الخميس 16 شوّال 1445 هـ الموافق 25 أبريل 2024 م
عيد الفطر
الجمعة 28 رمضان 1435 هـ الموافق 25 يوليو 2014 م
عدد الزيارات : 4524
 
 
عيد الفطر 1435
الله أكبر كلمَا لاحَ صباحُ عيدٍ وأسفر، الله أكبر كلما سطعَ برقٌ وأنور،
الله أكبر كلما أرْعدَ سحابٌ وأمطر، الله أكبر كلما صامَ صائمٌ لله وأفطر،
الله أكبر عددَ ما هلَّ هلالٌ وأنور، الله أكبر عددَ ما تأمَّل متأمِّل في الكون وفكر،
والحمدُ لله الذي سهَّل لعبادِه عبادته ويسَّر، ووفَاهُم أجورَهم من خزائن جودِه فأوفر، ومنَّ عليهم بأعيادٍ تعودُ عليهم وتتكرر،
والحمدُ لله الذي تابعَ بين مواسِم العبادةِ لتشيدَ الأوقاتُ بالطاعة وتعمر، فما انقضى شهرُ الصيام حتى أعقبَه بشهور حج بيتِ الله المطهَّر، نحمدُه على نعمه التي لا تعدُّ ولا تحصى ولا تحصر، ونشكرُه على فضله وإحسانه، وحُقَّ له أن يُشكر.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهٌ انفرد بالتدبير وكلُّ شيء عنده بأجل مقدر،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ذو الوجه الأنوَر، والجبين الأزهر، أفضلُ من تعبد لله وصلى وزكى وحج واعتمر، صلى الله عليه وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّر، وعلى أصحابه السبّاقين إلى الخيرات، فنعم الصحبُ والمعشر، وعلى التابعين لهم بإحسان في كل زمان ما بدا فجرٌ وأنور، وسلَّمَ تسليم كثيراً. أما بعد: عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله،
قال تعالى: (قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى). قال ابن عمر: أي قد أفلح من أدى زكاة الفطر وذكر اسم ربه فصلى صلاة العيد.
عباد الله،
كنتم بالأمس في شهر رمضان، شهر البركات والخيرات، شهر مضاعفة الأعمال والحسنات، وفي صبيحة هذا اليوم المبارك،
يوم عيد الفطر، غدوتم إلى رب كريم، يمن بالخير ثم يثيب عليه بالجزيل. لقد أمِرْتم بقيام الليل فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم، فاقبضوا جوائزكم، وارجعوا راشدين إلى رحالكم، فإن ربكم قد غفر لكم، ويوم القيامة ينادَى على الصائمين أن ادخلوا الجنة من باب الريان، ثم تلقون ربكم في جنات النعيم فتفرحون بصومكم. لقد استطعتم في رمضان أن تُضربوا عن المباحات والطيبات، تركتم الماء الزلال، والطعام الطيب اللذيذ الحلال، تركتم شهواتكم طاعة لربكم، فهل يليق بمن منع نفسه من الحلال طاعة لله، أن يقرب بعد رمضان السُّحت الحرام، من الشراب والطعام؟
أيها المؤمنون:
العيد مناسبة طيبة لتصفيةِ القلوب، وإزالةِ الشوائب عن النفوس، وتنقية الخواطر مما علق بها من بغضاء أو شحناء،
فلنغتنم هذه الفرصة، ولنجدد المحبة، ولتحلَّ المسامحة والعفو محلّ العتب والهجران، مع جميع الناس، من الأقارب والأصدقاء والجيران، وتذكَّروا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزا)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرُهما الذي يبدأ بالسلام)، وفي رواية: (فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار). و(من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه).
ألا فاتقوا الله معاشر المتباغضين، وسارعوا إلى إصلاح ذات بينكم، وكونوا عونًا لأنفسكم وإخوانكم على الشيطان، ولا تكونوا عونًا للشيطان على أنفسكم وإخوانكم، وتأملوا في قول نبيكم صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا لا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم، لا يسلمه ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله وعرضه).
يا عباد الله،
إن الكثيرين منا قد عششت الأحقاد والضغائن في قلوبهم، وفرخت قطيعة للرحم وتعاسة ونكدا، أفلم يأن لقلوبنا أن تصفح وتسامح وتغفر؟ أليس الوقت مناسبا لوصل ما انقطع من أرحام وإصلاح ما فسد من وشائج الصداقات والقربات؟
ألم نسمع إلى ربنا سبحانه وهو يقول: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)، فلنستغل فرصة العيد ولنكن نحن أول من يبدأ بالسلام لعل الله أن يدخلنا جنته، وأن يفرج عنا ما نحن فيه بهذا العمل الصالح، فليس العيد لمن عق والديه فحرم الرضا في هذا اليوم المبارك السعيد، وليس العيد لمن يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، وليس العيد لخائن غشاش كذاب يسعى بالأذى والفساد والنميمة بين الناس، كيف يسعد بالعيد من تجمل ظاهره بالجديد وقلبه على أخيه أسود صنديد؟
عباد الله،
ها هو العيد يأتي على الأمة لتلبس الجديد ويهنئ بعضها بعضا بهذه المناسبة السعيدة. لكنه يأتي اليوم والأمة قد اشتد بلاؤها، وازداد كربها. إننا نريد أن نفرح كما هي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في العيد ولكن أنى لنا ذلك؟ وكيف لنا ذلك؟ ولنا إخوان لنا في الدين والعقيدة في كل يوم يقتلون، وفي كل يوم يشردون؟!
فراشهم الأرض، ولحافهم السماء. كما لنا إخوان قد غصت بهم السجون والمعتقلات، يقاسون الكرب والشدة: قتلٌ وتشريد، وسجنٌ وتعذيب، وهدم للبيوت واغتصاب للحرمات. ولكن مع كل ذلك البلاء وكل هذا الشقاء لا يجوز لنا أن نيأس؛ ولا يجوز أن نقنط فإنه لا ييأس من رحمة ربه إلا القوم الكافرون، ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون، وأبشروا فإن نصر هذه الأمة قد انعقد غمامه، وقد أقبلت أيامه، فأحسنوا الظن بربكم، واجمعوا مع الأمل حسن العمل، واعلموا أن الشدائد التي تمرّ بها الأمة هي أمارات ميلاد جديد بإذن الله، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا.
قال الله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ).
الله أكبر الله أكبر....واعلموا أن الله صلى على نبيه...
دور الخطباء في سوريا ؟!
دور فعال ومؤثر (صوتأ 114) 80%
غير فعال (صوتأ 27) 19%
لا أدري (صوتأ 2) 1%
تاريخ البداية : 26 ديسمبر 2013 م عدد الأصوات الكلي : 143