الثلاثاء 21 شوّال 1445 هـ الموافق 30 أبريل 2024 م
مَعاني حِفظ الأمانة
الأربعاء 7 صفر 1445 هـ الموافق 23 أغسطس 2023 م
عدد الزيارات : 690
مَعاني حِفظ الأمانة
عناصر المادة
1- الأمانة الشَّاملة
2- خطر ضياع الأمانة
مقدمة:
خُلُقٌ مِن الأخلاق الفاضلة، وصفةٌ مِن الصّفات النّبيلة، الّتي جاء بها الإسلام، ومبدأٌ مِن مبادئ الحقّ، لا تستقيم الحياة إلّا بها، حيث إنّها تشمل الدّين كلّه، بعباداته وأخلاقه، وفروضه وأحكامه، وعقائده ومعاملاته وحدوده، وكلّ متعلّقات الحياة، سواء مع الله، أو مع عباد الله، إنّها: الأمانة، الأمانة الّتي تشمل كلّ ما يُؤتمن الإنسان عليه؛ مِن ودائع وأموالٍ، وعلومٍ وأسرارٍ، وحُكمٍ وقضاءٍ، وعقيدةٍ وإيمانٍ، وعملٍ وعبادةٍ، وغير ذلك ممّا ينبغي المحافظة عليه وأداؤه على الوجه الّذي يرضي الله ورسوله، ويحقّق في المجتمع مبدأ العدل والوفاء، والرّحمة والإخاء، فمَن كان مؤمنًا حقًّا كان أمينًا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ‌لَا ‌تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون}  [الأنفال: 27]. 
فكلّ إنسانٍ مؤتَمنٌ على دينه وعِرضه، وعلى عمله ووظيفته، وعلى أهله وأولاده، بل ومؤتمنٌ على دماء النّاس وأعراضهم وأموالهم، والتّفريط بشيءٍ مِن هذه الأمانة خيانةٌ وغدرٌ، وظلمٌ وجهلٌ، ولقد أبت السّموات والأرض والجبال حمل الأمانة -خوفًا وإشفاقًا- وحملها الإنسان جهلًا وطمعًا، إنّه ظلومٌ جهولٌ، وإنّنا في زمنٍ كادت الأمانة أن تتلاشى وتضمحلّ، فحيث تضيع الأمانة تُهدَر القِيم والحرُمات، وتُباع أغلى المسؤوليّات بأبخس الأثمان! ولقد حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رفع الأمانة وقبضها مِن القلوب وقلّة الأمناء في هذه الأمّة يومها، عَنْ ‌عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (‌خَيْرُكُمْ ‌قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) قَالَ عِمْرَانُ: فَمَا أَدْرِي قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ قَوْلِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا: (ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ). صحيح البخاريّ: 6428
فالأمانة صفة الأكارم مِن عباد الله، فقد وصف الله بها جبريل فقال: {نَزَلَ ‌بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} [الشّعراء: 193].
والتزم بأدائها أنبياء الله، فكانوا أمناء الله على وحيه {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ ‌رَسُولٌ ‌أَمِينٌ} [الشّعراء: 106-107].
واشتهر خاتمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمانة حتّى كان يُعرف بالأمين، فكان أسوةً للمؤمنين المفلحين {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ ‌رَاعُونَ} [المؤمنون: 8].
فلنحرص على أدائها، ولنكن أوفياء مع الله ومع النّاس، فالمؤمن حقًّا لا يخون أبدًا.
1- الأمانة الشَّاملة
إنّ الأمانة الّتي أمرنا الله ورسوله بأدائها، تتضمّن الأمانة الإلهيّة، وتشمل الأمانة الخاصّة بالإنسان نفسه، وتعمّ الأمانة بين العباد جميعًا، فالأمانة الإلهيّة هي الشّريعة السّمحة الّتي من أجلها أنزل الله كتبه، وأرسل رسله، وأداؤها بالإيمان الكامل بما احتوته مِن العقائد الحقّة، والأصول الثّابتة، والعزم على فعل المأمورات، واجتناب المنهيّات، وهذه الأمانة بهذا المعنى الشّامل هي الّتي قال عنه ربّنا سبحانه: {إِنَّا ‌عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72].
