عاشوراء : دروسٌ في النصر والتمكين
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الخميس 30 أكتوبر 2014 م
عدد الزيارات : 6804
عاشوراء : دروسٌ في النصر والتمكين
عناصر الخطبة :
1- عاشوراء يوم عظيم من أيام الله          
2- يومٌ نجى الله فيه نبيَّه والمؤمنين
3- درسٌ في النصر                                                         
4- مقتل الحسين رضي الله عنه وزيف ادعاء الرافضة
5- نحن أولى بالحسين منكم    
6- بدع الرافضة في عاشوراء  
7- فضل عاشوراء وصيامه 
..........................................
1-  عاشوراء يوم عظيم من أيام الله   :
 روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" قالوا: هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرَّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمر بصيامه"
لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى الهدي الصحيح في مثل هذه الأيام التي ينصر الله فيها عباده المؤمنين ويهلك الظالمين، فقال :" فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمر بصيامه"
ليجعل شعارَ هذا اليوم عملاً صالحاً يتقرَّبُ به المسلمون إلى الله 
2-  يومٌ نجى الله فيه نبيه وكليمه والمؤمنين  :
ذكر الله قصة فرعون في كتابه فيما يقارب من ثلاثين موضعاً، وهي أكثر القَصص القرآني تكرارًا، وذلك لمشابهتها لما كان يعانيه الرسول صلى الله عليه وسلم من صناديد قريش, ولما فيها من التسلية والتأسية له وللمؤمنين، حينما يشتد عليهم أذى الكفار والمنافقين
أكرم الله موسى عليه السلام بالرسالة وأوحى إليه بوحيه، وكلمه كفاحًا من غير واسطة ولا ترجمان، وأرسله إلى فرعون بالآيات القاطعات والسلطان المبين، ولكن فرعون عاند وكابر، (فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى  )النازعات: 21- 24
. وادّعى أن ما جاء به موسى سحر، وأن عنده من السحر ما يبطله، وجمع السحرة من جميع أنحاء مملكته، فألقوا ما عندهم من السحر، ( فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) يونس: 81، 82 ( فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ )  الشعراء: 45( فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) الأعراف: 118- 122
"لما ظهر موسى بالبراهين على فرعون وقومه مكث في مصر يدعوهم إلى الإسلام ويسعى في تخليص بني إسرائيل من فرعون وعذابه؛ وفرعونُ في عتوٍّ ونفورٍ، وأمرُه شديد على بني إسرائيل؛ ويريه الله من الآيات والعبر ما قصّه الله علينا في القرآن، وبنو إسرائيل لا يقدرون أن يُظهروا إيمانَهم ويعلنوه، قد اتخذوا بيوتهم مساجدَ وصبروا على فرعون وأذاه
 فأرادا تعالى أن ينجيهم من عدوهم ويمكِّن لهم في الأرض، ليعبدوه جهراً ويقيموا أمره، فأوحى إلى نبيه موسى أن يواعد بني إسرائيل سِرَّاً ويَسْروا أوّلَ الليل، وأخبره أنَّ فرعونَ وقومَه سيتبعونه، فخرجوا أوّلَ الليلِ جميعُ بني إسرائيل ونساؤهم وذريتُهم، فلما أصبح أهلُ مصر إذا هم ليس فيها منهم داعٍ ولا مجيبٌ!
