الخميس 18 رمضان 1445 هـ الموافق 28 مارس 2024 م
فَلنْ أكُونَ ظهيراً للمُجرِمين
الخميس 23 شوّال 1437 هـ الموافق 28 يوليو 2016 م
عدد الزيارات : 3518
فَلنْ أكُونَ ظهيراً للمُجرِمين
عناصر المادة
إنما النصرة للمبدأ وأهله
الكائدون للحق وأهله سلالة قديمة تتجدد
النصرة من أعظم حق المسلم على المسلم
مقدمة:
إنَّ أول عمل عام قام به نبي الله موسى عليه السلام هو نصرة المظلوم، في مشاجرة رآها فاستجاب للصريخ المستغيث فأغاثه، ثم أعلن البراءة إلى الله من المجرمين .
فهما: صفتان يسير بهما المؤمن إلى الله تعالى: 
الأولى: نصرة المظلوم والقيام معه، والثانية: البراءة من المجرمين وعدم مناصرتهم أو معاونتهم. 
قال الله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} [القصص: 15].
{هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} لأنه لم يكن مأموراً بقتله.
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16]. 
فلما غفر الله له ذلك، اتخذه موقفاً ومبدأً من الظلم والظالمين، وأعلن انحيازه الكامل للمظلومين وللحق مهما كلفه ذلك، {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ} [القصص: 17].
إنما النصرة للمبدأ وأهله
النصرةُ المطلوبةُ ليستنصرةَ شخصٍ لذاته، وإنما هي نصرةٌ لمبدأ وقضية، النصرة لعزةِ أمةٍ ومُثُلِها وقيمها.
النصرة لقضيةِ أمةٍ أريد طمسُ نورِها، أو تشويهُ دينِها، أو ألا تكون كلمتها هي العليا .
النصرةُ لمنهج أمةٍ قام له محمد عليه الصلاة والسلام وبذل لأجله نفسه وجهده ودمه .
النصرةُ لقضيةِ أمةٍ أرادت أن تستقل بغذائها ودوائها وسلاحها لتكون عزيزةً عاليةً بين الأمم .
النصرة التي تخاذل عنها كثيرٌ من أبناء الأمة بل وسعى بعضهم فيها مُخذِّلين، وعن منهج ربهم معرضين {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً} [النساء:61]. 
الكائدون للحق وأهله سلالة قديمة تتجدد
هاهي الأحداث اليوم تكشف الوجوه القبيحة في الأمة، وتُسقط البراقعَ الكاذبةَ للشخصيات التي طالما انتسبت لهذا الدين، وتحدثت باسمه، وكانت محسوبةً عليه، فلما استبان الأمر، وحصحص الحق، أبى الله إلا أن يُحق حقيقتها ويفضح سريرتها قال تعالى: {لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأنفال: 37]. 
إِنها شرذمةٌ من سلالة قديمةٍ تتجدد،لهم سلَفٌ في الكيد للدين وأهله، مُنْذُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ قَرْنًا يَتَمَنَّوْنَ زَوَالَ الإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ، وَيَعْمَلُونَ عَلَى ذَلِكَ بِجِدٍّ وَنَشَاطٍ، وَمَكْرٍ وَكَيْدٍ وَخَدِيعَةٍ، وَيَخْلُفُ اللاَّحِقُونَ مِنْهُمُ السَّابِقِينَ فِي سَبِيلِ تَحْقِيقِ هَذَا الهَدْفِ الَّذِي كَرَّسُوا حَيَاتَهُمْ كُلَّهَا لَهُ، وَشَغَلُوا أَوْقَاتَهُمْ بِهِ، وَسَخَّرُوا كُلَّ مُمْكِنٍ لِأَجْلِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى يُبْقِي لَهُمْ مَا يَسُوءُهُمْ، وَيُخْرِجُ ضَغَائِنَهُمْ وأحقادهم لِتَنْقِيَةِ الصَّفِّ مِنْهُمْ، وَيَبْتَلِي عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ بِهِمْ قال تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} [محمد: 29].
وَقَدْ دَلَّتْ أَزَمَاتُ المُسْلِمِينَ وَمَصَائِبُهُمْ فِي القَدِيمِ وَالحَدِيثِ عَلَى أَنَّ كَثِيرًا مِنَ المُنَافِقِينَ كَانوُا وَرَاءَهَا، أَوْ مُشَارِكِينَ فَاعِلِينَ فِيهَا، عِلاَوَةً عَلَى فَرَحِهِمْ بِهَا، وَاسْتِبْشَارِهِمْ بِكُلِّ غَمٍّ يُصِيبُ المُؤْمِنِينَ، وَأَمَلِهِمْ فِي اسْتِئْصَالِ الإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ؛ وَلِذَا قَالَوا فِي أُحُدٍ شَامِتِينَ: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} [آل عمران: 168]، هي نفسها تلك المقالة يكررونها اليوم بصورة مختلفة، وَقَالُوا فِي الخَنْدَقِ: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا} [الأحزاب:12]، وَفِي تَبُوكَ قَالَ قَائِلُهُمْ لِلنَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم "ائْذَنْ لِي وَلاَ تَفْتِنِّي".