إنّها أمانة التّوحيد والدّين، والأمانة على الطّاعة، والبعد عن المعصية، وأمّا الأمانة الخاصّة بالإنسان نفسه، فهي حياته وعقله، وسمعه وبصره، وماله وعرضه، وأمنه وسلامته، وأداء الأمانة في هذه النِّعم يكون بالحرص على توظيف كلّ نعمة فيما خُلقت مِن أجله {وَلَا ‌تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36].
وأمّا الأمانة العامّة فهي حقوق النّاس مِن أرواحٍ وأموالٍ، وأعراضٍ وشهاداتٍ، وأداء الأمانة فيها يكون بأداء هذه الحقوق كاملةً، وعدم مسّها بسوءٍ {وَإِنْ كُنْتُمْ ‌عَلَى ‌سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} [البقرة: 283].
حتّى إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عدّ مِن الأمانة حديث الرّجل لأخيه ثمّ التفاتته، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ‌ثُمَّ ‌الْتَفَتَ ‌فَهِيَ ‌أَمَانَةٌ). سنن أبي داود: 4868
لأنّ الالتفات علامةٌ على سرّيّة هذا الكلام، فهل فَهم النّاس شموليّة الأمانة؟ أم أنّهم حصروها في أضيق حدودها ومعانيها؟ فلم يعرفوا منها إلّا ردّ الودائع إلى أهلها -وهذا جزءٌ منها- بيد أنّها شاملةٌ لشؤون الحياة كلّها، وبهذا تكون سرّ سعادة الأمم أو شقائها، فيوم أن كانت أمّة الإسلام تفهم الأمانة بهذا المعنى العامّ، كانت في علياء المجد، وأوج التّقدّم والحضارة، ويكفي المسلم أن يخرج مِن الدّنيا وقد حقّق الأمانة بمفهومها الصّحيح، ولا عليه إن فقد الدّنيا بأسرها، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم: (أَرْبَعٌ ‌إِذَا ‌كُنَّ ‌فِيكَ ‌فَلَا ‌عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ) مسند أحمد: 6652
فهي عنوان الصّلاح، وبرهان الاستقامة، ولا يحقّقها إلّا مَن صلح لسانه وقلبه، قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: "‌لَا ‌تَسْتَقِيمُ ‌أَمَانَةُ ‌رَجُلٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ لِسَانُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ". غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب: 1/147
ومِن أجل ذلك كان ارتباطها بالايمان وثيقًا، توجد بوجوده، وترتفع بارتفاعه، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَّا قَالَ: (لَا ‌إِيمَانَ ‌لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ). مسند أحمد: 13199
2- خطر ضياع الأمانة
إنّ أداء الأمانة أساس الدّين الحنيف، ونظام التّعامل الأخلاقيّ، وروح الشّريعة الغرّاء، وعليها تدور حياة الشّعوب والأمم، فلا دين إلّا بالأمانة، ولا نظام في الدّنيا إلّا بها، وإنّ الخيانة في الإنسان شرٌّ مستطيرٌ، وخسرانٌ مبينٌ، وجنايةٌ كبرى على مصير الأمم، وهي تدلّ على دناءة النّفس، وخسّة القدر، وقلة الدّين، وذهاب المروءة والشّرف، وإذا فشت الخيانة في أمّةٍ مِن الأمم، فقد ذهب حياؤها، وفقدت عزّتها، وهوت إلى الحضيض، وأصبحت لقمةً سائغةً في وجه عدوّها {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ‌وَلَا ‌تَكُنْ ‌لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء :105].
