رمضـــان فرصة للتغيير
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الأربعاء 8 يوليو 2015 م
عدد الزيارات : 4284
مقدمة:
رمضان فرصة العمر السانحة وموسم البضاعة الرابحة والكِفة الراجحة ؛لما حباه الله تعالى من المميزات، فهو بحق مدرسة لإعداد الرجال، وهو بصدق جامعة لتخريج الأبطال .
هنا مصنع الأبطال يصنع أمةً   ***   وينفخ فيها قــــوة الروح والـفــــــــكر
ويخلع عنها كل قيد يعــوقها   ***   ويعلي منار الحق والصدق والصبر
 
رمضان هلْ لي وقفة أستروحُ الذكرى وأرشـــــــف كلها المـعـسولا
رمضان ! هل لي وقفة أسترجع الماضي وأرتع في حمـاه جــذولا
عناصرالخطبة : 
1- التغيير سنة من سنن الله .  
2- -( لعلكم تتقون ) وملمح التغيير .
3- - رمضان فرصة للتغيير :
- ليكون لله أقرب 
- التزام المساجد
- صلاة الفجر
قيام الليل
- النوافل 
- قراءة القرآن
- مجاهدة النفس
- الجود والكرم
- الصبر
- التورع عن أكل الحرام
4- - استقم على الطاعة وحاذر النكوص . 
5- فضل ليلة القدر . 
 
 
1- التغيير سنة من سنن الله .  
إن التًغيير ملمحٌ هام من ملامح الحياة وعنصر أساسي فيها , وهو سنة ثابتة من السنن الإلهية تفرض نفسها على حياة الإنسان، لأنها حتمية فرضها القانون الإلهي، لذلك فإن السمة الإنسانية المميزة المنبعثة من عقله هو البحث عن التغيير نحو الأحسن فتبعثه على السعي المستمر والحركة الدؤوبة.
ولكون الإنسان كائن عاقل بل وسيد المخلوقات على وجه الأرض فإنه يختار السلوك السليم والأمر القويم  في ذاته وحياته . 
أما التغيير الكلي لمجموعة الأمم أو الأمة الواحدة فهو لا يجري عادة إلا أن تكون التغييرات الداخلية في ذات كل فرد من أفراد الأمة قد أخذت منحاها حيث يقول عز من قائل (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)(الرعد:11) ,
 فالأمم لا تستطيع أن تغير واقعها إلاّ بعد أن يغير أفرادها من أوضاعهم بشكل مستمر نحو الأفضل , ولذا تجد التوقف الفكري والعقلي والحضاري هو السبب الأول لسقوط الدول مهما كان حجمها ونوعها والأمم التي لا تستجيب للتغيير فهي تحكم على نفسها بالموت.
 
2- -( لعلكم تتقون ) وملمح التغيير :
يقول الله تبارك وتعالى في معرض حديثه عن فرضية الصوم مبيّنا الحكمة الكبرى وفائدتها. حين يقول { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة:183] . في هذه الآية ملمح دقيق ودرس عظيم , حين يقول أن الله تعالى فرض عليكم الصوم لتصلوا إلى درجة التقوى .
فصيامكم يغير أحوالكم، وبصدقكم في صيامكم تصلون إلى درجة التقوى, وفي هذا إشارة إلى ضرورة التغيير في سلوككم وفي أخلاقكم فرمضان فرصة للتغيير ليصبح العبد من المتقين الأخيار ، ومن الصالحين الأبرار .
في شهر رمضان المبارك كثيرةٌ هي الأمور التي تغيّرت في سلوكنا ومعاشنا وأولويات أيامنا، فاحرصوا على المحافظة على هذا التغيير في أنفسكم  لترتقوا إلى أعلى الدرجات .
ففي رمضان تتغير العلاقة بين الإنسان وربه فيقترب الإنسان من ربه أكثر , يقف بين يديه يتذلل , يسأله الجنة ويطلب البعد عن النار .. 
فإن  اقتربت – أخي الصائم – من ربك في رمضان أكثر , فحافظ على هذا القرب  في رمضان وغيره .
 ورسول الله يقول ناقلا عن ربه { عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. وَمَا تَقَرَّبَ إِلِيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ. ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِيْ بِهَا. وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِيْ لأُعِيْذَنَّهُ)(رواه البخاري/266) .
 
