حالك مع القرآن في رمضان؟؟
الكاتب : رابطة خطباء الشام
الأربعاء 30 مايو 2018 م
عدد الزيارات : 2561
مقدمة:
إنه كلام الله المعجز.. إنه أساس الحياة والنظام.. إنه القرآن دستور الخالق لإصلاح الخلق وقانون السماء لهداية الأرض.. حكم الله فيه كل تشريع وأودع فيه كل سعادة، ذلكم الكتاب الذي لا تكلُّ الألسنة من تلاوته، ولا تملُّ الأسماع من حلاوته ولذته، ولا يشبعُ العلماء من تدبره، ولا يستطيعُ أي مخلوق أن يأتي بمثله، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب} [ص: 29}. 
نِعمَ الســميرُ كتــابُ اللهِ إنّ له     حلاوةً هي أحلى من جنى الرُّطَبِ
به فنونُ المعاني قد جُمعنَ فما     تَفْتُــرْ مـن عجــبٍ إلا إلى عَجـَبِ
أمـرٌ ونهيٌ وأمثالٌ وموعظــةٌ     وحكمةٌ أُودعَتْ في أفصحِ الكُتـُبِ
1- نزول القرآن في رمضان
إنكم تعيشون هذه الأيام شهرا عظيما كثُرت ميزاتُه وبركاتُهُ، من أعظم تلك الميزات أنّ ربَّكم قد اختصَّهُ بإنزال كلِّ كتبِهِ السماويةِ فيه، أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ وَالْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ) أحمد، مسند الشاميين (16370)
أما الصحف والتوراة والزبور والإنجيل فنزل كل منها على النبي الذي أُنْزِلَ عليه جملة واحدة، وأما القرآن فقد نزل جملة واحدة إلى بيت العزة من السماء الدنيا، وكان ذلك في شهر رمضان في ليلة القدر منه، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر:1].
وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان:3-4].
ثم نزل بعده مفرقاً بحسب الوقائع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، هكذا روي من غير وجه عن حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير ابن كثير: "منهجُكم ودستورُ حياتِكم الذي بين أيديكم نزل في هذا الشهر، أخبركم عن ذلك ربُّكم بقوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185]". 
ولذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتدارس مع جبريل عليه السلام القرآن في هذا الشهر مرتين، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ" البخاري، بدء الوحي، ح (5)
فانظر يا رعاك الله إلى تأثير القرآن في سلوكيات وأخلاق خير الورى صلوات ربي وسلامه عليه وهو أكمل الناس، فقد كان صلى الله عليه وسلم أجودَ الناسِ، ولكن في رمضان يوم يتدارس القرآن يزيد ذلك الجودُ حتى يكون كالريح المرسلة، وما يتأثر السلوكُ إلا إذا تأثر القلبُ، فالقرآن ما نزل يا أمة القرآن ليكون أحرفاً تُرَدَّدُ فقط، لا والله بل نزل ليخالط قلوبَ الرجالِ والنساءِ والأطفالِ فيصنعَ أجيالاً يقودوا البشرية ليخرجوها من الظلمات إلى النور، ولا تسلْ عما فعله القرآنُ في قلبِ خير الورى صلوات ربي وسلامه عليه فهو قمةُ الإيمانِ والتقى، ولكنْ سَلْ عما فعله في قلوب أصحابِهِ والأجيالِ التي مِن بعدهم، تلك الأجيالُ التي سادتِ البشريةَ، لا بقوتها العسكرية ولا بغيرها من العوامل المادية، وإنما سادَتْها بقوتها الإيمانية التي نمت وتغذَّت وترعرعت من نور هذا الكتاب العظيم، ملأ نورُ القرآنِ قلوبَهم فأيقنوا أنهم أمةٌ ذاتُ هدفٍ سامٍ، أمةٌ اصطفاها الله لتُخرِج الناسَ من الظلمات إلى النور، فتعال معي أخي لننظر كيف كان حال السلف مع القرآن.
