مقدمة:
الصبر زادٌ لا غنى للمسلم عنه في السير إلى الله، زادٌ في كلِّ شيءٍ، خاصة في الجهاد في سبيل الله.
إن المجاهدَ الذي ارتضى لنفسه طريقَ التضحيةِ لن يستمرَ في هذا الطريق ما لم يتحلَّ بالصبر، وأي فئةٍ اختارت طريقَ الابتلاءِ فلن تدومَ رابطتُها، ولن تتماسكَ بنيتُها ما لم تتواصَ بالحقِّ وتتواصَ بالصبرِ.
عناصر الخطبة :
1 – الصبر والمصابرة في الجهاد:
. الصبر والرباط.
. لا نصر بغير صبر.
. نحن أولى بالصبر.
2 – من الأمور التي ينبغي أن يصبر عليها المجاهد:
أ- الصبر على القتل والجراح.
. موت القائد لا يثني المجاهدين عن متابعة القتال.
. إشاعة في غزوة أحد.
. دعوة النبي لهم بالثبات.
. عفو الله عنهم.
. استشهاد كثير من خيار الصحابة في أحد.
ب- الصبر على الجوع والعطش والبرد والحر والتعب والنصب:
. جوع الصحابة في الجهاد:
. صبرهم على البرد
. وأما في صبر الصحابة على الحرِّ:
. صبرهم على الفقر
ج- الصبر على أذى الناس:
. نماذج مما أوذي به صحابة النبي صلّى الله عليه و سلّم:
. في غزوة تبوك.
. في غزوة مؤتة.
1- الصبر والمصابرة في الجهاد:
الصبر والرباط:
قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران 200
إنَّ اللهَ جلَّ في علاهُ قَرَنَ الصبرَ والمصابرةَ بالرباط في سبيل الله، والرباطُ في الآية معناه:الْمُدَاوَمَةُ فِي مَكَانِ الْعِبَادَةِ وَالثَّبَاتِ، وَقِيلَ: انْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصلاة،[1].
قَالَ ابنُ عطيةَ: والقولُ الصحيحُ هو أنَّ الرَّبْطَ : الْمُلَازَمَةُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. أَصْلُهَا مِنْ رَبْطِ الْخَيْلِ، ثُمَّ سُمِّيَ كُلُّ مُلَازِمٍ لِثَغْرٍ مِنْ ثُغُورِ الْإِسْلَامِ مُرَابِطًا.[2]
فالجهادُ يحتاجُ إلى صبرٍ كبيرٍ ومعالجةٍ للنفسِ على تحمِّلِ الأذى والمشاقِّ، سواء كان الأذى والمشقة من قِبَلِ العدوِّ قتلاً وأسراً وجرحاً وإتلافاً، أو من قِبَلِ الناس ذماً وشتماً وإيذاءً، أو الأذى العام الذي قد يصيبُ المجاهدَ من بردٍ وجوعٍ وقلةِ ذاتِ اليدِ والبعدِ عن الأهلِ ..الخ.
لا نصرَ بغير صبرٍ:
والنصرُ لا يكون بغير صبرٍ، لذلك قرنه النبي رضي الله عنهبالصبر في قوله:( واعلم أن النصرَ مع الصبرِ) [3] وبيَّن الله ذلك في كتابه بقوله:( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )البقرة 249
وقال تعالى:( وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ* فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ ....*)البقرة 250- 251
وقال سبحانه:( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا) الأعراف 137
فالغلبةُ والنصرُ حليفٌ للمؤمنين ما داموا صابرين.
إن الحياة صراعٌ بين الحق والباطل، ويفوزُ في هذا الصراعِ الأطولُ نفساً والأكثرُ تحمُّلاً، قال تعالى:( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ) الفرقان 20[4]
نحن أولى بالصبر:
وإذا كان الأعداء يوصي بعضهم بعضاً بالصبر، (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ)سورة ص 6
(إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا) الفرقان 42
أفلا يكونُ صبرُنا أشدُّ من صبرهم؟! وكيف لا يكون ذلك وهم على الباطلِ ونحن على الحقِّ.