فالإنسان مؤتمنٌ على دينه وعقله، وقوله وفعله، وأهله وأولاده، ومؤتمنٌ على دماء النّاس وأموالهم وأعراضهم، وإنّ التّفريط في شيءٍ مِن هذه الأمور خيانةٌ وغدرٌ، وفسوقٌ وظلمٌ، وشقاءٌ ودمارٌ، وزورٌ ونفاقٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ ‌كَانَ ‌مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ). صحيح البخاريّ: 34
ولقد أخبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ الأمانة تُرفع مِن النّاس في آخر الزّمان، حينما يكثر الفساد، حتّى لا يكاد يُوجد مَن يتّصف بها، وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا، فقال صلى الله عليه وسلم: (يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ ‌فَتُقْبَضُ ‌الْأَمَانَةُ ‌مِنْ ‌قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، فَيُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ، وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ). صحيح البخاريّ: 6497
قال الحافظ ابن حجر: "والمراد برفعها إذهابها، بحيث يكون الأمين معدومًا أو شبه معدوم". فتح الباري: 11/341
ولذا كان رفعها مِن أمارات السّاعة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا ‌ضُيِّعَتِ ‌الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ) قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (إِذَا أُسْنِدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ). صحيح البخاريّ: 6131
وإذا أدرك المسلم زمن تضييع الأمانة فهو مأمورٌ بالاجتهاد في إصلاح نفسه ولو فسد النّاس، والاهتمام بأداء الأمانة ولو ضيّعها كلّ مَن في الأرض، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (كَيْفَ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ؟) قَالَ: وَذَاكَ مَا هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (ذَاكَ إِذَا ‌مَرِجَتْ ‌أَمَانَاتُهُمْ وَعُهُودُهُمْ، وَصَارُوا هَكَذَا) وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَكَيْفَ تَرَى يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (تَعْمَلُ بِمَا تَعْرِفُ، وَتَدَعُ مَا تُنْكِرُ، وَتَعْمَلُ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَتَدَعُ عَوَامَّ النَّاسِ). صحيح ابن حبان: 6144
خاتمةٌ:
ما أحوج الناس اليوم إلى أن يتّصفوا بالأمانة مِن أجل أن تنتظم أمورهم، وتتحقّق مصالحهم، وينتشر العدل فيما بينهم، ويحصل الرّضى مِن جميعهم، فواجبٌ على كلّ فردٍ منهم أن يتحلّى بها، فيتخلّق بها الوالي في ولايته، والمسؤول في وزارته، ومَن وجد مِن نفسه ضعفًا يحول دون أداء الأمانة فلا يحلّ له أن يتطلّع إلى المنصب أو يسأل الإمارة، عَنْ ‌أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا ‌وَأَدَّى ‌الَّذِي ‌عَلَيْهِ ‌فِيهَا). صحيح مسلم: 1825
والعلماء والقضاة، وطلاب العلم والدّعاة، هم أَولى مَن يجب عليهم أن يتّصفوا بالأمانة، ليؤدّوا حقّ العلم والقضاء، والدّعوة والإفتاء، {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ‌لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187].
والمحاضر في جامعته، والمدرّس في مدرسته، لا بدّ أن يتخلّقوا بالأمانة، فأولاد المسلمين تحت أيديهم، وإذا ضيّعوا الأمانة فيهم فقد ضيّعوا مستقبل الأمّة وأملها، فلا بدّ أن يغرسوا فيهم التأدّب بأخلاق الإسلام، ولا سيّما مع تكالب الغرب على الدّين والأخلاق والقيم، و كم يحتاج الأمانة الصّحفيّ في صحيفته، والعامل عند ربّ عمله، والتّاجر في سوقه، والصّانع خلف آلته، ولنعلم أنّ أمانة الرّجل في أهله وأولاده، مِن أعظم الأمانات الّتي ضيّعها كثيرٌ مِن أولياء الأُسَر، فلنكن أمناء على ما ائتُمنا عليه، ولا نخون الله ورسوله، فالخيانة تعود على الفرد والمجتمع بالشّقاء والدّمار، والخسران والحرمان، والعذاب والهلاك، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "عَادَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِيَّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، قَالَ ‌مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَا ‌مِنْ ‌عَبْدٍ ‌يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ). صحيح مسلم: 142
 
1 - صحيح البخاريّ: 6428
2 - سنن أبي داود: 4868
3 - مسند أحمد: 6652
4 - غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب: 1/147
5 - مسند أحمد: 13199
6 - صحيح البخاريّ: 34
7 - صحيح البخاريّ: 6497
8 - فتح الباري: 11/341
9 - صحيح البخاريّ: 6131
10 - صحيح ابن حبان: 6144
11 - صحيح مسلم: 1825
12 - صحيح مسلم: 142
دور الخطباء في سوريا ؟!
دور فعال ومؤثر (صوتأ 114) 80%
غير فعال (صوتأ 27) 19%
لا أدري (صوتأ 2) 1%
تاريخ البداية : 26 ديسمبر 2013 م عدد الأصوات الكلي : 143