المسلم الوفيُّ يغار على النبيِّ
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الخميس 8 مايو 2025 م
عدد الزيارات : 189
مقدمة:
لقد اصطفى الله جل جلاله رسوله محمّدًا صلى الله عليه وسلم فجعله أفضل رسله، وخاتم أنبيائه {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40].
فنال التّعظيم والتّكريم، والرّفعة والسّيادة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، ‌وَأَنَا ‌أَوَّلُ ‌مَنْ ‌تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). مسند أحمد: 10987
فزكّى الله سيّدنا محمّدًا صلى الله عليه وسلم في عقله {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النّجم: 2].
وزكّى لسانه {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النّجم: 3].
وزكّى كلامه {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النّجم: 4].
وزكّى قلبه {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النّجم: 11].
وزكّى بصره {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النّجم: 17].
وزكّى أخلاقه {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
وأجمل منك لم تر قطّ عينٌ    وأكمل منك لم تلد النّساء
لقد أرسل الله عز وجل رسوله رحمةً للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين} [الأنبياء: 107].
فهدى به النّاس بعد ما كانوا يتخبّطون في ظلمات الجهل والغواية، فهو النّور الّذي أنار قلوبهم وعقولهم، وصحّح مسارهم وسلوكهم {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15-16].
فكان مِن الواجب على أمّته محبّته وتوقيره، وطاعته وتعظيمه {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 8-9].
1- مصير المستهزِئين
لقد أخبرنا الله سبحانه عن حقد الكافرين للأنبياء والمسلمين، حيث يتفنّن المجرمون في السّخرية المعبّرة عن بغضهم الشّديد، لمَن شهد شهادة التّوحيد، فمنذ اللّحظة الأولى الّتي دعا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه كذّبه أبو لهبٍ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبّ} [المسد: 1].
ثمّ تطاول الحاقدون عليه في كلّ زمانٍ، ومنها ما كان على يد ملاحدة الغرب في رسومٍ ساخرةٍ، ومقالاتٍ كاذبةٍ، تطعن فيه صلى الله عليه وسلم، وها هم المجرمون يقعون في عرضه، وإنّ مَثلهم كمَن نثر ترابًا إلى السّماء، فعاد إليه ترابه، وبقيت السّماء بسّامة المحيّا، وما سخر أحدٌ منه صلى الله عليه وسلم إلّا قتله الله شرّ قتلةٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ، فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ: فَرَفَعُوهُ قَالُوا: هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ، فَأُعْجِبُوا بِهِ، فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ، فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ، فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا، ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ، فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا، ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ، فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا، ‌فَتَرَكُوهُ ‌مَنْبُوذًا". صحيح مسلمٍ: 2781
فقد أخرجه الله مِن قبره، وفضحه، بعد أن دُفن مرارًا، ليكون عبرةً وعظةً، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}، قَالَ: "الْمُسْتَهْزِئِينَ: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ أَبُو زَمْعَةَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَالْحَارِثُ بْنُ غَيْطَلٍ السَّهْمِيُّ، وَالْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام فَشَكَاهُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَرَاهُ أَبَا عَمْرٍو الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ، فَأَوْمَأَ جِبْرِيلُ إِلَى أَبْجَلِهِ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا؟ فَقَالَ: كَفَيْتَكَهُ، ثُمَّ أَرَاهُ الْحَارِثُ بْنُ غَيْطَلٍ السَّهْمِيَّ، فَأَوْمَأَ إِلَى بَطْنِهِ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا؟ فَقَالَ: كَفَيْتَكَهُ، ثُمَّ أَرَاهُ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ السَّهْمِيَّ، فَأَوْمَأَ إِلَى أَخْمَصِهِ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا؟ فَقَالَ: كَفَيْتَكَهُ، فَأَمَّا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ‌فَمَرَّ ‌بِرَجُلٍ ‌مِنْ ‌خُزَاعَةَ ‌وَهُوَ ‌يَرِيشُ ‌نَبْلًا لَهُ، فَأَصَابَ أَبْجَلَهُ فَقَطَعَهَا، وَأَمَّا الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ فَعَمِيَ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَمِيَ كَذَا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: نَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا بَنِيَّ، لَا تَدْفَعُونَ عَنِّي؟ قَدْ هَلَكَتُ أُطْعَنُ بِشَوْكٍ فِي عَيْنِي، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: مَا نَرَى شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى عَمِيَتْ عَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ فَخَرَجَ فِي رَأْسِهِ قُرُوحٌ فَمَاتَ مِنْهَا، وَأَمَّا الْحَارِثُ بْنُ غَيْطَلٍ فَأَخَذَهُ الْمَاءُ الْأَصْفَرُ فِي بَطْنِهِ حَتَّى خَرَجَ خَرَؤُهُ مِنْ فِيهِ فَمَاتَ مِنْهَا، وَأَمَّا الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ يَوْمًا حَتَّى دَخَلَ فِي رِجْلِهِ شِبْرِقَةٌ حَتَّى امْتَلَأَتْ مِنْهَا فَمَاتَ". المعجم الأوسط للطّبرانيّ: 4986
2- المحبُّ الوفيُّ، ينتصر للنَّبيِّ
لقد أخبر الحقّ سبحانه أنّه ناصرٌ نبيّه، ومهلكٌ عدوّه {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95].
