1- نورٌ وكتابٌ مبينٌ
2- الشهوات والحكمة من خلقها؟
3- أسباب انتشار الشهوات المحرّمة
4- علاج الشهوات
مقدمة:
يصارع الإنسان خلال مراحل حياته المختلفة بعض الشّهوات الإنسانيّة، ولا شكّ أنّ كبح جماح هذه الشّهوات يشكّل تحدياً للإنسان الّذي يطمح إلى المثاليّة والكمال في حياته، لذا جاءت الشّريعة الإسلاميّة تهذّب هذه النفس الإنسانية، وتحصّنها من الوقوع في الفواحش، ووضعت منهجاً متكاملاً شاملاً لجميع جوانب الحياة ومنها الجانب الأخلاقي.
1- نورٌ وكتابٌ مبينٌ
إنّ الله تعالى ركّب في الإنسان عقلاً هادياً يدلُّه على الحقّ ويُبعده عن الباطل، وركّب فيه غريزةً مهتاجةً تدفعُهُ إلى البحث عن رغائبها، إنْ بحقٍّ وإنْ بباطلٍ، وهذه الغريزة هي الهوى، وكثيراً ما يلتبس على الإنسان الحقُّ الذي يدعو إليه العقل، والهوى الذي تَدفع إليه الغريزة، فكان من رحمة الله سبحانه أن أرفد الإنسان بنورٍ يجعلُهُ يتبيّنُ الحقَّ من الباطل، هذا النور هو الشرع الذي أكرمه الله به، اقرؤوا قول الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [المائدة: 16].
فإذا وجد الإنسان أنّ عقله لم يستطع في غمار الغرائز الهائجة أن يستبين الحقَّ من الباطل، فما عليه إلا أن يستضيء ويستنير بنور الوحي الإلهيّ، فذلك هو الذي يفرِّقُ له بين العقل الهادي، وبين الغريزة الهائجة والأهواء، وكلّما اتّبع الإنسان عقله مستضيئاً بنور الهداية الربانية كان آمناً مطمئنّاً، وكان على ثقةٍ أنّه لا يسير إلا على أرضٍ صلبةٍ، وأنّه لا ينتهي إلا إلى غايةٍ مسعدةٍ، ولكنْ إذا غُمّت عليه السُّبلُ وضاعضتْ عليه المعالمُ، والتبس عليه العقلُ الهادي بالغريزة الهائجة وداعي الهوى، فليعلم أنّه يَخُطُّ في ظلامٍ، ولْيعلَمْ أنّه يغامِرُ في حاضره ومستقبله، وليس أمامَهُ مِن سبيلٍ يُنجيه من هذه المغامرة إلّا أن يستنير في ظلامه بقبسٍ من الهداية الربانية، ويتّبِعَ هذا الدين الحنيف الذي جعله الله هدايةً للعقل، ومِن هنا فقد حذّر المولى سبحانه الإنسان من اتباع الهوى فقال: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26].
وقال أيضاً: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ} [المؤمنون: 71].
لولا هذا النورُ الذي يميزُ العقلَ عن الغريزة، لضلَّ الإنسانُ في جوانب الأهواء والشّهوات، ولأشقى نفسه، ولفسَدَتِ السماواتُ والأرضُ.
2- الشهوات والحكمة من خلقها؟
قال الرّاغب الأصفهانيّ: "أصل الشّهوة نزوع النّفس إلى ما تريده، ومنها الصادقة ومنها الكاذبة".
وإلى هذا يشير بيان الله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} [آل عمران: 14].
