بصرى كسرى بحيرى
هذه الكلمات الثلاثة لها قيمة تاريخية عظيمة وبينها توافق واختلاف ، تتوافق هذه الكلمات في الحرفين الأخيرين إذ كل منها ينتهي بالراء والألف، وتتفق بصرى وبحيرى بالحرف الأول الذي هو الباء. وتختلفان مع كسرى بالحرف الأول.
وهذه الكلمات الثلاثة لها ارتباط وثيق مع الشخصية التاريخية العظيمة العالمية الأولى سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
منذ ولادته عليه أزكى الصلاة والسلام كان نعمة على بصرى وبحيرى، وفي يوم ولادته العلامة الواضحة للخسران المبين لكسرى وملكه
في الحديث :
عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله ! أخبرنا عن نفسك ، قال دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى بن مريم ، ورأت أمي حين حملت بي أنه
خرج منها نور أضأت له قصور بصرى من أرض الشام دلائل النبوة للبيهقي -
لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى ، وسقطت منه أربع عشرة شرفة . وخمدت نار فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ،
أضواء البيان -
وقد كان لمولده من الأحداث الكونية ما لفت أنظار العالم كله .
ذكر ابن كثير منها انكفاء الأصنام على وجوهها ، وارتجاس إيوان كسرى ، وسقوط بعض شرفه ، وخمود نار فارس ، ولم تخمد قبلها ، وغاضت بحيرة ساوة ،
سيرة ابن هشام
رسالة الرسول الكريم إلى كسرى ملك الفرس
(بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله، فأني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فأن أبيت فعليك اثم المجوس)
كِسْرَى وَبَعْثَةُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ
فَبَلَغَنِي عَنْ الزّهْرِيّ أَنّهُ قَالَ كَتَبَ كِسْرَى إلَى بَاذَانَ : أَنّهُ بَلَغَنِي أَنّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْش خَرَجَ بِمَكّةَ ، يَزْعُمُ أَنّهُ نَبِيّ ، فَسِرْ إلَيْهِ فَاسْتَتِبْهُ فَإِنْ تَابَ وَإِلّا فَابْعَثْ إلَيّ بِرَأْسِهِ . فَبَعَثَ بَاذَانُ بِكِتَابِ كِسْرَى إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَكَتَبَ إلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّ اللّهَ قَدْ وَعَدَنِي أَنْ يُقْتَلَ كِسْرَى فِي يَوْمِ كَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا فَلَمّا أَتَى بَاذَانَ الْكِتَابُ تَوَقّفَ لِيَنْظُرَ وَقَالَ إنْ كَانَ نَبِيّا فَسَيَكُونُ مَا قَالَ . فَقَتَلَ اللّهُ كِسْرَى فِي الْيَوْمِ الّذِي قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : قُتِلَ عَلَى يَدَيْ ابْنِهِ شِيرَوَيْه ،
واما بحيرى ذالك الراهب النسطوري الذي كان يعيش في نسيان التاريخ في دير بصرى ذالك الدير الذي لطالما عاش ووجد فيه العديد من الرهبان قديما
وآلا ف الرهبان عاشوا عبر السنين والدهور لكن لعل من اشهر رهبان الدنيا بحيرى
وما جعله معروفا ومشهورا ومميزا إلا لقاءه بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مدينة بصرى الشام وبشر بحيرى بما وجد عنده في الكتاب المقدس
بان الطفل القرشي اليتم الذي كان بصحبة أبي طالب في قافلة قريش
التجارة هو نبي الله خاتم الأنبياء المرسل للعالمين
وهكذا يختص الله بنعمته من يشاء من عباده
لله خواص في الأزمنة والأمكنة والأشخاص
وهب الله لبصرى وبحيرى رفعة
واما كسرى فختار لنفسه الاهانة والخسران
بقلم : أ. رديف المقداد