الثلاثاء 9 رمضان 1445 هـ الموافق 19 مارس 2024 م
رسالة لخطباء الثورة في الدّاخل السّوري
الأحد 26 رجب 1435 هـ الموافق 25 مايو 2014 م
عدد الزيارات : 3688

(رسالة لخطباء الثورة في الدّاخل السّوري)
تحيةٌ من الأعماق ...
إلى ورّاث الأنبياء, حاملي لواء التوجيه والبلاغ
إلى من رفعوا  الراية يوم سقط الأدعياء
إلى من قاوموا الإغراءات والتهديدات فآثروا التحدي لأعتى نظام
إلى من حملوا الأمانة فأصروا على المكوث بين الأبطال الرجال
إلى من بمدادهم وكلماتهم متعانقة مع دماء وأشلاء الشهداء يخطون ملحمة الفداء
إلى الخطباء والدعاة, حياكم الله
إنّ من أكبر نعم الله عز وجل عليكم بعد لا إله إلا الله محمّد رسول الله، أن منّ عليكم بالحياة مع الجهاد في الشّام، ما أجد نعمة أنعم الله بها عليكم بعد التوحيد من الجهاد، لأن الجهاد كما (ذروة سنام الإسلام)  كما أخبر بذلك سيد المجاهدين, وقائد الغر الميامين صلى الله عليه وسلم.
.....
.....
أخي وارث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (جمهور المساجد) هم الذين يملكون بوصلة التغيير, جمعهم الله تعالى لك:
•    فحضورهم للصلاة فرض عين
•    وكتب على من أتى منهم مبكرا أجرا
•    وجعل سبحانه وتعالى الاستماع لك واجبا, فمجرد مس الحصى لغو
•    ومن قال لصاحبه: صه، فقد لغا مبالغة في الانصات، وزيادة في تأكيد الاستماع
•    تمتلك المحراب, الذي يتلى فيه دستور الأمة
•    يرفع في مسجدك الأذان الذي ينادي بأسس العقيدة, ويذكر بها
.....
.....
أخي الخطيب حفظك الله وحماك لست أنا من أنصحك, ولكن هذه بعض الأمور التي أحببت أن أذكرك بها, في واقع ثورتنا, مما يتعلق بالخطاب, وعملية البلاغ, وقد أتت عشرة, أتممتها بثلاثة:
•    أولاً: النّاس في ظلّ الثورات اختلفت نظرتها للسّماع، لم يعد يعنيها سماكة الحناجر، وارتفاع الأصوات، تريد أنْ تلمس حلاً لما تعانيه، وأوعيةً للخروج ممّا تقاسيه, فاستمرار الخطاب بضخ سيلٍ من الواجبات والينبغيات: يجب أن نفعل كذا .. ويجب كذا .. وينبغي كذا .. وجلد الناس (بحسن نية وحماس) .. دون القدرة على وضع دليلٍ وخطّة عمل من خلال (فقه محل الخطاب), الذي من مفرداته:
-    استطاعة المخاطبين
-    ومراعاة الأولويات
-     وملاحظة الإمكانات المتاحة، وعدم خلطها بالأمنيات
-     والنظر للظروف المحيطة
-     واستحضار غلبة سلطان بعض التقاليد الاجتماعية
(إن لم يُراع هذا في الخطاب فسيساهم بشكل كبير في تكريس الجمود، والركود).

•    ثانيا: اتصال الشباب المسلم السوري الآن بعالم الإتصالات والتقنيات, وسهولة وصوله للمعلومات, مع اطّلاعه على الأفكار والآراء, فتح له الآفاق, وحرّك عنده حسّ النقد, والمساءلة, والحوار, لم يعد يكتفي بالتلقين, وحشو المعلومات, هذا يقتضي بالضّرورة انتقاء الخطاب, والاقناع به. لم يعد يجدي ألا نفكر بما نقول إلا ونحن نعتلي درجات المنبر! لأننا نعرف كلّ شيء، فلا يمكن لمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون أداة تغيير, ووسيلةً من وسائل النّهوض والارتقاء إلى مستوى العصر إذا لم يفكر الخطيب قبل صعوده المنبر, ماذا يقول للنّاس, ومالمخرج المتاح.

