1- تعرّفْ على مصطفاك؛ لتسعد في دنياك، وتنجو في أخراك
2- إساءتهم لرسولنا؛ نصرٌ جديدٌ لنا، لو علمنا
3- سلْ نفسك: هل تغار لما يغار له الله؟
مقدمة:
في كلٍّ مكانٍ وزمانٍ يتصارع الحقّ والباطل، ولكنّ الحقيقة الّتي لاريب فيها: أنّ الحقّ يثبت ويعلو، وأنّ الباطل يزول وينتهي، وإنّ من سنن الله في عباده المؤمنين: أن يبتليهم بأهل الطّغيان والفجور، لحكمةٍ جليلةٍ؛ بيّنها قوله عز وجل: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين} [العنكبوت: 2-3].
إنّ ممّا أغاظ -بالأمس القريب- كلّ مسلمٍ، وغمّ كلّ مؤمنٍ، ذلكم التّطاول الوقح، والاستهزاء الآثم المجرم، ضدّ خير خلق الله أجمعين؛ نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم، إنّه تطاولٌ من تافهٍ حقيرٍ ذليلٍ، أراد أن يسيء لنبيّنا، فعادت إساءته عليه، حينما أنبأنا تطاوله السّافر عن حقدٍ دفينٍ وبغضٍ مكينٍ، ضدّ رسالة نبيّنا الخالدة الّتي أغاظت الشّياطين وأذنابهم.
فليخسَأ الخاسئون، وليمُتْ بغيظهم الحاقدون، فإنّ الله رفع ذِكر نبيّه، وتكفّل -وهو العزيز المنتقم- بالدّفاع عن رسوله ضدّ كلّ مجرمٍ عنيدٍ مريدٍ، أراد أن ينثر التّراب على السّماء فعاد إليه ترابه، وبقيت السّماء بسّامة المحيّا، فأين أنتم يا ولاة الأمور من نصرة نبيّكم؟ وقد جعل الله الدّفاع عن مقام رسوله فرضاً؛ بكلّ وسيلةٍ ممكنةٍ يترتّب عليها تحقيق المصالح ودفع المخاطر.
1- تعرّفْ على مصطفاك؛ لتسعد في دنياك، وتنجو في أخراك
أيّ عبارةٍ تحيط ببعض نواحي تلك العظمة النّبويّة؟ وأيّ كلمةٍ تتّسع لأقطار هذه العظمة الّتي شملت كلّ قطرٍ، وأحاطت بكلّ عصرٍ، وكُتب لها الخلود أبد الدّهر؟ وأيّ خطبةٍ تكشف لك عن أسرارها، وإن كُتبت بحروفٍ من النّور، وكان مداده أشعّة الشّمس؟ إنّها العظمة الماثلة في كلّ قلبٍ، المستقرّة في كلّ نفسٍ، والّتي اعترف بها العدوّ والصّديق؛ إنّها عظمة سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم.
إنّه النّبيّ محمّدٌ، حيث الكمال الخُلُقيُّ بالذّروة الّتي يصعب أن تُنال، حيث كان أوفر النّاس عقلاً، وأسخى القوم يداً، يبيت على الطّوى وقد أنفق ما عنده، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بِلَالٍ وَعِنْدَهُ صَبَرٌ مِنَ التَّمْرِ، فَقَالَ: (...أَنْفِقْ بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا).
أعظم النّاس تواضعاً، يخالط الفقير والمسكين، ويجالس الشّيخ والأرملة، وتذهب به الجارية إلى أقصى سكك المدينة فيقضي حاجتها، ولا يتميّز عن أصحابه بمظهرٍ من مظاهر العظمة.
ألين النّاس عريكةً، وأسهلهم طبعاً، ما خُيّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن محرّماً، وهو مع ذلك أحزمهم عند الواجب، وأشدّهم مع الحقّ، لا يغضب إلّا إذا انتهكت حرمات الله.
أشجع النّاس قلباً، وأقواهم إرادةً، يخوض المعارك بكلّ شجاعةٍ وثباتٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: "كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ، فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنَ القَوْمِ مِنْهُ".
أعدلهم في الحكومة، وأعظمهم إنصافاً في الخصومة، يُقِيدُ من نفسه، يُقيم الحدود على أقرب النّاس، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا).
أرفق النّاس بالضّعفاء، وأعظمهم رحمةً بالمساكين، شملت رحمته كلّ شيءٍ حتّى الحيوان، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ).
فلو لم يكن له من الفضل إلّا أنّه الواسطة في هداية النّاس، لكان فضلاً لا يستقلّ العالم بشكره. ذاك قبسٌ من نور النٌبوة، وشعاعٌ من مشكاة الرّسالة، وإنّ في القول بعد لسعةً، وسلِ التّاريخ يخبرْك أنّه ما مرّ به أعظم من رسول الله، الّذي عُصم من النّقائص، وعلا عن الهفوات، فاتّخذْهُ قدوةً في حياتك، تسعدْ في دنياك، وتنج بعد مماتك.
