خطبة عيد الأضحى المبارك 1436هـ
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الثلاثاء 22 سبتمبر 2015 م
عدد الزيارات : 4284
خطبة عيد الأضحى المبارك 1436هـ
 
مقدمة:
إن أيام العيد أيام فرح وسرور وحبور رغم الآلام والمصائب والبلاء، وكأن الله يقول لنا: إن هذه الدنيا لا تدوم على حال، ولابد بعد الحزن والألم من النصر والفرح، ولابد بعد المحنة من المنحة، ولكن لمن صبر واحتسب وعمل، لا لمن سَخِطَ وجَزِعَ.
قال صلى الله عليه وسلم: ( أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر ) رواه أحمد والنسائي وابن خزيمة وغيرهم، وصححه الألباني.
يوم القرّ: هو اليوم الثاني الذي يلي يوم النحر، لأن الناس يقرون فيه بمنى.
عناصر الخطبة:
1- إمام الموحدين يُبتلى.
2- ثقوا بالله كما وثق إبراهيم.
3- الأضحية وبعض أحكامها.
4- من شعائر العيد:
    - صلة الرحم.
    - التوسعة على العيال، وإدخال السرور على المسلمين.
    - التكبير دبر الصلوات.
 
1-إمام الموحدين يُبتلى
عباد الله: في هذا اليوم الجليل الأغر الذي يتجلى الله فيه على عباده بالرحمات والبركات ويتقرب فيه العباد إلى الله بشتى أنواع القربات والطاعات نذكر فيه خطباً جليلاً وحدثاً عظيماً ضجت له السموات السبع والأرضين السبع، وارتجَّ له كلُّ مخلوق بينهما، حَدَثَ مع إمام الموحدين وخليلُ رب العالمين ابراهيم عليه السلام الذي أُمِرَ بذبح ولده فلذة كبده وثمرة فؤاده،
يَذْكُرُ تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهب له ولداً صالحاً فبشره الله بغلام حليم هو اسماعيل عليه السلام، وهو أول من وُلِدَ له على رأس ستٍ وثمانين سنة من عمر الخليل،
وعندما يُرزقُ الأب ولداً على كِبَرٍ من سنه يكون هذا الولد أحب وأقرب إلى قلب أبيه.
لما شبَّ اسماعيل وصار يسعى في مصالحه كأبيه زاد حبه في قلب أبيه فهو ثمرة دعاء طويل وعمر مديد، فلما كان هذا كان البلاء من الله عزوجل، ويبتلى المرء على قدر إيمانه.
يرى إبراهيم في المنام أنه يُؤمرُ بذبح ولده اسماعيل، ورؤيا الأنبياء وحي، وقد أمره الله بهذا بعد أن أُمِرَ بأن يسكنه هو وأمه في بلادٍ قَفْرٍ ووادٍ ليس به حسيس ولا أنيس ولا زرع ولا ضرع، فامتثل أمر الله وتركهما ثقة بالله وتوكلاً عليه، فما خيَّبَهُ من وثق به وتوكل عليه وفوَّض أمره إليه، فجعل الله لهم فرجاً ومخرجاً.
وبعد هذا البلاء يُؤمرُ بذبح ولده؟!
نعم يؤمر بذبح ولده، فالأمر من الله جلَّ وعلا الذي حكم وقضى، ودبَّر وقدَّر، وخلق وبرأ.
عباد الله:
إذا كان الأمر صادراً من الجبار فالسمع والطاعة له، ولو كان ذبح ولدٍ لا يوجد غيره، نعم وإن كان ذاك، ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ..) الانعام 162
أجاب إبراهيم أمر ربه وسارع إلى طاعة مولاه، ثمَّ عرض ذلك على ولده،
تأمل أيها المسلم:
لقد كان بإمكان خليل الله أن يأخذ ولده على حين غفلة منه أو أن يذبحه وهو نائم، ولكن عرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسراً ويذبحه قهراً، ( يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ) [الصافات: 102].
فماذا تظن بجواب إسماعيل؟
هل أثار إسماعيل شفقة أبيه وقال: يا أبت أنا ولدك الوحيد، أتذبحني؟!
ماذا سيكون حال أمي؟!
من سيعيلك غيري يا أبتي؟!
قال إسماعيل: ( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) [الصافات: 102].
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
قال تعالى: ( فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ) [الصافات: 103].
فلما استسلما وعزما على تنفيذ أمر الله، قال إسماعيل: يا أبت إذا هممت بذبحي فحُدَّ الشفرة، وكبني على وجهي واذبحني من قفاي كي لا تقع عينك على عيني فتأخذك الرأفة فتمتنع من تنفيذ أمر الله، ولملم ثيابك كي لا يصيبها شيء من دمي فتراه أمي فتحزن.
قال ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جبير والضحاك: وقيل بل أضجعه كما تُضجعُ الذبائح وبقي طرف جبينه لاصقاً بالأرض.
سمَّى ابراهيم وكبَّر، وتشهَّد الولدُ للذبح،
أرأيتم قلبــــــــاً أبويـــــــا             يتلقى أمــــــــراً يأبــــاه
 أرأيتــم إبنــــــاً يتلقــــى            أمراً بالذبــــــح ويرضـــاه
ويجيــب الإبـــــن بلا فزع            افـعل ما تؤمــــر أبتـــــاه
لـن أعصي لإلهي أمــــراً            من يعصي يومــــاً مـولاه
واستل الوالـــد سكــــيناً            واستـســـلم إبن لــرداه
ألقـاه برفـــقٍ لجـبـيـــــنٍ             كي لا تتلـــقى عيــــناه
وتهزُّ الكــــون ضراعــــات             ودعــــــاء يقبلـــــه الـله
تتضرع للـــرب الأعـــــلى             أرضٌ وسمـــاءٌ وميــــاهُ
ويجيبُ الحـقُّ ورحمــــته            سبقت في فضل عطـاياهُ
صدَّقت الرؤيـــا لا تـــحزن             يــا ابراهيــــم فدينــــــاه
 
