الهمّ الذي نريد
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الأربعاء 2 ديسمبر 2015 م
عدد الزيارات : 3443

الهمّ الذي نريد

مقدمة:

مخلوق من أشد مخلوقات الله سبحانه، ليس هذا المخلوق أسطورةً من أساطير الزمان، ولا جبّاراً من جبابرة الدهر، ولا آلةً من آلات الفتك التي ابتكرها الإنسان، لا يكاد يفارق – هذا المخلوق-حياة الكثير من سكان هذه البسيطة، لا فقيرهم ولا أشدهم رفاهية، ما إن سكن وجدان البشر إلا وحلّ الاضطراب، فإن تمّ استغلاله تحوّل لطاقة هادرة لا يخبو وقودُها ولا تهدأُ عزيمتُها، وإلا كان داءاً مميتاً قاتلاً يودي بالإنسان للتهلكة.

 

عناصر الخطبة:

1- الهم الدنيوي:

أ-مفهومه.

ب-سببه.

ج-علاجه.

2- الهمّ الذي نريد.

3- همّ .. وهمّة.

 

1- الهمّ الدنيوي

أ- مفهومه:

الهم هو شعور يعتري المرء؛ فيودع في نفسه الحزن والاضطراب واليأس؛ ليزاحم الأنسَ والاستقرارَ والفألَ؛ فلا يهنأُ حينَها بنومٍ ولا يلذُّ بطعامٍ ولا يسيغُ شراباً، نعم إنه الهم الذي يُشعر المرءَ بأن النهار لن يدرك الليل، وأن الليل لن يعقبَه نهار؛ ليجعل الدقيقة ساعات طويلة، والساعة دهوراً مديدة، بل وتنطوي مفردات الزمان ولا يهنأ المرء فيها بخلان.

ومن عجيب أمر الهم: أنه يفتك بالإنسان ما لا تفتك به الأمراض البدنية، فيضعفه، ويوتِّر علاقاتِه بأهله ومن يعاملهم، ويُقعده عن الإنجاز ويُعطل كثيراً من أعماله ويُطرحه الفراش، فيكابد النوم فلا يستطيعه، ويطلب السكينة فلا يجدها، إنه وخز باطني ينخر بالنفس من داخلها.

ومن عجيب أمره: أنه يصيب باطنَ الإنسان؛ صدرَه ونفسَه، ينظر الناس إلى ظاهرك فلا يرون شيئاً، ولكنك مهموم مغموم تضيق بك الدنيا على سعتها، ويضيق بك بيتك على رحابته، لا تشعر وقتها بطعم الحياة ولا الفرح؛ لأن النكدَ ملأ صدرَك، والهمَّ قد سيطر على أنفاسك، فتشعر كأنما تتنفس من خرم إبرة، وتحس كأنما ترقد على صدرك كومة من الحجارة لا قطع من الألبسة!

ب- سببه:

ولعلّ سائلاً يسأل، ما سبب هذا الهمّ، ولو ذهبت تحصي هذه الأسباب لوجدت العديد منها، ولكن تبقى (الدنيا والتعلق بها) من أبرز هذه الأسباب على الإطلاق وذلك مصداق قول رسولنا صلى الله عليه وسلم:

( من كانت الدنيا همه فَرَّق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتِبَ له ) (الترمذي وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 949).

سبحان الله!! وياله من وصف عجيبِ من معلّم الناس الخير-صلى الله عليه وسلم-( فرّق الله عليه أمره ) فطاش عقله واستعصى عليه الفهم، واضطرب كيانه, ودخل دوامة الهموم والأزمات النفسية والعاطفية , لأنه جعل الدنيا همّه، فأغاضه عمل فلان, وأهمه زيادة مال زيد , أو منصب عمرو، إلى غير ذلك مما يتنافس فيه أهل الدنيا ونسي أن يتعلق بمسبب الأسباب سبحانه الذي بيده ملكوت السموات والأرض، الذي خلق الإنسان في كبد كما قال: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) (البلد: 4)

الكبد: التعب والنصب- وهو سبحانه القادر على رفع هذا الكبد عنه.

