نُصرة غزَّة واجبٌ إيمانيٌّ
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 م
عدد الزيارات : 188
مقدمة:
إنّ مَن تدبّر كتاب الله، وقلّب صفحات التّاريخ، لَيقف على أخبار طغاةٍ مجرمين جبّارين، اقتنعوا بعقيدةٍ فاسدةٍ خاطئةٍ، ساموا النّاس عليها سوء العذاب، وفتكوا بهم أشدّ الفتك، لإلزامهم بما رأوا، على قاعدة طاغيتهم الأوّل فرعون، حينما قال: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 29].
وهكذا إذا ما تغلّبت نوازع الشّرّ في الإنسان صار شرّيرًا، فإذا ما ملك سلطةً على النّاس تحوّل إلى مجرمٍ جبّارٍ عنيدٍ، يسفك الدّماء، ويرمّل النّساء، وييتّم الأطفال، لا يرعى حرمةً، ولا يرى لأحدٍ حقًّا، ولا تعرف الرّحمة إلى قلبه سبيلًا، يرى أنّ النّاس ما خُلقوا إلّا ليكونوا عبيدًا لأهوائه، وأنّه يمنّ عليهم بإذلالهم واستعبادهم استبقاءً لحياتهم، وفي الأرض مِن هؤلاء كثيرٌ، وأكثرهم خبثًا، وأشدّهم فتكًا، وأعظمهم جرمًا اليوم: زعماء الصّهاينة، الّذين سحقوا أهل غزّة في فلسطين، وأبادوهم بعد تعذيبهم، فهم الطّغاة الّذين يصبّحونا بذبح إخواننا في غزّة ويمسّونا به، ولا يصبرون بين الصّباح والمساء عن القتل والحِصار، والتّعذيب والاعتقال، وأبطال غزّة الأشاوس صامدون ثابتون، وعن حقّهم مدافعون، وبحبل الله مستمسكون، وأمّة الإسلام عنهم متخاذلون صامتون، لنصرتهم لا يجترؤون، لأنّهم مِن أعداء الإسلام خائفون، ولهم حلفاء موالون، ولا يخفى على أحدٍ أنّ شعبنا السّوريّ العظيم، أصابه ظلمٌ كبيرٌ، وقتلٌ وتدميرٌ، وسلبٌ للأموال وتهجيرٌ، وخذلانٌ مِن القريب والبعيد، إلّا أنّ قضيّة فلسطين تاريخها أبعد، والظّلم الّذي أصابها أكبر، ممّا وجب على المسلمين ألّا تغيب عنهم هذه القضيّة، بل يثيرونها دائمًا في كلّ مجلسٍ ومحفلٍ، ويقومون بخطواتٍ عمليّةٍ لنصرة إخوانهم، وردّ كيد الصّهاينة المعتدين، وهذا ما تُوجبه عليهم الأخوّة الإيمانيّة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].
فالمؤمنون كجسدٍ واحدٍ، ولكنّ أمّة العرب والإسلام ضيّعوا أمر الله، فوكلهم الله إلى أنفسهم، فذلّوا وهانوا، لأنّهم والوا أعداء الله، وأعرضوا عن منهج الإله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51].
فيا للفضيحة الّتي دوّنها التّاريخ بمِداد الخزي والعار في هذا الزّمان، ثمّ يا ليتنا عرفنا حجم المسؤوليّة، وقمنا بنصرة هذه القضيّة. 
1- الرِّباط والصَّبر سبيلٌ للنَّصر
لقد أمر الله عباده المؤمنين بالثّبات على الدِّين حتّى يأتيهم اليقين، ونهاهم عن التحوّل عنه لشدّةٍ أو رخاءٍ، وكما أُمروا بالصّبر على الدِّين وتكاليفه، فإنّهم -أيضًا- مأمورون بالصّبر في البأساء والضّرّاء وحين البأس، فللجهاد مشقّاته، وللحرب أعباؤها، والمؤمن مأمورٌ بالصّبر على ذلك كلّه، ولهذا أمر الله عباده المؤمنين بالمصابرة، فقال: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} [آل عمران: 200].