2- حال السلف مع القرآن في رمضان
لقد أدرك السلفُ الصالح والتابعون لهم بإحسان سرَّ عظمةِ القرآن فطاروا بعجائبه، وعاشوا مواعظَهُ وحلاوتَهُ، وفي المواسم الفاضلة يزدادُ التعلُّقُ، ويشتدُّ التسابُقُ، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، ويحزنه إذ الناس يفرحون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون".
وكان الزهري رحمه الله إذا دخل رمضان يقول: "إنما هو قراءةُ القرآنِ وإطعامُ الطعامِ".
وقال ابن الحكيم: "كان مالكٌ رحمه الله إذا دخل رمضانُ يفِرُّ من قراءة الحديث ومجالسةِ أهلِ العلم". 
وقال عبد الرازق: "كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن".
وهذا الصديق رضي الله عنه كان إذا قرأ القرآن لا يكاد يتبين الناس قراءته من تأثره وبكائه، وهذا عمر بن الخطاب الرجل القوي الشديد كان يمر بالآية من القرآن فيمرض من التأثر بها حتى يعوده الناس.
وكان الأسود بن يزيد يختم القرآن في غير رمضان في كلّ ست ليال ويختمه في رمضان في كل ليلتين. 
وقال سلام بن أبي مطيع: "كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة".
قال أبو بكر بن الحداد: "أخذتُ نفسي بما رواه الربيع عن الشافعي، أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة، سوى ما يقرأ في الصلاة، فأكثرُ ما قدرتُ عليه تسعا وخمسين ختمة، وأتيت في غير رمضان بثلاثين ختمة".
وعن يحيى بن نصر قال: "كان أبو حنيفة ربما ختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة". 
قال مُسبِّح بن سعيد: "كان محمد بن إسماعيل –البخاري- يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كلَّ ثلاثِ ليالٍ بختمةٍ".
وعن الوليد بن علي عن أَبِيه قال: "كَانَ سُوَيد بن غفلة يَؤمُّنا في شهر رمضان في القيام وقد أتى عليه عشرون ومئة سنة".
وهذا.. وهذا.. قائمة طويلة كانوا يطبقون القرآن في حياتهم حتى كأن كل واحد منهم قرآن يمشي على الأرض، ففتحوا الكثير من بلدان أفريقيا وشرق آسيا بخلق القرآن، نعم هكذا تكون ثمرات القرآن متى ما خالط القلوب نور كلمات رب العالمين جل جلاله.
3- حالنا مع القرآن
كيف هو حالُنا مع القرآن في رمضان وقد مضى نصفُهُ الأولُ؟ هل تَلَوْنا كتابَ اللهِ حقَّ تلاوتِهِ؟ هل تدبّرنا آياته ومعانيه؟ هل تأثرتْ قلوبُنا بسماع آياته؟ هل ازددنا إيمانا عندما كانت تُتلى علينا آيات ربنا جل جلاله؟ هل بكى أحدُنا وأقشعرّ جلدُهُ مِن تأثُّرِهِ بآيةٍ؟ هل هل.. أسئلةٌ كثيرةٌ ينبغي لكلِّ مسلمٍ أن يسألها لنفسه ويجيبَ عليها بصدقٍ، وربُّنا يقول واصفاً كتابه: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر:23]. 
يا قوم: ما بالُ قلوبِنا أصبحت أقسى من الحجارة الصماءِ فلم تَعُدْ تتأثرُ بالوعيد والتهديد؟ هذه الجبال الراسيات، هذه الصخور الصماء، لو أُنزل عليها القرآن لخشعت وتصدعت من خشية الله، أخبرنا عن ذلك ربنا بقوله: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر:21]. 
فأيُّ قلبٍ هذا الذي في صدورنا لا يتأثر بكلمات رب العالمين؟! وأيُّ عينٍ هذه التي تضِنُّ بالدمع من خشية الله؟! الله أكبر! هل تعاظَمَتْ ذنوبُنا حتى بلغتْ قلوبُنا من القسوة ما بلغت؟ إلهنا يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، رحماك رحماك بنا، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن نكون ممن وصفتهم بقولك: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة:74].
