سوريا ومخطط التهجير والتقسم
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الأربعاء 9 سبتمبر 2015 م
عدد الزيارات : 5278
 
مقدمة:
لا يخفى على كل عاقل ما تمر به الثورة السورية من مخاطر ومكائد، ومن أخطر ما تمر به الآن مخطط التقسيم الذي بدأ النظام العالمي يعمل عليه في خطوات عملية بدأت بالتهجير القسري وإثارة قضية اللاجئين الفارين عبر البحار ثم عملية فتح الأبواب لهم وتشجيعهم على ذلك، بالتزامن مع تجنيس النظام للروافض بالجنسية السورية،
وإننا في هذه المادة نسلط الضوء على شيء من هذه المخاطر حتى يعلم الناس إلى أين تتجه البلاد ولا ينساقون وراء العواطف ورغبات النفوس ويكونوا شركاء مع العدو من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
 
عناصر الخطبة:
1- حقد متأصل.
2- سياسة التهجير والتقسيم.
         - إنسانية زائفة.
        - تغيير ديمغرافية سوريا.
3- مخططات مستمرة.
4- حلول عملية.
 
1-حقد متأصل
إن حقد أهل الباطل والضلال على أهل الحق والهداية حقدٌ متأصلٌ في نفوسهم حتى كأنهم جُبلوا على ذلك , وقد بيّن ربنا سبحانه وتعالى في دستور أمتنا العظيم بأنهم لا يريدون لنا خيراً ولا يتربصون بنا إلا السوء فقال: :﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ [البقرة: 105]،
 ونبّهنا لأنهم يعملون جاهدين لردّنا عن دينننا الحق حسداً من عند أنفسهم فقال:﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109].
وكرر التنبيه لنا مؤكداً هذا الهدف الدنيء فقال:﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217], 
وأشار أنّ ما يظهر لنا من بغضائهم ما هو إلا جزءٌ يسيرٌ مما تخفي صدورهم الحاقدة فقال:﴿ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [آل عمران: 118]. 
وصوَّرَ هذا الحقد حال سرِّيَّتِهِ بصورةٍ رائعةٍ فقال:﴿ وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾[آل عمران: 119].
ولو أنك ذهبت تستعرض هذا الأصل – الحقد على الإسلام وأهله - على مرّ عصور الإسلام لوجدته حاضراً في كل فصلٍ من فصوله، وفي كل خطبٍ من خطوبه، فمن عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحقد لم يَفْتُر في حينٍ من الأحيان ,حتى جاء ما يسمى بــــ " العصر الحديث" فنهب المخطوطات والأبحاث العلمية ليبني عليها نهضته ويهدم أي فرصةٍ لنهضتنا، وزاد على ذلك فنهب مرتكزات اقتصادنا – من نفط وثروات باطنية – فكان الوصي عليها ولو من وراء ستار، وبدأ ولم يقتصر على غزوه المادي فحسب بل تعدى ذلك لغزوٍ ثقافي خطير فعمل على تغريب المسلمين في أرضهم, ثم عمل على سياسة التقسيم لأرض المسلمين في حدود جغرافية مصطنعة فككت الروابط بين دول أهل الإسلام، وهكذا فإنه لم يألُ جهداً في بثّ سموم حقده في قديم أو حديث، وما يحدث في ( فلسطين وأفغانستان والصومال والسودان والعراق وميانمار وما يكيده صباح مساء لثورتنا المباركة ) ما هو إلا ترجمةً لهذا الحقد الدفين.
واليوم بدأ بسياسة أخطر وأشد خبثاً وأسرع في النتيجة، وهي سياسة التهجير ثم التقسيم للبلد الواحد، وهو ما يحدث الآن في سوريا في وضح النهار.
 
