دورُ خطبةِ الجمعةِ في تحصينِ المجتمعِ فكرياً
الكاتب : خالد سراقبي
الثلاثاء 17 يوليو 2018 م
عدد الزيارات : 1799
مقدمة:
ينبغي على خطيب الجمعة أن ينطلق من وجهة نظرٍ ترى أنّ الانحرافَ الفكريَّ بكلِّ أشكاله في الوسط المسلم ما هو إلا الظرف الطارئ والقضية العارضة، وليس متولداً منه ولا متجذِّراً فيه، إذ الأصلُ السلامةُ والاعتدالُ؛ وترسيخُ هذه النظرة لدى العامة ضروريةٌ كمقدمةٍ لخطوات العلاج التي ترفعُ المعنويات نحو التصدي للاختلال والحد منها، ومن ثمّ إصلاح الطارئ منها، بل وتُنبِّهُ إلى أصحاب الفكر المنحرف، لتجعل من عين المجتمع المسلم أداةَ رصدٍ لكلِّ خطوةٍ أو فكرة مختلة، زيادةً على ما تمنحهم من ثقة زائدة بالمشروع الإسلامي وتطلعهم علي حقيقته، لذلك يجب على ذلك الخطيب أن يراعي ما يأتي:
توضيح مفهوم الوسطية: لا يمكننا أن نطلق على فكر ما صفة الانحراف والاختلال إلا إذا كان مجانباً لمنهج الوسطية الذي يعني: الاستقامة على المنهج الرباني، والبعد عن الميل والانحراف، إذ إن أمة الإسلام أمة الوسط في التشريع والعقيدة والعبادات والأخلاق، والأمم.
وإذ كان كل حزب يدعي تمثيله لهذه الوسطية، سواء أكان مفرطاً في الغلو أو مغال في التفريط، فإن من أوجب الواجبات على الخطيب المائل نحو الحق أن يجسد خطابه لتبيين صفة هذه الوسطية وحقيقتها، إذ بضدها تتمايز الأشياء، فهذه سنة النبيين، فعنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطًّا ثُمَّ قَالَ: (هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ)، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: (هَذِهِ سُبُلٌ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ)، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]. أخرجه الإمام أحمد في مسنده ص: (7/202) رقم: (4142)، وأخرجه ابن ماجه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه في المقدمة باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم: (11)، وهو حسن
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأمة بعد أن ذكر ضروباً من الوسطية: "فِي سَائِرِ أَبْوَابِ السُّنَّةِ هُمْ وَسَطٌ، لِأَنَّهُمْ مُتَمَسِّكُونَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانِ". مجموع الفتاوى ص: (3/ 375) / شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (ت: 728هـ) / نشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف/ السعودية - المدينة النبوية/ سنة: (1416) هـ، وانظر كتاب الوسطية في القرآن الكريم/ د. عَلي مَحَّمد الصَّلاَّبي/ نشر: مكتبة الصحابة/ الشارقة - الإمارات/ الطبعة: الأولى/ سنة: (1422) هـ (2001) م، وكتاب الوسطية في ضوء القرآن الكريم/ لناصر بن سليمان العمر/ السعودية - الطائف/ الطبعة الأولى/ سنة: (1413) ه.
تحديد سبب الانحراف: ولا يتحصل الإصلاح الفكري إلا بالتأكيد على مسؤوليات كل جهة في مقاومة الانحراف بتحديد سببه، فقد يكون السبب أسرياً أو اجتماعياً أو سياسياً أو اقتصادياً، وقد يكون سبباً خارجياً تسهل بعض الجهات عمله واقتحامه مجتمعنا... ومن ثم فتحديد السبب يحدد كيفية العلاج ويحدد مسؤوليات الجهات المشاركة في العلاج.