وجاء فيه ما يدل على الشّهوة الكاذبة فقط، كقوله عزوجل: {وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} فهذا من الشّهوات الكاذبة، ومن المشتهيات المستغنى عنها؛ وإذا تساءلنا عن الحكمة من خلق الشهوة علمنا أنّ الشهوة مِن نعمِ الله على العبد، وإنّما المحظورُ فيها صرفُها في المحظور، فإنّ الله تعالى خلَقَ فينا الشهوات واللذات لنستعين بها على كمالِ مصالحِنا، فخَلَقَ فينا شهوةَ الأكلِ واللذةَ فيه، فإنّ ذلك في نفسه نعمةٌ، وبه يحصُلُ بقاءُ أجسادنا في الدنيا، وكذلك شهوةُ النكاح، وهو في نفسه نعمةٌ، وبه يحصُلُ بقاءُ النسل، فإذا استعنّا بهذه القوى على ما أمرنا الله به كان ذلك سعادةً لنا في الدنيا والآخرة، ولكنْ إذا استعملنا هذه الشهوات فيما حظَرَهُ علينا بأكلِ ما حرّمَهُ الله تعالى علينا، أو بالإسراف فيها، أو تعدّينا أزواجَنا إلى ماحرم الله، كنّا ظالمين معتدين غير شاكرين لنعمة ربّنا، فالشّهوات إذن ليست كلُّها مذمومةً، ولكنْ منها ما هو محمودٌ، ومنها ما هو مذمومٌ، واستعمال الشهوة يحدّدُ ذلك، ومِن جهةٍ أخرى: فإنّ هناك حِكَماً أخرى من خلق الشّهوة؛ ولعلّ من أهمِّ هذه الحِكَم: الابتلاءُ، كأنْ يبتليَ اللهُ عباده بها، ليَميزَ المطيعَ من العاصي، والخبيثَ من الطيب، قال تعالى {لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} [الأنعام: 165].
لأنّ الإنسان إنّما ينجرف في الشّهوات بسبب ضعف إيمانه وصحبته السّيّئة، وفراغه القاتل، وقُربِهِ من مثيرات الشهوات، وهذه كلُّها مناطاتُ امتحانٍ واختبارٍ، ولهذا لما سُئل سيدُنا عمرُ بنُ الخطاب رضي الله عنه: أيُّهما أفضلُ؟ رجلٌ لم تخطُرْ له الشهواتُ ولم تمُرَّ بباله، أم رجلٌ نازعَتْهُ إليها نفسُهُ فتَرَكها لله؟ فكتبَ عمرُ رضي الله عنه: "إنّ الذي تشتهي نفسُهُ المعاصيَ ويترُكُها لله عزّ وجلّ مِن الذين امتحنَ اللهُ قلوبَهم للتّقوى لهم مغفرةٌ وأجرٌ عظيمٌ".
3- أسباب انتشار الشهوات المحرّمة
إنّ من البلايا التي انتشرت عند بعض المسلمين تسلُّطُ الأهواء والشهوات، وارتكابُ المعاصي والذّنوب، بل قد يكون في غالب الأحيان المجاهرةُ بها، دونَ حياءٍ أو خجلٍ من الله تعالى، ولا مِن خلقِهِ، ولا شكّ أنّ انتشارَ هذه الشّهوات الخبيثة، وتمكُّنَها مِن جسدِ الأمّة، جعلها تعيش في حالةٍ من التّخلُّفِ والانحطاط المشوب بالضياع والبؤس والشقاء، ولعلّ ممّا ساعد على انتشار هذه الشهوات المحرّمةِ أسبابٌ عديدةٌ لعلّ من أهمّها:
أولاً: ضعفُ الإيمانِ واليقينِ بالله تعالى: فالجهلُ به سبحانه، وعدمُ محبتِهِ وتعظيمِهِ وخشيتِهِ، تجعلُ الإنسانَ يستخِفُّ بوعد الله عزّ وجلّ ووعيده، والله تعالى لا تخفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في السماء، فقد قال تعالى: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور} [غافر: 19].