2-سياسة التهجير والتقسيم
ولتوضيح ذلك لابد من الإشارة إلى قضيتين مهمتين يعمل عليهما النظام العالمي اليوم بالتعاون من حليفه بشار وإيران:
القضية الأولى: استثارة العواطف والمشاعر واللعب على وتر الإنسانية والتغافل عن الأسباب والحلول:
وذلك من خلال تسليط الإعلام على قضية اللاجئين وهروبهم من جحيم الموت إلى جحيم الغرق وما يكتنف ذلك من مخاطر ومعاناة، وانتهى ذلك بقضية الطفل الغريق الذي كان البحر الهائج أرحم به من دعاة الإنسانية فقذفه وأنجى الله بدنه ليكون لمن خلفه آية.
تحريك العواطف من خلال الإعلام المزيف وصرف النظر عن آلاف الغرقى وعن عشرات آلاف الشهداء ممن اختلطت دمائهم ولحومهم وعظامهم بركام منازلهم، ونسي مذبحة الكيماوي ومجزرة سوق دوما وغيرها وغيرها في مناظر أبشع بكثير من قضية طفل غريق
نعم قضية الغرق قضية كبيرة سالت منها مدامعنا وجفت مآقينا، ولكن ألا يعلم ذلك الغرب البائس الذي يتباكى كذباً ودجلاً أنهم هم وراء كل هذه المأساة؟
ألا يعلم هؤلاء بأن كلفة الإطاحة بديكتاتور  متهالك مع عصابته  أقل وأسهل بكثير من استيعاب ملايين اللاجئين؟
ألا تعلم أنجيلا ميركل زعيمة الاتحاد الديمقراطي التي تتظاهر بالاهتمام بقضية اللاجئين أن بلادها عارضت قيام منطقة عازلة لتشارك في استمرار المأساة
لقد قالها بعض قادتهم منذ ثلاث سنين بأن عدد اللاجئين في عام 2015م سيصل إلى كذا، واليوم يصدق الواقع ما قالوا وهم ليسوا من أهل الكشف ولا يعلمون الغيب، وإنما هي مخططات ومؤامرات دبروها بليل أسود،
وأما ما نجده اليوم من تصريحات تتباكى على ما يصيب بلدنا؛ إنما هي لدفع الحرج عنهم أمام شعوبهم وليس لها علاقة برحمة ولا إنسانية، والله يقول: ( وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ) [البقرة: 217]
القضية الثانية: وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقا بالقضية السابقة بل هي مقدمة لها.
تغيير الديمغرافية السكانية في سوريا لتمرير مخططهم الخبيث في التقسيم:
فحملة القصف والقتل والتدمير الوحشية الممنهجة التي استخدمها النظام مؤخراً ما هي إلا بضوء أخضر من النظام العالمي؛ ومع ما يجري -مما ذكرناه في النقطة الأولى- من التركيز على قضية اللاجئين واستثارة العواطف تجاههم والدعوة إلى فتح الأبواب لهم ما هو إلا بداية تمرير لهذا المشروع الخبيث،
وبيان ذلك عبر النقاط التالية:
 
أ- النظام السوري الآن يفرغ حي المزة ويهدمه ويطلب من ساكنيه مغادرته ليُحِلَّ محلهم الشيعة القادمين عبر الحدود.
ب- ثم الآن تفاوض إيران على نقل الشيعة الإثني عشرية من كفريا والفوعة إلى الزبداني لتفريغ أهلها وتفريغ دمشق وما حولها، ثم ليصلوا بعدها إلى غرب دمشق حيث مضايا وسرغايا وبردى ثم إلى الغوطة الشرقية.
جـ- هي خطة وكرة متدحرجة بدأت من القصير عندما بدأ تدميرها وتهجير جميع أهلها وهي مستمرة إلى القلمون.
د- إنما يحصل اليوم في الغوطة إنما هدفه في الحقيقة التهجير القسري المقصود هذا التهجير الذي هدفه التغيير الديمغرافي السكاني كما غيرت الخريطة السكانية في العراق عبر عشر سنوات، وكما شاهدنا في السنة الأخيرة في مدن كثيرة في العراق تم إحراقها وقتل كثير من أهلها وتهجير الباقي منها وتوطين الإيرانيين الشيعة بدلا منهم. 
هـ- النظام السوري الآن بالتعاون مع حلفائه يشن حملة قصف وتدمير وحشية بضوء أخضر من النظام العالمي ودول أوربا دعاة الإنسانية الزائفة تسلط الضوء على قضية اللاجئين الهاربين ثم تستثير العواطف لتولد ضغطاً من شعوبها عليها ثم هي الآن تفتح أبوابها باستقبال رسمي للاجئين السوريين، وفي ذات الوقت النظام السوري الآن يقوم بإعطاء جنسيات للإيرانيين العابرين عبر الحدود لأجل أن يحلوا محل السوريين وبالتالي تغيير الديمغرافية السكانية في سوريا.
و- إن إيران الآن هي من تقوم بالتفاوض مع المجاهدين، والنظام السوري غير موجود.
ز- إيران بجيشها ومليشياتها وقضها وقضيضها هي من تقوم الآن باحتلال المدن السورية.
حـ- إيران ومليشيات حزب الله اللبناني هي من يقف الآن على الحواجز وتدير المدن السورية التي ما زالت تحت سيطرة النظام. 
ط- إن ما يفعله النظام العالمي اليوم بالتعاون مع رأس الإجرام بشار إنما هدفه تفريغ سوريا من أهلها السنة وتسليمها لإيران الصفوية.
 
