مقومات الخطاب الدعوي
الإخلاص والرسالة:
الدعوة عموماً والخطابة خصوصاً من أعظم العبادات، فهي: وظيفة الأنبياء فلابد من سلامة المقصد والإخلاص فيها.
الخطابة توفيق من الله تعالى وفتح على قلب الخطيب وعقله والتوفيق والفتح يحتاج لإخلاص ودعاء لله تعالى.
لابد لكل خطيب من رسالة تكون محور الخطبة أو عنوان لها كي يحدد هدفه من خلالها.
جعل الهم العام قضايا الأمة الكبرى والعمل على استنفار الطاقات لتفعيل الهم العام بحل هذه القضايا.
الموهبة والتدريب:
الخطابة موهبة تحتاج الى صقل وتدريب فمن لايملك الموهبة يحتاج الى مضاعفة التدريب ليتفوق في الخطابة.
الخطابة علم قائم بذاته يحتاج لتعلم وتدريب ومتابعة لأخر الدراسات والبرامج التي توصل اليها الباحثون في هذا العلم.
عدم التطوير في الوسائل والأدوات عند الخطيب يجعل الخطبة رتيبة وروتينية تأنفها النفوس وتمل من سماعها فتتشتت عنها.
براعة الخطيب تكون بتنويع الأساليب ومفاجئة المستمعين بطرق جديدة وأساليب غير مطروقة والعناية بالمضمون والتمكن منه والتحضير الجيد والتدرب على الإلقاء كي يقنع المستمع بكلامه وتكون خطبته مؤثرة.
الأصالة والمرجعية:
الخطيب مؤتم وهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على منبره.
يجب أن تدعم الأفكار والأحكام بالأدلة القرآنية والسنة النبوية كي تمتلك قوة التأثير والمرجعية الموثوقة.
يقول محمد بن سيرين: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم".
يقول عبد الله بن المبارك: "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء".
المعاصرة موافقة واقع الناس:
أن تكون الأفكار من واقع الناس وتلامس همومهم.
يقول العز بن عبد السلام: "من نزل بأرض تفشى فيها الزنى فحدث الناس عن حرمة الربا فقد خان".
فالخطيب يعيش بين الناس ويسمع همومهم ويراقب احتياجاتهم خلال الأسبوع فيختار ما يناسبهم ويعالج قضاياهم.
إن كانت الخطبة خيالية أو مثالية لا تمس الواقع سيرفضها الناس، قال سيدنا علي رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله"
خطاب الناس على قدر عقولهم ليفهموا الخطاب والهدف منه.
فخطاب المثقفين لايصلح للعامة وخطاب الكبار لا يناسب الصغار.
فلابد من مراعاة الألفاظ التي تناسب الجميع والابتعاد عن التقعر والتنطع بالكلمات واستعمال الكلمات الغريبة والجزلة مما يغيب عن الناس ادراكه عامة، ولابد من الخطيب أن يتخيل نفسه بين الناس حتى ويستشعر حالهم.
الوحدة الموضوعية:
• أن يكون الموضوع متصلا ببعضه اتصالًا واضحاً يخدم قضية واحدة.
• عدم التفرع والتشعب في التفاصيل حتى لا ينسي الكلام أوله آخره.
• عدم الخوض في الخلافيات التي لم تحسم منعا من التصادم.
• تلخيص الأفكار والمضامين ليسهل على الناس حفظ عناوين الخطبة والمراد منها.
سلامة المنطق:
• العناية باللغة العربية الفصحى والاهتمام بالنطق السليم من أكثر الأمور التي تستدعي الإنصات من السامع.
• مما يعاب على الخطيب عدم تحضير الخطبة فيقع في ارتباك وتشتت خلال الالقاء أو يقرأ بعض الكلمات قراءة خاطئة ان كان يقرأ من ورقة أو من حفظه
• إن كان هنالك مشلكة مع أحرف أو ألفاظ معينة فعليه اجتنابها.
التعبير المناسب:
• الاهتمام بالمعاني واستعمال العقلانية والإحساس المناسب لكل فكرة أو جملة.
• استعمال الخطيب لأساليب البلاغة والبيان وان يملك رصيدا لغويا كبيرامهم جدا ليضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب.
• الخطيب مطالب بمخاطبة العقل بالاقناع فلذلك لابد أن ينتقي الكلمات بحذر شديد.
• وكذلك لابد من استخدام الأسلوب العاطفي لتحريك العاطفة الدينية لدى المستمع.
• التوازن بين الخطابين العقلي والعاطفي مهم جدا حتى يتم التفاعل المطلوب من المستمعين.
استخدام عناصر التشويق والجذب بما يناسب السياق:
• القصة التاريخية والرمزية وربطها بالموضوع والواقع.
• طرح الأسئلة المثارة أو المبتكرة والاجابة عنها.
• استعمل الحقائق والاحصائيات العلمية والإعجاز العلمي.
• رفع الصوت وخفضه بحسب السياق والمعاني.
• لغة الجسد وحركة اليدين وايماءات الوجه مهمة جدا فهي تعطي التواصل البصري الذي يزيد التركيز بشكل كبير.
• توزيع النظرات بين المستمعين ليشعروا بأن الخطاب موجه إليهم بشكل مباشر.
الإيجاز والاختصار:
• من حسن مئنة الرجل قصر الخطبة وطول الصلاة.
• التركيز على العناوين وتقسيم الأفكار يفيد في سهولة إدراك مراد الخطيب من كلامه.
• البعد عن الحشو والتطويل والتفاصيل التي يستغنى عنها بالتلميح بدل التصريح أو باختزال القضايا الكبيرة بالنتائج فقط.
• الاقتصار على دليل واحد لكل فكرة تحتاج لدليل وكذلك اختزال القصص بالأفكار المهمة وموضع الشاهد.
http://shamkhotaba.org