فمغالبةُ الأعداء بالصبرِ هي المصابرةُ التي أمر الله بها في كتابه بقوله: ( وَصَابِرُوا) آل عمران 200
يقول صاحب الظِلال: (فكأنما هو رهانٌ وسباقٌ بينهم وبين أعدائهم، يدعون فيه إلى مقابلة الصبرِ بالصبرِ، والدفعِ بالدفعِ، والجهدِ بالجهدِ، والإصرارِ بالإصرارِ.. ثم تكون لهم عاقبة الشَّوْطِ بأنْ يكونوا أثبتَ وأصبرَ من الأعداءِ. وإذا كان الباطلُ يصرُّ ويصبرُ ويمضي في الطريق، فما أجدرَ الحقَّ أن يكونَ أشدَّ إصراراً وأعظمَ صبراً على المضيِّ في الطريقِ!)[5]
ولو لم يكن من نعمةِ الصبرِ إلا أنه يُمَيِّزُ الصفوفَ ويكشفُ معادنَ الرجالِ في مواطنِ النِزَالِ لكفى به من نعمة، قال تعالى:( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) محمد 31
2- من الأمور التي ينبغي أن يصبر عليها المجاهد:
أ - الصبر على القتل والجراح:
إنَّ المجاهدَ الذي يعيشُ جلَّ وقته بين إخوانه وأصحابه من المجاهدين ويقاسمُهم أفراحَهم وأحزانَهم وطعامَهم وشرابَهم ثم يراهم مجندلينَ مضرَّجينَ بدمائِهم، أو قد أثخنتهم الجراحُ أو وقعوا في الأسر لَيَعْظُمُ وَقْعُ هذا عليه، فقد يثخنُ العدوُّ في المسلمينَ الجراحَ، ويقتلُ خيرةَ المجاهدينَ، ويأسرُ منهم، وما على المجاهد في مثل هذه الحال إلا الصبرَ والاحتسابَ وإكمالِ مسيرة الجهادِ ورفع رايةِ الدينِ.
موت القائد لا يُثني المجاهدين عن متابعة القتال:
وموتُ القائدِ كذلكَ أمرٌ عظيمٌ له وَقْعُهُ على نفوس المقاتلين، ولكن ينبغي على المجاهدين أن يعلموا أن قتالَهم لله لا للقائد، وأنهم يقاتلون في سبيل غايةٍ يصلون إليها وهي إعزازُ دين الله سبحانه، فلو قُتِلَ قائدُهم فلا ينبغي لهم التراجعُ حتى يصلوا إلى غايتهم.
(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) آل عمران 146
أَيْ مَا وَهَنُوا لِقَتْلِ نَبِيِّهِمْ، أَوْ لِقَتْلِ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ، أَيْ مَا وَهَنَ بَاقِيهُمْ، فَحَذَفَ الْمُضَافَ. (وَما ضَعُفُوا) أَيْ عَنْ عَدُوِّهِمْ. (وَمَا اسْتَكانُوا) أَيْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي الْجِهَادِ. وَالِاسْتِكَانَةُ: الذِّلَّةُ وَالْخُضُوعُ.[6]
إشاعة في غزوة أحد:
لما أُشيعَ خبرُ مقتلِ النبي رضي الله عنهفي غزوة أحد تفرقَ المسلمونَ واختلفت على الصحابةِ أحوالهم فما يدرون كيف يفعلون من هولِ الفاجعةِ، ففرَّ جمعٌ من المسلمين من ميدان المعركة، وجلس بعضهم دون قتال ، وآثر آخرون الشهادة بعد أن ظنوا أن رسول الله قد مات، ومنهم أنس بن النضر رضي الله عنه الذي قال:( اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء _ يعني الصحابة _، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء _ يعني المشركون _، ثم قال لسعدٍ: يا سعد بن معاذ: الجنة ورب النضر، إني لأجد ريحها من دون أحد، فقاتل حتى قُتِلَ فما عر فته إلا أخته ببنانه، ونزلت فيه هذه الآية:( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) الأحزاب 23[7]
دعوة النبي صلّى الله عليه و سلّملهم بالثبات:
وكان الفارُّون لا يلوون على شيء رغم دعوة النبي لهم بالثبات معه، فنزل فيهم قول الله:( إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) آل عمران 153
عفو الله عنهم:
وقد عفا الله عن الذين فرُّوا فأنزل قوله:( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) آل عمران 155
وذكر ابن الجوزي أن أحد سببي فرارهم هو سماعُهم خبرَ مقتلِ النبي صلّى الله عليه و سلّم[8]
ولتعلموا أيها المجاهدون أن الألمَ الذي أصابَكم، والجراحَ التي أثخنَتكم، والحزنَ الذي ملأَ قلوبَكم، كلُّ هذا قد أصابَ أعدائَكم مثلُه، ولكنكم تفضلونَهم في الدنيا بالإيمانِ، وفي الآخرةِ بالجِنانِ، فلا تَحْمِلَنَّكُم فاجعتُكم بإخوانِكم على اليأسِ وتركِ الجهادِ، قال تعالى:( وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء 104
قال تعالى:( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* )آل عمران 139- 140
قال ابن جرير:"ولا تهنوا ولا تحزنوا"، يا أصحابَ محمدٍ، يعني: ولا تضعُفوا بالذي نالَكم من عدوكم بأُحُدٍ، من القتلِ والقروحِ - عن جهادِ عدوِّكم وحربِهم.
