مقدمة:
منذ أيّامٍ قلائل ودّع المسلمون عامًا هجريًّا كاملًا، ولّى وأصبح في ذمّة التّاريخ، واستقبلوا عامًا هجريًّا جديدًا، يُعَدّ يومًا جديدًا مِن حساب الأعمال، وقد جعل الله سبحانه كرّ اللّيالي والأيّام عبرةً لابن آدم، قال تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [النّور: 44].
وإنّ سرعة انقضاء الأيّام مِن علامات قيام السّاعة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ الْخُوصَةُ).
وإنّ المؤمن الحقّ لَيلتفت بعقله إلى الماضي فيعتبر، ويتنبّه للمستقبل فيتأمّله، فيُحاسب نفسه، ويُقوّم مسارها، ويعود من غيّه، نادمًا على ما سلف، مقبلًا بتوبةٍ صادقةٍ، ونيّةٍ خالصة في العمل.
جديرٌ بنا -ونحن نتحدّث عن وداع عامٍ هجريٍّ واستقبال آخر- أن نتذكّر حدثًا عظيمًا غيّر مجرى التّاريخ، قبل أكثر مِن أربعة عشر قرنًا، ألا وهو: حدث الهجرة النّبويّة، مِن بلد الشّرك إلى بلد الإسلام، الّتي فرّ بها المسلمون بدينهم مِن كفّار مكّة حين أذاقوهم أصناف العذاب، وأنّى لهم ذلك؟! فالدّين دِين الله جل جلاله، والعباد عباده، ولا بدّ أن يُمكّن لعباده المؤمنين.
يوم الهجرة: يومٌ عظيمٌ مِن أيّام الله سبحانه يُطالعنا في كلّ عامٍ، فيذكّرنا بوجوب افتداء العقيدة بكلّ ما نملك، ويذكّرنا برجالٍ خرجوا مِن ديارهم يبغون الحريّة والكرامة، فحفظهم الله بِحفظه.
يوم الهجرة: يذكّرنا كيف أنّ الله عز وجل يقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهقٌ، وأنّ الصّلاح سينتصر على الفساد، والحريّة ستنتصر على الاستعباد.
ذكرى بها عمّ الوجود سلامُ إنّي أراك تعيدها يا عامُ
ذكرى لهجرة سيّد الكونين مَنْ صِيغ نورًا والأنام ظلامُ
1- أهميّة الهجرة
لم تكن الهجرة النّبويّة حدثًا عابرًا، بل كانت نقطة تحوّلٍ في تاريخ الإنسانيّة، وأعظم حدثٍ غيّر مسيرة الحياة ومناهجها الّتي كانت تحياها، وإنّها سبيل رسل الله إلى تبليغ رسالتهم، وطريق إصلاح الحياة مِن فسادها، وهي الطّريق إلى الهدى يُحطّم الضّلال، وإلى العدل ليُنهي الطّغيان.
الهجرة: هي التّاج الّذي توّج الله سبحانه به تاريخ المسلمين، ولقد دوّن الصّحابة تاريخهم بحدث الهجرة، لأنهّم علموا أنّها المفتاح الّذي فتح لهم بوّابة التّاريخ، فامتلكوا به زمام الحضارة الإسلاميّة، فأطفأ الله عز وجل أمامهم شعلة الحضارات كلّها، وإنّ تأريخهم بالهجرة هذه إشارةٌ إلى تشبّث الأمّة بتاريخها، واعتزازها بشخصيّتها الإسلاميّة، وتنبيهٌ إلى أهمّيّة هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
لقد آن لنا أن نستيقظ مِن غفلتنا؛ ليتعرّف كلٌّ منّا على هويّته بأنّنا عبيدٌ، مُهرت أعناقنا بختم العبوديّة لله جل جلاله، وأنّنا موظّفون في ديوان الله سبحانه، فلننهضْ جميعًا بهذه الوظيفة الّتي كلّفنا بها مولانا، دون الالتفات إلى رزقٍ أو مالٍ، لأنّه ضمن لنا ذلك كلّه، إن قمنا بمسؤوليّتنا الوظيفيّة تجاهه، قال تعالى: {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].
فالمسلم مأمورٌ بعبادة ربّه كلّ وقتٍ وحينٍ، ولو حِيل بينه وبين ذلك في مكان إقامته وجب عليه الخروج إلى أرض الله الواسعة ليعبد ربّه سبحانه وتعالى، ويُقيم شرعه، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النّساء: 97].
