مَعالِمُ خِطاب المِنبر مِن خلال الهدي النبويّ في خطبة الجمعة
الكاتب : عبد المجيد البيانوني
الثلاثاء 26 فبراير 2019 م
عدد الزيارات : 1478
مقدّمة: 
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده.. وبعد: 
فلا يخفى أنّ خطابَ المنبرِ له شكلٌ ومضمونٌ.. وألمحُ مِن نصِّ هذا المحور أنّ المطلوب هو الحديث عن خطاب المنبر من حيث المضمون، مع أنّ الشكل له اعتباره وأهمّيّته، التي لا يمكن أن يُغفَلَ الحديثُ عنها، أو تُهمل.. 
ولا شكّ أنّ العلاقة وثيقةٌ بين الشكل والمضمون، تأثّراً وتأثيراً؛ فالشكلُ الناجحُ يُزيّنُ المَضمونَ الباطلَ ويُعليه، فيُفتَنُ الناسُ به، والشكلُ الفاشلُ يُضعِفُ المَضمونَ الحقّ، ويشوّهُ صورته فينصرف الناس عنه.. وكم من ملامة بالحقّ تَطالُ الخطباءَ المقصّرين من ذلك! 
وخطابُ المنبر من حيث المضمون لا بدّ أن ينطلق من أهدافه الكبرى، التي تجتمع لتحقيق الغاية العظمى في حياة الأمّة، ألا وهي: اجتماع كلمة الأمّة على تحقيق العبوديّة لله عزّ وجلّ في الأرض.
أهمّ معالم خطاب المنبر:
توثيقُ صلة الأمّة بالله تعالى: حبّاً ورجاء، وخشية وطاعة، وحرصاً على مرضاته سبحانه وتعالى في كلّ شأن.
التركيزُ على ثوابت الدين وأصوله ومبادئه: والاهتمامُ بترسيخها في حياة الأمّة وعلاقاتها، وتعميقُ وعي الأمّة بدينها، واعتزازِها بأصوله وحقائقه ومحاسنه، والتحذيرُ من كيد أعدائها ومخطّطاتهم.
طرحُ المشكلات الحاضرة: وتقديمُ الحلول المُناسبة لها.  
نقدُ الأخطاء والمَواقف التي تجني على الأصول والثوابت: وبيانُ سبيلِ معالجتها والتخلّص منها. 
التحذيرُ من خطر المنافقين: وكيدهم وأساليبهم في تفريق صفّ المؤمنين.
وعظُ القلوب بالقرآن: والتذكيرُ بالآخرة، والحثُّ على الاستعداد لها.
توثيقُ العلاقة بين الأمّة على تنوّع شرائحها وفئاتها: وتوثيقُ علاقتِها أيضاً بقيادتها العلميّة الشرعيّة، لتصدُرَ في كلّ شأن عنها.
وبناءً على هذه المعالم؛ فإنّ على الخطيب عندما يختارُ خطبته ويُحضِّرُ لها عليه أن يستحضرَ هذه المحاورَ، ويرى مدى انطلاق خطبته منها، وتحقيقِها لها أو لبعض جوانبها.
والحمد لله تعالى أوّلاً وآخراً.
هذه الورقة قدمت في ندوة بعنوان: مراعاةُ الثوابتِ في خطابِ منبرِ الجُمُعَةِ ودورُها في تعزيزِ رسالَةِ المنبرِ، أقامتها رابطة خطباء الشام بتاريخ 27/11/2018ضمن مشروع: الندوات المتخصصة في دراسات المنبر.
 

http://shamkhotaba.org