وقال أيضاً فيما رواه عن قتادة:يعزّي أصحابَ محمد صلّى الله عليه و سلّمكما تسمعون، ويحثُّهم على قتالِ عدوِّهم، وينهاهُم عن العجزِ والوَهَنِ في طَلَبِ عدوِّهم في سبيلِ اللهِ.[9]
- قال زياد بن عمرو: (كلُّنا نكرهُ الموتَ وألمَ الجراحِ، ولكنَّا نتفاضلُ بالصبرِ)[10]
استشهاد كثير من خِيَارِ الصحابة في أُحد:
ولتعلموا أيها المجاهدون كذلك، أنه في غزوةِ أحدٍ فقط اسْتُشْهِدَ كثيرٌ من قادةِ الصحابةِ وخِيارِهم وممن لهم مكانةٌ عند النبي صلّى الله عليه و سلّم كأمثالِ حمزةَ بنِ عبدِ المطلبِ، ومصعبَ بن عميرٍ، وعبدِ الله بن جحشٍ، وحنظلةَ غسيلُ الملائكةِ، وعبدِ الله بن عمرو بن حرام أبو جابر الذي كلمه الله كفاحاً من غير حجابٍ، وخيثمةَ، وعمرو بن الجموح، وأبي حذيفةَ بن اليمان، ووهبٍ المزني، وابنِ أخيه.
وموتُ هؤلاء كان كالكارثة حلَّت بالنبي صلّى الله عليه و سلّم والمسلمين، ومع ذلك لم يقعد صلّى الله عليه و سلّم عن القتال لحظةً، بل استطاع أن يعيدَ شتاتَ الجيشِ، ثم يئسَ المشركون من حسم المعركة نهائياً بسبب أن المسلمين استعادوا مواقعهم واستبسلوا في القتال والدفاع عن نبيهم، وكل هذا كان بعد التفاف خالدٍ عليهم بعد نزول الرماة.[11]
وفي غزوة مؤتة استشهد القادة الثلاثة، جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وأسامة بن زيد، وقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام مكانة شهداء مؤتة عند الله تعالى بقوله: "ما يسرني أو قال ما يسرهم أنهم عندنا" ، أي: لما نالهم من عظيم التكريم.
فأنتم الأعلون أيها المجاهدون فلا تهنوا ولا تحزنوا.
ب - الصبر على الجوع والعطش والبرد والحر والتعب والنصب:
لقد اتَّبَعَ نظامُ الإجرامِ في سوريا سياسةَ التهجيرِ والتجويعِ عندما لم يُجْدِ معه الحلُّ الأمنيُّ العسكريُّ، فسياسةُ التجويعِ هذه أدت إلى معاناةِ الناسِ هناكَ، وقد تمرُّ الأيامُ ولا يجدُ أحدُهم ما يَسُدُّ به جَوعتهُ، بل قد مات بعضهم جوعاً. لقد أدت هذه الحالُ ببعضِ الناسِ ومنهم المجاهدون إلى أن يطلقَ لسانَهُ بالتَّشَكِّي من قلةِ ذاتِ اليدِ، وبعضُهم قد يعادي غيرَ من الكتائب الأخرى ممن وصلهم شيء من المال ولم يصله، وبعضُهم قد يتركُ سلاحَهُ ويقعدُ عن الجهاد لأنه لم يصله معاشُه.
