بذل الجود من كل خير موجود
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الخميس 15 يونيو 2017 م
عدد الزيارات : 3165
مقدمة:
الجود والكرم من مكارم الأخلاق الّتي من تحلّى بها أحبّه الله وأحبّه الناس، وهي دليل المروءة والرّجولة والإنسانيّة الصّادقة، كرم النّفس بالمال والجاه وبالعلم والوقت وبالنّفس والنّفيس.
1- شهر الجود والعطاء
يمتاز شهر رمضان عن غيره من الشّهور بأنّه الشّهر الّذي بُعث فيه نبيّ الإسلام، ونزل فيه الأمين بالوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو شهر الوحي، وشهر القرآن، وشهر الجود والعطاء؛ إذ إنّ الله تعالى قد جاد على عباده بنزول القرآن، وإرسال خاتم الرّسل؛ لإخراج النّاس من الظّلمات إلى النّور، وأيُّ جودٍ أعظم من هذا الجود؟!.
إنّه شهر الجود والعطاء، والبذل والإحسان، شهر التّواصل والتّكافل، شهرٌ تغمر فيه الرّحمة قلوب المؤمنين، وتجود فيه بالعطاء أيدي المحسنين، وفوق كلّ ذلك أنّه شهرٌ يجود الله تعالى على عباده فيه بالرّحمة والمغفرة والعتق من النار، (من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدّم من ذنبه) أخرجه البخاريّ
2- المفهوم الواسع للجود
في الصّحيحين عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلّ ليلةٍ فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الرّيح المرسلة".
هذا الحديث قاعدةٌ في الجود النّبويّ، والجود في الشّرع كما عرّفه الحافظ ابن حجر رحمه الله بأنّه: "إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، وهو أعمّ من الصّدقة".
ولمّا كان رمضان موسماً من مواسم الخيرات والقربات والتّنافس في اكتساب الحسنات والتّسابق في رقيّ الدّرجات كان له هذه المزيّة من الجود النّبويّ الّذي صوّره لنا هذا الحديث، ومن ذلك:
الجود بالعبادة: إنّ الصّيام والقيام وقراءة القرآن وذكر الله والدّعاء والعمرة والصّدقة كلّ ذلك من العبادات والطّاعات الّتي هي من مظاهر الجود وغنى النّفس بالعبادة، ولهذا كان من بديع ربط الحافظ ابن حجر رحمه الله بين الجود ومدارسة القرآن الّتي أشار لها الحديث قوله: "قيل الحكمة فيه أنّ مدارسة القرآن تجدّد له العهد بمزيد غنى النّفس، والغنى سبب الجود".
الجود بقراءة القرآن: وقراءة القرآن جزءٌ من الجود بالعبادة، لكنّ إفرادها هنا لمزيّةٍ خاصّةٍ بهذا الشّهر ذُكرت في الحديث: "حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلّ ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن".
ومن هنا فهم الإمام النّوويّ رحمه الله هذا المعنى، فقال وهو يعدد فوائد هذا الحديث: "واستحباب الإكثار من القراءة في رمضان وكونها أفضل من سائر الأذكار إذ لو كان الذّكر أفضل أو مساوياً لفعلاه".
الجود بالمال والصّدقة: وكما تحدّثنا عن الجود بقراءة القرآن، فكذلك الجود بالمال والصّدقة يدخل تحت الجود بالعبادة، لكنّ إفراده أيضاً لميزةٍ خاصّةٍ للجود الماليّ في رمضان، قال الشّافعيّ رحمه الله: "أُحبُّ للرّجل الزّيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم ولحاجة النّاس فيه إلى مصالحهم وتشاغل كثيرٍ منهم بالصّوم والصّلاة عن مكاسبهم" لطائف المعارف
ومن أنواع الجود تفطير الصّائمين: قال صلى الله عليه وسلم: (من فطّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنّه لا ينقص من أجر الصّائم شيءٌ) رواه أحمد
أيها المسلمون: كثيرٌ منّا يفهم الجود على أنّه بذل المال فقط، لكنّ معناه أشمل وأعمّ من ذلك بكثير، فهو بذل ما ينبغي من الخير (كلّ الخير)، لذلك عدّد ابن القيم في كتابه مدارج السّالكين مراتب الجود وذكر أنّها عشرة مراتب: "أعلاها الجود بالنّفس، وأدناها الجود بتركه ما في أيدي النّاس فلا يلتفت إليه" مدارج السالكين /ج2، ص293
3- الجود في شخصيّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم
إنّ أجودَ النّاس وأجزلهم عطاءً وأسخاهم نفساً رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان أجود ما يكون في رمضان، فاجتمع الجودان؛ جود رمضان، وجوده عليه الصلاة والسلام.
وكان جوده صلى الله عليه وسلم بجميع أنواع الجود، من بذل العلم والمال، وبذل نفسه لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده، وإيصال النّفع إليهم بكلّ طريقٍ؛ من إطعامِ جائعهم، وقضاء حوائجهم، وتحمّل أثقالهم، لم يزل على هذه الخصال الحميدة منذ نشأ، حتّى قالت خديجة في أوّل بعثه: "والله لا يخزيك الله أبداً، إنّك لتصل الرّحم، وتقري الضّيف، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحقّ" البخاريّ ومسلم
كان الجود سجيّةً له صلى الله عليه وسلم جبله الله عليها، وزاد جوده وكرمُه بعد البعثة وتحمُّلِ الرّسالة أضعافاً مضاعفةً، فهو أكملُ النّاس إيماناً، وأعلمهم وأيقنهم أنّ ما عند الله خيرٌ وأبقى، فكان لا يمسك من المال شيئاً، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أحسنَ النّاس، وكان أجود النّاس، وكان أشجعَ النّاس" متّفقٌ عليه
وفي صحيح مسلم عنه رضي الله عنه قال: "ما سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئاً إلّا أعطاه، فجاءَه رجلٌ فأعطاه غنماً بين جبلين فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أسلموا؛ فإنّ محمداً يُعطي عطاءً لا يخشى الفاقة"، وأخبر عنه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فقال: "ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قطّ فقال لا" البخاريّ
وقد ضرب النّبيّ صلى الله عليه وسلم أروع أمثلة الجود والبذل والعطاء في هذا الشّهر المبارك، حتّى وصفه عبد الله بن عبّاس بأنّه: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ" متّفقٌ عليه.
وكان صلى الله عليه وسلم يفرح بأن يعطي أكثر من فرح الآخذ بما يأخذ، حتّى إنّه ليصدق عليه وحده قول القائل:
تَعَـــوّدَ بســــط الكــفّ حتّـى لــو أنّه      ثناها لقبضٍ لم تُجبه أنامله
تــراه إذا مـا جئتـــه متهـــلّلاً      كأنّــك تعطيــه الّــذي أنت سائلـه
هو البحر من أيّ النّواحي أتيته     فلجّته المعروف والجود ساحله
ولــو لــم يكــن في كفّــه غير روحه     لجاد بهـا فليتقّ الله سـائله
هكذا كان رسولنا صلى الله عليه وسلم، وهذا غيضٌ من فيضٍ من فنون جوده عليه الصّلاة والسّلام.
4- الجود أحد معاني الصّوم
إنّ من معاني الصّيام العظيمة: إحساس الأغنياء بحاجة إخوانهم الفقراء فيسدّوا حاجتهم، ويجودوا عليهم، سئل أحد السلف: لمَ شرع الصيام؟ قال: "ليذوق الغنيّ طعم الجوع؛ فلا ينسى الجائع".
لذا كان كثيرٌ من السلف يواسون من إفطارهم، أو يؤثرون به ويجوعون.