•    ثالثاً: لنحمل البشائر للنفوس, ولننشر التفاؤل, والأمل, ولنبتعد عن إدمان لغة الإحباط, واليأس, والنقد للمخاطبين, والتقريع, والتعنيف, وسرد السلبيات. فإنّ النّفس البشرية لا تكاد تصدّق الذي حصل ويحصل فوق أرض الشّام, الشّام فقدت خلال الأعوام الماضية زهرات أبنائها، وخيرة قادتها، فالمجرمون ما تركوا بقعة من بقاع الأرض في الشام إلا وخلفوا وراءهم من المآسي ما لا يستطيع البيان نقلَه, وما يعجز القلم عن تصويره وتقريبه إلى الأذهان. النّاس تعيش مرارة تهز العمالقة من الرجال. لقد مرت عليهم أحداث لو صبت على الجبال لزلزلتها.
إنّ قصّة من قصصهم ترمضُ الجوانح أسى. فالجهاد السوري الآن بحاجة إلى الخطاب الحاني الذي يواسي جراحاته, وأنت أخي الخطيب ذاك الرّجل, الذي ينهل من مدرسة الخطاب النبوي ما يحقق ذلك.
•    رابعاً: لعلّ من مقتضيات المرحلة والحال (تأجيج الحماسة في الشباب), وتربيتهم على معاني الجهاد, ودفعهم لامتشاق السّلاح, فالخطاب الآن خطاب تعبئة وجهاد, والجميع مطالب بالبذل بحدود المتاح والمستطاع.

•    خامساً: التأكيد على (التثبت في الأخبار), حتى لا تقع العداوة بين المسلمين الأخيار, يجب دوما على الجميعِ التبيّنُ في الأخبار مع مراعاةِ العدالةِ والضبطِ في النّاقل, فالبعضُ يجعلون الحبة قبة، ويكبِّرونها ويعظّمونها ... وليُعلم أنّ إشاعة خطأ المسلم ثلمةٌ في جسم الأمة، فليُحرَص على ستر عورات المسلمين, وعدمِ إشاعتها لغير ضرورة، (ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة).

•    سادساً: توعية الحركات, والتّجمعات, والكتائب الإسلامية, والجماهير، التي لا تقيم في عملها (أنموذجاً) لما تدعوا إليه من الإسلام, من الشورى والتناصح, والتفاكر، ليصبح عندنا (سيلاً يَمُدُّ الأمّة بالنّهوض والارتقاء) وإلا  فكيف ننشد دولة الإسلام!!

•    سابعاً: توعية الشباب للتوقف والكفّ عن إطلاق أحكام التكفير والتفسيق والتبديع, ووصف المعين من المسلمين بما يتوقف عليه خروجه من ملة التوحيد,  والتفريق بين الاعمال المكفّرة وبين الأشخاص الذين لا يجوز إنزال حكم التكفير والتفسيق بهم  بهذه السهولة التي نراها, حيث رأينا من شبابنا السوري من أنزل الآيات المنزلة بالكفار والمنافقين وصبها على رؤوس المسلمين من المجاهدين, والمناصرين والعاملين في الثورة, فقاتل اخوانه ووصفهم بالخروح والضلال مما نتج عنه إراقة دماء المسلمين, وترويعهم, حتى تمنى بعض الناس رجوعهم لسالف عهدهم الذي كانوا ينعمون به قبل أن يروا ذلك, واستطاع النظام بخبثه ومكره أن يلتقط النماذج الشاذة ليحاصر ويشوه  صورة  المجاهدين والثورة.