2- إساءتهم لرسولنا؛ نصرٌ جديدٌ لنا، لو علمنا
لقد تكفّل الله بحماية رسوله من كلّ معتدٍ أثيمٍ، فقال جل جلاله: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95].
وأخبرنا أنّ الخير قد يكون كامناً فيما نحسبه شرّاً، فقال: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النّساء: 19].
إنّ الهجوم على الإسلام ومقدّساته ذو جذورٍ قديمةٍ قِدَم الإسلام، بدءاً من كفّار قريش حتّى يومنا هذا، ولكنّها جميعها توفّر للمسلمين فرصةً ذهبيّةً يمهّدها الله تعالى بتقديره لكافّة المسلمين، ويمهّد لغيرهم فضول الاستماع لما يقوله المسلمون، فالإساءة الّتي قام بها الخبيث -ماكرون- بالأمس، أغمّتنا وأحزنتنا كثيراً، ولكنّ وقفة تأمّلٍ منّا قد تجعل من هذه الأزمة انفراجةً طال انتظارها، وفي الوقت ذاته نردّ كما ردّ حسّان بن ثابتٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما استأذنه بالردّ على هجاء المشركين: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا حَسَّانُ، أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ القُدُسِ).
لقد كتب الله نصراً لدين الإسلام خلال نائبات الدّهر والأحداث الجسام، واستفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من ذلك في إيصال دين الله عز وجل إلى بقيّة الأمم، وخير مثالٍ على ذلك: دخول أعدادٍ كبيرةٍ من النّاس في الإسلام؛ بعد أن مَنعت قريشٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته من دخول مكّة المكرّمة للعمرة في العام السّادس للهجرة عام الحديبة، وضاقت الأرض على المسلمين بما رحبت، وجَاءَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْنَا عَلَى الحَقِّ وَهُمْ عَلَى البَاطِلِ؟.
هنا استفاد الرّسول من الهدنة الّتي وقّعها مع قريش بعد تلك الواقعة في تعزيز الإسلام ونشره بين النّاس في المدينة، فيما كانت تقدم عليه أفواج المسلمين.
وما يجب علينا أن ندركه اليوم: هو أنّ هذه الإساءة لمقام نبيّنا صلى الله عليه وسلم بداية خيرٍ كثيرٍ لو استفدنا منها بطرقٍ عديدةٍ، وأنّ شعاعاً من الأمل والنّصر قد أشرق من جنباتها المظلمة.
يهتمّ الغرب اليوم اهتماماً بالغاً بما يحدث من إساءةٍ لنبيّ المسلمين، ويترقّبون ما يصدر من المسلمين من أقوالٍ وأفعالٍ تجاه ذلك، فما على المسلمين إلّا أن ينتقلوا من حالة الدّفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطّرق التّقليديّة إلى حالة الهجوم، وأن يصبح توجّههم إلى الغرب بهدف الدّعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وهناك درسٌ عظيمٌ في تاريخنا، يمكن الرّجوع إليه والاستفادة منه في تحقيق هذه الغاية -هداية النّاس إلى دين الله- وهي قصّة إسلام النّجاشيّ على يد جعفر بن أبي طالبٍ؛ ببركة الحدث والوقت والخطاب الّتي هيّأها الله آنذاك.
3- سلْ نفسك: هل تغار لما يغار له الله؟
إنّ الله يغار لدينه ونبيّه، يغار إذا أتى العبد ما حرّمه الله، ومِنْ غيرته أن ينتقم ممّن آذى رسوله ومصطفاه، فأوجب عليهم اللّعنة في الدّنيا والآخرة، وتوعّدهم بالعذاب المهين في الآخرة، فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا} [الأحزاب: 57].
ولقد تولّى الدّفاع عن رسوله وحمايته، فقال عز وجل: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67].
فما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله وبما جاء به؛ إلّا أهلكه الله وقتله شرّ قِتلةٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ، فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ: فَرَفَعُوهُ، قَالُوا: هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ فَأُعْجِبُوا بِهِ، فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ، فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ، فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا، ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ، فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا، ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ، فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا، فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذًا".
وهذه امرأةٌ يهوديّةٌ كانت تشتم رسول الله، فلمّا قتلها زوجها نصرةً لرسول الله؛ أهدر رسول الله دمها، عَنْ ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ، وَتَقَعُ فِيهِ، فَيَنْهَاهَا، فَلَا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ، جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ، وَتَشْتُمُهُ، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا، وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ).