ألا هل من عاقل أيها السوريون ؟! 
هل من مدرك للخطر القادم أيها المهاجرون ؟! 
لمن تتركون بلاداً باركها الله ؟!
وشهد رسول الله بكفالة الله لها ولأهلها ؟!
ألا لا تكونوا شركاء في تمرير خطة التقسيم وإضاعة البلد، فأنتم مسؤلون أمام الله،
ولا تكونوا ممن قال الله فيهم: ( وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ) [التوبة: 46]
نعم هناك أناس مضطرون هاجروا وفروا والله يعلم اضطرارهم، ولكن ما على غير المضطر من عذر، ( بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ) [القيامة 14-15]
( وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ) [الأحزاب 51]
 
3-مخططات مستمرة
إن من الأهميَّة بمكان أن نعلم بأنَّ عدونا -زعماء وقادة ودول وخبراء فكر وتخطيط -لديهم رؤية واضحة، واستراتيجيَّة ثابتة تجاه الإسلام، ونصوص القرآن خير شاهد على ما ندَّعيه فإنَّه ـ سبحانه ـ يقول :( إنَّهم يكيدون كيداً ) [الطارق: 16], ويقول أيضاً :( ويمكرون ويمكر الله ) [الأنفال: 30] 
( وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) [سبأ: 33]
وقال: ( وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) [ابراهيم: 46]
وما " بروتوكولات حكماء صهيون " أو كتاب خطة يهود للسيطرة على العالم، إلا ترجماناً لهذا الكيد والمكر والتخطيط.
وها هو ريتشارد نيكسون الرئيس الأمريكي عام 1973 يصرّح في مذكراته عن مخططهم الخبيث لهذه الأمة قائلاً:
"ليس أمامنا بالنسبة للمسلمين إلاَّ أحد حلَّين: 
الأول: تقتيلهم والقضاء عليهم.
 والثاني: تذويبهم في المجتمعات الأخرى المدنيَّة العلمانيَّة " راجع مذكرات ريتشارد نيكسون.
لذلك هم بدأوا باستقبال المهجرين، ولذلك شنّو علينا غزوهم الثقافي، ولذلك سعو في علمنة الكرة الأرضية
ولكن المؤلم حقاً هذا السؤال (ماذا فعلنا تجاه هذا الكيد والتخطيط)؟
[ ومن عجائب ولطائف "العلمانيين" أن بعضهم روج لأن الغرب لم يعادى الإسلام قط , وأن هذا الإدعاء هو مظهر مرضي من مظاهر الإضطهاد !!!
ولست أدرى كيف تجرأ هؤلاء على مثل هذا السؤال الفضيحة الذي يتجاهل أربعة عشر قرنا من الصراع الدموى والفكرى بين الإسلام والغرب
ولست أدرى ما الذى يمكن أن يفعله الغرب أكثر مما فعل حتى نوقن بذلك؟!!
ولا زال البعض يتساءل , هل هناك استهداف من الغرب للإسلام وحضارته أم لا ؟!
تماما كما فعل رهبان النصاري فى كنيسة القسطينينية , أثناء دك محمد الفاتح لأسوارها بمدافعه, بينما هم مجتمعون فى قلب الكنيسة يناقشون كم شيطانا يمكن أن يجتمع فى رأس دبوس !!
 
