السَّرِقة كَسبٌ خبيثٌ وفِعلٌ خسيسٌ
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الأربعاء 21 ديسمبر 2022 م
عدد الزيارات : 800
مقدمة:
إنّ مِن رحمة الله عزو جل بنا وفضله علينا، أن أكرمنا بهذا الدِّين العظيم، وشرع لنا فيه أحكامًا، وحدّ لنا حدودًا، تضمن صلاح دنيانا وخير آخرتنا، فأوضح القيود والضّوابط في كسب المال وتملّكه، وبيّن طُرق إنفاقه بما يحقّق النّفع للفرد والجماعة على حدٍّ سواءٍ، وعلّمنا أنّ المال وسيلةٌ لتحقيق الغاية الأسمى، وهي سعادة الإنسان وطمأنينته، وعيشه فيما يرضي الله سبحانه، حيث رَسَمت لنا تشريعات الإسلام معالم اقتصاديّةً فريدةً مِن نوعها، تحمي الفرد وتصون حقوقه، وتضمن للمجتمع ازدهاره وعزّته، وأمنه وقوّته، وعلّمتنا أن المال ليس خيرًا لذاته، بل خيره في تحصيله مِن طرقٍ مشروعةٍ، وإنفاقه في الطرق الّتي يرتضيها ربّنا الله جل جلاله، مِن زوجةٍ وأولادٍ، وفقراء ومحتاجين، وسائر سبل الخير والبرّ، وبيّن لنا الإسلام أنّ الدّرهم الحلال هو ما أخذه الإنسان مِن طريقٍ مشروعٍ، دون أن يعتدي على مال غيره، وأنّ الدّرهم الحرام هو ما حصل عليه بغير حقٍّ، بفعلٍ محرّمٍ؛ مِن رٍبًا وميسرٍ، وغصبٍ وسرقةٍ، وغشٍّ وخداعٍ، ونهبٍ ورشوةٍ، وكلّ وسائل الكسب الخبيث الّتي نهانا الله سبحانه عن الاقتراب منها، قال تعالى: {‌وَلَا ‌تَأْكُلُوا ‌أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188].
وقد بيّن لنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم الحلال مِن الحرام، عَنِ ‌النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (‌إِنَّ ‌الْحَلَالَ ‌بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ..). صحيح مسلم: 1599
وإنّ إحدى الطّرق المحرّمة الخبيثة لكسب المال: جريمة السّرقة.
1- كَسبٌ خبيثٌ
لقد أمر الشّرع الحنيف بتحرّي الحلال، وجعله حتمًا لازمًا، وأمر بالابتعاد عن الحرام، ففي الكسب الطّيّب سلامةٌ لدِينِ المسلم، وحمايةٌ لعِرْضه، وصونٌ لشرفه، وفي الكسب الخبيث شؤمٌ كبيرٌ ، وبلاءٌ  مستطيرٌ على صاحبه، في الدّنيا قبل الآخرة، فبسببه يقسو القلب، وتجمد العين، ويحلّ غضب الرّبّ، ويُرَدّ الدّعاء، ويُصْلي صاحبه نارًا حاميةً، عَنْ عُمَرِ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ نَفَرٌ يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ، وَفُلَانٌ شَهِيدٌ، حَتَّى ذَكَرُوا رَجُلاً، فَقَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (كَلَاّ، إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ ‌فِي ‌عَبَاءَةٍ ‌غَلَّهَا، أَوْ بُرْدَةٍ غَلَّهَا). صحيح ابن حبّان: 2819
فكمْ كان الإسلام حكيمًا عندما أمرنا بالمحافظة على أموال الآخرين وصيانتها، وحرمة الاعتداء عليها بكلّ الصُّور، ليضمن لكلّ ذي حقٍّ حقّه، عَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ ‌الْمُسْلِمِ ‌عَلَى ‌الْمُسْلِمِ حَرَامٌ؛ دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ). صحيح مسلم: 2564
فلا نأخذ أموال غيرنا بغير حقٍّ، قال تعالى: {‌وَلَا ‌تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188].