ولقد علّم النّبيّ صلى الله عليه وسلم الأجيال كلّها، أنّ الإنسان يجب أن يبذل الغالي والنّفيس في سبيل المحافظة على الدِّين والمبادئ، فإن فعل ذلك أغرقه الله عز وجل في بحورٍ من الغِنى، وألبسه تاج العزّة والكرامة، وعوّضه من الوطن أوطانًا، بل وأعاده إلى وطنه الّذي هاجر منه إنْ هو صَبَرَ صَبْرَ المؤمنين الصّادقين كما أكرم الله جل جلاله رسوله صلى الله عليه وسلم -ومعه صحابته- بالرّجوع إلى مكّة فاتحين منتصرين في مدّةٍ لا تُساوي في حساب الزّمن شيئًا، وهذه بشارةٌ لكلّ مَن خرج و نفض يديه عن أرضه الّتي أحبّها في سبيل دينه ومبدئه، بأنّ الله سبحانه سيُكرمه بالعودة إلى بلده كما أكرم بها رسوله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، ولنا في تضحيات مَن سلف -مِن مثل أبي بكر وعليٍّ وصهيب وغيرهم- مِمّن ضحّوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل عقيدتهم أسوةٌ حسنةٌ، فلَنسرْ على نهجهم ولنقتدِ بهم، لعلّ الله جل جلاله أن يُكرمنا بالعودة إلى بلدنا كما أكرمهم.
2- دروسٌ وعبرٌ مِن هجرة سيّد البشر
إنّ في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداثًا عظيمةً، تبوّأت منها الهجرة النّبويّة مكانًا عليًّا، حيث كانت فتحًا مبينًا وتمكينًا لهذا الدِّين، وفي وقائع هذه الهجرة مِن الدّروس والعِبر مالا يكاد يُحصى، غير أنّ مِن أظهر ذلك دلالةً هذه العبر الماثلة أمام كلّ ذي لبٍّ:
أوّلًا: العقيدة أغلى من كلّ شيءٍ: علّمتنا الهجرة أنّ الإسلام أغلى مِن الأوطان، وأنّ الإيمان خيرٌ مِن كلّ متاع الدّنيا، يتجلّى هذا المعنى بيّنًا في خروج النّبيّ صلى الله عليه وسلم مع صاحبه الصّدّيق، مهاجرَينِ مِن الأرض الطّيّبة الّتي صوّر واقعها الحديث الشّريف، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَكَّةَ: (مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ، وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ).
ثمّ هي مسقط رأسه، وفيها مراتع الصّبا، ومرابع الشّباب، ومفارقة الوطن مِن أشدّ العُسر الّذي يتكلّفه المرء، لكنّه صلى الله عليه وسلم خرج مِن بلده مُؤثرًا رضا ربّه جل جلاله ومصلحة دينه ونشر عقيدته، وهاجر أصحابه استجابةً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما حصل اليوم مع الشّرفاء الأحرار في شامنا الحبيب، الّذين هُجّروا مِن بلادهم قسرًا، نتيجة الحِمم البركانيّة، الّتي صُبّت فوق رؤوسهم، لأنّهم رفضوا الخضوع لطاغية الشّام ومَن سانده، فما كان مِن الشّرفاء إلّا أن يفرّوا بدينهم، تاركين الوطن مِن أجل الله سبحانه.
ثانيًا: كمال اليقين بمعيّة ربّ العالمين لعباده المؤمنين: لقد أُشربت قلوب المؤمنين الأوائل يقينًا راسخًا لا تُزعزعه عواصف الباطل، ولا يهزّه تهديدهم ووعيدهم، يظهر ذلك جليًّا في حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه، حين عظم الخطب وأحدق الخطر ببلوغ المشركين بباب الغار الّذي كانا فيه، فقال قولته الّتي أخذت بمجامع القلوب، وصوّرت الإيمان في أرفع درجاته، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الغَارِ فَرَأَيْتُ آثَارَ المُشْرِكِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ رَفَعَ قَدَمَهُ رَآنَا، قَالَ: (مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا).
وأنزل الله سبحانه ما يُؤكّد حفظه لرسوله صلى الله عليه وسلم مِن مكر المشركين وكيدهم، ويُثبت الصّحبة لأبي بكر رضي الله عنه، فقال: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التّوبة: 40].
ويَا لَها مِن معيّةٍ خاصّةٍ تكون بالتّأييد والحفظ لأوليائه المحسنين، في كلّ وقتٍ وحينٍ.
