عَرفة أرض الميثاق ويوم الميثاق
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الأربعاء 21 يونيو 2023 م
عدد الزيارات : 968
مقدمة:
عشر ذي الحجة أيّامٌ لها اعتبارها الخاصّ في شرعنا، يحرص المؤمن فيها على العمل الصّالح أكثر مِن حرصه عليه في سائر الأيّام، لكنّ هذه العشر لا تختم إلّا بأفضل أيّامها، فنحن ننتظر أفضل الفاضل، التّاسع مِن عرفة، الّذي يوافق الثّلاثاء القادم، يومٌ له مزايا ليست لسواه، فمن مزاياه أنّه ظرفٌ لركن الحجّ الأعظم، فالحجّ عرفة؛ عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَعْمَرَ الدِّيلِيَّ رضي الله عنه، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، وَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الْحَجُّ؟ قَالَ: (الْحَجُّ عَرَفَةُ، فَمَنْ جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، لَيْلَةَ جَمْعٍ، فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ، أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَرْدَفَ رَجُلًا خَلْفَهُ، فَجَعَلَ يُنَادِي بِهِنَّ). سنن ابن ماجه: 3015
وهو اليوم الّذي أقسم الحقّ سبحانه به في سورة البروج {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 1-3].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (اليَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَاليَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ). سنن التّرمذيّ: 3339
فقد أقسم الحقّ جل جلاله بالسّماء ويوم القيامة ويوم عرفة ويوم الجمعة قبل أن يسرد علينا قصّة أصحاب الأخدود، فإذا تأمّلت القسَم، رأيت عظمة هذا اليوم، وإذا تأمّلت ما جاور القسم بيوم عرفة مِن قسَمٍ بالسماء وقسَمٍ بالقيامة بدا لك وجهٌ آخر مِن وجوه عظمة هذا اليوم، إذ قُرن بالسّماء وهي عظيمة، وبالقيامة وما أعظمها! فلنمرّ سريعًا على ما يمتاز به هذا اليوم مما يحفّزنا على العمل الصالح فيه، وممّا يمنحنا الفخر بهذا الدِّين العظيم الّذي ندين به، هذا وإن افتخار شبابنا اليوم بالدّين الّذي يدينون أمرٌ بالغ الأهمّيّة في هذه الفترة مِن الغزو الفكريّ والأخلاقيّ الّذي يجتاح العالم، ويدعو إلى الرّذيلة والشّذوذ، فمن اعتزّ بدينه يقف شامخًا أمام تلك الدّعاوى لا يعبأ بها، والمهزوز المهزوم نفسيًّا يضعف أمامها، نسأل الله عز وجل السّلامة.
1- الدِّين الكامل
مِن مزايا يوم عرفة أن جعله الحقّ سبحانه ظرفًا للبشارة باكتمال هذا الدِّين العظيم، قال تعالى: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 3].
رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد نبيًّا ورسولًا، إنّنا نعبّر عن هذا الرّضا صباح مساء ثلاثًا ثلاثًا كلّ يومٍ، جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَر رضي الله عنه، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا نَزَلَتْ، مَعْشَرَ الْيَهُودِ، لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، قَالَ: وَأَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: "إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ". صحيح مسلم: 3017
فيوم الجمعة يوم العيد الأسبوعيّ اليوم الشّهد كما مرّ، وعرفات عيدٌ سنويٌّ وهو اليوم المشهود، فقد نزلت الآية في الشّاهد والمشهود، هذا الدِّين الّذي امتنّ الله عز وجل به على عباده {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]. 
فما أعظمه مِن منّةٍ! الدِّين الّذي فيه انشراح الصدور، وبالصّدّ عنه يكون الضّيق والحرج {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُون} [الأنعام: 125].
الدّين الرّحمة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
في هذا اليوم تمّت كلمة ربّنا جل جلاله، فلا تبديل ولا تحريف {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 114-115].
لقد تمّت كلمة الله سبحانه صدقًا -فيما قال وقرّر- وعدلًا -فيما شرع وحكم- فلم يبقَ بعد ذلك قولٌ لقائلٍ في عقيدةٍ أو تصوّرٍ أو أصلٍ أو مبدأٍ أو قيمةٍ أو ميزانٍ، ولم يبق بعد ذلك قولٌ لقائلٍ في شريعةٍ أو حكمٍ، أو عادةٍ أو تقليدٍ.. ولا معقّب لحكمه ولا مجير عليه.. {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} الّذي يسمع ما يقوله عباده، ويعلم ما وراءه، كما يعلم ما يصلح لهم، وما يصلحهم. في ظلال القرآن: 3/ 1195
2- مظاهر الكمال
سمع اليهوديّ بالآية الّتي امتنّ الله جل جلاله بها على المؤمنين فأدرك مِن عظمتها ما أدرك، وذلك أنّ الله عز وجل أتمّ النّعمة يومًا على بني إسرائيل، لكنّهم فرّطوا وضيّعوا {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأعراف: 137].
وأوكل سبحانه لهم حفظ دينهم وتوراتهم فما رعوها حق رعايتها {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ} [المائدة: 44].
أمّا هذا الدّين فقد أكمله الله جل جلاله لعباده وصانه عن النّقص والعيب {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصّلت: 41-42].
وصانه بعد ذلك عن احتمالات التّحريف والعبث {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
وبيّن سبحانه وجوه عظمته وكماله في مواطن عديدة {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود: 1]. 
ومِن كماله أنّ فيه تبيانًا لكلّ ما يلزم لهداية الإنسان {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النّحل: 89].
ومَن وجوه كمال هذا الدّين أنّه خطاب الله جل جلاله لكلّ البشر، عربهم وعجمهم، أبيضهم وأسودهم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28].
بل هو خطابٌ للعالمين جنّهم وإنسهم {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} [الأحقاف: 29].
لهذا نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ينصّ على هذا المعنى؛ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قال: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟)، قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: (أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟)، قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، ثُمَّ قَالَ: (أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟)، قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: (أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟)، قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: (فَإِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ)-قَالَ: وَلَا أَدْرِي قَالَ: أَوْ أَعْرَاضَكُمْ، أَمْ لَا- (كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَبَلَّغْتُ؟)، قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: (لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ). مسند أحمد: 23489
خاتِمةٌ:
أعلمنا الله سبحانه باكتمال الدِّين يوم عرفة، فحن نعتزّ بديننا ونحتفي بهذا الاكتمال كلّ عام، والواجب أن يثمر هذا الاحتفاء والاعتزاز منّا التزامًا وتطبيقًا لهذا الدِّين، والتزامًا بالميثاق الّذي أخذه علينا ربّ العزّة عز وجل؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ -يَعْنِي عَرَفَةَ- فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا) قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} مسند أحمد: 2455
جديرٌ بنا أن نعتني بيوم عرفة: فنصومه، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ). صحيح مسلم: 1162
جديرٌ بنا أن نعتني بيوم عرفة: فنكثر مِن الدّعاء والذّكر فيه، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). سنن الترمذي: 3585
وقد دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنه: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو، فَمَالَتْ بِهِ نَاقَتُهُ فَسَقَطَ خِطَامُهَا، فَتَنَاوَلَ الْخِطَامَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَهُ الْأُخْرَى. السنن الكبرى للنسائي: 3993
وممّا ندعو به في ذلك اليوم: أن نرجو مِن السّيّد أن يعتق رقاب عباده مِن النّار؛ فهذا يوم العتق، قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟). صحيح مسلم: 1348
فاللهمّ أعتق رقابنا ورقاب آبائنا مِن النّار.
 

http://shamkhotaba.org