وإنّ السّرقة وأخذ مال الغير خلسةً وخفيةً أكلٌ للمال بالباطل الّذي لا يجتمع مع الإيمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ‌(لَا ‌يَزْنِي ‌الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ). صحيح البخاريّ: 6390
ولقد بيّن الإسلام حدّ جريمة السّرقة، وأوجب على فاعلها قطع يده، وما ذاك إلّا لقُبحها وعظيم خطرها، قال تعالى: {‌وَالسَّارِقُ ‌وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة: 38].
وإنّ في تشريع الحدود رحمةٌ للمجتمع، وتطهيرٌ للسّارق في آنٍ واحدٍ، وزجرٌ لكلّ مَن تسوّل له نفسه الإقدام على هذه الجريمة النّكراء، فاليد -الّتي لها شرفٌ وقيمةٌ- تهون وتسقط قيمتها فتُقطَع عندما تمتدّ إلى أموال الآخرين، وفي ذلك حمايةٌ للأموال، وصيانةٌ للنّفوس.
يدٌ بخمس مئين عسجدٍ وُديَتْ    ما بالها قُطعتْ في ربعِ دينارِ
وقايةُ النّفس أعلاها وأرخصها    ذلُّ الخيانةِ فافهمْ حكمة الباري
ولقد كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم حازمًا في تطبيق حدود الله عز وجل، لا يخاف في الله لومة لائم، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ قُرَيْشًا أهمَّتهم الْمَرْأَةُ الْمَخْزُومِيَّةُ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إلا أسامة، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فكلَّم رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: (أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ) ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ، قَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إنما ضلّ مَنْ كان قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ ‌الشَّرِيفُ ‌تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ الضَّعِيفُ فِيهِمْ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سرقت لقطع محمّدٌ يدها). صحيح البخاريّ: 6406
فالإسلام يريد أن يستأصل الجريمة مِن أفراد المجتمع، حتّى تطهر النّفوس الخبيثة، وتتربّى على الفضائل، فما أشدّ خسارة مَن أصابته لعنة الله جل جلاله مِن أجل عَرَضٍ مِن الدّنيا الزّائلة، عَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (‌لَعَنَ ‌اللهُ ‌السَّارِقَ، يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ). صحيح البخاريّ: 6783
والعيش مع البعد عن رحمة الله  عز وجل جحيمٌ لا يُطَاق.
2- فسادٌ خُلقيٌّ
السّرقة خلقٌ ذميمٌ، وجريمةٌ نكراء، لا تصدر إلّا مِن إنسانٍ سيّء الأخلاق، غليظ الطّباع، عديم الضّمير، تكاسلَ عن الكسب الطّيب، و عطّل عقله عن العمل والإنتاج، ومدّ يده إلى مال غيره، بدافعٍ من الدّناءة والّلؤم، وسوء التّربية، وضعف اليقين، بَيْدَ أنّ الإسلام حرص على بناء المجتمع السّليم القائم على العقيدة الصّحيحة، والأخلاق القويمة، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعِدّ برنامجًا متكاملًا لذلك، ويجعل اجتناب السّرقة مِن أولويّات بنود بيعته لأصحابه رضي الله عنهم، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسٍ، فَقَالَ: (‌بَايِعُونِي ‌عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا... فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِنْ شاء غفر له، وإن شاء عذَّبه). صحيح البخاريّ: 6402