 فحنَقَ عليهم فرعونُ وأرسل في المدائن مَن يجمع له الناس ويحضُّهم على الخروج في أثر بني إسرائيل ( فأتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ) وقلقوا وخافوا؛ البحرُ أمامَهم وفرعونُ مِن ورائهم؛ وموسى مطمئنُّ القلبِ ساكنُ البالِ، قد وثِقَ بوعدِ ربِّهِ فقال ( كلا إن معي ربي سيهدين ) 
فأوحى الله إليه أن يضرب الحجر بعصاه فضربه فانفلق اثنى عشر طريقاً، وصار الماءُ كالجبال العالية عن يمين الطرق ويسارها، وأيبسَ اللهُ طرقَهم التي انفلق عنها الماء، وأمرهم الله أن لا يخافوا من إدراك فرعون ولا يخشوا من الغرق في البحر، فسلكوا في تلك الطرق فجاء فرعون وجنوده فسلكوا وراءهم حتى إذا تكامل قوم موسى خارجين وقوم فرعون داخلين أمر الله البحر فالتطم عليهم وغشيهم من اليمِّ ما غشيهم، وغرقوا كلهم ولم ينجُ منهم أحدٌ؛ وبنو إسرائيل ينظرون إلى عدوهم قد أقرَّ اللهُ أعينَهم بهلاكه؛ وهذه عاقبةُ الكفر والضلال وعدمِ الاهتداء بهدى الله؛ ولهذا قال تعالى ( وأضل فرعون قومه )  بما زَيَّن لهم من الكفر وتهجين ما أتى به موسى واستخفافه إياهم، وما هداهم في وقت من الأوقات، فأوردهم موارد الغي والضلال، ثم أوردهم مورد العذاب والنكال" (تفسير السعدي )
 فكان هذا هو مصير أعداء الله في كل حين، وتلك هي عاقبة المكذبين الضالين، وما ربك بظلام للعبيد، يقول الله تعالى ( فَكُلاًّأَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )العنكبوت: 40
3- درس في معاني النصر:
قال تعالى : (  يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) طه : 80-81
" يذكّر تعالى بني إسرائيل منّته العظيمة عليهم بإهلاك عدوهم ومواعدته لموسى عليه السلام بجانب الطور الأيمن لينزل عليه الكتاب الذي فيه الأحكام الجليلة والأخبار الجميلة فتَتِمُّ عليهم النعمةُ الدينيةُ بعد النعمةِ الدنيويةِ، ويذكُر منّته أيضاً عليهم في التيه بإنزال المنِّ والسلوى والرزق الرغد الهني الذي يحصل لهم بلا مشقة" (تفسير السعدي )
قال تعالى :( وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  ) الأنفال: 10 (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار ِ  )غافر: 51، 52
4- مقتل الحسين رضي الله عنه وزيف ادعاء الرافضة  :
الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، وشبيهه في الخَلْق من الصدر إلى القدمين، أبوه أمير المؤمنين علي، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو عبد الله، ولقبه الشهيد، وهو أحد سيدي شباب أهل الجنة مع أخيه الحسن.
 وقال صلى الله عليه وسلم فيهما: "هما ريحانتايَ من الدنيا"(رواه البخاري )
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه ويلاعبه ويقول عنه: "حسين سبط من الأسباط، من أحبني فليحبّ حسينًا". وفي رواية: "أحبّ الله من أحبّ حسينًا"( أخرجه ابن ماجه وأحمد والترمذي وحسّنه، وصحّحه الحاكم ووافقه الذهبي(
 
 وإنّ محرم وعاشوراء يذكران المسلمين كذلك بحادثة جَلَلٍ، لا تهون في قلوب المؤمنين، هي حادثة استشهاد سبط رسول الله الحسين بن علي -رضي الله عنهما- في كربلاء.
والذي ينبغي عند ذكرِ مصيبةِ الحسينِ وأمثالِها هو الصبرُ والرضا بقضاء الله وقدره، وأنه تعالى يختار لعبده ما هو خير، ثم احتسابُ أجرها عند الله تعالى.
أما بالنسبة لمآتم الشيعة فإنه لا نزاع في فضل الحسين -رضي الله عنه- ومناقبه؛ فهو من علماء الصحابة، ومن سادات المسلمين في الدنيا والآخرة الذين عرفوا بالعبادة والشجاعة والسخاء، وابنُ بنت أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، والتي هي أفضل بناته، وما وقع من قتله فأمرٌ منكرٌ شنيعٌ محزِنٌ لكل مسلمٍ، وقد انتقم الله عز وجل من قَتَلَتِهِ، فأهانهم في الدنيا وجعلهم عبرةً، فأصابتهم العاهات والفتن، وقلَّ من نجا منهم.