3- -رمضان فرصة للتغيير :
ورمضان فرصة للتغيير  بعد أنّ منّ الله عليك بالتزام مساجد الله تعالى تحضر الصلوات جماعة وتحضر دروس العلم فيها .
فهذه فرصة عظيمة أن تواضب على أداء الصلاة في جماعة وأن تلتزم الجمعة والجماعات.
 ولتعلم  أن لك بكل خطوة تسعى إلى بيت الله عز وجل تحط خطيئة، وتكتب حسنة، وترفع درجة، وما تزال الملائكة تدعو وتستغفر للمصلي في مصلاه حتى ينصرف، وما تزال في صلاة ما دامت الصلاة تحبسك، ثم صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.
ورمضان فرصة للتغيير بعد أن أكرمك الله بأن تصلي صلاة الفجر حاضرة بعد أن كنت تنام عنها , وكانت تفوتك كثيرا  فوقت الفجر من أعظم الأوقات، وأعطيات الله تعالى للسائلين في ذاك الوقت أعظم الأعطيات، وركعتا سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها، ومن صلى فرضها فهو في ذمة الله وحفظه،قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ) (مسلم/657)
 وهي صلاة عظيمة مشهودة، قال تعالى: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (الإسراء 78)
والذاهب إليها وإلى العشاء في الظلمة له النور التام يوم القيامة، (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد، بالنور التام يوم القيامة)( صححه الألباني في صحيح الجامع/2823)
ورمضان فرصة لمن كان ينام الليل كله ولا يركع لله فيه ركعات لأن يستمر على قيام الليل ولو بركعات خفيفات وقد ذاق في رمضان طعم القيام بين يدي الله وذاق حلاوة مناجاة ربه ولذة البكاء بين يديه وعلم أنه قادر على القيام مهما أصابه من التعب، في ذلك الوقت العظيم الذي يتنزل الله فيه ويطلب من عباده وينادي عليهم من له حاجة أو دعوة فليطلبها فالإجابة مضمونة، كما جاءنا في الحديث  عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينـزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له)، (صحيح البخاري / 1094، وصحيح مسلم /758)
وكلنا أيضاً يعلم حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام في الأجر الوفير فيمن بقي في مصلاه بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس فقال : 
 ( مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ , تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ ) (رواه الترمذي /586، وصححه الألباني في صحيح الجامع/6346)
ورمضان فرصة للتغيير لمن كان مقصرًا في نوافل العبادات ؛ فلم يجعل له منها نصيباً، ولم يأخذ لنفسه قسماً يحافظ عليه، فيغير من حاله ، ويبدل من شأنه ، ففي رمضان تتهيأ النفوس ، وتقبل القلوب ، وتخشع الأفئدة ، فينتهز هذه الفرصة ، فيحافظ على شيء منها ، فهي مكملة لفرائضه ، متممة لها ، قال  صلى الله عليه وسلم: ( إن أول ما يحاسب به العبد المسلم يوم القيامة الصلاة المكتوبة فإن أتمها وإلا قيل انظروا هل له من تطوع فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك) (رواه ابن ماجه /1425، وصححه الألباني).
ورمضان فرصة للتغيير لمن هجر القرآن قراءة وتدبراً ،  وحفظاً وعملاً حتى أصبح القرآن نسياً منسياً ، أن يكون هذا الشهر بداية للتغيير ، فترتب لنفسك جزءاً من القرآن ، لا تنفك عنه بأي حال من الأحوال ، ولو كان هذا الجزء يسيراً ، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ، وقليل دائم ،خير من كثير منقطع ، ولا تنس الفضل الجزيل لمن قرأ كلام الله الجليل يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) (رواه الترمذي /2910، وصححه الألباني).
 
ورمضان فرصة للتغيير لمن تعود على حياة المترفين ، ونشأ على حب الدعة واللين ، أن يأخذ من رمضان درسا في تربية النفس على المجاهدة والخشونة في أمر الحياة ، فربما تسلب النعمة ، و تحل النقمة فالدنيا غدارة غرارة مناحة مناعة ، وإقبال الدنيا كإلمامة ضيف ، أو غمامة صيف ، أو زيارة طيف ،عن أبي عثمان النهـدي قال : أتانا كتاب عمر بن الخطاب : (  اخشوشنوا  واخشوشبوا واخلولقوا وتمعددوا كأنكم معد وإياكم والتنعم وزي العجم.ـ  أي العيش الخشن الذي تعرفه العرب ـ  شرح معاني الآثار (4/275)  
 
