تعظيم النبي عليه الصلاة والسلام
الكاتب : رديف يوسف المقداد
الاثنين 6 يناير 2014 م
عدد الزيارات : 9650

تعظيم النبي عليه الصلاة والسلام

 

مما يحيي القلوب ، وينشّط النفوس ، ويقوّي العزائم ويشنّف  الآذان ويسعد القلوب، ويشرح الصدور ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم والوقوف على مكانة وقدره

وإن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله وتوقيره شعبةٌ عظيمةٌ من شعب الإيمان والتعظيم  غير المحبة ، بل فوق منزلة المحبة ؛ لأنه ليس كل محبٍ معظماً إذا جمع العبد المؤمن تجاه رسوله صلى الله عليه وسلم المحبة ، ثم توجّه وكملها - أو أسسها - وبناها على قاعدة تعظيم وتوقير المصطفى صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه يكون قد نال حظاً عظيماً ، وشرفاً كبيراً ،

 

تعظيم الله عز وجل للنبي

 

{فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون }.

فالمعظم لرسول الله صلى الله عليه وسلم في زمرة المفلحين - بإذن الله جل وعلا - والتعزير كلمةٌ معناها التعظيم والنصر والتوقير

أخذ العهد له صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء والرسل

فالله سبحانه وتعالى يقول:{وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتابٍ وحكمة ثم جاءكم رسولٌ مصدقٌ لما معكم لتؤمنون به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين } . 

وروى أهل التفسير عن علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس في تفسير هذه الآية بقولهما : " ما بعث الله نبياً إلا أخذ عليه الميثاق : لئن بعث محمدٌ وهو حيٌ ليؤمنن به ، ولينصرنه ، و أمر الله النبي أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث فيهم محمداً - عليه الصلاة والسلام -

 

 

ختم النبوات بنبوة محمدٍ صلى الله عليه وسلم

قال تعالى : { ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } ابن القيم رحمه الله في خلق آدم قال : " جعل الله خلق آدم وهو أبو البشر متأخراً عن خلق كثيرٍ من المخلوقات من الملائكة والجن وغيرهم ، ولا يكون المؤخر إلا معظماً –

 

عموم رسالة صلى الله عليه وسلم

قال تعالى : { وما أرسلناك إلا كافةً للناس بشيراً ونذيرا } ،

{ وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين }

قال عليه الصلاة والسلام : (أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من قبلي: كان كلّ نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كلّ أحمر وأسود، وأحلت لي الغنائم ولم تحلّ لأحد من قبلي، وجعلت لي الأرض طيبة طهورا أو مسجدا فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان، ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة ) .

 

الأقسام الربانية المتعلقة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم

وهذه وجوه عظمةٍ لم تكن لأحدٍ من الخلق إلا له عليه الصلاة والسلام .. أقسم الله بحياته فقال جل وعلا : { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمون } .

قال ابن عباسٍ رضي الله عنه : " ما حلف الله تعالى بحياة أحدٍ إلا بحياة محمدٍ صلى الله عليه وسلم "

 

رفع ذكره وتقدير جسمه صلى الله عليه وسلم

والله جل وعلا قال : { ورفعنا لك ذكرك } ،

{والله يعصمك من الناس } .

كان النبي عليه الصلاة والسلام في أول الأمر يحرسه حرسٌ من الصحابة ، يتناوبون حراسته ليلاً ونهاراً ؛ خوفاً عليه من الأعداء ، فلما نزلت هذه الآية رفع الحرس .

ربط الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وبطاعته ومبايعته لله رب العالمين

فإذا ذكر الإيمان بالله ذكر معه الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى :

{ يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله } .

وقوله : { آمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته } .

وفي الطاعة قال تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله } .

والمبايعة قول الله عز وجل :{ إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم }

 

التوقير الرباني في نداءه ومخاطبته صلى الله عليه وسلم

الرسل والأنبياء في القرآن ذكروا بالنداء بأسمائهم .. قال تعالى : { يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة } ، وقوله : { يا نوح اهبط بسلام منا وبركات } ، وقوله : { يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا } .. 

هل تقرؤون في القرآن " يا محمد " ؟ أبداً !