3- السِّريّة والكتمان في الهجرة
مِن أهمّ الأحداث الّتي نحتاجها في معارك النّضال والكفاح، أن يتعوّد أبناء الأمّة فيها فضيلة الكتمان وإمساك اللّسان، حتّى لا يكون تدبيرهم عند الأعداء مفضوحًا، ولا يصبح سترهم عندهم مهتوكًا، وإنّما تتمّ جلائل الأعمال بالطّيّ والكتمان، وإذا اطّلعنا على الهجرة نجد أنّها قد سيطرت عليها صبغة الكتمان والسّريّة، رغم اشتراك الكثيرين فيها، وينبغي أن نلاحظ أنّ الهجرة لم تكن نَبت ساعتها أو يومها، بل كان لها أكثر مِن تمهيدٍ، ولعلّ أكبر تمهيدٍ لها هو عقد تلك البيعات الثّلاث الّتي تمّت بين النّبي صلى الله عليه وسلم وطلائع المسلمين مِن أهل المدينة، وهي الّتي سُمّيت "بيعات العقبة"، وقد تمّت هذه البيعات في كتمانٍ وإسرارٍ، ولقد كان يُذّكر القوم بأهمّيّة الحذر والكتمان وقت المبايعة، عَنْ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ إِلَى السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَقَالَ: (لِيَتَكَلَّمْ مُتَكَلِّمُكُمْ، وَلَا يُطِيلُ الْخُطْبَةَ، فَإِنَّ عَلَيْكُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَيْنًا، وَإِنْ يَعْلَمُوا بِكُمْ يَفْضَحُوكُمْ).
وعندما همّ صلى الله عليه وسلم بالهجرة أحاطها بالسّريّة والكتمان، فأمر ربِيبَه وابن عمّه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن ينام في فراشه ليلة الهجرة، وأن يتغطّى بِبُردِه؛ إيهامًا للمشركين المتآمرين بأنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم مازال نائمًا في فراشه، ثمّ خرج مِن بيته في وقتٍ غير معهودٍ، كيلا تتطلّع إليه الأنظار، وتوجّه وحيدًا إلى بيت أبي بكر رضي الله عنه، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَقَلَّ يَوْمٌ كَانَ يَأْتِي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِلَّا يَأْتِي فِيهِ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ أَحَدَ طَرَفَيِ النَّهَارِ، فَلَمَّا أُذِنَ لَهُ فِي الخُرُوجِ إِلَى المَدِينَةِ، لَمْ يَرُعْنَا إِلَّا وَقَدْ أَتَانَا ظُهْرًا، فَخُبِّرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: مَا جَاءَنَا النَّبِيُّ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا لِأَمْرٍ حَدَثَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: (أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ)، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ، يَعْنِي عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ، قَالَ: (أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ)، قَالَ: الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (الصُّحْبَةَ).
وكأنّ هذا إشعار بأنّ ابنتي أبي بكر صارتا أهلًا للمشاركة في جلائل الأعمال، وبعد أن أخبر الرّسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه بإذن الله بالهجرة خرج معه مِن بابٍ صغيرٍ في ظَهْر البيت، كأنّه نافذةٌ، حتّى لا تلحظهما العيون، وغيّر وجهة طريقه، حتّى لا يعرف المتّبعون لأثره أنّه يقصد المدينة، لأنّ الحرب خدعةٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ صلى الله عليه وسلم: (سَمَّى النَّبِيُّ الحَرْبَ خَدْعَةً).
ثمّ اختبأ الرّسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه أيّامًا في الغار، والغار عادةً ما يكون مستورًا ومهجورًا غير منظورٍ، وكانت عناية الله التّامة لحفظ المهاجريَن العظيميَن مِن أيدي المطاردِين الفجّار.
خاتمةٌ:
إنّ الهجرة لم تكن انتقالًا مادّيًا مِن بلدٍ إلى آخر فحسب، ولكنّها كانت انتقالًا معنويًّا مِن حالٍ إلى حالٍ، إذ نقلت الدّعوة الإسلاميّة مِن حالة الضّعف إلى القوّة، ومِن حالة التّفرقة إلى الوحدة، ومِن الجمود إلى الحركة.
ما أحوجنا اليوم إلى هجرةٍ إلى الله ورسوله، بالتّمسك بحبل الله سبحانه واتّباع سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن نتعلّم أنّ العقيدة أغلى مِن كلّ ما يملكه المرء، فنضحّي لهذا الدّين كما ضحّى له ذلك الرّعيل الأوّل رضي الله عنهم بكلّ ما يملكون، حتّى وصل إلينا على طبقٍ مِن ذهبٍ، ولنتأمّلْ ما وقفنا عليه مِن الدّروس المُستفادة مِن هجرته، ولنتّخذّها زادًا ونبراسًا نستضيء به في حياتنا، ولنغرسْ في نفوس أبنائنا تلك المعاني العالية والأخلاق الفاضلة، حتّى ينشؤوا على حبّ الفضائل، فيكونوا لبنةً صالحةً في بناء المجتمع المسلم، وحريٌّ بنا أن نستعين على قضاء حوائجنا بالكتمان كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة.