فأما/ وأما من أوتي كتابه
الكاتب : أحمد محمد سندة
الجمعة 15 أبريل 2016 م
عدد الزيارات : 3182

الحمد لله الحكم العدل، الحمد الذي لا يعزب عنه شيء مهما في الحجم قل، ولا يخفى عليه شيء وإن في الظلمات انسلّ، أو في القلب انحل،

وأشهد أن لا إله إلا اله وحده لا شريك له، هو الحاكم والقاضي بين عباده يوم القيامة، فلا تخشى لديه ظلما ولا هضما،

وأشهد أن نبينا وحبينا وأسوتنا محمد رسول الله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة و...وسلم تسيما كثيرا

أما بعد:

فإن مما هو راسخ عند المؤمنين، في الأذهان والعقول، والأرواح والقلوب، أن كلًا منا سيعرض على القاضي الأول والحاكم الذي لا طعن في حكمه ولا نقض، {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ}[الحاقة:18].

ومما يزيد الموقف رهبة وجلالا، أنك ستكون بمفردك وحيدا:  {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}  [مريم: 95]. وبعد العرض أمام المحكمة الإلهية، الناس قسمان:

{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 19-24].

وأما القسم الآخر:

{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} [الحاقة: 25-32].

من منا لا يطمع أن يكون من أهل اليمين أهل الجنة، ولكن الرغبة وحدها لا تكفي بل لابد معها من حسن العمل، قال تعالى في حق الكفرة الطامعين بالجنة: {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ * فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ * يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [المعارج: 36-44].

وقال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[التوبة: 105].

ورحم الله القائل:

إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصينـي ..؟    وتُـخفي الذنبَ عن خلقيَ وبالعصيانِ تأتيني

فكيف أجيبُ يا ويحي ومن ذا سوف يحميني؟    أسُلـي النفـس بالآمــالِ من حينٍ إلــى حينـي

وأنسى مـا وراءُ الموت مــاذا سوف تكفينــي    كأني قد ضّمنتُ العيش ليس المــوت يكفيني

سأسأل مـــا الذي قدمــت في دنياي ينجينـــي    فكيف إجابتي من بعد ما فرطـــت فــي ديني

ويـــا ويحـي ألــــم أسمع كلام الله يدعونـي؟؟    ألــــــم أسمـــع بمــا قد جاء في قاف ويـــسِ

ألـــم أسمـع مُنادي المـوت يدعونــي يناديــي    فيـا ربــــاه عبدُ تــائـــبُ من ذا سيؤوينـــي ؟

ســـوى رب غفـور واســــعُ للحــقِ يهديينـي    أتيـتُ إليـكَ فارحمني وثقــّـل فـي موازينــي

وخفَفَ في جزائي أنتَ أرجـى من يجازيني


http://shamkhotaba.org