فمن ظنّ أنّه يستطيعُ أن يتركَ المنكراتِ والشهواتِ المحرّمةَ من غير أن يملِكَ إيماناً قويّاً ثابتاً فهو موهومٌ، لأنّ نور الإيمان عندما يضيء زوايا القلب، ويُشرِقُ في أرجائه، سرعان ما يسري هذا النور إلى الأعضاء، فتُسرِعُ بالاستجابة لداعي الإيمان، وتنقادُ له طائعةً ذليلةً، غيرَ متثاقلةٍ ولا كارهةٍ، ورحم الله القائل:
فوالله لولا اللهُ يُسعِدُ عبدَهُ بتوفيقه والله بالعبد أرحمُ
لما ثبت الإيمان يوماً بقلبه على هذه العِلاتِ والأمرُ أعظمُ
ولا طاوعَتْهُ النفسُ في ترك شهوةٍ مخافةَ نارٍ جمرُها يَتضرَّمُ
ولا خاف يوماً من مقام إلهِهِ عليه بحُكمِ القسط إذْ ليس يَظلِمُ
ثانيا: التقنيات الحديثة والقنوات الفضائية: إنّ النّاظر بعين بصره وبصيرته في عالمنا اليوم، ليرى حقيقة ما وصل إليه أبناء هذا العصر، مما يسّره الله لهم من اكتشافاتٍ واختراعاتٍ في وسائل متعددةٍ وتقنياتٍ مختلفةٍ، من أنواع الهواتف وشبكات المعلومات وقنوات البثّ وغيرها من وسائل الاتصال والاعلام، من مسموعٍ ومقروءٍ ومُشاهَدٍ، ممّا حدا بالقائمين عليها -إلا ما رحم ربي- بتسخيرها وتوظيفها واستغلالها في إثارة الشهوة، وإخماد العقل، وإفساد الروح من إشاعة الفاحشة، ونشرِ بواعثها ومثيراتها، وتعريةِ المرأةِ وتحريرِها، حتى هَلَكَ الكثيرُ من الناس في مستنقع الرذيلة ومغريات الشهوة، فما يُبثُّ اليومَ عبرَ تلك القنوات الفضائية، تدورُ معظمُ موادِها على الحُبِّ الماجنِ، والخيانة الزوجية، وهتكِ الحياءِ، ووأدِ الفضيلة؛ وهكذا تكونُ هذه القنواتُ مصيدةَ الشيطانِ التي مَن وَقَعَ في شراكها فَسَدَ طبعُهُ، وقلَّتْ غيرتُهُ، وأصبح أسيراً لشهواته، متّبِعاً شياطينَ الإنسِ والجنِ، والله تعالى يقول: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} [النساء: 27].
ولا ننسى الدورَ الذي يُقدِّمُهُ الانترنتُ مِن موادٍ لإثارة الغرائز، مِن عُريٍّ وخلاعةٍ وشذوذٍ، ولله درّ القائل:
تفنى اللّذائذ ممّن نالَ صفوتَها من الحرام ويبقى الاثمُ والعارُ
تبقى عواقبُ سوءٍ في مَغَبَّتها لا خيرَ في لذّةٍ من بعدها النّارُ
ثالثاً: الخلوة والاختلاط: إنّ الخلوةَ والاختلاطَ من أكبر أسبابِ انتشارِ الفواحشِ والوقوعِ في العلاقات المحرمة بين الرّجال والنساء، ولقد جاء التحذير الشديد من النبي صلى الله عليه وسلم من الخلوة بالمرأة الأجنبية، فقال: (ألا لا يخلونّ رجلٌ بامرأةٍ إلا كان ثالثهما الشيطان).
وما نراه اليوم في مجتمعنا -إلا من رحم الله- لهو أكبرُ دليلٍ على صحة هذا، فقد كثُرَتِ العلاقاتُ غيرُ الشرعية بين الرجال والنساء، ولقد أفضى بعضُها إلى الوقوع في هتك الأعراض.
وأما الاختلاطُ: فهو من وسائل الشيطان لافساد القلوب، وإثارة الغرائز، واتّباع الشهوات؛ فاختلاطُ الرجال بالنساء أصلُ كلِّ بليّةٍ وشرٍّ، وهو من أعظم أسباب نزول العذاب العام، وانتشارِ الفسادِ؛ وهو ذريعةٌ مؤديةٌ لحدوث الفواحش والزنا.
رابعاً: إطلاق البصر: البصرُ أمرُهُ خطيرٌ، والرجل مأمورٌ بغضِّ بصرِهِ عن كلِّ مالا يحلُّ له، فقد قال الله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إنّ الله خبيرٌ بما يصنعون} [النور: 30].
كما أنّ المرأة مأمورةٌ بغضِّ بصرها كالرجال، حيث قال الله تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} [النور: 31].