 فقد كان مقتَلُه من المصائب العظيمة على الأمة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وكان قتلُه - رضي الله عنه - من المصائب العظيمة؛ فإنّ قتلَ الحسين , وقتلَ عثمان قبله كانا من أعظم أسباب الفتن في هذه الأمة، وقَتََلَتُهُما مِن شرار الخلق عند الله " (مجموع الفتاوى )
ولكن لا يحسن أبدًا ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي يُلحَظُ التصنع والتكلف في أكثره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" وقد كان أبوه عليٌّ أفضل منه وقُتل، ولم يتخذوا موته مأتمًا، وقُتل عثمان وعمر ومات أبو بكر رضي الله عنهم، وكلهم أفضل منه.. ومات سيِّد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولم يقع في يوم موته ما هو حاصل في مقتل الحسين. وليس اتخاذ المآتم من دين المسلمين أصلاً، بل هو أشبه بفعل أهل الجاهلية"  (مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية)
قال ابن رجب عن يوم عاشوراء: "وأما اتخاذُه مأتمًا كما تفعله الرافضة؛ لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فيه.. فهو مِنْ عَمَلِ مَن ضلَّ سعيُه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يُحسنُ صنعًا، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتمًا، فكيف بمن دونهم؟!"" ( لطائف المعارف )
والملاحظ أنَّ مآتم الرافضة في عاشوراء لم ترتبط بأصل إسلامي من قريب أو بعيد؛ إذ لا علاقة لها بنجاة موسى، ولا بصيام النبي صلى الله عليه وسلم، بل الواقع أنهم حوَّلوا المناسبة إلى اتجاه آخر، وهذا من جنس تبديل دين الله عز وجل.
5- نحن أولى بالحسين منكم :
لقد حث الشيعة الحسين على الخروج والقتال بعد موت معاوية وتولي ابنه يزيد من بعده
فاجتمعوا في بيت زعيمهم "سليمان بن صرد"، واتفقوا على أن يكتبوا للحسين يحثونه على القدوم إليهم، ليسلموا له الأمر، ويبايعوه بالخلافة، وتتابعت رسائل أشراف الكوفة إلى الحسين، كلها ترغبه في الحضور، حتى بلغت خمسين رسالة.
وأمام هذه الرسائل المتلاحقة، ووعود أهل الكوفة الخلابة بالنصرة والتأييد، استجاب الحسين لدعوتهم، وعزم قبل أن يرحل إليهم أن يستطلع الأمر، ويتحقق من صدق وعودهم؛ فأرسل ابن عمه "مسلم بن عقيل بن أبي طالب" لهذا الغرض. وما إن وصل إلى الكوفة، حتى استقبله أهلها بحماس بالغ وحفاوة شديدة، ونزل دار "المختار الثقفي" واتخذها مقرًّا لاستقبال الشيعة، حتى إذا اجتمع عدد كبير منهم، قرأ عليهم "مسلم" كتاب الحسين، الذي جاء فيه أنه مجيبهم إلى ما يريدون إن لزموا العهد، وصبروا على الجهاد؛ فأخذوا يبكون، وقام كبار الشيعة بإعلان تأييدهم للحسين، وخطب بعضهم مؤثرًا في الحاضرين فقال: "والله لأجيبنكم إذا دعوتم، لأقاتلن معكم عدوكم، ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لا أريد بذلك إلا ما عند الله". ولم يكن أمام "مسلم بن عقيل" وهو يرى هذه الحشود الضخمة التي أعلنت بيعتها للحسين إلا أن يكتب للحسين يطمئنه ويطلب منه القدوم، ويقول له: "بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألف رجل فأقدم، فإن جميع الناس معك، ولا رأي لهم في آل أبي سفيان".
