مقدمة:
إن التربية الإيمانية ينبغي أن تسبق التعبئة الجهادية، وبالفئة المؤمنة الصابرة ولو قلَّت يكون النصر والتمكين..
1- الثورة مستمرة رغم الخذلان والضغط الخارجي
إن الذي يقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ويقرأ شيئاً من التاريخ يدرك أن انتصار أهل الحق على أهل الظلم والطغيان لم يكن إلا بشق الأنفس وتقديم أعز ما يملك أهل الحق من الأنفس والثمرات والأموال والتجارات وغيرها مما يملكه أهل الرخاء.
إن هذا الأمر من أعظم المثبتات للمؤمنين في أحلك الظروف، أن يقرؤوا سير القوم من قبلهم ويعلموا سنة الله في هذا الأمر، ولكن أمتنا للأسف لا تقرأ ولا تكلف نفسها الاطلاع على تاريخها التليد، وهذا الأمر جعل الكثير من أبناء أمتنا المكلومين يقفون في آخر الطريق وينكصون على أعقابهم بعد أن اقترب نصر الله وحان قطف الثمرة، ولكن الله كتب أن الحق لا ينتصر إلا بالثلة الصادقة الصابرة المحتسبة، التي تدرك سنة الله في النصر والهزائم، وتدرك أن الطريق طويل وشاق، ويدركون أن حسبهم أن يموتوا وهم على الطريق حتى ولو لم يدركوا نهايته.
لقد نصر الله جنود الحق من قوم طالوت بعد تمحيصات كثيرة جداً حتى انتصر الحق بقلة من المؤمنين، فبعد أن كانوا ثمانين ألفاً تقلصوا حتى صاروا أربعة ألاف فقط، بل روى البخاري أنهم أقل من ذلك بكثير، عن البراء بن عازب قال: "كنا نتحدث أن أصحاب بدر ثلاث مائة وبضعة عشر، بعدة أصحاب طالوت، الذين جاوزوا معه النهر، وما جاوز معه إلا مؤمن"
انفصلوا عنه لأنهم لا يصلحون للمهمة الملقاة على عاتقه وعاتقهم، وكان من الخير أن ينفصلوا عن الجيش الزاحف؛ لأنهم بذرةُ ضعفٍ وخذلانٍ وهزيمةٍ.
وعلى الرغم مما اعتورَ هذه التجربة من نقصٍ وضعف ومن تخلي القوم عنها فوجاً بعد فوجٍ في مراحل الطريق، على الرغم من هذا كلِّه فإن ثبات حفنةٍ قليلة من المؤمنين عليها قد حقق لبني إسرائيل نتائج ضخمةٍ جداً، فقد كان فيها النصر والعز والتمكين بعد الذل والمهانة والتشريد الطويل، ولقد جاءت لهم بملك داود ثم ملك سليمان، وهذه أعلى قمةٍ وصلت إليها دولة بني إسرائيل في الأرض وهي عهدهم الذهبي الذي لم يبلغوه قبلُ في عهد النبوة الكبرى، وكان هذا كله ثمرة انتفاضة العقيدة من تحت الركام، وثبات حفنةٍ قليلةٍ عليها أمام جحافل جالوت.
هذه الفئة المتصلة بالله هي التي تحدد مصير المعركة، بعد أن تُجَدِّدَ عهدها مع الله، وتتجه بقلوبها إليه، وتطلب النصر منه وحده وهي تواجه وحدها ذلك الهول الرعيب..
يا له من مشهد يتكرر اليوم بفئة مؤمنة صابرة تواجه أعتى جيوشَ أمم الكفر، وأحدث الأسلحة، ويجتمع عليها من بأقطارها، تواجه ذلك وحدها، ولكن ينقصها الضراعة والتعلق بالله أكثر، {َلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} [الأنعام: 43].
إن الثورة مستمرة، والمعركة لا زالت قائمة بين الطغاة وبين أهل الحق، وكل من يظن ان المعركة قد انتهت فهو أحد ثلاثة: إما خائن عميل للنظام المجرم، وإما مرجف مثبط يخشى الدوائر، وإما جاهل -غير معذور بجهله- ولا يدري عن طبيعة المعركة شيئاً.
أما الصادقون المنافحون عن دينهم وأمتهم والمستضعفين من قومهم فهم قوم اصطفاهم الله وثبتهم على هذا الطريق الشاق الذي ستزهر نهايته نصراً وعزاً ورخاء وراحة واستقرارً.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55].