وما فسَدَتِ الرجال إلا من جرّاء إطلاق البصر، وما تَهتّكَتِ الحرماتُ إلا بسبب البصر، ولله در القائل:
كلُّ الحوادثِ مبداها من النظرِ ومعظمُ النّارِ من مستصغرِ الشّررِ
4- علاج الشهوات
أولاً: التربية الإيمانية: هذه التريبة التي تقوم على أساسٍ متينٍ من تقوى الله عز وجل ومراقبته، والخوفِ والرجاء، والمحبة لله وحده، تجعَلُ صاحبَها تقيّاً نقيّاً عفيفاً طاهراً، لا تستهويه مادةٌ، ولا تستعبِدُهُ شهوةٌ؛ فلقد ذكر الله لنا حكايةً عن سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام أنّه لمّا كان منطوياً على تربيةٍ إيمانيةٍ ثابتةٍ رفَضَ الاستجابةَ للوقوع في الفاحشة عندما عُرضت عليه، حيث قال سبحانه: {قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي} [يوسف: 23].
ولقد ذكر النّبي صلى الله عليه وسلم في حديث السّبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، وعَدَّ من بينهم: (ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمالٍ فقال إنّي أخاف الله).
ثانياً: الدّعاء والالتجاء إلى الله وحده: الدّعاء هو سلاح المؤمن، فمَن طَلَبَ من الله أعطاه، ومن نبينا عليه الصلاة والسلام: (يا مقلِّبَ القلوبِ ثبّتْ قلبي على دينك)، وكان يدعو قائلاً: (اللهم إنّي أسألك الهدى والتّقى والعفاف والغنى).
وها هو سيّدنا يوسف عليه السّلام عندما شعر أنّه وقع في حرجٍ وضيقٍ شديدين حينما عُرضَتْ عليه الفاحشةُ من قبل امرأةِ عزيزِ مصرَ، لجأ إلى الله مستغيثاً به، كما حكى لنا القرآن عنه، حيث قال تعالى: {وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين} [يوسف: 33].
سمع الله نداءه، فاستجاب دعوته، قال الله تعالى: {فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم} [يوسف: 34].
ثالثاً: اجتناب رفقة السُّوء ومجالس المنكر: فالنفس الإنسانية مهما بلغت من الإيمان والتقوى تكون ضعيفةً أمام الشّهوات والمغريات في الحياة، فالواجب على المسلم أن يجتنب أماكن الفتنة، لما تحفل به من المغريات، التي قد تزلّ الأقدام بسببها، وأن يجتنب رفقة السّوء الذين يزيّنون المنكرَ في أعين الناس، ويَحُثُّون الإنسانَ على اقتراف الشهوات التي لا تحلّ له.
رابعاً: الاكثار من صيام النافلة: فالصيام يكسر حِدّةَ الشهوة الجنسية لدى الشباب، ويشكِّلُ وقايةً للنفس من الوقوع في الفاحشة، وإلى هذا العلاج أرشد النبيُّ صلى الله عليه وسلم الشباب الذين لا يجدون مستلزمات الزواج فقال صلى الله عليه وسلم: (يا معشرَ الشبابِ من استطاع منكم الباءةَ فليتزوجْ، فإنه أغضُّ للبصر وأحصنُ للفرج، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
وأخيرا يا عباد الله: فلنعلمْ أنّه لمّا تَركَتِ المجتمعاتُ الإنسانيةُ خارطةَ الحقِّ التي أوضحها الله لبني الإنسان في حياتهم المعيشية والأخلاقية والاجتماعية، وصلوا إلى ما وصلوا إليه من الفساد والدمار.
ألا فلنعلمْ أننا إذا بقينا في منأى عن هداية الله، واستجبنا لغرائزنا وأهوائنا، فلا شكّ أنّ هذه الدنيا ستتحوّلُ إلى أسباب دمارٍ وهلاكٍ للإنسانيّة كلّها، فماذا بعد الحقِّ إلا الضّلالُ.
لن يجد الإنسان بعد هداية الله إلا الضّلالَ، ولن يجنيَ من الضّلالِ إلا ثمرةً واحدةً هي الشقاءُ الفرديُّ والجماعيُّ في دار الدنيا، والشّقاء الدائم يوم القيامة، ولا مُنقِذَ لنا من هذا الشقاء إلا الاستجابةُ لأمر الله الذي، فيه عزُّنا ومجدُنا وحياتُنا قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} [الأنفال: 24].