ولما علم "يزيد بن معاوية" بما يحدث في الكوفة، عزل واليها "النعمان بن بشير" لتساهله مع مسلم وتغاضيه عما يفعله، وولّى مكانه "عبيد الله بن زياد" فحضر على الفور، واتبع مع أهل الكوفة سياسة الشدة والترهيب، واشترى ولاء بعضهم ببذل الأموال، فانفضت الآلاف من حول (مسلم) وتركوه يلقى مصرعه وحده، بعد أن قبض عليه "ابن زياد" وألقى به من أعلى قصر الإمارة فمات، ثم صلبه؛ فكان أول قتيل صُلبت جثته من بني هاشم.
 ولما قدم الحسين الكوفة تفرَّقَ عنه أهلُها كما تفرقوا من قبلُ عن مسلم بن عقيل، وتركوه لمصيره، وأنكروا الكتبَ التي أرسلوها من قبل يبايعونه فيها،فكان هذا منهم نقضاً للعهد وتسليماً لسبط الرسول صلى الله عليه وسلم للموت، فهؤلاء الذين يدَّعون اليوم أنهم شيعتُه أسلافُهم أسلموا الحسين للموت وخذلوه وغدروا به، فنحن أولى بالحسين دينًا وملَّة، ونسبًا وصهرًا، وحبًّا وولاءً، وأرضًا وبيتًا ممن غدروا به وهم اليوم يدعون محبته  
 نحب الحسين وآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الحب الشرعي السُّني الصحيح الموافق لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، لا الحب الصفوي والسبئي الغريب على الأمة وعلى الملّة  
الحسين ليس بحاجة إلى مآتم وولائم، تزيد الأمة هزائم إلى هزائم. 
رحم الله السبطين الحسن والحسين، وجعل الله عليًّا وفاطمة في الخالدين، ورضي الله عن الشيخين ( قصة الإسلام بتصرف – من قتل الحسين لعائض القرني ؟)
6- بدع الرافضة في عاشوراء   :
أحدث الرافضة في هذا اليوم العظيم بدعاً حرفت هذا اليوم عن الأصل الذي لأجله عظّمه المسلمون، وهو أنّ الله نجّى نبيه موسى والمؤمنين فيه من بطش فرعون وقومه، بل جعلوه مآتم وساحات للطم الوجوه وضرب أجسادهم ورؤوسهم بالسكاكين والسيوف والسلاسل وإسالة الدماء ادعاءا منهم أنّ ذلك حزناً على الحسين،  وهذا كله من جنس تبديل دين الله عز وجل.
قال ابن رجب عن يوم عاشوراء: "وأما اتخاذه مأتمًا كما تفعله الرافضة؛ لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فيه.. فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعًا، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتمًا، فكيف بمن دونهم" (لطائف المعارف )
وأشنعُ مِن هذا ما يفعله بعض هؤلاء المبتدعة من لعن الصحابة الأبرار، والمجاهرة بتكفيرهم والبراءة منهم!!
7- فضل عاشوراء وأحكام صيامه :
- صيامه يكفر السنة الماضية:  ففي صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله". 
وكان يتحرى الرسول صلى الله عليه وسلم صيام هذا اليوم: كما في حديث ابن عباس قال: "ما رأيت النبي يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء" [رواه البخاري]. 
وله أفضلية كذلك من جهة وقوعه في شهر الله المحرم الذي يُسنُّ صيامه:  فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله المحرم" [الترمذي وقال: حديث حسن
والسنّة في صوم هذا اليوم أن يصوم يوماً قبله أو بعده، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " ( رواه مسلم )
و ذكر ابن القيم في صيام عاشوراء ثلاث مراتب :
صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها .
صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث .
صوم العاشر وحده. ( زاد المعاد ) 
ولا يكره ـ على الصحيح ـ إفراد اليوم العاشر بالصوم .
 
 
 

http://shamkhotaba.org