قال تعالى:( مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) التوبة 120
يقولُ ابنُ كثيرٍ رحمَهُ اللهُ: يُعَاتِبُ تَعَالَى الْمُتَخَلِّفِينَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه و سلّمفِي غَزْوَةِ تَبُوك، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلِهَا مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، وَرَغْبَتَهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ مُوَاسَاتِهِ فِيمَا حَصَلَ مِنَ الْمَشَقَّةِ، فَإِنَّهُمْ نَقَصُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ الْأَجْرِ؛ لِأَنَّهُمْ {لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ} وَهُوَ: الْعَطَشُ {وَلا نَصَبٌ} وَهُوَ: التَّعَبُ {وَلا مَخْمَصَةٌ} وَهِيَ: الْمَجَاعَةُ {وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ} أَيْ: يَنْزِلُونَ مَنْزِلًا يُرهبُ عَدُوَّهُمْ {وَلا يَنَالُونَ} مِنْهُ ظَفَرًا وَغَلَبَةً عَلَيْهِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ بِهَذِهِ الْأَعْمَالِ ا لَّتِي لَيْسَتْ دَاخِلَةً تَحْتَ قُدْرَتِهِمْ، وَإِنَّمَا هِيَ نَاشِئَةٌ عَنْ أَفْعَالِهِمْ، أَعْمَالًا صَالِحَةً وَثَوَابًا جَزِيلًا {إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا} [الْكَهْفِ: 30] .[12]
جوع الصحابة في الجهاد:
عن قيس قال: سمعت سعداًرضي الله عنه يقول: " إني لأول العرب رمى بسهمٍ في سبيل الله، وكنا نغزو مع النبي صلّى الله عليه و سلّموما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى إن أحدنا ليضعُ كما يضعُ البعيرُ أو الشاةُ ما له خِلْطٌ _ أي لا يختلطُ بعضه ببعضٍ من شدة جفافه_.[13]
ويروي لنا سعد بن أبي وقاصرضي الله عنه معاناته من شدة الجوع ( وكان أحد المحاصرين بالشِّعْبِ)، فيقول: كُنَّا قَوْمًا يُصِيبُنَا ظَلَفُ الْعَيْشِ بِمَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشِدَّتُهُ، فَلَمَّا أَصَابَنَا الْبَلَاءُ اعْتَرَفْنَا لِذَلِكَ وَمَرَنَّا عَلَيْهِ وَصَبَرْنَا لَهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ بِمَكَّةَ خَرَجْتُ مِنَ اللَّيْلِ أَبُولُ، وَإِذَا أَنَا أَسْمَعُ بِقَعْقَعَةِ شَيْءٍ تَحْتَ بَوْلِي، فَإِذَا قِطْعَةُ جِلْدِ بَعِيرٍ، فَأَخَذْتُهَا فَغَسَلْتُهَا ثُمَّ أَحْرَقْتُهَا فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ حَجَرَيْنِ، ثُمَّ اسْتَفَفْتُهَا وَشَرِبْتُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ، فَقَوِيتُ عَلَيْهَا ثَلَاثًا)[14]
وفي صبرهم على البرد كذلك يحدثنا أنس رضي الله عنه فيما يرويه البخاري عما حصل معهم في غزوة الخندق، قال:( خرج رسول الله صلّى الله عليه و سلّمإلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداةٍ باردةٍ، فلم يكن لهم عبيدٌ يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النَّصبِ والجوع قال: اللهم إنَّ العيشَ عيشُ الآخرة فاغفرْ للأنصارِ والمهاجرة
فقالوا مجيبين له: نحنُ الذين بايــــــعوا محمــــــداً على الجهادِ ما بقينا أبداً )[15]
بايعوه على الجهادِ ما دامت بهم حياة، ولم يتركوا الجهادَ لأنهم أصبحوا في قلةٍ من العيشِ.
وكان رسول الله صلّى الله عليه و سلّمفي غزوة الخندق يربِطُ على بطنِه الحجرَ والحجرينِ من شدةِ الجوعِ.
لقد جاعَ رسولُ الله صلّى الله عليه و سلّم، وأبو بكرٍ، وعمرُ، وجلُّ الصحابةِ، وما شكوا يوماً.
وأما في صبر الصحابة على الحرِّ:
فقد كانوا في غزوةِ ذاتِ الرقاعِ يشقُّون من ثيابِهم ويربِطون على أرجِلهم من شدَّةِ الحرِّ لأنَّ بعضاً منهم كان يمشي حافياً، ولذلك سُمِّيَتْ غزوة ذات الرقاع.