كان ابن عمر رضي الله عنهما يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين فإذا منعهم أهلهُ عنه لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءَه سائلٌ وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام، وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكلَ أهله ما بقي في الجفنة؛ فيُصبحَ صائمًا ولم يأكل شيئاً، واشتهى أحد الصّالحين من السّلف طعاماً، وكان صائماً، فوضِع بين يديه عند فطوره فسمع سائلاً يقول: من يقرض المليّ الوفيّ الغني؟ فقال: عبدُه المعدمُ من الحسنات، فقام فأخذ الصّحفة فخرج بها إليه وبات طاوياً!
وجاء سائلٌ إلى الإمام أحمد فدفع إليه رغيفين، كان يُعدّهما لفطره، ثمّ طوى وأصبح صائماً.
فلله درُّ تلك النّفوس ما أسخاها! وما أشدّ إيثارها! وما أعظم رغبتها فيما عند مولاها!
فأين الأغنياء والموسرون؟! شهر الجود دونكم فجودوا جاد الله عليكم، {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزّمّل: 20] 
{إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التّغابن: 17].
وقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: (بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِىٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ) متّفقٌ عليه.
فيا أخي، انظر عظيم كرم الله، إنّها سقت كلباً من العطش فغفر لها، فما ظنّك بكرمه إذا أطعمت وسقيت وكسوت مسلماً محتاجاً؟!
5- أنواع الجود ومراتبه
والجود صفة الكرماء وشيمة النّبلاء، كانت العرب تفاخر به وتطاول حتى تنافس فيه أقوام، وهو عشر مراتب جمعها الإمام ابن القيّم في (مدارج السّالكين) فقال أحدها:
أولها: الجود بالنّفس، وهو أعلى مراتبه، كما قال الشّاعر:
يجود بالنّفس إذ ضنّ البخيل بها     والجود بالنّفس أقصى غاية الجود
الثّانية: الجود بالرّياسة، وهو ثاني مراتب الجود، ويحمل الجواد جوده على امتهان رياسته والجود بها والإيثار في قضاء حاجات الملتمس.
الثّالثة: الجود براحته ورفاهيّته، وإجمامه نفسه، فيجود بها تعباً وكدّاً في مصلحة غيره، ومن هذا جود الإنسان بنومه ولذّته لمُسامره، كما قيل:
متيّمٌ بالنّدى لو قال سائله هب      لي جميع كرى عينيك لم ينمِ
الرابعة: الجود بالعلم وبذله، وهو من أعلى مراتب الجود، والجود به أفضل من الجود بالمال، لأنّ العلم أشرف من المال.
الخامسة: الجود بالنّفع بالجاه، كالشّفاعة والمشي مع الرّجل إلى ذي سلطانٍ ونحوه، وذلك زكاة الجاه المطالب بها العبد، كما أنّ التّعليم وبذل العلم زكاته.
السّادسة: الجود بنفع البدن على اختلاف أنواعه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين اثنين: صدقة، ويعين الرجل في دابّته فيحمله عليها، أو يرفع له عليها متاعه: صدقة، والكلمة الطّيّبة: صدقة، وبكل خطوةٍ مشيها الرّجل إلى الصّلاة: صدقة، ويميط الأذى عن الطريق: صدقة) البخاريّ ومسلم
السّابعة: الجود بالعِرض، كجود أبي ضمضم من الصّحابة رضي الله عنهم، كان إذا أصبح قال: "اللهمّ إنّه لا مال لي أتصدّق به على النّاس، وقد تصدّقت عليهم بعرضي، فمن شتمني أو قذفني فهو في حلّ"، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: (من يستطيع منكم أن يكون كأبي ضمضم؟) البيهقيّ في شعب الإيمان
الثّامنة: الجود بالصّبر والاحتمال، وهذه مرتبةٌ شريفةٌ من مراتبه وهي أنفع لصاحبها من الجود بالمال وأعزّ له وأنصر، وأملك لنفسه، وأشرف لها، ولا يقدر عليها إلّا النّفوس الكبار.