لأنّ سبّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم من أعظم المحرّمات، وهو كفرٌ وردّةٌ عن الإسلام بإجماع العلماء، سواءٌ فعل ذلك جادّاً أو هازلاً، وأنّ فاعله يقتل مسلماً كان أو كافراً.
ماذا يبقى في الحياة من لذّةٍ إن نيل من مقام رسول الله ثمّ لا يُذاد عن حياضه! ماذا نفعل تجاه هذا العداء السّافر؟ هل نغمض أعيننا ونصمّ آذاننا ونطبق أفواهنا وفي القلب عرقٌ ينبض؟!
لئن تخاذل رجالنا عن نصرة نبيّنا؛ فلقد سطّر التّاريخ صوراً مشرقةً باهرةً لنساءٍ نافحن عن رسول الله، فهذه أمّة عمارة كانت تقاتل عنه في غزوة أحدٍ يميناً وشمالاً، وتذود عنه سيوف الأعداء ونبالهم، حتّى أصيبت بعدّة جراحٍ، فأين رجال الأمّة الّذين هم أولى بالدّفاع عن رسول الله؟
أليس لنا أسوةٌ بالصّحابيّ الجليل: عبد الله بن عبد الله بن أبيّ بن سلولٍ؛ في موقفه الحازم من أبيه عندما آذى والدُه رسول الله بكلامٍ قبيحٍ قال فيه: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ، فأُخبِرَ ولده عبدالله بذلك فلم يسمح -منتصراً لرسول الله- لوالده بالدّخول إلى المدينة حتّى اعتذر لرسول الله، وأقرّ بأنّه هو الذّليل، ورسول الله هو العزيز، ونزل قوله تعالى: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8].
الله أكبر! هكذا يغضب الرّجال وينتصر الأبطال لرسول الله، فإنّ عبد الله لم يجامل والده، ولم يداهنه لقرابته، ولا عجب في الأمر ولا غرابة، فإنّه الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب.
إنّ عظمة رسول الله في نفوسنا أعلى من قبّة الفلك، ولن ينال منها مثل هذا القذر الجبان، فلن يضرّ السّحاب نباح الكلاب، ولن يضر السّماء إنّ مُدّتْ لها يدٌ شلّاء، ولكنّ الّذي يعنينا هو واجبنا تجاه مقام النّبوّة، والانتصار لجناب الرّسول، والذبّ عن مقامه الشّريف.
إلى كلّ مؤمنٍ يخفق قلبه حبّاً وشوقاً لنبيّه: عليه أن يهبّ لنصرته، والدّفاع عنه؛ بتطبيق سنّته، ونشر شريعته، وإعلان الاستنكار لهذا التّواقح الفاحش والتّسفّل البذيء، والاحتجاج الرّسميّ والشّعبيّ والفرديّ، ومقاطعة البضائع الفرنسيّة على اختلافها، حتّى تعرف لنبيّنا قدره، وتصون مقامه من كيد الحاقدين.
ختاماً: إنّ من حقّ رسولنا علينا أن نحبّه ونعظّمه، ونتبع سنّته في كلّ شيءٍ، فحبّه عقيدةٌ يتّفق عليها كلّ المسلمين، ولذا يجب علينا أن نستثمر هذه الأزمة العالميّة -الّتي تنامت بسبب التّعرّض لشخصه- في توحيد الأمّة وجمع كلمتها حول الرّسول؛ لتكون غضبة المسلمين لدينهم في الاتّجاه الصّحيح.
يجب أن نشيع توقير الرّسول وتعريف الجيل بشمائله، ويجب على الأمّهات أن يُرضعن أولادهنّ محبّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواجبٌ على الآباء أن يخصّصوا من وقتهم ليعلّموا أولادهم سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم.
يجب علينا أن نعلن عن حبّنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وغضبنا له، وأن نرفض التّعامل مع هؤلاء السّفلة الّذين يسبّونه، ونقاطع كلّ منتجٍ يأتينا من عندهم، هذا من جهةٍ.
ومن جهة أخرىّ علينا أن نتمسّك بكلّ ما جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوالٍ وأفعالٍ وتوجيهاتٍ، ونحوّلها إلى سلوكٍ وواقعٍ عمليٍّ في حياتنا؛ في الغضب والرّضى، والمنشط والمكره، والعدل والأثرة، وأن ننشر سنّته ونصدع بها ونجاهد شانئها.
ولنعلمْ أنّه بقدر نصرتنا لرسولنا، ولزوم طريقته ومنهجه؛ تكون كفاية الله لنا، وتخليد عملنا.
وكلّنا ثقةٌ بالله أنّه ناصرٌ نبيّه ورافعٌ ذِكره، وأنّه مهلكٌ شانئه وقاطع أثره.