وفي تخلُّفِ المنافقين عن النبي صلّى الله عليه و سلّمفي غزوة تبوك وقد كانت في شدةِ الحرِّ وطيبِ الظلالِ والثمارِ أنزل الله قوله:( وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) التوبة 81[16]
أما الصحابةُ فلازموا رسولَ اللهِ صلّى الله عليه و سلّم.
وفي صبرِهم على الفقرِ كذلك نرى ما كان من مصعبَ بن عميرٍ رضي الله عنه الذي كان قبلَ إسلامِه من أغنى الناس، تكسوهُ أمُّهُ أحسنَ ما يكونُ من الثيابِ، وكان أعطرَ أهلِ مكةَ، وكان رسولُ الله صلّى الله عليه و سلّم يَذْكُرُهُ ويقولُ:(ما رأيتُ بمكةَ أحسنَ لمَّةً، ولا أَنعمَ نعمةً من مصعبَ بن عميرٍ).
وعندما استُشهِدَ مصعبٌ في غزوة أحد لم يجدوا له إلا ثوباً واحداً، إن غطوا رأسَه بدتْ رجلاهُ، وإن غطوا رجلاهُ بدا رأسُه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم:(غطوا رأسَهُ واجعلوا على رجليهِ الإذخرَ).[17]
ومثلُه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه الذي استُشْهِدَ في أحد ولم يجدوا ما يكفنوه به إلا ثوباً واحداً،
أَسَدُ الله لا يَمْلِكُ إلا ثوباً واحداً!! لله درُّهم من رجالٍ.
وهذا عبدُ الرحمن بن عوف يعاتبُ نفسه على طعامٍ أتاه وكان صائماً، ويخشى أن تكون طيباتُه قد عُجِّلتْ له في الدنيا،
يقول عبدُ الرحمن بن عوفٍ رضي الله عنه :(قُتِلَ مصعب بن عمير وكان خيراً مني فلم يوجد له ما يُكَفَّنُ إلا بُرْدةً، وقُتِلَ حمزةُ أو رجلٌ آخر فلم يوجد له ما يُكفَّنُ به إلا بردةً، لقد خشيت أن يكون قد عُجِّلَتْ لنا طيباتُنا في حياتنا الدنيا ، ثم جَعَلَ يبكي)[18]
اللهم اجعلنا خيرَ خلفٍ لخيرِ سلفٍ.
ج -الصبر على أذى الناس:
إن دُعاةَ الفتنةِ والهزيمةِ والبلبلةِ موجودون في كلِّ زمانٍ، وإنهم لَيَكْثُرونَ ويظهرونَ في أوقات الشدَّةِ والنِزَالِ، وما أكثرَهم اليومَ في ثورتنا، ممن ليس عندهم إلا عباراتُ القذفِ والتخوينِ والاتهامِ بغير دليلٍ ولا برهانٍ، وإنما قيلَ عن قال.
وعندما يأتي الأذى ممن هم من بني جلدتنا ويسيرون معنا في نفس الطريق لَيَكونُ أشد مرارة على النفس من أذى البعيد،
وظُلْمُ ذوي القربى أشدُّ مَضَاضَةً على النَّفْسِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنَّدِ
فمتى سمعَ المجاهد من غيره اتهاماً بالسرقة، أو المداهنة للنظام، أو الهزيمة، أو تحميله مسؤولية ما لا يطيقُ من تدميرِ البيوتِ، وقتلِ الأنفسِ، وغيرِها من الاتهاماتِ، فما عليه إلا الصبرَ والاحتسابَ.
يقول صاحب الظلال:
(والصبر هو زاد الطريق في هذه الدعوة. إنه طريقٌ طويلٌ شاقٌ، حافلٌ بالعقباتِ والأشواكِ، مفروشٌ بالدماءِ والأشلاءِ، وبالإيذاءِ والابتلاءِ... الصبرُ على أشياءَ كثيرةٍ: ... الصبرُ على شهواتِ الناسِ ونقصِهم، وضعفِهم، وجهلِهم، وسوءِ تصورِهم، وانحرافِ طباعِهم، وأثرتِهم، وغرورِهم، والتوائِهم، واستعجالِهمُللثمارِ! ... والصبرُ على قلَّةِ الناصرِ، وضعفِ المعينِ، وطولِ الطريقِ...