•    ثامناً: معالجة الثقافة الشعبية السائدة, من : تقديس للأبطال, وربط للمجد بالثروة والسلطان, وثقافة أن القانون قيد يلزم به الضعيف ويتحرر منه القوي, والرشوة,و الكسل, والخمول, والعجز, والفردانية, وعدم الاكتراث, وعدم التطوع الجماعي, والانسحاب من الواقع ... وأهمية: ربط القيادة: بالخدمة والمسؤولية, وربط المجد: بالتضحيات والمصلحة للناس ... وتحويل الطاقات المعطلة إلى أفعال حية, فالمرجو (استثمار الفعل الثوري في البعد الثقافي والاجتماعي)

•    تاسعاً: من المهمات المطلوبة اليوم: العمل والتوجيه على التخفيف من استعداء القوى الخارجية لترتيب البيت الداخلي, فممارسة التحديات لكل الأنظمة والدول هي شعارات وبطولات في فراغ.

•    عاشراً: لا لاستخدام المنبر لمهاجمة الآخرين, وإنّ من الخيانة لأمتنا اليوم أن نغرقها في بحر من الجدل حول مسائل في فروع الفقه أو على هامش العقيدة، اختلف فيها السّابقون، وتنازع فيها اللاحقون، ولا أمل في أن يتفق عليها المعاصرون، في حين ننسى مشكلات الأمة ومآسيها ومصائبها التي ربما كنّا سبباً أو جزءاً من السبب في وقوعها.
........
أخي:
•    لننشر مبدأ احترام التخصصات, ولنوجه الناس للرجوع لأهل الخبرات, لاستنبات الفاعلية للثورة من جديد، وتجنب القيام بممارسات غير مدروسة للامكانات والظروف والأولويات التي تؤدي بالثورة والجماهير لمضاعفات يتمنى فيها الناس لو عادوا لحكم الطغاة!

أخي:
•    قضية تصحيح النية عند الثائر, لماذا حمل السلاح ولماذا يقاتل, مسألة مهمة على الأرض, إلى الآن بعض الشباب يقاتل حمية, والبعض يقاتل ليفرغ ما في نفسه ووو ,,, نحن لا نتهم أحدا لكن الإشارة لازمة, لا سيما وقد جاءت بها الآثار الثابتة: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا) , (أول من تسعر بهم النار ثلاثة منهم شهيد....)
أخي:
•    استيقاظ الروح الإسلامية المرتبطة بالإيمان الفطري, والثقافي البيئي, ليس بمعناها الحركي, أي المعبّر عنه ب: (إيمان العجائز), هذا الإيمان الذي كان وما زال على مرّ العصور بذرة النهوض, وخميرة التغيير, ما انمحى ولا انطفأ أمام كل عوامل التغريب, والعولمة, والاستعمار, والاستبداد, فالمؤمّل تنميته, واستنبات فاعليته, ليثمر سلوكا وعملاً وخدمةً وجهاداً.
........
أخي الخطيب: إنها أمانة, يقول الشيخ علي الطنطاوي: [جزء (كبير) من تخلّف الأمة، يتحمله خطيب الجمعة].
نحتاج : (لنقطة نظام في توجيه الخطاب)
حفظكم الله وحماكم وأيدكم وثبتكم وأجرى الحق على ألسنتكم, وأثابكم...
محبكم د.بلال علوان

أبو عمار حوى \خطيب منبر الجبهة الإسلامية في الغوطة الشرقية | دوما 26/05/2014
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه..  جهودكم مشكورة نسأل الله لكم جزيل الأجر والثواب، فالنصائح في الصميم،
والمنبر أمانة معقودة في عنق الخطيب، وفق الله خطباءنا في حمل هذه الأمانة.. 
دور الخطباء في سوريا ؟!
دور فعال ومؤثر (صوتأ 113) 80%
غير فعال (صوتأ 27) 19%
لا أدري (صوتأ 2) 1%
تاريخ البداية : 26 ديسمبر 2013 م عدد الأصوات الكلي : 142