أي غالبوا أعداء الله في الصّبر على شدائد الحرب، ولا تكونوا أقلّ منهم صبرًا وثباتًا، ففي الصّبر مجاهدةٌ للنّفس، ومغالبةٌ لأعدائها، وأمر الله عباده بالمرابطة، فقال: {وَرَابِطُوا}، أي: أقيموا في الثّغور بالعدّة الملائمة والعتاد، مترصّدين مستعدّين للغزو، وقد رغّب الله عباده المؤمنين المجاهدين في كلا الأمرين: بالصّبر والرّباط، لأنّهما سببان قويّان لحفظ هيبة الأمّة في صدور أعدائها، ولاستجلاب النّصر مِن عند الله، فقد قال فيما يحكيه عن المجاهدين، الّذين تمّ لهم النّصر والظّفر فيما مضى لنتأسّى بهم: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ} [البقرة: 249-251].
فالذين يظنّون أنّهم ملاقو الله يحسنون التّوكّل عليه، ويعلمون أنّ النّصر مع الصّبر {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: 124-125].
ولقد رأينا مِن صبر أهل غزّة وصمودهم العجيب، وثباتهم على الحقّ، وتضحياتهم الفذّة، ما ذكّرنا بجهاد الرّعيل الأوّل، وهكذا المؤمن يستهين ما يصيبه في سبيل الله، ويجعل الإيمان منه قوّةً لا تلين، وعزمةً لا تُفلّ، فسنّة الله في القتال أن يداول بين الفريقين، ولكنّ العاقبة للمتوكّلين على الله، الصّابرين على القتال وشدائده، وما يتطلّبه مِن بذل النّفس والمال {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 124-125].
وبهذا يقوى عزم المجاهدين، وترتفع روحهم المعنويّة، مهما طال أمد الحرب، ومهما كانت ضراوة القتال {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].
2- ضع بصمتك، في نُصرة إخوتك
لقد جعل الله المسلمين كالبنيان المرصوص، يشدّ بعضه بعضًا، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ؛ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ). صحيح البخاريّ: 2459
ولقد شبّههم النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأنّهم كالجسد الواحد، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى). صحيح مسلمٍ: 2586
وجعل الإسلام نُصرة المسلمين بعضهم لبعضٍ واجبًا شرعيًّا {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [الأنفال: 74].
وإنّ ممّا لا يخفى على كلّ ذي بصرٍ وبصيرةٍ ما يحدث لإخواننا في غزّة العزّة منذ أمدٍ بعيدٍ، وما يتعرّضون له مِن الصّهاينة المجرمين الحاقدين، مِن قتلٍ للرّجال، وتمثيلٍ بالأطفال، وتدميرٍ للمنازل، وانتهاكٍ للأعراض، وتشريدٍ وتجويعٍ، على مرأى ومسمعٍ العالَم أجمع، وما قابلهم العالم إلّا بالخذلان تلو الخذلان، وهذا يفرض علينا ألّا نتقاعس عن نصرتهم، حتّى لا يعمّنا الله بذلّةٍ وعقابٍ منه، عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ، فَلَمْ يَنْصُرْهُ وَهُوَ يقَدِرُ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ، أَذَلَّهُ اللهُ عز وجل عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). مسند أحمد: 15985