وَهَذِهِ المَقُولاَتُ النِّفَاقِيَّةُ تَتَجَدَّدُ عَبْرَ الزَّمَانِ، وَتَنْتَقِلُ مِنَ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ، وَكَثِيرًا مَا نَسْمَعُهَا فِي الإِعْلاَم المَرْئِيِّ وَالمَسْمُوعِ، وَنَقْرَؤُهَا فِي الإِعْلاَمِ كُلَّمَا تَجَدَّدَتْ لِلْمُسْلِمِينَ أَزْمَةٌ، أَوْ حَلَّتْ بِهِمْ مُصِيبَةٌ، أَوْ نَزَلَتْ بِهِمْ نَازِلَةٌ، يُغْرُونَ الأَعْدَاءَ بالمؤمنين، وَيُسَلِّطُونَهُمْ عَلَيْهِمْ بِأَسَالِيبَ مَاكِرَةٍ، وَتُهَمٍ جَاهِزَةٍ، تَحْتَ شِعَارَاتٍ زَائِفَةٍ، وَدَعَاوَى رَخِيصَةٍ، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَرُدُّ مَكْرَهُمْ، وَيَقْلِبُ كَيْدَهُمْ عَلَيْهِمْ؛ فَلاَ يَزْدَادُ المُؤْمِنُونَ إِلاَّ قُوَّةً وَثَبَاتًا.
هؤلاءأبعدوا أنفسهم عن الوقوف في صف الحق ونصرته زعماً منهم بأنها فتنة، وما هي بفتنة لمن تأمل التاريخ وتتبع أحداثه، ولمن تدبر في آيات القرآن الكريم ووقائع السيرة النبوية، بل إنّ ما يروّجوه هو الفتنة؛ الفتنةُ في تقليب الأمور، ونشر الشائعات الكاذبات، والتشفي بما يصيب الأمة، والفرحِ بالقضاء على خيرةِ شبابها ورجالها قال تعالى: {لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة 48]. نعم وهم كارهون.
ما كنا نظن أننا سنعيش لنرى من أبناء الأمة من يفرح بموت أخيه، ويستبشر بإحراقه، ويتشفى بالتنكيل به، حتى أظهرت الأحداث اليوم ما أظهرت، وكشفت من مكنونات ضمائرهم ما كشفت. 
ماتت الإنسانية بين جنبيهم، وأُزهقت الرحمة من قلوبهم، وانتهت معاني الحياة في نفوسهم. 
وكلُّ ما طفى على السطح من طباعهم ما كان إلا نتيجةً لما يعتمل في صدورهم {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران: 118].
النصرة من أعظم حق المسلم على المسلم
من وقف في صف الحق، وابتهج للحقيقة، وناضل من أجل الحقوق، فإنما يقف لله، براءةً للذمة، ووَثبةً غيورةً،وشهادةَ عزٍّ يفاخر بها أمام الله تعالى؛ ومن وقف في صف الباطل، وتغنى بالنفاق وترديد عباراته، فإنما يقف لنفسه {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:38]. 
مرت الأحداث على الأمة بصورة متسارعة، وشاهدَ العالمُ من خلالها كيف استهدَفت آلةُ الحرب والقتل والقمع والتعذيب والتنكيل الضعفةَ والعُزَّلَ والأبرياءَ والرُّضَّعَ والأطفالَ والشيوخَ والنساء، في صورٍ من الوحشية يكاد لايشهد التاريخ مثلها؛ إنَّ تلك الأحداث تستوجِبُ اليقظَةَ والاعتبار، والتذكُّر والادِّكار، وما هي إلا محنٌ تُمتَحنُ بها القلوب، وتُبتلَى بها النفوس؛ ليعلمَ الله من يقِفُ مع المظلوم في وجه الظالم، وينصرُ الحقَّ في وجه الباطل،ويصِلُ يدَه بأهل الإيمان والتوحيد في وجه أهل الشرك والخرافة والتنديد: {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد:25].
إن من حق المسلم على المسلم أن يقاسمه الهمومَ والمكارِه، ويشاركه محنَته وبليَّته، ويعيش معه مُصابَه ورزِيَّته، لا يخونُه ولا يُسلِمه، لا يترُكه ولا يخذله؛ بل يحُوطه وينصُره ويعضدُه؛ قال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئٍ ينصرُ مسلمًا في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمته إلا نصرَه الله في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه)  رواه الطبراني في المعجم الأوسط 8/282إسنادُه حسن.
ونصرةُ المسلم لأخيه المسلم واجبةٌ من الواجبات الشرعية، وحقٌّ من حقوقه عليه؛ لكن للأسف أن ترى كثيرًا من الناس لا يلقونَ للمستضعفين بالاً، لم يكلِّفوا أنفسهم متابعةَ أخبار إخوةٍ لهم في الدين، بل ولابالدعاء لهم! وصدق الله القائل: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آلِ عِمْرَانَ: 120].