ثم قال بعد أن ذكر أنواعاً من الصبر: والصبرُ على هذا كلِّه لا تصوِّرُه حقيقةُ الكلماتِ، إنَّما يدركُ هذا المدلولَ من عانى مشقاتِ الطريقِ وتذوقها انفعالاتٍ وتجاربَ ومراراتٍ! )[19]
نماذج مما أوذي به صحابة النبي صلّى الله عليه و سلّم:
في غزوة تبوك:
أعلن النبي صلّى الله عليه و سلّم النفيرَ العامَّ , وعبَّأَ الجيشَ المسلمَ في ثلاثين ألف مقاتلٍ, وعندما وصل النبي صلّى الله عليه و سلّم إلى تبوك لم يجد أثراً للحشود الرومانية ولا القبائل العربية, ومع أن الجيشَ مكثَ عشرينَ ليلةَ في تبوكَ, لم تفكر القيادةُ الرومانيةُ مطلقاً بالدخولِ مع المسلمينَ في قتالٍ.
بعد كل هذا التعبِ, وتلك المشقة, والمسافة البعيدة مع شدةِ الحرِّ مشياً على الأقدامِ, رغم هذه العسرةِ العظيمةِ, لم يحصل اشتباكٌ مسلحٌ مع الرومِ.
تحدثَ القرآنُ عن مواقفِ المنافقينَ أثناءَ الغزوةِ:قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قال رجلٌ في غزوة تبوك في مجلسٍ يوماً: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء –يقصد المجاهدين – لا أَرْغَبَ بُطُونَاً, ولا أكذَبَ أَلْسِنَةً, ولا أَجْبَنَ عند اللقاءِ, فقال رجلٌ في المجلسِ : كذبتَ ولكنكَ منافقٌ, لأخبرنَّ رسول صلّى الله عليه و سلّم, فبلغَ ذلك النبيَّ صلّى الله عليه و سلّمونزلَ القرآنُ, قال عبدُ اللهِ:فأنا رأيتُه متعلقاً بِحَقَبِ[20] ناقةِ رسول الله والحجارة تَنْكُبُهُ[21]،والرجلُ يقول لرسول الله: يا رسول الله إنما كنا نخوضُ ونلعبُ, والرسول يقول : ( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون).
وفي رواية قتادة قال:( بينما رسول الله صلّى الله عليه و سلّمفي غزوة تبوك, وبين يديه أناسٌ من المنافقين، فقالوا: يرجو هذا الرجل أن تُفتَحَ له قصورُ الشامِ وحصونُها؟ هيهاتَ هيهاتَ .. فأطْلَعَ اللهُ نبيهُ على ذلك, فقال النبي : احبسوا هؤلاء الركب . فأتاهم فقال: قلتم كذا وقلتم كذا، قالوا: فأنزل الله فيهم ما تسمعون .)[22] ونزل فيهم القرآن يفضحُهم.
في غزوة مؤتة:
عندما واجه المسلمون مائتي ألفَ مقاتلٍ من العربِ والرومِ، رأى بعضُ المسلمينَ الانسحابَ، وبعد وَعْضِ عبدِ اللهِ بنِ رواحةَ لهم بالثباتِ قرروا المواجهةَ، فكانتْ ملحمةٌ سجلَ فيها قادةُ الجيشِ الثلاثةَ بطولةً عظيمةً انتهت باستشهادِهم جميعاً، وهم : عبدُ الله بن رواحة , وزيدُ بن حارثة , وجعفرُ بن أبي طالب،
ثم اختار المسلمون لأنفسهم قائداً هو خالدُ بن الوليد, وبعد أن دَرَسَ خالدٌ ظروفَ المعركةِ وقَدَّرَ نتائجها, اقتنع بأن الانسحابَ بأقلِّ خسارةٍ هو الحلُّ الأفضلُ, وعمل خطة انسحب فيها بالجيش الى المدينة.
رجع المسلمون الى المدينة بعد قطع تلك المسافاتِ الطويلةِ, وبعد التعبِ والمشقةِ والقتالِ المستميتِ،
وكانت عملية الانسحاب التي قام بها خالدٌ أثناء معركة مؤتة من أكثر العمليات في التاريخ الإسلامي مهارةً ونجاحاً, بل إنها تتفقُ وتتلائمُ مع التكتيكِ الحديثِ للانسحابِ.