2- خطر المرجفين الذين يطبلون للمصالحات
إن الطغيان أمر كريه جداً عند الله، ومن شدة كراهة الله له خاطب بذاته عبداً من عباده ليذهب إلى أعظم طاغية فيحاول رده ووقف هذا الطغيان، ولحظة النداء لحظة رهيبة عظيمة تضفي على الدعوة الرفعةَ والشرفَ أن يكلم الله بذاته عبداً من عباده ليتحرك بالدعوة ومكافحة الطغيان، {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} [النازعات: 15-17].
إذن هناك فرق عظيم بين من كلفه الله بإزالة الطغيان وتحرير الناس منه، وبين من يذهب بنفسه للطاغية ليصالح معه على حساب كل من نكب منذ سبع سنوات.
إن من يذهب ليصالح مخالفاً ما أجمع عليه أصحاب الحق من استرداد حقهم والانتصار لدينهم والمستضعفين من قومهم قد خالف مراد الله في إزالة الطغيان والطغاة.
إن هؤلاء المرجفين خطرهم كبير إن لم يفضحوا ويعاقبوا ويوقفوا عند حدهم، فالمصالحة اليوم مع المجرم القاتل خيانة للأمة كلها، والخائن لابد من معاقبته حتى لا يتجرأ غيره، هؤلاء أصحاب فكرة كنا في أيام النظام أفضل مما نحن عليه اليوم لم يفقهوا طبيعة المعركة الدائرة لأن تفكيرهم آني ووقتي، ولا يعدو تفكيرهم الطعام والشراب والدور والقصور والأموال والتجارات، في حين نرى عدونا يضحي بكل هذه الأمور في سبيل أن ينتصر في هذه المعركة، وما روسيا وإيران وحزب الشيطان عنكم ببعيد فقد رأيتم بأم أعينكم كم خسروا من جنود وطائرات وصواريخ وقاذفات حتى أن اقتصاد بلادهم قد اختل!!
يا أرباب المصالحات: يقول الله عز وجل: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 27-28].
الثورة السورية حرب وجود، ولا يمكنها إلا أن تنتصر، أسوء الحلول الفناء، والفناء على المبدأ أقلّ النصر، والعودة إلى حظيرة العبودية هزيمة يتجنبها الأحرار.
خيارنا كسوريين المقاومة، لا كرامة بغير رصاص، ولا بدائل إلا المقاومة.
مستوى صوتنا على طاولات السياسة يحدده صدى رصاصنا في الميدان، ومكاسبنا على الطاولة مرهونة بجودة البارود في فوهة البندقية.
يجب على جمرة الكفاح أن تبقى مشتعلة، ويجب إعادة بث دماء جديدة في الميادين السياسية والعسكرية والمدنية والحقوقية، وتغيير عقلية التفاوض، وابتكار آليات جديدة في القتال والحرب الفدائية، ودعم بنية المتجمع المدني المترهلة، وتفعيل الملف الحقوقي في مختلف الدول الأوروبية، للضغط لمحاكمة النظام.
من لم يهبّ مجاهداً عن حقّه ** فلسوف يركع للطغاة، ويسجدُ
ولسوف تحقِره بنوه في غدٍ ** ولسوف يلفِظه، ويلعنه الغدُ
يا حاكمون أما كفاكم فرقة ** واحسرتاه لكم إذا لم ترَشدُوا
كل الشعوب تريد منكم وقفةً ** فقفوا كراماً ساعةً، ثم اقعدوا
هي ساعةٌ، لا تحقروها ساعةً ** تكفي إذا ماكان فيكم سيّد
فكّوا قيود الشعب وانطلقوا به ** فإلى متى بأس الشعوب مُقيد؟
سيظل عصر الخانعين مهانةً ** فهو الأذل بذلهم والأنكدُ
وستهتف الأجيال يوماً بعدهم ** ياليت من خانوا الحمى لم يولدوا
فما أحلى الخُيولَ إذا أُعِدَّتْ ... وما أحلى الكرامَ إذا أعَدُّوا
فما التّنديدُ يُرجعُ لي ترابـاً ... ولكنْ يُرجعُ الأوطانَ أُسْدُ
إذا قاموا فـ (بسمِ اللهِ) صفّاً ... و(بسم الله) صولتُها أشدُّ
3- صبراً فقد تدهشكم طريقة النصر
كثير منا يظن أن نصر الله فقط يكون بقوته وقهره وجبروته ولا يعلمون أن الله قد ينصرنا بلطفه أيضاً، فرغم الظلام الدامس، وصعوبة الحلول، وانغلاق السبل لحل الأزمة السورية ظن الكثير أن المعركة انتهت ولابد من الرجوع لحضن القاتل، وإليكم هذه النماذج التي نصر الله فيها عباده بلطفه عسى أن تتغير النظرة، وتعظم الثقة بالله اللطيف الذي ما غاب ولن يغيب عن علمه وبصره شيء مما يحدث:
إذا أراد اللطيف أن ينصرك جعل ما لا يكون سبباً في العادة فكان أعظم الأسباب عندما أراد اللطيف أن يخرج يوسف من السجن لم يدكدك جدران السجن، لم يأمر ملكاً أن ينزع الحياة من أجساد الظلمة، لم يأذن لصاعقة من السماء أن تقتلع القفل الحديدي.. فقط جعل الملك يرى رؤيا تكون سبباً خفياً لطيفاً يستنقذ يوسف من أصفاد الظلم!