يا أمة القرآن... يا أمة القرآن يا مَن منَّ ربكم عليكم بإدراك شهر القرآن أرعوا أسماعكم وقلوبكم لعتاب عظيم من ربكم إذ يحذركم بقوله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد:17]. 
بلى يا ربِ قد آن، فأعنا بحولك وقوتك على ذلك فإنه لا حول ولا قوة لنا إلا بك.
فتعالوا بنا لنعيش مع بعض آيات هذا الكتاب العظيم، والتي نحن بأمسِّ الحاجة إلى تدبرها والعمل بمضمونها في كلِّ وقتٍ عامة، وفي شهر رمضان خاصة، أتدرون ما هذه الآيات؟ إنها آيات الجود و الإنفاق، و البذل والعطاء، فكما علمتم أن رمضان هو شهر القرآن، فإنه أيضا شهر الجود والإحسان، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ". مسلم: (2308)  
قال ابن رجب رحمه الله: "دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان، والاجتماع على ذلك، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان، وفيه دليل على أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً، مما يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، ويجتمع فيه الهم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال سبحانه: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل: 6]".
لابد لنا من خطوات عملية في هذا الشهر العظيم، أولها: أن نقف وقفة حازمة مع أنفسنا، وأن نضع برنامجاً صارماً لعلاج قلوبنا بكثرة الذكر والصلاة والصدقة، والعطف على اليتيم والأرملة والمسكين، وأن نستشعر ونحن نتناول المصحف بأنَّا مقبلون على أمر عظيم على الحديث مع رب السماوات والأرض، وإذا تلونا آياته أن نستشعر أن العظيم جل في علاه يخاطبنا بكل آية وحرف فيه، فنتلقاه بكل حواسنا وانتباهنا، فنحول التدبر النظري إلى سلوك عملي، فتعالوا لنتدبر بعض الآيات التي يخاطبنا الله عز وجل و يحثنا فيها على البذل و العطاء، و يحذرنا من الشح والإمساك. 
4- مسارات العمل في رمضان
وإذا كان هذا شأن القرآن في رمضان فما أجدر العبد المؤمن أن يقبل عليه، ويديم النظر فيه، وإني أقترح على الأخ المؤمن الصادق أن يجعل له مع القرآن في هذا الشهر ثلاثة مسارات:
المسار الأول: مسار الإكثار من التلاوة وتكرار الختمات، فيجعل الإنسان لنفسه جدولاً ينضبط به، بحيث يتمكن من ختم القرآن مرات عديدة ينال خيراتها وينعم ببركاتها.
المسار الثاني: مسار التأمل والتدبر، فيستفتح الإنسان في هذا الشهر الكريم ختمة طويلة المدى يأخذ منها في اليوم صفحة أو نحوها مع مراجعة تفسيرها وتأمل معانيها، والتبصر في دلالاتها واستخراج أوامرها ونواهيها ثم العزم على تطبيق ذلك ومحاسبة النفس عليه، ولعل في هذا بعض من معنى قول الصحابي الجليل: "كنا نتعلم العشر آيات فلا نجاوزهن حتى نعلم ما فيهن من العلم والعمل".
المسار الثالث: مسار الحفظ والمراجعة، فيجعل لنفسه مقدارا يومياً من الحفظ ومثله من المراجعة، وإن كان قد حفظ ونسي فهي فرصة عظمى لتثبيت الحفظ واسترجاع ما ذهب.
"عباد الله هذا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وفي بقيته للعابدين مستمتع، وهذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم ويسمع، وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً يتصدع، ومع هذا فلا قلب يخشع ولاعين تدمع ولا صيام يصان عن الحرام فينفع ولا قيام استقام فيرجى في صاحبه أن يشفع". لطائف المعارف:364ا/365
أخي الكريم… ها قد عرفت من فضل القرآن ما قد عرفت، وعلمت من ارتباط هذا الشهر الكريم بالقرآن العظيم ما قد علمت، فلم يبق إلا أن تشمر عن ساعد الجد، وتأخذ نفسك بالعزم، وتدرع الصبر، وتكون مع القرآن.
 

http://shamkhotaba.org