ورمضان فرصة للتغيير من أخلاقنا فمن جبل على الأنانية والشح  وفقدان روح الشعور بالجسد الواحد ، فشهر الصوم مدرسة عملية ، له  وهو أوقع في نفس الإنسان من نصح الناصح ، وخطبة الخطيب ، لأنه تذكير يسمعه ويتلقنه مِنْ صَوْتِ بطنه إذا جاع ، وأمعائه إذا خلت ، وكبده إذا احترت من العطش ، يحصل له من ذلك تذكير عملي بـجوع الجائعين ، وبؤس البائسين ، وحاجة المحتاجين ، فتسمح نفسه بأداء حق الله إليهم ، وقد يجود عليهم بزيادة ، فشهر الصيام شهر الجود والمواساة . .
 
ورمضان فرصة للتغيير لمن كان قليل الصبر ، سريع الغضب ، أن يتعلم منه الصبر والأناة . فأنت الآن تصبر على الجوع والعطش والتعب والنصب ساعات طويلة ، ألا يمكنك - أيضاً - أن تعود نفسك من خلال شهر الصبر.
 الصبر على الناس وتصرفاتهم وأخلاقهم ، وما يفعلونه تجاهك من أخطاء ، وليكن شعـــارك الدائم . .  { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران:134] وقول النبي صلى الله عليه وسلم  :( لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضـَبِ ) (البخاري/6114، ومسلم/2609)
 وقول النبي صلى الله عليه وسلم   : ( من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه ، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء ) (رواه الترمذي) .
 
ورمضان فرصة للتغيير لمن كان يأكل الحرام من خلال أكل الربا أو التلاعب في البيع والشراء أو بيع المحرمات ، أن يغير من حاله ، وأن يبدل من شأنه ، وأن يدع أكل الحرام . فإن الله تعالى يحاسب على النقير والقطـمير فحـذار يرحمك الله أن تزل قـدم بعد ثبوتها !! يقول النبي صلى الله عليه وسلم :( لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت ، النار أولى به)(رواه ابن حبان، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره/1729).
 
4- استقم على الطاعة وحاذر النكوص :
 فبعد أن أكرمك الله تعالى في هذا الشهر العظيم  .بأن تغيرت حالك :
فأصبحت ذاكرا بعد أن كنت غافلا , وأصبحت للقرآن تاليا بعد أن كنت هاجراً , وأصبحت لمساجد الله مرتادا بعد أن كنت قاطعاً , وأصبحت لليل قائما بعد أن كنت نائماً ,  فحذاري حذاري من التراجع .... حذاري حذاري من النكوص .
يقول الله (عز وجل) : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ } (هود 112 -113 )
وجاء في الحديث أن سفيان بن عبد الله (رضي الله عنه) قال : 
قلت : (يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ، قال : قل : آمنت بالله ، ثم استقم) أخرجه مسلم . 
ولو بالقليل فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها ... كما في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ، وَإِنْ قَلَّ) (رواه مسلم/811)
 فالله الله في المحافظة على الطاعات , وفعل الخيرات . 
 
5- فضل ليلة القدر :
إن الله شرّف هذه الأمة بليلةٍ هي خيرٌ من ألف شهر،  قال تعالى : (إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر  ) سورة القدر . 
-وقال سبحانه:( إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم ) سورة الدخان 1-2
و قال صلى الله عليه وسلم : (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه) متفق عليه  
ولقد تحدث نبيك صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر حديث المعظّم لها فقال صلى الله عليه وسلم : (تحروا ليلة القدر في الوتر، من العشر الأواخر من رمضان) البخاري/2017 . 
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، ليلة القدر في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى )  رواه البخاري
-وقد سميت بهذا ( ليلة القدر ) لما لها من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف 
-وسميت لأنه أنه فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه . 
- وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) البخاري/1901 
ولقد أخفى الله ميعاد ليلة القدر حتي يجتهدوا في تحري هذه الليلة الطيبة المباركة ولكي يعظم الله جميع ليالي شهر رمضان العظيم ..
فطوبى لمن أدركها .. وطوبى لمن غفر الله له فيها .. فإن هذا من الخير الكبير 
اللهم اكتبنا في المغفور لهم في رمضان , وأكتبنا من المتقين بعده , وأعنا على تغيير أنفسنا وفعل الخيرات 
مولانا رب العالمين .

http://shamkhotaba.org