وما كان هذا  الحرص مِن النّبيّ صلى الله عليه وسلم على تحريم الاعتداء على أموال النّاس إلّا لما في ذلك التّجاوز  مِن ظلمٍ اجتماعيٍّ  وفسادٍ خلقيٍّ،  حيث إنّ السّرقة جريمةٌ متناميةٌ، تتحوّل مِن رغبةٍ في المال الحرام إلى جرأةٍ على الدّم الحرام، والإسلام يفرض على المسلم أن يعيش في طريقٍ شريفٍ، وأن يحيا على ثمرات كفاحه وجهده الخاصّ، وإنّنا اليوم إذ نرى انتشار هذه الجريمة واستفحالها، نعلم -يقينًا- أنّها ما تفاقمت إلّا يوم أن عطّلت الأمّة الحدود، وأهمل أبناؤها التّربية الصّحيحة، وابتعد النّاس عن تعاليم دينهم، ولذا كان مِن الواجب على المجتمع بأسره أن يبحث عن حلولٍ جادَّةٍ للقضاء على هذه المشكلة الاجتماعيّة المستشرية، ولا يُستثنى مِن هذه المسؤوليّة أحدٌ، كلٌّ بحسب مكانته وإمكانيّاته، فالآباء والأمّهات، والمعلّمون والمعلّمات، يُغذّون أبناءهم بالتّوجيهات والقِيَم الّتي تحول دون وقوعهم في جريمة الاعتداء على أموال الآخرين، ويُعمّقون في قلوبهم الشّعور بمراقبة الله عز وجل، واستشعار عظمته، وحبّ الأمانة، وعِظَم مكانتها، ويسعون جاهدين لسَدّ حاجات أبنائهم  حسب استطاعتهم، حتّى لا تمتدّ أيديهم إلى الحرام، مع البيان بأنّ الحاجة لا تُبرّر الاعتداء على أموال الآخرين، فإنّ الإنسان  سيُسأل سؤالين عن ماله بين يدي أحكم الحاكمين، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (‌لَا ‌تَزُولُ ‌قَدَمَا ‌عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ). سنن التّرمذيّ: 2417
فما أنجع هذه الوصايا في التزام الطّرق المشروعة وأنفعها، واجتناب ما نهى الله سبحانه عنه، وإنّ ممّا يُعين الإنسان على الالتزام بهذه الوصايا، أن يتّخذّ أصحابًا صالحين، يعينونه إذا ذَكر، ويقوّمونه إذا انحرف نحو الكسب الحرام.
خاتِمةٌ:
حريٌّ بكلّ مَن رزقه الله جل جلاله عقلًا، ومَنّ عليه بنعمة الإيمان، أن يجانب السّرقة وسائر أنواع  الكسب الخبيث ويبتعد عنها، بعد أن علم ما فيها مِن تبعاتٍ وآثامٍ، وما تُخلّفه مِن آثارٍ مهلكةٍ عليه وعلى دينه، وأهله ومجتمعه، ومَن تورّط في شيءٍ مِن ذلك فليتخلّص منه اليوم، وليردّ الحقّ لصاحبه، قبل أن يأتي يومٌ لا درهمٌ فيه ولا متاعٌ، سواءً أخذه مِن شخصٍ مثله، أم أصابه مِن جهةٍ عامّةٍ، وكم تهاون أناسٌ بالسّرقة مِن الأموال العامّة،  فأخذ منها ما ليس له، أو سخّر أدوات وظيفته أو نفوذه لنفع نفسه وقرابته، ومنعها عن بقيّة النّاس، وكلّ هذا مِن كبائر الذّنوب، الّتي ورد فيها وعيدٌ شديدٌ، عَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْغُلُولَ فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ، قَالَ: (لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ، عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، وَعَلَى رَقَبَتِهِ ‌بَعِيرٌ ‌لَهُ ‌رُغَاءٌ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، وَعَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَغِثْنِي، فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، أَوْ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ). صحيح البخاريّ: 3073
حقًّا: إنّ مِن الغُبن العظيم والخسران الكبير أن يجمع المرء مالًا كثيرًا، مِن طُرقٍ محرّمةٍ، من سلبٍ ونهبٍ، وسرقةٍ واختلاسٍ ونحو ذلك، ثمّ يُخلِّف ما كسبه لوارثه، وحسابه على ظهره، فيكون قد باع آخرته بدنيا غيره.
ألا فلنتّقِ الله سبحانه في كسبنا وأموالنا، وليكن قدوتنا في عفّة اليد، وطيب المطعم، وأداء الأمانة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام الأطهار رضي الله عنهم.
 

http://shamkhotaba.org