1- بناء الجيل من أوجب الواجبات
2- التربية الإيمانية والعلمية
3- التربية الجهادية والإنسانية
4- التربية على الإصلاح وحب الجماعة
5- التربية الإيمانية قبل التربية الجهادية
مقدمة:
نحن في معركة وجود أو لا وجود, وإن أخطر ما يهددنا وأعظم ما نخسر في معركتنا ليست الأراضي أو الأموال, بل أكبر خسارة أن نخسر أبناءنا, أن نضيع الأطفال, لهذا كان هناك توعد شديد من الله ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضياع الجيل وضلال الأبناء, قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
وقال رسول الله صلى اهِل عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)
1- بناء الجيل من أوجب الواجبات
اعلموا أيها العقلاء والنجباء: أن أشدّ ما يَهمُّ أعداءنا وأكثر ما يعمل عليه خصومنا هو (إفساد الجيل), وأستاذهم في ذلك إبليس, عندما قال: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 82].
فأعداء الأمة اليوم يمكرون الليل والنهار, ويعملون في الجهر والإسرار, على إفساد الجيل وإضلاله, حتى يبقى بلا هدف ولا غاية, وليس له قدوة ولا راية, لأنهم يعلمون أن قوتنا الحقيقة هي في أبناء الأمة فإن ضاعوا ضاعت الأمة.
أيها الأخوة والأحبة: في الحقيقة لن توجهَ سهامُ هذه الخطبة اليوم للعدو فالعدو يعمل لغاية وهدف, وكما قال الأول:
أنا لا ألوم المستبد إذا استبد فمن شأنه أن يستبد ومن شأننا أن نستعد
قال الله تعالى: {للَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: 27].
لذلك ستوجه سهام هذه الخطبة اليوم إلى قلوبنا, وسيُوجه الكلام إلينا جميعاً، فنحن المعنيون بصون الجيل عن الشهوات وحماية الجيل من الشبهات ودفع الجيل إلى المكارم والمحاسن, ومن هنا نبعت أهمية هذه الخطبة في هذا الوقت بالتحديد.
إن على الأمة بكل مؤسساتها وعقولها وإمكانياتها السعي لحماية الجيل من مكر أعداءهم, فالجيل أمانة في أعناقنا فلنربيهم تربية الرجال الأبطال كما أمرنا رسول الله صلى اهمي عليه وسلم فقال: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ...)
لنعلم أيها المسلمون: أن من أوجب الواجبات وأوائل المهمات اليوم هو بناء الجيل بناء سليماً قوياً, وإن أعظم ما نملك أولادنا الذين هم فلذات الأكباد, فلعمر الله إنه لا نصر لنا ولا مجد لنا إلا بتهيئة أبنائنا وإعداد أولادنا على منهاج الكتاب والسنة, فلم تفتح البلاد إلا بذلكم الجيل الصغير الذي رباه رسول الله صلى اهال عليه وسلم، ولم ينتشر العلم إلا بذلكم الجيل الذي رباه رسول الله صلى اها عليه وسلم, ولم يصطلح المسلمون ويكونوا يداً واحدة إلا بذلكم الجيل الذي رباه رسول الله, فتعالوا واسمعوا وعوا وطبقوا, فنحن اليوم أمام معركة ممتدة وأمام حروب طويلة, وعلينا أن نعدّ لها ونربي أبنائنا على الصمود والثبات فيها, معركة في العلم والعقيدة, ومعركة في الحفاظ على وحدة الأمة, ومعركة في صون النفوس والأعراض المحرمة.
قد هيئوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
وهذا ما سنضرب عليه الأمثلة والقصص الواقعية من عصر النبوة مع مربي الأجيال وصانع الأبطال محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
2- التربية الإيمانية والعلمية
ربى الجيل على حب العلم النافع والعقيدة الصافية, فها هو صلى الله عليه وسلم يربي ابن عمه عبد الله بن عباس على العقيدة التي لا تهزم ولا تقهر ولا تتزعزع ولا تتبدل فيقول له (احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)
وها هو يعلمه حب القرآن والعلم فهما الحصن الحصين للعبد في دينه ودنياه، فيقول داعياً له ومربياً: (اللهُمَّ فَقِّهُّ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ)
فيا أيها المنظمات والمؤسسات والمدارس والفصائل، يا أمتي: ابنوا الجيل على العقيدة والعلم فهما سلاحنا المعطل في معركتنا اليوم فإن ربينا الجيل على العلم والإيمان حررنا الأوطان وانتصرنا على الطغيان.
اقرأ واكتب اقرأ هيا..............إن العلم يضيء الدنيا
اقرأ واكتب وارسم واحسب...............واقطف زهر العلم نديا
وتعلم أن تركب خيلا.............. وتعلم أن ترمي النبلا
خل القلب شجاعا حرا............. يرضى الموت ويأبى الذلا
أنت خلقت لأسمى غاية................أنت خلقت لتحمل راية
أنت خلقت لتحيى نورا................ يملأ وجه الأرض هداية
قال الله تعالى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].
