطيباً فقال:
(إن الرائدِ لا يكذب أهله، والله لو كذبت الناس جميعاً ما كذبتكم، ولو غررت الناس جميعاً ما غررتكم، والله الذي لا إله إلا هو، إني لرسول الله إليكم خاصةً، وإلى الناس عامةً، والله لتموتن كما تنامون ولتبعثنُ كما تستيقظون، ولتحاسبنُ بما تعملون، ولتجزونّ بالإحسان إحساناً، وبالسوء سوءاً، وإنها لجنةٌ أبداً، أو لنارٌ أبداً). الكامل في التاريخ لابن الأثير
خطبة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأكرمنا بالإيمان، و رحمنا بنبيه صلى الله عليه وسلم فهدانا به من الضلالة، وجمعنا به من الشتات، وألفَّ بين قلوبنا، ونصرنا على عدونا، ومكنَّ لنا في البلاد، وجعلنا به إخوانا متحابين؛ فاحمدوا الله على هذه النعمة، واسألوه المزيد فيها والشكرَ عليها، فإنّ الله قد صدقكم الوعدَ بالنصر على من خالفكم؛ وإياكم و العمل بالمعاصي و كفر النعمة، فقلما كفَرَ قومٌ بنعمةٍ ولم ينزعوا إلى التوبة إلا سُلبوا عزمهم، وسُلِّط عليهم عدوُّهم؛ أيها الناس إن الله قد أعزّ دعوةَ هذه الأمة، وجمع كلمتها، وأظهر فلجها (ظفرها)، ونصرها و شرّفها؛ فاحمدوه عباد الله على نعمه واشكروه على آلائه؛ وجعلنا وإياكم من الشاكرين".
خطبة قسُ بن ساعدِةَ الإيادي:
"أيها الناس: اجتمعوا واسمعوا وعوا، إنه مَن عاش مات، ومن مات فات، وكلُّ ما هو آتٍ آتٍ، ليلٌ داجٍ ونهارٌ ساجٍ، وسماءٌ ذاتُ أبراجٍ، ونجومٌ تزهر، وبحارٌ تزخر، وجبالٌ مرساةٌ، وأرضٌ مدحاةٌ، وأنهارٌ مجراةٌ.
إنّ في السماء لخبراً، وإنّ في الأرضِ لعبراً، ما بالُ الناسِ يذهبون ولا يرجعون؟!
أرضوا فأقاموا؟ أم تُركوا فناموا؟ 
يآ معشر إياد، أين الآباء والأجداد؟ أين الفراعنة الشداد؟
ألم يكونوا أكثرَ منكم مالاً وأطولَ آجالاً؟ 
طحنهم الدهَّر بكلكله، ومزقهم بتطاوله، ثم قال:
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر، لما رأيتُ مورداً للموت ليس لها مصاد، ورأيتُ قومي نحوها يسعى الأصاغر والأكابر، لا يرجعِ الماضي إليَّ ولا من الباقين غابر، أيقنتُ أني لا محالةَ حيثُ صار القوم صائر".
 

http://shamkhotaba.org