فإن تخاذل المسلمون عن نصرة رسولهم، فإنّ الله ناصره، ورافعٌ شأنه، ولقد أثنى على مَن نصر نبيّه {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157].
فقد علّق الفلاح بالنّصرة، وإذا كانت نصرة المؤمنين واجبةً عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، ‌فَكَيْفَ ‌نَنْصُرُهُ ‌ظَالِمًا؟ قَالَ: (تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ). صحيح البخاريّ: 2312
فكيف بنصرة مَن أخرجنا الله عز وجل به مِن الظّلمات إلى النّور! وهكذا فعل المسلمون الأوّلون، فقد فدَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجسادهم وأموالهم حيًّا، وذبّوا عن عِرضه ميتًا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بِغُلَامَيْنِ مِنْ الْأَنْصَارِ، حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: ‌يَا ‌عَمِّ ‌هَلْ ‌تَعْرِفُ ‌أَبَا ‌جَهْلٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا، فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الْآخَرُ، فَقَالَ لِي مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ، قُلْتُ: أَلَا، إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي، فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا، فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: (أَيُّكُمَا قَتَلَهُ) قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ: (هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا) قَالَا: لَا، فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ، فَقَالَ: (كِلَاكُمَا قَتَلَهُ). صحيح البخاريّ: 2972
وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهخ: إِنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ، وَتَقَعُ فِيهِ، فَيَنْهَاهَا، فَلَا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ، جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ، وَتَشْتُمُهُ، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا، وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا، فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ، فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ: (أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ)، فَقَامَ الْأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا صَاحِبُهَا، كَانَتْ تَشْتُمُكَ، وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي، وَأَزْجُرُهَا، فَلَا تَنْزَجِرُ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ، وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا، وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (‌أَلَا ‌اشْهَدُوا ‌أَنَّ ‌دَمَهَا ‌هَدَرٌ). سنن أبي داود: 4361
هكذا كانت محبّة أسلافنا لرسولنا.
خاتمةٌ:
حقوق النّبيّ صلى الله عليه وسلم علينا عظيمةٌ، وفضله كبيرٌ، فهو الرّحمة المهداة، والسّراج المنير، الّذي أرسله لنا ربّنا القدير، ليرشدنا إلى الطّريق المنير {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التّوبة: 128].
فَبِه عرفنا ربّنا، وتعلّمنا أمور دِيننا، وما مِن خيرٍ إلّا ودلّنا عليه، وما مِن شرّ إلّا وحذّرنا منه، فمهما قدّمنا له لم نوفّه حقّه، أو نجزيه جزاءه، فهو مِنّة الله الكبرى، ونعمته العظمى {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]. 
واليوم يحاول بعض المجرمين الآثمين أن ينالوا مِن عرضه، ونحن نسمع ونرى! فلا والله ما للحياة طعمٌ، إن صممنا آذاننا، وصمتت ألسنتنا؛ عن الانتصار لرسولنا، أو توانينا عن محاسبة هذا المجرم القذر، ومَن يقف معه، محاسبةً عادلةً تشفي غليل قلوبٍ مُلأت بالغيظ على مَن أراد المساس بشخص رسولنا الكريم، لتكون تلك المحاسبة على فعله الشّنيع عبرةً لكلّ مَن تسوّل له نفسه الخبيثة ذلك، فلنقمْ بواجب الدّفاع عن نبيّنا ونصرته، بكل السّبل والطّرق، وذلك بإعلان حبّنا، وتوقيرنا لحبيبنا، والتّمسك بسنّته العطرة، والحديث عن شمائله الطّيّبة، وسيرته الزّكيّة، والسّير على هديه، في جميع شؤون حياتنا.
 

http://shamkhotaba.org