 

ج- علاجه:

ولأهمية هذا الموضوع وعموم البلوى به، فلابدّ من معرفة بعض الأدوية الناجعة ومنها:

- دعاء كشف الهم والحزن:

قال نبينا وحبيبنا -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ  إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ همّه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً ) فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟! فَقَالَ: ( بلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) (رواه أحمد وغيره وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1822).

 

- ومن الأدوية الهامة:الصلاة على الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، وكثير من الناس يغفل عن هذه الفائدة وعن هذا الأثر العجيب للصلاة على الحبيب، ( قَالَ أُبَيِّ بْنُ كَعْبٍ كما في الحديث الحسن:قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي؟! فَقَالَ: "مَا شِئْتَ"، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟! قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ: النِّصْفَ؟! قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟! قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا؟! قَالَ: "إِذاً تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ )(قال الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح /929).

 

- ومنها المحافظة على الصلاة وكثرة ذكر الله سبحانه: قال تعالى: ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ )(البقرة: 45).

وقال سبحانه وتعالى أيضاً: ( أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )(الرعد: 28).

وقال سبحانه: ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) (الحجر: 97- 99).
وكذلك استغفاره -جل جلاله-، قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-كما في السنن: ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً )

(أخرجه أحمد (1/248) وأبو داود (1518) والنسائي في «اليوم والليلة» (460) وابن ماجه: 3819).

 

2- الهمّ الذي نريد

وبعد هذا كلّه يا عباد الله: فهل الهمّ كلّه هكذا؟ هل صحيح أنه لا يأتي بخير؟؟ وهل يمكن للإنسان أن يحولّه قوة خيّرة هدّارة؟ وهل هو ضمن حيز هذه الحياة الضيقة؟؟

الجواب القطعي: لا طبعاً.. بل إنه الهمّ: همان: ما يتعلق بالدنيا ومتاعها وزخرفها وهو ما يفرّق الشمل.. وهذا مذموم.

والآخر: وهو ما يتعلق بالهمّ الأخروي ويحسب لها-الآخرة-ألف حساب، وهذا هو الهمّ الذي نريدوله مهّدنا.

والذي قال فيه نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: ( مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ، جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلا مَا قُدِّرَ لَه )(الترمذي: 2465، والدارمي، 1/ 45، وصححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 3169).

وهو ما حدثنا عنه ابن القيم -رحمه الله- في كتابه الفوائد حين قال:( إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كلّ ما أهمّه، وفرّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها، ووكَلَه إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم )(كتاب الفوائد لابن القيم).

 

- هو ذاته-الهم-الذي جعل نبي الله نوح عليه السلام يصف برنامجه في الدعوة إلى الله يقول: ( إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا )(نوح: 5).

لماذا كلّ هذا النشاط والتعب؟؟ إنه الهمّ للدين، ثم يقول: ( ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا )(نوح: 8-9).

ما أعظمها من نفوس، وما أرفعها من همم.

- هذا نبي الله يعقوب عليه السلام يصف الله لنا مشهد وفاته،حاله، و كيف مات؟ ومن كان عنده؟ ماذا قال؟ ماذا أنفذ وهو يودع الدنيا:?( أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ) وبنوه حولَه فماذا فعل؟ وماذا قال؟
إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ ) ماذا قال لهم؟الأموالُ كيف تجمعونها؟القصورُ كيف تبنونها؟الثروات كيف تكدسونها أم التركة كيف توزعونها؟أم الزروع كيف تزرعونها؟دنياكم كيف تتمتعون بها؟ كلا والله ليس شيء من ذلك ولكن كان همّه الهم للدين فقال:
( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي )هذا الهم الذي بقي يقضاً في قلبه وهو يودع الدنيا، ( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي ).
وهو الذي رباهم على التوحيد منذ نعومةِ أظفارِهم ولكنه الهمُ حتى لما بعد الموت ( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي) ؟.
ويجيء الجواب الذي يقر عينه: ( نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (البقرة: 133).

- أما نبيكم – صلى الله عليه وسلم فما كانت همّه الدنيا – وحاشاه-وهو الذي:

راودته الجبال الشم من ذهبٍ          عن نفسه فأراها أيما شمم.