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
يا الله ما أحلاها وما أعظمها من ثقة بأمر الله جل وعلا، أمرَّ سكينه على حلقه فلم تقطع شيئاً، ( وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* ) [الصافات: 103-104].
قد حصل المقصود من اختبارك، وتبينت طاعتك ومبادرتك وامتثالك، ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) [الصافات: 107].
أنزل الله الرحيم عليه كبشاً رعى في الجنة أربعين خريفاً فداء لإسماعيل عليه السلام.
 
2-ثقوا بالله كما وثق إبراهيم
عباد الله: 
ثقوا بالله كما وثق إبراهيم، فلقد كان البلاء قاسياً عليه، ولكنه كان قريباً من ربه ومولاه، فأعانه الله وربط على قلبه وقلب ولده لما علم منه صدقاً ونية خالصة في تنفيذ أمر ربه.
إن البلاء الذي نزل بنا اليوم لبلاء عظيم، والخطب الذي حلَّ بنا خطبٌ جليلٌ، لا نستطيع الخلاص منه إلا بالقرب من الله والثقة في وعده ونصره مهما تعاظم الخطب وازداد الكرب وتكالبت الأمم،
والله إن الله قادر على أن يكشف ما بنا في طرفة عين كما كشف البلاء عن إبراهيم، ولكن هذا يحتاج إلى صدق مع الله كما صدق إبراهيم، ووفاء بأمر الله كما وفَّى إبراهيم، فقد قدم ولده للقربان، وماله للضيفان، وبدنه للنيران،
ألا ثقوا بالله كما وثق إبراهيم     تنبت لكم في النهار جناتُ النعيم.

