الأسرة بين المخاطر والأمان
الكاتب : رديف يوسف المقداد
الاثنين 8 سبتمبر 2014 م
عدد الزيارات : 4127

الأسرة بين المخاطر والأمان

 

أعظم آية تحدث فيها الله عزوجل عن الأسرة والحياة الزوجية في سورة الروم 
(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) {الروم: 21}
قبلها بكثير ذكر الله عزوجل آيات عن الأسرة على سبيل المثال في بداية سورة البقرة عند الحديث عن وساوس الشيطان لآدم عليه السلام وزوجه { وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 37 ) }
تصف خروج أول أسرة من البشر من الجنة وذلك بسبب مخالفة أمر رب العالمين 



وفي أية آخرى في سورة البقرة يذكر المولى عزوجل الأسرة والزوجين في مجال التفريق بين الأزواج بسبب السحر الذي يتعلمه الناس على أيدي الشياطين
{
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ} (102) البقرة

من خلال التأمل في الآيات ومواقعها نجد أن الله عزوجل قدم المخاطر التي تحيط بالأسرة والزوجين والحياة الزوجية
على المكاسب والثمار التي هي السكن والأمان والمودة والرحمة ........

لعلها إشارة لوجوب الأمر للإنسان إن يسد المسالك ويحذر المخاطر التي يمكن أن تحيق وتمكر بالأسرة وتقوض أركانها بحيث تقتل عرى المودة ومواثيق الرحمة وتهدم أمان وأمن السكن إذ أن السكن ليس بجدرانه الشاهقة وشرفه المنيفة وفرشه العظيم الوافر لكن السكن حب وود ورحمة قبل كل ذلك
وكأنَ الخيمة في مهب الريح فيها من الطمأنينة أعظم مايمتلكه المرء ضمن القصور وعلى أرائك الحرير عندما يكون الحب والرحمة إستأسر القلوب

لبيت تخفق الأرواح فيه .......... أحب اليَ من قصر منيف
لابد منذ البداية من طاعة الله من كلا الزوجين وتلك نتائج المعصية قد أخرجت الأسرة البشرية الأولى من الجنة وهبطت بهم الى الأرض
لكن . كيف الإحتراز من كيد أصحاب النفوس الخبيثة وأقران الشياطين ؟
إذا مارجعنا لسورة الروم وتأملنا بكلمات القرآن العظيم وتمعنا بماسبق آية خلق الأزواج من الأنفس لوجدنا أن الله عزوجل ذكر التسبيح في المساء والصباح ثم الحمد لله عزوجل ثم الإعجاز في الخلق والقدرة على إخراج الحي من الميت والميت من الحي
﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ(19)﴾.
ثم يأتي سبحانه على خلق الإنسان من تراب ومن ثم خلق الأزواج
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)
التسبيح والتحميد والأذكار صباح مساء هي حصن المسلم الحصين وهي الحفظ للمسلم والأسرة من كل سوء وأذى
جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك.)
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل يوم: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء.) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
اعتصاما بالله وتعظيما له وتمجيدا وذكرا وحفاظا على العهد وتعهدا لآيات الذكر الحكيم هي الحماية من المخاطر التي نص عليها القرآن الكريم من مخالفة الأمر الإلهي الذي كان من خلال وساوس الشياطين ونتيجة للحقد والحسد الذي ترمي به أبصار النفوس الخبيثة
إلى التفريق الذي كان أيضا من فعل الشياطين وتعليمهم للمجرمين
خلاصة القول أن الأسر مطالبة بالتحصين زووسائل الحماية وقاية البيوت قبل أسوار البيتون بأسوار حفظ الله وحمايته وحرزه وكنفه وفضله

 


http://shamkhotaba.org