إنما كانت الدعوة التي جاهد في الله حقّ الجهاد حتى تصل إليكم الآن وتستمعون لمنهاجها الخالد الذي ترويه الدهور وتردده الأعصار. سُئل صلى الله عليه وسلم عمّا أهمه مرةً من عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها وأذل من تعرّض لها:

 عَنهَا -رَضِيَ اللهُ عَنهَا- أَنَّهَا قَالَت لِلنَّبيِّ -صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ-:( هَل أَتى عَلَيكَ يَومٌ كَانَ أَشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ قَالَ: "لَقَد لَقِيتُ مِن قَومِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنهُم يَومَ العَقَبَةِ، إِذ عَرَضتُ نَفسِي عَلَى ابنِ عَبدِ يَالِيلَ بنِ عَبدِ كُلالٍ فَلَم يُجِبْني إِلى مَا أَرَدتُ، فَانطَلَقتُ وَأَنَا مَهمُومٌ عَلَى وَجهِي، فَلَم أَستَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرنِ الثَّعَالِبِ)(متفق عليه).

إنما هو همُّ الدعوة وهذا الدين العظيم !!

- وهاهم صحابته الكرام-رضوان الله عليهم-ما كان همّ الواحد منهم نفسه.

فيقول الفاروق لأبي بكر-رضي الله عنهما-حين هم بالخروج لقتال المرتدين: ( إن قتلتُ فإنما أنا رجل واحد، وإن قُتلتَ أنت هلكت الأمة ).
ويجيب هو رضوان الله عليه ويصيح بالهمّ الذي أقلق منامه:( أينقضِ الدين وأنا حيّ ؟). رضوان الله عليكم ما أعظمكم من سلف وما أروعكم من أسوة!

فما الذي أهمنا نحن يا جيل الصحوة المباركة؟؟ وما الذي أهمنا نحن يا مداد الثورة العظيمة؟؟

وأين نحن حين حصول ذلك المشهد الذي يمرّ بخاطر الحسن البصري-رحمه الله-إذ يقول:( أرى أن الإسلام يوم القيامة ينظر في وجوة الناس ويقول هذا نصرني وهذا خذلني هذا نصرني وهذا خذلني، حتى يرى عمر بن الخطاب فيأخذ بيده ويقول يا رب لقد كنت غريباً حتى أسلم هذا الرجل ).
فتعالوا نسأل أنفسنا هذا السؤال...نحن من أي الفريقين ؟ ممن ضحوا وبذلوا ونصروا دين الله أم ممن خذلوا هذا الدين؟

وهل أهمنا ذلك الموقف العظيم؟؟؟ 

 

3- همٌّ .. وهِمّة

ولنعلّم أيها المؤمنون: أن هذا الهمّ إن تم الأخذ به كما ينبغي، ورُشِّد الترشيد المطلوب فإنه يتحول إلى همّة وقّادة، وسيل من الخير هادر، لا يهنأ العبد معه إلا بخير أسسه أو مجدٍ بناه، أو نفعٍ نشره.

فإن عالي الهمة يجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايته، وتحقيق بغيته، لأنه يعلم أن المكارم منوطة بالمكاره، وأن المصالح والخيرات واللذات والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب.

ولا يقبلُ الكسلَ والخُمولَ والعجزَ والسكونَ والاستِرخاءَ، وضعفَ الهمَّة والفتور: ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ )(الشرح: 7-8).

إن ثورتنا اليوم بحاجةٍ إلى من يشُدُّ على قلوبِ أبنائِها الشرفاء الذين حملوا همّ هذه الأمة وثورتها المباركة فقاموا لها ولم يقعدوا حتى إسقاط هذه الطغمة الفاجرة وإخراج المحتل الغادر الذي جثم عن صدر هذا البلد الحبيب.

وإن أمتنا اليوم بأمسّ الحاجة لأولئك النفر الأبطال الذين حملوا راية الدين ونصبوها فوق هاماتهم الشامخة فإما حياةٌ تسرّ الصديق وإما ممات يغيض العدا.

 

نسأل الله العظيم أن يستعملنا ولا يستبدلنا وأن يفرّج عن المسلمين أجمعين وأن يجعل نصرنا عاجلاً مؤزراً

وألا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا وأن يجعل الجنة دارنا وقرارنا

وعاقبة أمرنا خيراً.


http://shamkhotaba.org