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ * قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ * وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ} [يوسف: 43-45].
وعلى إثرها خرج يوسف بعد سجن سبع سنين.
ولما شاء اللطيف أن يعيد موسى إلى أمه لم يجعل حرباً تقوم يتزعمها ثوار بني إسرائيل ضد طغيان فرعون يعود بعدها المظلومون إلى سابق عهدهم!
لا.. بل جعل فم موسى لا يستسيغ حليب المرضعات! بهذا الأمر الخفي اللطيف يعود موسى إلى أمه بعد أن صار فؤادها فارغاً!
{وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [القصص: 12-13].
وعلى يد من؟! على يد أخته الضعيفة.
ولما شاء اللطيف أن يخرج رسولنا عليه الصلاة والسلام من عذابات شعب بني هاشم لم يرسل صيحة تزلزل ظلم قريش، فقط أرسل الأرضة تأكل أطراف وثيقة الظلم وعبارات التحالف الخبيث! فيصبحون وقد تكسرت من الظلم العُرى بحشرة لا تكاد تُرى!!
لغيرك ما مددت يدا وغيرك لا يفيض ندى
وليس يضيق بابك بي فكيف ترد من قصدا
وركنك لم يزل صمدا فكيف تذود من وردا
ولطفك يا خفي اللطف إن عادى الشرور عدا
إنه اللطيف سبحانه بأيسر الأمور يقدر أعظم المقادير.
وها هي رؤيا من أعظم رؤى البشرية يراها يوسف عليه السلام وهو في حالة تقول كل مؤشراتها الطبيعية باستحالة تحققها، يحكي رؤياه فيقول: {يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4].
وتأويل الرؤيا ان أباه وأمه وإخوته الأحد عشر سيسجدون له إكراما وتوقيرا، جميع المؤشرات لا تدل على تحقق مثل هذه الرؤيا، فأبوه نبي كريم، كبير في السن، جليل في القدر، ولا تفضي معهودات الامور أن يكرم الكبير الصغير، والنبي غير النبي، والأب الابن!
وإخوته يكرهونه فكيف سيسجدون له، بل بلغ من كرههم أن خططوا لقتله، بل إن كرههم دفعهم لإلقائه في البئر، فهذه المؤشرات تقول باستحالة أن يحدث سجودهم له في يوم ما، ثم إن الأحوال تقلبت به فصار مرمياً في البئر، ثم سلعة تباع وتشترى، ثم صار عبداً في بيت عزيز مصر، وحال العبودية تلك أيضا تقضي بتأكيد معنى الاستحالة هذه.
ثم انتقل من كونه عبداً خادماً في قصر إلى عبد حبيس في سجن فبعدت المسافة أكثر بينه وبين تحقق تلك الرؤيا، ولكن اللطيف سبحانه يحقق الأقدار ويصرف الأمور ويخرجه من السجن ويجعله في منصب رفيع، ثم يقدر القحط على البلاد، ثم يأتي بإخوته في ثياب الحاجة، ولا تزال أقدار اللطيف تلتفت لتحقق تلك الرؤيا القديمة، فيعجب يوسف لسجود والديه وإخوته، ويقول: {يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} [يوسف: 100].
وإلا فلولا إرادة ربي لما تحققت، {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} [يوسف: 100].
هذا اختصار لـلطف الذي سيطر على المشهد، ثم يضع التوقيع النهائي فيقول: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف: 100].
ثم تأمل حبة الخردل، إنك لا تكاد تراها إن لم تكن محدقاً فيها، انظر إلى حجمها بالنسبة لكفك، ثم بالنسبة لحجم الغرفة مثلا، ثم البيت، ثم قارن حجمها بحيك ثم بمدينتك ثم بدولتك وبعد ذلك بقارتك ثم بالأرض، ثم بالسماوات الفسيحة، ثم ثق إن أرادها الله فسيأتي بها، {إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 16].
فمن بلغ بلطفه أن يأتي بحبة الخردل من متاهات هذا الكون العظيم ألا يمكن للطفه أن يقود قدرا إلينا كل المقدمات المنظورة لا توصله إلينا ولا تدله علينا، بلى والله.
http://shamkhotaba.org