مفهوم القيادة بين الدكتاتورية والحقيقة
الكاتب : رديف يوسف المقداد
الأحد 12 يناير 2014 م
عدد الزيارات : 6708
 مفهوم القيادة بين الدكتاتورية والحقيقة
 
ترسب في عقول المجتمعات والأفراد فهم خاطئ للقيادة وصارت ترمز للرأي المطلق المفروض على الناس والذي يمتنع على أحد الإعتراض عليه والمشارك بإتخاذه
{قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ  }.
ذلك أنها ورثت هذا الفهم من القيادات الدكتاتورية التي تدعي الديمقراطية والمشاركة بإتخاذ القرارات وهي على العكس تماما
ولما كان هذا التصور هو الواقع راح الناس يتسارعون على القيادة ليحملوا اللقب ويمتلكوا المنصب لاسيما يحقق لهم
غايات ترسخت بالعقول .القائد الفرد الأوحد يتخذ القرار ويعطي الأوامر ويقضي بين الناس وبيده الحل والعقد
حتى ساد الناس رؤوس جاهلة لا يملكون من الحق شيئا فقاد الناس شرارهم
يستندون الى أهوائهم وأفكارهم وعقولهم في اطلاق الأحكام
لكن الأمر مختلف والحق غير ذلك كله وكل ذلك لم يكن في المفهوم الحق للقيادة
القائد هو العالم الفاهم الحاذق المحاط بثلة من الصلحاء الحكماء العلماء النصَحة
أهل الحل والعقد والمشورة 
 {وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُم}
القيادة بالبطانة الناصحة{ الدين النصيحة }.
القيادة بالجماعة الصادقة المخلصة { كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ }..
القيادة بالخبراء الملتفين حول القائد.
القيادة هي فريق عمل يرأسه احدهم بتميز يتمتع بصفات تمكنه من ادارة الناس من حول والاستفادة من خبرات كل واحد منهم على حسب اختصاصه
كلما استطاع القائدة الإستفادة ممن حوله وقرب إليه الحكماء العلماء أصحاب الإختصاص وأخذ من خبراتهم كان قائدا عظيما وملهما
وراء كل قائد عظيم قادة عظماء أو فريق قيادي عظيم.
ولنا في التاريخ دلائل على صدق الكلام لقد كان قائدنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم من حوله رجال عظماء قادة حكماء ماثلوا الأنبياء في الأمم السابقة حكمة وعدلا وعلم . ونزل بكلامهم وحي السماء
والفاروق عمر بن الخطاب نزل برأيه القران الكريم في عدة موطن .وكان خليفة للمسلمين وقائدا فاتحا من حوله قادة الدنيا
علي بن أبي طالب. وعثمان .ومعاوية .عمرو بن العاص رضي الله عنه أجميعن.
والرسول الكريم المؤيد بالوحي يأخذ بمشورة أصحابه ويشهد على ذلك بئر بدر الكبرى
وخندق الأحزاب.
لم تصنع الإنتصارات برجل فرد وحيد
القائد العظيم ابن الوليد سيف الله كان من ضمن رجال غزوة مؤتة واستلم الراية بعد أربعة قادة عظماء أفذاذ استشهدوا كل واحد منهم بأمة.
وفي جيوش خالد القائد أبي عبيدة بن الجراح
وقبل ذلك كان في جيش أسامة بن زيد كبار القادة الصحابة رضوان الله عليهم
لم يكن صلاح الدين فراد منفردا
حتى صار الناس اليوم يبكون على الأفراد ويستغيثوا بشخص فرد واحد وحيد
سبق عهد صلاح الدين بناء جيل كامل من الحكماء العلماء حتى وصل الأمر إلى مجتمع أبرز جماعة قيادية على راسها صلاح الدين الأمة والأمم لا تقوم بشخص واحد لابد من عمل الجميع وتظافر الجهود
إذا أغفل ذكر الجميع واختص الذكر بواحد فقط لا يعني ذلك عدم وجودهم
من قال أنه بعهد الصحابي الجليل أبي بكر الصديق لم يكن معه الصاحب عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبي عبيدة وشرحبيل والزبير .......رضوان الله عليهم
لابد من تصحيح مفهوم القائد الذي يميزه من حوله والذي يتميز بحسن إدارة من حوله
((المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه)) ......
 

http://shamkhotaba.org