لقد توارثت النظم الغربية خططها للإسلام عبر القرون حتى اليوم ونفذتها ومارستها من الحملات الصليبية وحتى الاحتلال الأمريكى ومؤامرة سبتمبر 
ومن تحريض القساوسة وحتى مذكرات ريتشارد نيكسون
ومن تصريح إمبراطور الروم قديما وحتى تصريح بوش وبيرلسكونى بأنهم بصدد حرب صليبية جديدة 
وهؤلاء يستنكرون وجود مؤامرة !
ومصيبتنا الحقيقية أننا لم نكتف فقط بإهمال النظر إلى التاريخ بمعالجة الواقع واستشراف المستقبل
بل إننا أهملنا مجرد قراءة الخطط المعلنة والمنشورة ومذكرات أصحابها من قادة الغرب ومفكريه من المستشرقين وهم بالآلاف عبر العصور ومن السياسيين فى العصر الحديث مثل نيكيسون فى كتابه الفرصة السانحة , والتى تعلن بوضوح مدى فوبيا الإسلام حتى فى أكثر أزمنة المسلمين ضعفا
وهذا يؤكد على أن نظرة الغرب لنا كشعوب لا تقرأ ولا تفهم هو أمر صحيح لأنهم لم يهتموا حتى بإخفاء نواياهم !!
ولهذا صدقت فينا تماما حكمة ( أمة بلا تاريخ أمة سلمت نفسها لأعدائها )] (محمد جاد الزغبي).
4-حلول عملية
آ- تقوى الله تعالى: الذي بيده ملكوت كل شيء، وبيده النصر ( وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  ) [الأنفال: 10] ,سبحانه وتعالى الذي أرانا في الأيام القليلة السابقة آية عظيمةً من آيات قدرته (( ذلك الحظر الجوي الرباني )) عبر جندي من جنود الله – الغبار – وكأنها رسالةً صارخةً لنا: بأن الله قادر على نصركم بأي لحظةٍ وبما تحقرون من وسائل-التراب- وما عليكم إلا نصرة دينه سبحانه.
ب- الوعي والفهم: فزمننا يحتاج لفهم دقيق، وقلبٍ واعٍ، واطلاع واسع.
ولا ريب أنَّ من صفات المسلم الواعي؛ أنَّه يعيش عصره، ويعرف مكايد أعدائه، وسبل المجرمين للإطاحة بهذا الدين، من منطلق قوله تعالى:
( وكذلك نفصِّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ) [الأنعام: 55] .
يقول (صن تسو):" إن من يعرف العدو ويعرف نفسه سوف تمتد حياته ليخوض مائة اشتباك، وإن من لا يعرف العدو ولكنه يعرف نفسه قد ينتصر أحياناً وينهزم أحياناً أخرى. أمَّا من لا يعرف نفسه ولا عدوَّه فإنَّه سيُمنى بالهزيمة دائماً في كل اشتباك) الإمبراطوريَّة بعد احتلال العراق ـ دراسات وأبحاث مترجمة بالعربيَّة ـ ترجمة: تركي الزميلي.
ج- وحدة الكلمة ورصّ الصف ورأب الصدع: فنحن ورثة قول الله تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [آل عمران:103-105].
د- صناعة المرجعية: في كل بلد , وقرية ومدينة وعلى مستوى الثورة بشكل عام , عبر لجان الشورى المكونة من أهل الجهاد والعلم الشرعي والمدنيين ,ففي دستورنا سورة الشورى قوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾. [سورة الشورى الآية: 38] .
هـ- العمل المنظم المتقن: المبنيّ على تخطيط واضح ومنهج سليم، قال تعالى: ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) [التوبة: 105].
و- الثبات والرباط في الأرض المباركة: وعدم تركها لغير الضرورة فالصبر على كثير من الأذى في وقت يسير خيرٌ من الراحة فترة يسيرة ثم الندم قرون من الزمن، 
عن معاوية -رضي الله عنه -قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ( لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ". قَالَ عُمَيْرٌ: فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: قَالَ مُعَاذٌ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ ). [البخاري:3641- ومسلم:1037].  
ز- أن تفتح البلاد العربية أبوابها في وجه اللاجئين: وعلى الحكام أن يتقوا ربهم، ويعلموا خطورة المرحلة على بلادنا وبلادهم ويساهموا على أقل تقدير في استيعاب اللاجئين ولا يتركوهم لأحضان الغرب.
اللهم أبرم لأهل الشام ولأمة الإسلام أمراً رشداً يعز فيه أولياؤك ويذل فيه أعداؤك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.

http://shamkhotaba.org