وإنّ كلّ مسلمٍ علم حجم الكرب العظيم الّذي أصاب إخوانه في غزّة -ممّا يعصر القلب ألمًا، ويفتّ الأكباد فتًّا- يتساءل بحرقةٍ وألمٍ: كيف لي أن أنصرهم؟! ومَن تأمّل في الإجابة علم أنّ هناك نصرةً عامّةً تجب على مَن ولّاهم الله أمور المسلمين، وهناك نصرةٌ خاصّةٌ في حقّ كلّ مسلمٍ على قدر استطاعته، فلقد استنهض النّبيّ صلى الله عليه وسلم هِمم أصحابه لمساعدة المنكوبين، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ فِي صَدْرِ النَّهَارِ، قَالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ، أَوِ الْعَبَاءِ مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ فَدَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ، وَأَقَامَ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: (تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ، حَتَّى قَالَ: وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وَثِيَابٍ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ). صحيح مسلمٍ: 1017
فالمسلمون لا يخذل بعضهم بعضًا، عَنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي أَزْفَلَةٍ مِنَ النَّاسِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ). مسند أحمد: 20689
فالمسلم الحقّ يهتمّ لمصاب إخوانه، وينطلق مِن هذا الهمّ الّذي يحمله في قلبه، لينصرهم بشتّى الوسائل والطّرق، فيثير القضيّة الفلسطينيّة في أماكن شتّى، ومواقف متعددّةً، ويشرح للنّاس عن حجم المأساة الّتي يتعرّض لها أهل فلسطين منذ عشرات السّنين، وهنا يقوم كلّ مسلمٍ بواجبه ومِن مكانه الّذي هو فيه، الموظّف في عمله، والطّالب في مدرسته، والعالِم مِن منبره، والإعلاميّ مِن خلال وسائل التّواصل، فيدعمون القضيّة مادّيًا ومعنويًّا، والصّبيّ والشّيخ الكبير والمرأة وكلّ النّاس بالدّعاء الصّادق، فإنّه سلاحٌ قويٌّ له أثرٌ كبيرٌ في استنزال النّصر، وتفريج الكرب.
أتهزأ بالدِّعاء وتزدريه    وما تدري بما صنع الدُّعاءُ
سهام اللَّيل لا تخطي، ولكن    لها أمدٌ، وللأمد انقضاءُ
فإذا قمنا بنصرة إخواننا بالتأثّر بحالهم، ومناصرتهم بالمال، والإعلام، والدّعاء، ونحو ذلك، عندها نسأل الله لهم النّصر العاجل، وأن يغفر لنا تقصيرنا فيما لا نقدر عليه تجاههم.
خاتمةٌ:
إنّ أعداء الإسلام يعملون للكيد له، ويتربّصون بالمسلمين الدّوائر، ويعتدون على أوطانهم، ويسلبونهم حقوقهم، وإنّ المِحن الّتي يعيشها المسلمون عامّةً، وأهل غزّة خاصّةً، لَتحتاج منّا أن نرجع إلى دِيننا، ونأخذ أنفسنا بتعاليمه، فنوحّد صفوفنا، ونعدّ العدّة لعدوّنا، ونصبر ونصابر، ونضحّي ونرابط، مع وقوف المسلمين وقفة رجلٍ واحدٍ، مخلِصين جهادهم لله، متوكّلين عليه، مستمسكين بحبله، واثقين بما وعد به عباده المؤمنين، مؤدّين دَورنا على الوجه الأكمل، عالِمين أنّه مِن رحمة الله بعباده أنّه سيطفئ نار الحروب الّتي يفتعلونها، ويردّ كيدهم، وكيد حلفائهم في نحورهم، مدحورين خاسرين، كما علينا أن نعلم -في الوقت ذاته- أنّهم لا تردّهم عن غيّهم وإفسادهم إلّا القوّة، ولا قوّة للمسلمين إلّا بالله، ولا نصر لهم إلّا بنصر دِينه، وإعلاء كلمته، وتحكيم شريعته {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمّد: 7].
فإذا ما تحقّق المسلمون بالعبوديّة الحقّة لله، أنجز الله لهم وعده الّذي قطعه على ذاته العليّة، فضلًا منه وكرمًا {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النّور: 55].
ولنعلم -أيضًا- أنّ المعاصي سببٌ للهزيمة، والتّوبة سببٌ للنّصر.
فليقمْ كلٌّ منّا بواجبه في نصرة إخوانه -بما يستطيع- دُون تقصيرٍ، فإنّنا جميعًا بين يدي الله موقوفون، وعن خذلان إخواننا المستضعفين مسؤولون، فلنعدّ للسّؤال جوابًا، وللجواب صوابًا.

http://shamkhotaba.org