3- التربية الجهادية والإنسانية
أيها الأحبة والأعزة: لقد كان بناء رسول الله للجيل الأول والرعيل الأول بناء كاملاً فكما أسسهم على الإيمان والعلم, غرس في قلوبهم صون الدماء المحرمة وتقديس الرقاب المسلمة.
وكم نحن اليوم بحاجة لهذه الغراس في قلوبنا وقلوب أبنائنا, لقد كثر الهرج وزاد القتل واستحلت المحارم وانتهكت الذمم, واستحل الناس الدماء ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم.
أيها الجيل: اعلم علم اليقين أنك لن تنصر الدين باستباحة دماء الناس، واعلم أيها الجيل أنك لن تنال الجنة باستباحة الرقاب المسلمة, بل إن من استحل الدماء نال غضب الله العظيم وعذابه الأليم.
لهذا اسمعوا وتعلموا أيها القادة والسادة: كيف ربى النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام جيل الصحابة على تعظيم حرمة الدم , فها هو يربي أسامة بن زيد على درس لا ينسى, يقول أسامة: بعثنا رسول الله صلى اهبن عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمح حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي عليه الصلاة والسلام فقال: (يا أسامة أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟) قلتُ: كان متعوذًا، فما زال يكررها الرسول صلى اهال عليه وسلم حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
الله أكبر هذا موقف رسول الله صلى اه ذ عليه وسلم من أسامة بن زيد مع أنه حبه وابن حبه، هذا موقفه مع من كان يقول فيه: (اللهم إني أحبه فأحبه)
مع كل هذا لم يشفع له حب رسول الله عندما قتل رجلاً قال لا إله إلا الله, فمتى أيها الناس نتعلم هذا الدرس العظيم.
اعلموا أيها القادة: لهذا الموقف وغيره كان جديراً أن يكون قائداً للمسلمين وهو ابن سبعة عشرة سنة, فقد عقد له رسول الله لواء قتال الروم وكان للإمارة خليقاً وأهلاً, فرباه رسول الله على حب الجهاد وحسن القيادة فعاد من معاركه ظافراً منتصراً حتى قيل عن جيش أسامة بن زيد: ما رأى الناس جيشاً أسلم وأغنم من جيش أسامة بن زيد.
فَانْظُرْ إِلَى فِعْلِ الفَتَى لا جِسْمِهِ فَالمَرْءُ يَكْبُرُ بِالفِعَالِ وَيَصْغُرُ
ولسان حال أسامة بن زيد:
أنا يا رسول الله أشدو باسمكم فتصيخ آذان الزمان وتطرق
وتهزها الله أكبر هزة لسماعها يهوي الكفور ويصعق
أنا من شباب محمد وجنوده وبغير هدي محمد لا أنطق
بايعت ربي أن أظل مجاهدا وبغير حبل الله لا أتعلق
أنا مسلم بعقيدتي وبمنهجي عهد علي مدى الحياة موثق
أن لا أهادن كافرا أو ظالما عهدا ولو من أجل ذلك أشنق
تلك التربية التي رباها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه جعلت منهم أناساً لا يصبرون على البقاء في هذه الحياة للحظات، وصنعت منهم رجالاً كعمير بن الحمام الذي لم يصبر على أكل ثلاث تمرات في يده عندما سمع رسول الله يشوقهم للجنة، فرماها من يده وقال: "إنها لحياة طويلة إن عشت حتى آكل هذه التمرات" وقاتل حتى قُتل.
وصنعت منهم رجالاً يهبون للجهاد مع أعذارهم، كما كان من عمرو بن الجموح الذي أقسم أن يطأ بعرجته الجنة، وكما كان من ابن ام مكتوم الأعمى.
إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا إن التشبه بالكرام فلاح
4- التربية على الإصلاح وحب الجماعة
إن من أعظم المكاسب في زمن الأزمات هو صقل الجيل وتهيئته للقضايا الكبرى, وتحميلهم همّ الأمة لا همّ ذواتهم، و نقل الجيل من الفردية إلى الجماعة, والعمل على نزع حب الأنانية والسلطة من نفوسهم, وبناء الجيل على تقديم مصلحة الأمة على مصالحهم.
وهذا ما صنعه رسول الله صلى اهل عليه وسلم في أبناء الصحابة فكانوا بحق صناعة محمد التي لم يشهد التاريخ جيلا يماثلها, ها هو المربي والمعلم الأعظم صلى الله عليه وسلم يربي حفيده وحبه وريحانته الحسن بن علي رضي اهبي عنه على ترك الدنيا من أجل الدين, وترك الجاه من أجل الله, وترك المصلحة الخاصة لمصلحة الأمة والعامة, فيقول عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ سَيُصْلِحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
وما هي إلا سنين حتى أثمرت هذه التربية النبوية العظيمة فإذا بهذا الفتى المبارك يصبح رجلاً قائداً وإماماً عاماً للمسلمين, وفي لحظة حاسمة من تاريخ الأمة يتنازل هذا المربى على منهاج النبوة يتخلى على السلطة والجاه من أجل حقن دماء المسلمين وصوناً لحمى الدين , فسجل له التاريخ هذا الموقف بحروف من نور, فلله درك أيها الحسن ما أحسن فعلك وأجل عملك.