وإن إرساء قواعد الوسطيَّة بما تحمله من استقامة في الفكر واعتدال في المنهج ووضوح ف الرؤية وسلامة في المعايير والتزام بالمنهج الإلهي الرباني، لا تكون إلا بعد معرفة جوانب الانحراف، مسبباته وأركانه وأصوله والدواعي إليه، وأي محاولة للإصلاح بعيداً عن فهم هذه الحقائق ما هي إلا انحرف عن جادة الهدى.
لقد بدأ القرآن بعلاج الانحراف الفكري الذي يتبناه النصارى مثلاً من هذه الحقيقة، وهي أن الغلو هو الذي أدى إلى الانحراف، ولو تأملت هذا في قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 77]. 
وفي قوله عز وجل: {يا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء: 171].
فالسياق يقرر انحراف النصارى الاعتقادي، وسبب هذا الانحراف.
توجيه العقول نحو الأهداف النبيلة والغايات السامية: لا شك أن الاختلال الفكري خطر كله على الأمة والمجتمع، إلا أن بعض الاختلالات أشد من بعض، إذ بعضها استهدف وجود الأمة أو كيانها، والنيل المباشر من دينها ومنهجها، وبعضه الآخر لا يمثل إلا طائف عارض قليل تأثيره هين خطره.
لذلك فإن الانشغال بتحقيق ما عظم من أهداف وما نبل من غايات من أهم أبواب مواجهة الانحراف الفكري، خاصة وإن أغلب المضللين فكرياً داخل المجتمع شوهت صورة الإسلام أمامهم وغابت عنهم أهدافه العظيمة وغاياته السامية.
لقد بين لنا الله جل جلاله الغاية النبيلة التي أرادها نبيه ابراهيم عليه السلام عندما سأله عن إحياء الموتى، يقول تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 260]
"لقد كشفت التجربة والحوار الذي حكي فيها عن تعدد المذاقات الإيمانية في القلب الذي يتشوف إلى هذه المذاقات ويتطلع.. لقد كان ينشد اطمئنان الأنس إلى رؤية يد الله تعمل واطمئنان التذوق للسر المحجب وهو يجلى ويتكشف". في ظلال القرآن ص: (1/533) / للشهيد سيد قطب/ تحقيق علي بن نايف الشحود/ دار المعمور/ الطبعة الأولى/ ماليزيا - بهانج/ الطبعة الأولى/ سنة: (1431) هـ (2010) م.
الخطأ طبيعة البشر: لا يخفى على أحد أن الله جل جلاله قد جبل البشر على حصول الأخطاء في واقع حياتهم ووقوع الغلط منهم، إذ هذه طبيعة طبعوا بها، سواء أكان معنوياً أم تطبيقاً أم فكرياً، قضية يجب أن تكون في الحسبان دوماً، وهذا ما يدل عليه عموم ما رواه أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ). رواه الإمام أحمد في مسنده ص: (20/344)، رقم: (13049) / الترمذي في صفة القيامة، باب المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه رقم: (2501) / وابن ماجة في الزهد، باب ذكر التوبة رقم: (4251) / والحاكم في المستدرك على الصحيحين كتاب التوبة والإنابة رقم: (7617) / والدارمي في الرقاق، باب في التوبة رقم: (2727) كلهم عن أنس بن مالك رضي الله عنه وإسناده حسن.
وقال ابن القيم: "يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَتَفَرَّدَ بِالْكَمَالِ كَمَا قِيلَ:
وَالنَّقْصُ فِي أَصْلِ الطَّبِيعَةِ كَامِنٌ فَبَنُو الطَّبِيعَةِ نَقْصُهُمْ لَا يُجْحَدُ
وَكَيْفَ يُعْصَمُ مِنَ الْخَطَأِ مَنْ خُلِقَ ظَلُوماً جَهُولًا، وَلَكِنْ مَنْ عُدَّتْ غَلَطَاتُهُ أَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ مِمَّنْ عُدَّتْ إِصَابَاتُهُ". مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (3/ 482) / لابن قيم الجوزية/ نشر: دار الكتاب العربي/ لبنان – بيروت/ الطبعة: الثالثة/ سنة (1416) هـ - (1996). م
بل يصح لنا أن نقول إن أغلب الأخطاء لا تنشئ إلا عن فهم فكري أو اشتباه نظري في قضاياها، وإدراك هذا يسهل ويسر العلاج والتصحيح.