 

{ يا أيها النبي .. } { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك .. } ، { يا أيها النبي قل لأزواجك .. } ،

 

شفاعته الأمم كلها عامةً ولأمته خاصة

كل الخليقة والبشرية من أولها إلى آخرها يشفع لها محمدٌ صلى الله عليه وسلم في اليوم الأعظم ن والكرب الأسمى والأضخم ، في يوم القيامة ليقضي الله عز وجل بين الخلائق وأعطي أيضاً عليه الصلاة والسلام أنواعاً كثيرةً من وجوه الشفاعة لأمته في أحاديث الشفاعة الطويلة ولا يسمح المقام بذكر ذلك .

وقد قال عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة عند مسلم : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافعٍ ، وأول مشفعٍ ) .

كفيه شعبٌ من الأموات أحياه

أي عظمةٍ من عظمة تخريج الرجال وصناعة الرجال ، وليس هناك أحدٌ صنع مثلما صنع رسول الله عليه الصلاة والسلام في مثل هذا .

من أعظم وجوه العظمة هو ما أخرجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذه البشرية من أعيان أصحابه رضوان الله عليهم وما كانوا عليه من إيمانٍ وتقوى وهدي وصلاح  وما كانوا عليه من قوةٍ وحسن عملٍ ؛ حتى شرقوا في الأرض وغربوا ، وفتحوا القلوب والبلاد ، وأصلحوا العباد ، وكان خيرهم رضوان الله عليهم ..

أساسٌ ما زلنا إلى يوم الناس هذا نتفيأ ظلاله ، وننتفع بما كان مما صنعوه خدمةً لدينهم  وتبليغاً لدعوتهم ، واتباعاً لرسولهم صلى الله عليه وسلم وقبل ذلك استمساكاً بكتاب ربهم سبحانه وتعالى . حتى جاء عقبة بن نافع بعد دهرٍ طويل وهو يخاطب البحر ويقول : " لو أني أعلم أني وراءك أرضٌ لخضتك في سبيل الله عز وجل " .

وحتى بر الأمير المسلم بقسمه ، وجاءوا له بترابٍ من الصين ليطأ عليه بقدمه إبراراً لقسمه ؛ وحتى وقفت جيوش المسلمين على أبواب النمسا في القرون القريبة الماضية ، ودخلوا في عهد عبد الرحمن الغافقي التابع إلى جنوب فرنسا ..

 

ما فعل سعد بن الربيع أفي الأحياء هو أم في الأموات فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظره فوجده جريحا في القتل وبه رمق فقال له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في الأحياءأنت أم في الأموات فقال أنا في الأموات أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنى السلام وقل له إن سعد بن الربيع يقول جزاك الله عنا خير ما جزى نبي عن أمته وأبلغ قومك السلام وقل لهم إن سعدا يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف ثم مات

وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلَّم قوله :

" سَلوا لي الوسيلة فإنها مقامٌ لا ينبغي إلا لواحدٍ من خلقه وأرجو أن أكون أنا " .

ربما كان عند النساء من التعظيم للرسول  ما يفوق  الرجال

لما أشيع خبر قتل الرسول في احد امرأة من الأنصار

بابي  أنت وأمي  يا رسول الله  كل الناس دمنك جلل لا أبالي إذا سلمت من هلك

حتى الحجر والغيمة والقمر واحد

صحيح مسلم - : ( إني لأعرف حجراً كان يسلّم عليّ بمكة )

 

 

وجوه تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم

تعظيما لا يخرجه عن كونه بشر نبي

- وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلَّم قوله :

" سَلوا لي الوسيلة فإنها مقامٌ لا ينبغي إلا لواحدٍ من خلقه وأرجو أن أكون أنا " .

- الصلاة عليه بل الإكثار من الصلاة عليه

تعالو نطلق حملة للصلاة عليه نلزم الاستغفار وتلاوة القرآن والصلاة على النبي المختار

ومن تعظيمه صلى الله عليه وسلَّم

دراسة سيرته العطرة والاستفادة من دروسها العظيمة

وتعليمها لأبنائنا  كما تعلمها أبناء الصحابة الكرام

- تعظيم الصحابة من المهاجرين    والأنصار

أشكال التعظيم كثيرة هدنا الله وإياكم لتعظيم الدين الدين الحنيف ونبيه الكريم صلوات الله  عليه وسلم ..................

 

خطبة الجمعة في مسجد خالد بن الوليد بمدينة بصرى الشام 6/3/2009

أ‌.  رديف المقداد 


http://shamkhotaba.org