إنَّ أول عمل عام قام به نبي الله موسى عليه السلام هو نصرة المظلوم، في مشاجرة رآها فاستجاب للصريخ المستغيث فأغاثه، ثم أعلن البراءة إلى الله من المجرمين .
فهما: صفتان يسير بهما المؤمن إلى الله تعالى: 
الأولى: نصرة المظلوم والقيام معه، والثانية: البراءة من المجرمين وعدم مناصرتهم أو معاونتهم. 
قال الله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} [القصص: 15].
{هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} لأنه لم يكن مأموراً بقتله.
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16]. 
فلما غفر الله له ذلك، اتخذه موقفاً ومبدأً من الظلم والظالمين، وأعلن انحيازه الكامل للمظلومين وللحق مهما كلفه ذلك، {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ} [القصص: 17].
نعم لن أكون ظهيراً لهم في نشر شائعاتهم ولا في الترويج لأفكارهم ولا في تكثير سوادهم.
لن أكون ظهيراً للمجرمين بأن أقف بحيادٍ تجاه الحق الواضح وشواهده البينة.
لن أكون ظهيراً للمجرمين فأنصرهم بقلمي وكل مواقفي. 
لن أكون ظهيراً للمجرمين، ولا معيناً لهم، ولا مشجعاً لهم، ولو بشطر كلمة.
لن أكون ظهيراً لهم مسانداً، ولا للحق معانداً.
إنَّ الانحياز لصف المصلحين هو المفهوم الآخَر لهذه الآية؛ لأن موسى عليه السلام إن لم يكن ظهيراً للمجرمين فلا بد أن يكون ظهيراً للمصلحين.
إن العالم اليوم يمر بأزمة التباعد عن المصلحين ووسمهم بالإرهاب وكل الصفات التي تباعد الناس عنهم . 
إن علينا أن نقتدي بنبي الله موسى، وأن نراجع مسيرتنا، ونتأكد من خطانا، ونتأمل في  الولاء للمؤمنين والمصلحين والبراءة من المجرمين والمفسدين . 
فلا يكفيك فقط ألا تكون مجرماً، و لكن عليك أيضاً ألا تكون ظهيراً وعوناً للمجرمين والقتلة والفاسدين المفسدين. 
هذا معنى الآية : {قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين}.
قال أبو السعود في تفسيره: "فلن أكون معيناً لمن تؤدي معاونته إلى الجرم". وقال الشعراوي: "عهد الله عليَّ ألاَّ أكون مُعيناً للمجرمين". 
نعم، فهو براءةٌ من الجريمة وأهلها في كل صورة من صورها. 
قال القرطبي: ويروى عنه صلى الله عليه وسلم:(من مشى مع مظلوم ليعينه على مظلمته ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة يوم تزل فيه الأقدام، ومن مشى مع ظالم ليعينه على ظلمه أزل الله قدميه على الصراط يوم تدحض فيه الأقدام)
ويدخل في صور مظاهرة المجرمين ومناصرتهم كلُّ ما من شأنه تدعيمُ الباطلِ بأية دعامةٍ، باللسان أو الجنان، إذْ واجبُ المؤمن النهيُ عن المنكر وتغييره.
 ومن مظاهرة المجرمين الصمتُ عن جرائمهم، وتركُ النكير عليهم، فإنَّ مَن خذل الحق فقد نصر الباطل؛ وسكوتُ من يسكت على الظالمين جريمةٌ شنعاء، وفعلٌ ذميم، فالساكت عن الحق شيطان أخرس .
إنّ الواجب الشرعي يتحدد في التعاون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخروج الأمة بكل طاقتها لتغيير المنكر، فتتشابك الأيادي يداً بيد، وتتضافر الجهود جهداً مع جهد، وتلتحم الجماهير في قوة السيل الجارف، والبحر المتلاطم من البشر لتقتلع الظلم، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [سورة المائدة 2].
وإنك لتعجب كل العجب ممن ينكر على المظلوم مطالبته بحقه ورفع الظلم عنه،ولا يطالب الظالم بالكف عن ظلمه !
إذا رأوا مظلوماً يهب لتحطيم ذلك الباطل ولولوا ودهشوا , وسموا هذا المظلوم الذي يدفع الظلم سفاكا أو جبارا كما قالوا لنبي الله موسى عليه السلام عندما هب للدفاع عن المظلومين ونصرتهم {إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ} [القصص 19].
والحمد لله رب العالمين
 
1 - رواه الطبراني في المعجم الأوسط 8/282إسنادُه حسن.
دور الخطباء في سوريا ؟!
دور فعال ومؤثر (صوتأ 113) 80%
غير فعال (صوتأ 27) 19%
لا أدري (صوتأ 2) 1%
تاريخ البداية : 26 ديسمبر 2013 م عدد الأصوات الكلي : 142