التّاسعة: الجود بالخلق والبشر والبسطة، وهو فوق الجود بالصّبر، والاحتمال والعفو، وهو الّذي بلغ بصاحبه درجة الصّائم القائم، وهو أثقل ما يوضع في الميزان، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك ووجهك منبسطٌ إليه) أحمد وأبو داود والنّسائيّ
العاشرة: الجود بتركه ما في أيدي النّاس عليهم، فلا يلتفت إليه، ولا يستشرف له بقلبه، ولا يتعرّض له بحاله، ولا لسانه، وهذا الّذي قال عبد الله بن المبارك: "إنّه أفضل من سخاء النّفس بالبذل".
ولكلّ مرتبةٍ من مراتب الجود مزيدٌ وتأثيرٌ خاصٌّ في القلب والحال، والله سبحانه وتعالى قد ضمن المزيد للجواد، والإتلاف للإمساك، والله المستعان.
واجباتٌ عمليّةٌ للتّخلق بهذا الخلق:
1- الدّعاء المتواصل حتّى يعينك الله على نفسك، كان عبد الرّحمن بن عوف رضي الله عنه يطوف بالبيت يقول: "اللهمّ قني شحّ نفسي، لأنّ مَنْ وُقي شُحّ نفسه فقد فاز وأفلح"، {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
2- إلزام النّفس بصدقةٍ يوميّةٍ، (اتقّ النّار ولو بشقّ تمرةٍ) البخاريّ
3- المشاركة في المشاريع الخيريّة المتنوّعة في رمضان وفي غيره.
4- السعي على الأرملة والمسكين وتفقد حاجاتهما.
6- تحرّي مواضع الجود
أيّها الإخوة المؤمنون: كون رمضانَ شهراً للجود والإنفاق ليس معناه أن ينقلب موسماً للتّسوّل وتجارة الذّلّ، وإيذاء النّاس في المساجد والطّرقات والأسواق، وفي كلّ مكانٍ، فتلك تجارةٌ مذمومةٌ، وصاحبها إن لم يكن محتاجاً فهو يأكل سحتاً وناراً.
وأكثر هؤلاء السُّؤّال إنّما يسألون النّاس تكثّراً، قد امتهنوا تلك المهنة الرديئة! والمحتاجون حقّاً أكثرُهم لا يسألون، فقد أخبر الله تعالى عنهم، وهو أعلم بحال الجميع قائلاً: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلحَافًا} [البقرة: 273].
هذا هو وصف المحتاجين حقّاً، وليسوا أولئك الطّوّافين على النّاس، لذا كان عكرمة مولى ابنِ عباس إذا رأى السُّؤّال يوم الجمعة سبَّهم ويقول: "كان ابنُ عباسٍ يسبهم ويقول: لا تشهدون جمعةً ولا عيداً إلا للمسألة والأذى، وإذا كانت رغبةُ النّاس إلى الله كانت رغبتهم إلى النّاس" سير أعلام النّبلاء.
وقد أعان الموسرون على بروز تلك الظّاهرة السّيّئة؛ حينما يدفعون صدقاتهم وزكواتهم إلى أقرب سائل، ولا يتحرّون حاله، فأسهموا في زيادة جشع السّائلين، وحرموا منها محتاجين متعفّفين، ظاهرهم الاستغناء والله أعلم بحالهم! 
ومن الخطأ أيّها المسلم أن تستمرّ في دفع زكاتك لأناسٍ كانوا فقراء، ثمّ أغناهم الله تعالى بعد ذلك، كذلك من الخطأ أن تدفع الزّكاة إلى محتاجٍ، مع العلم بوجود من هو أشدّ حاجةً منه إلّا القرابةَ فلهم حقّهم، فاتّقوا الله تعالى وتحرّوا في صدقاتكم؛ حتّى يحصل الغرض الّذي شرعت من أجله، وحتّى تكون مقبولةً عند الله تعالى.
 

http://shamkhotaba.org