 

3-الأضحية وبعض أحكامها
من هنا شُرعت الأضحية في هذا اليوم العظيم، فقد روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع، فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل أن يصلي، فإنما هو لحم عجّله لأهله ليس من النسك في شيء ) [البخاري: 968].
إن من أعظم ما يتقرب به العبد في هذه الأيام: عبادة النحر، فالنحر عبادة عظيمة يحبها الله تبارك وتعالى كالصلاة والصوم والزكاة والحج؛ ولذلك قرن الله النحر مع الصلاة في مواضع كثيرة، قال تعالى: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) [الكوثر: 2] وقال تعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ) [الأنعام:162 - 163].
والأضحية سنة مؤكدة في قول أكثر أهل العلم، وقد ذهب بعض العلماء إلى أنها واجبة على القادر.
فعلى الإنسان أن لا يبخل على نفسه إن كان قادرا، وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الإنسان إذا لم يكن قادرا فإن له أن يقترض حتى يضحي إذا كان ممن يأمن السداد، ويغلب على ظنه الوفاء حتى لا تفوته هذه العبادة العظيمة، والأضحية لها شروط حتى تصح من صاحبها، ومن شروطها:
أن تكون من بهيمة الأنعام وهي: الإبل والبقر والغنم، وأن تكون في السن المجزئة مما يُضحى به، وهي في الإبل خمس سنين، وفي البقر سنتين، وفي المعز سنة، وفي الغنم ستة أشهر، وأن تكون خالية من العيوب كالمرض والعرج والعور والهزال، وما كان أولى منها من العيوب، ويكره التضحية بما فيه عيب دون العيوب المذكورة، وينبغي أن يختار المرء من بهيمة الأنعام أفضلها وأسمنها وأحسنها منظرا كما فعل النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأما وقت الذبح فهو من بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق، فمن ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها أخرى، ويجوز للإنسان أن يشرك من شاء معه في ثواب أضحيته من أهل بيته سواء كانوا أحياء أم أمواتا.
ويجوز التوكيل في الأضحية، والسنة أن يذبح المضحي بيده إن كان ممن يحسن الذبح، وأن يسمي الله تعالى، ويقول: ( الحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَلَكَ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْهُ مِنِّي )، ويَقُولَ: ( اللَّهُمَّ هَذِهِ عَنِّي وعَنْ أَهْلِ بَيْتِي )، وَإِنْ كَانَ وَكِيلاً عَنْ أَحَدٍ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ هَذِهِ عَنْ فُلَانٍ وَآلِ بَيْتِهِ).
والسنة أن يأكل منها، وأن يتصدق منها، وأن يهدي منها؛ لقوله تعالى: ( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ) [الحج: 28].
 
4-من شعائر العيد
- وإن من شعائر العيد في هذا اليوم صلة الأرحام وبر الوالدين والإحسان إليهما، كن من الواصلين حتى يصلك الله، وإياك أن تكون من القاطعين فيقطعك ويلعنك ويصم سمعك ويعمي بصرك،
قال تعالى: ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) [محمد: 22-23].
وقال سبحانه: ( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) [الرعد: 25].
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فقال: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك )، ثم قال أبو هريرة: ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) [محمد: 22]. (البخاري/ 7502).
وعن جبير بن مطعم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ ) قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ. (مسلم/2556).
فإياك أن تفرِّط في جنة عرضها السموات والأرض من أجل سبب تافه في الدنيا، فالدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
وحتى إن قطعك أرحامك فلا يحقُّ لك أن تقطعهم؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) [البخاري: 5991].
وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) [مسلم: 2558].
- ومن شعائر العيد في هذا اليوم المبارك: إدخال السرور على المسلمين من أهل وزوجة وأولاد وجيران، والابتسامة في وجوه الناس، ونَفْعُهُم، وقضاءُ حوائجهم، قال صلى الله عليه وسلم: ( أحب الناس إلى الله أنفعهم, وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا, ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا..) [حسنه الألباني في صحيح الجامع: 175].
 اجعلوا هذا اليوم يوم صدقات بالتسبيح والتحميد والتهليل وبث الابتسامة في وجوه الخلق،
قال صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة ) [رواه ابن حبان وغيره، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 454].
وقال: ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) [صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب/2685].
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: ( لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ ) [مسلم: 2626].
- ومما يستحب في هذا اليوم التوسعة على العيال والأكل من لحوم الأضاحي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أيام التشريق أيام أكل وشرب ) [مسلم: 1141].
- وَالسُّنَةُ أَنْ يُكَبِّرَ الإِنْسَانُ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ حَتَّى غُروبِ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، ويَقُولُ:
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

http://shamkhotaba.org