يقول المؤرخون: إن خسارة المسلمين لم تتعدَّ الاثني عشر شهيداً في هذه المعركة, وأن خالداً قال: ( لقد انقطع في يدي يومَ مؤتةَ تسعةُ أسيافٍ, فما بقي إلا صفيحة يمانية).
ويمكن القول إن خالداً بخطته تلك, قد أنقذ الله به المسلمين من هزيمةٍ ماحقةٍ وقتلٍ محققٍ, وإن انسحابه كان قمة النصرِ بالنسبةِ لظروفِ المعركةِ, حيث يكون الانسحابُ في ظروفٍ مماثلةٍ أصعب حركات القتال, بل أجداها وأنفعها)[23].
كيف واجه المسلمون في المدينة الجيشَ المنسحبَ؟؟
استقبلهم النبي صلّى الله عليه و سلّموالمسلمون، وأخذ النبي أولاد جعفر رضي الله عنه ،وجعل الناس يحثون على الجيش الترابَ ويقولون : يا فرَّارُ, أفررتم في سبيل الله ؟؟
ويصحح لهم رسول الله صلّى الله عليه و سلّمالمسار ويقول لهم: ( ليسوا بالفُرَّارِ, ولكنهم الكُرَّارُ إن شاء اللهُ)[24].
لم يعتبر النبي صلّى الله عليه و سلّمانسحاب الصحابة فراراً وإنما اعتبره نصراً, وبارك للصحابة رجوعهم سالمين, وشجعهم وقوى من عزيمتهم بقوله: ( ولكنهم الكُرَّارُ إن شاءَ اللهُ).
إن الأمة لن تستطيع أن ترتقي إلى هذه الأهدافِ النبيلةِ والقممِ الشامخةِ إلا بالتربيةِ الإسلاميةِ الجادةِ, القائمة على المنهاج النبوي الكريم.
إنه ليس أشد على نفس المجاهد المخلص لدعوته من الإعراضِ عنه، والاستعصاءِ عليه. فضلاً عن المكرِ به، والإيذاءِ له، والافتراءِ عليه، والافتنانِ في إعناته. ولكن له تسليةٌ بقول الله لرسوله: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَتَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ) النحل: 127، ثم يُؤْنِسُهُ بأنه في معيَّتِهِ سبحانه ورعايتِهِ فيقول: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) النحل: 128
فإذا علم المجاهدأنه إنْ صبرَ فاللهُ ناصرُه ولابدّ، وأن انتقامَه ومقابلتَه سببٌ لزيادة شر خصمِه، و أن من اعتادَ الانتقامَ ولم يصبرْ لابد أن يقعَ في الظلمِ، و أن عفوَه وصبرَه من أكبرِ الجندِ له على خصمِه، وأنه تكفيرٌ لسيئاتِه[25]، إذا علم ذلك هان عليه الصبرُ ووفقهُ الله إليه.
[1]تفسير ابن كثير ج2/195
[2]القرطبي 4/323
[3]رواه أحمد في المسند وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح، وصححه الألباني.
[4]هذه أخلاقنا ص 70
[5]الظلال 1/552
[6]تفسير القرطبي 40/ 230
[7]البخاري / الجهاد والسير 2085 – مسلم / الجهاد 1903
[8]السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية ج1/473
[9] جامع البيان في تأويل القرآن ج7/234
[10]موسوعة الاخلاق الاسلامية 1/311 نقلاً عن الصبر وثوابه لابن ابي الدنيا
[11]انظر البداية والنهاية ج5/445 – 446 – 447، وسيرة ابن هشام ج3/72
[12]تفسير ابن كثير 4/234
[13]البخاري 3728
[14]حلية الأولياء 1 /93
[15]البخاري/ كتاب المغازي، 4099 – مسلم / كتاب الجهاد، 4676
[16]تفسير ابن كثير 4/189 ، وانظر تفسير القرطبي 8/ 216، وزاد المسير 2/285
[17]البخاري / كتاب الجنائز، 1276
[18]البخاري / كتاب الجنائز 1274
[19]انظر كتاب الظلال 1/251 - 252
[20] الحقب: حبل يشد به الرحل في بطن البعير.
[21]الحجارة تنكبه: تصيبه وتؤذيه.
[22]السيرة النبوية للصلابي /828
[23]انظر السيرة النبوية للصلابي ص 221
[24]سنن أبي داود بتحقق شعيب الأرنؤوط 4/285
[25]انظر موسوعة الأخلاق الإسلامية 1/322