ضرورة المسارعةُ إلى علاج الاختلال: إذ قد يؤدي إهماله أو الاستخفاف بأمره إلى ترسخه في أذهان الناس، وسيطرة ظله وكثرة معتنقيه، مما يصعب استئصاله وانتشار آثاره وعموم خطره.
ومن أدلة ذلك ما ثبت عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ). رواه الترمذي في الفتن، باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم رقم: (2181) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، وقولهم: "اجْعل لنا ذاتَ أنْواط" قال ابن الأثير: هي اسم شجرةٍ بعينها كانت للمشركين يَنُوطون بها سِلاحَهم: أي يُعَلِّقونه بها، ويَعْكُفون حَوْلهَا، فسألوه أن يَجْعل لهم مثلها، فنَهاهم عن ذلك، وأنْواط: جمع نَوْط، وهو مصدر سُمِّي به المَنُوط. اهـ انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر ص: (5/128) / لمجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (ت: 606هـ) / نشر: المكتبة العلمية/ لبنان - بيروت/ الطبعة / سنة: (1399) هـ - (1979) م.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم عاجل إلى علاج بتر كل سبب قد يؤدي إلى نشوء خلل فكري، ومثله قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر يوم جاءه بكتاب أصابه من أهل الكتاب فقرأه عليه فغضب: (أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي). مسند أحمد ص: (23/ 349)، رقم: (15156) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقال محققو المسند بضعف سنده، إلا أن له ما يشهد له ويرقيه.
تقديم الكليات على الجزئيات: لا ريب أن الاختلالات في الفكر تتنوع وتختلف قوة وخطوة، لذلك ينبغي على الخطيب أن يبدأ في طرح أكثرها تأثيرها وأعمها فساداً على واقع المسلمين أو مستقبلهم وهي الكليات، لينتقل بعد ذلك إلى ما هو أخف وأقل خطراً، فهذا هو منهج الرسل والأنبياء حيث كانوا يبدؤون بعلاج الفساد على مستوى الفكر الاعتقادي قبل غيره لأنه يوازيه فساد فكري كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [النحل: 36].
إن البدء بالأهم فالمهم من القواعد والمبادئ التي تحكم القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء كتاب الله (ص: 102) / سليمان بن عبد الرحمن الحقيل/ الطبعة: الرابعة/ سنة (1417) هـ - (1996) م.
فالرسل عليهم السلام بادروا أو ما بادروا به إلى إصلاح عقائد الناس منطلقين من زحزحة الفكر المختلة ذات التأثير الأكبر، ثم انطلقوا بتدرج في الانقضاض على باقي المفاهيم المغلوطة.
الانشغال بتصحيح أصل الخلل: سينتج عن الخلل الفكري آثار سلبية سيئة ونتائج خبيثة، قد تنصرف إليها الأنظار، وهذا ما سيكرس الخطأ الفكري لبقاء أصله ودوام مسببه، لذلك فإن الواجب البدئ ترك معالجة آثار الخطأ والانطلاق من مسببه.
وهذا واضح في دعوات الأنبياء، حيث أنهم لم ينظروا إلى آثار الاختلالات الناشئ في أقوامهم أولاً بقدر ما عملوا على علاج أصولها ومسبباتها، ولعل وضوح هذا يتبدى في معالجة نبي الله موسى عليه السلام للخلل الناشئ عن اتخاذ قومه العجل إلهاً من دون الله، لقد بادر إلى إحراقه، وطرد السامري الذي ابتدعه ونهى الناس عنه، فقال موسى للسامري: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا * إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [طه: 98].
 

http://shamkhotaba.org