دَلِيلُهُمْ فِي السُّرَى إِنْ تَاهَ غَيْرُهُمُ هَدْيٌ مِنَ السُّنَّةِ الغَرَّا وَقُرْآنُ
جَمَالَ ذِي الأَرْضِ كَانُوا فِي الحَيَاةِ وَهُمْ بَعْدَ المَمَاتِ جَمَالُ الكُتْبِ والسِّيَرِ
أَخْلاقُهُمْ نُورُهُمْ مِنْ أَيِّ نَاحِيَةٍ أَقْبَلْتَ تَنْظُرُ فِي أَخْلاقِهِمْ سَطَعُوا
5- التربية الإيمانية قبل التربية الجهادية
إن إعداد الجيل أهم وأجدر من إعداد القوة والسلاح, ورحم الله شيخ المجاهدين عبد الله عزام عندما قال: أدركت أن التربية ضرورة ماسة قبل حمل السلاح, وإلا فإن الذين يحملون السلاح دون تربية يصبحون كالعصابات المسلحة تؤرق أجفان الناس وتهدد أمنهم وتروعهم ليل نهار.
وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا إذا لم يكن فوق الكرام كرام
وصدق من قال: "حامل السلاح بلا تربية قاطع طريق, ومصيره إلى الهزيمة والحريق", لهذا فإننا نجد أن القرآن اعتنى عناية عظيمة بالتربية الدينية قبل الدخول في معارك الجهاد والقتال, واسمع أيها الجيل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء: 77].
وباختصار استمعي جيداً يا أمتي: تربية الجيل وأعداده للمستقبل هو مفتاح النصر وهو مجد الأمة القادم, فلئن تأخر عنا النصر فلنعد الجيل لغد أفضل وقابل أجمل.
أيها الجيل: إنَّ خيرَ ما يكون الإيجاف في السَّنوات العجاف، فلا تتعلَّل بالسنين فإنَّها تزُولُ، ولا تعتبِر بالأزمات فإنَّها تزول، وابنِ لأمَّتِك ونفْسِك ما يعودُ عليْك نفعُهُ.
أزِيحُوا بِالعلمِ العِلَل، وارْقعوا بالعمل الخَلَل، بلا مَلَلٍ ولا عَجَل، فقد يكونُ مع المُستعجِلِ الزَّلَلُ.
أنتم رجالُ حركةٍ فلا تَشِينوها بالرُّعُونةِ أو السُّكُون، أنتم أبطالُ معركةٍ فلا تجعلوها في غير عدُوٍّ، ولا يكن منكم إلى الهُوَيْنى رُكُونٌ.
فَالمَرْءُ يَعْلُو بِالهُدَى فَإِذَا هَوَى عَاشَ الحَيَاةَ مُطَبِّلاً وَمُزَمِّرَا
أنتم أنتم، أنتم نِبالُ الإسلام وقِسِيُّه، وحِبَالُهُ وعِصِيُّهُ، غِفَارُهُ و دَوسُهُ، خَزْرَجُهُ وأَوسُهُ.
فَإِنْ عَرَفَ التَّارِيخُ أَوْسًا وَخَزْرَجًا فَأَنْتُمْ - بِحَوْلِ اللَّهِ - أَوْسٌ وَخَزْرَجُ
يَا بَنِي الإِسْلامِ يَا نَبْتَ الهُدَى يَا غِرَاسَ المَجْدِ فِي خَيْرِ رُبَى
أَنْقِذُوا العَالَمَ مِنْ حَيْرَتِهِ أَصْلِحُوا مِنْ حَالِهِ مَا خَرِبَا
لا تَقُولُوا ذَهَبَتْ أَمْجَادُنَا فَالهُدَى يَرْجِعُ مَا قَدْ ذَهَبَا
هَذِهِ الأَحْدَاثُ قَدْ أَبْدَتْ لَنَا يَا بَنِي الإِسْلامِ مَا قَدْ حُجِبَا
كَشَفَتْ جُحْرَ الثَّعَابِينِ لَنَا فَرَأَيْنَا رَأْسَهَا وَالذَّنَبَا
فَاجْعَلُوا مِنْ دِينِكُمْ مُنْطَلَقًا وَثِبُوا إِنَّ الفَتَى مَنْ وَثَبَا
وَاجْعَلُوا مِنْ مَنْهَجِ اللَّهِ لَكُمْ مَنْزِلاً رَحْبًا وَأُمًّا وَأَبَا
أَنْتُمُ اليَوْمَ عَلَى مُنْعَطَفٍ مَنْ مَشَى فِيهِ بِهَدْيٍ كَسَبَا
يَا بَنِي الإِسْلامِ فِي قُرْآنِنَا مُنْقِذٌ مِمَّا أَصَابَ العَطَبَا