1- لِمن ننتسِب؟
2- دَعُوها.. فإنَّها منتِنةٌ
مقدمة:
خلق الله جل جلاله الخلق مِن آدم وحوّاء، وجعلهم شعوبًا وقبائل، وجعل ميزان التّفاضل بينهم التّقوى، فالأفضل عند الله الأتقى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].
وقد كانت العرب تعتدّ بالغ الاعتداد بأنسابها، وتحفظها وتحرص عليها شديد الحرص، فجاء الإسلام، فأقرّ مِن فعلهم ما أقرّ، وأنكر ما أنكر، وأعاد الأمر إلى نصابه، إذ بيّن أنّ النّجاة في الآخرة منوطةٌ بالتّقوى والعمل الصّالح؛ لا الانتساب، وكان هذا جليًّا مِن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في بداية الدّعوة، لئلّا يترك مجالًا للتّوهّم، قبل أن تُفرض الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ، فقد ورد أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}: (يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، سَلِينِي بِمَا شِئْتِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي).
ولم ينتفع أبو طالبٍ بنسبه، بل انتفع بنصرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حَدَّثَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه: قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: (هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّار).
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ أَبِي؟ قَالَ: (فِي النَّارِ)، فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: (إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ).
1- لِمن ننتسِب؟
انتسب النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا احتاج أن ينتسب، عَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عُمَارَةَ وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَالَ: لَا وَاللهِ مَا وَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ وَلَّى سَرَعَانُ النَّاسِ، فَلَقِيَهُمْ هَوَازِنُ بِالنَّبْلِ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ رضي الله عنه آخِذٌ بِلِجَامِهَا وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ.. أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ).
لكنّ انتساب أبي لهبٍ لبني هاشمٍ لم يصُنه أن ينزل فيه الوعيد الشّديد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ أَبُو لَهَبٍ -عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ- لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}.
فتأمّل في حبر الأمّة -ابن عبّاسٍ- يلعن عمّه أبا لهبٍ، مع اشتراكهما في النّسب الشّريف.
وهنا سورتان في خاتمة القرآن متتاليتان، بينهما انسجامٌ لفظيٌّ ومعنويٌّ؛ سورة المسد وسورة الإخلاص، أمّا سورة المسد فبيّنت أنّ انتساب أبي لهبٍ ليس بنافعه، وأمّا سورة الإخلاص فسبب نزولها يوضّح الأمر، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، أَنَّ المُشْرِكِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ}.
فالعرب لفرط اهتمامها بالأنساب تريد نسب الله سبحانه وتعالى، فنزل البيان الإلهيّ حاسمًا مبيّنًا تنزيه الرّب عن الشّريك والشّريكة والولد والأب، ويظهر الانسجام اللّفظيّ بين السّورتين في فاصلة الآيات، حيث ترى أنّ سورة المسد تنتهي آياتها بحرف الباء إلى أن تصل إلى الآية الأخيرة فتستحيل دالًا، توطئةً لفاصلة سورة الإخلاص وهي الدّال، فتنسجم السّورتان معنًى ومبنًى، وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ أَنْسَابَكُمْ هَذِهِ لَيْسَتْ بِسِبَابٍ عَلَى أَحَدٍ، وَإِنَّمَا أَنْتُمْ وَلَدُ آدَمَ، طَفُّ الصَّاعِ لَمْ تَمْلَئُوهُ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِالدِّينِ أَوْ عَمَلٍ صَالِحٍ، حَسْبُ الرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ فَاحِشًا بَذِيًّا، بَخِيلًا جَبَانًا).
وأمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بتعلّم الأنساب، قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: فَمَتَّ لَهُ بِرَحِمٍ بَعِيدَةٍ، فَأَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اعْرِفُوا أَنْسَابَكُمْ تَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّهُ لَا قُرْبَ بِالرَّحِمِ إِذَا قُطِعَتْ وَإِنْ كَانَتْ قَرِيبَةً، وَلَا بُعْدَ بِهَا إِذَا وُصِلَتْ وَإِنْ كَانَتْ بَعِيدَةً).
فالانتساب ليس مذمومًا على إطلاقه، ولا هو بالمحمود مطلقًا، فإن دفع إلى صلة الرّحم والتّعاطف فهذا مقصدٌ شرعيٌّ، وإن دفع إلى الظّلم والحميّة -حميّة الجاهليّة- فساء ما دفع إليه، يقول شاعرهم:
وهَلْ أَنَا إلاّ مِنْ غَزِيّة إنْ غَوَتْ غَوَيْتُ وإنْ تَرْشُدْ غَزِيّةُ أَرْشُدِ
2- دَعُوها.. فإنَّها منتِنةٌ
وقد عالج النّبيّ صلى الله عليه وسلم بقايا الجاهليّة في النّفوس، مع إعلانه في أول يوم مِن الجهر بالدّعوة أنّ الانتساب لهاشمٍ لا ينفع المنتسب يوم الدِّين، كرّر المعنى في آخر الدّعوة في خطبة الوداع، فقد حَدَّثَ مَنْ شَهِدَ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ إِلَّا بِتَقْوَى اللَّهِ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟) قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ)، ثُمَّ قَالَ: (أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟) قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: (فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟) قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: (فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟) قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: (فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأُمْوَالَكُمْ، -قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَعْرَاضَكُمْ- عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟) قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ، إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ).
فهذا تذكيرٌ مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم للنّاس بأصلهم، وتهديدٌ ووعيدٌ شديدٌ أن يحملهم التّفاخر بالأنساب على الكبر.
وقد تصدّى النّبيّ ع لبقايا الجاهليّة في النّفوس، فعن جَابِر بْن عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ، قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فِي جَيْشٍ، فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: (دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ)، فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ: فَعَلُوهَا، أَمَا وَاللهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ عُمَرُ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (دَعْهُ، لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ).
وقد بيّن نبيّنا صلى الله عليه وسلم للنّاس حدود التّناصر المشروع بين الإخوة، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا) فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: (تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ).
خاتِمةٌ:
ادّرع الكفار بحميّة الجاهليّة فما نفعتهم، وادّرع الصّحابة بالتّقوى فانتفعوا: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الفتح: 26].
وقد حرص النّبيّ صلى الله عليه وسلم على إقامة مجتمعٍ تربط بين أفراده رابطة العقيدة قبل رابطة النّسب، ولم يلغِ رابطة النّسب، بل جعلها في إطار صلة الرّحم والتّناصر على الخير، وأن يردع الأخ أخاه عن الظّلم؛ لا أن يمالئه فيه..
أبي الإسلام لا أبَ لي سواهُ إذا هتفوا ببكرٍ أو تميمِ
وما كرمٌ ولو شرفت جدودٌ ولكنَّ التَّقيَّ هو الكريمُ
وقد انتشرت مقاطع مرئيّةٌ هذه الأيّام ترى فيها دعوى الجاهليّة المنتنة، وأن ينتصر أبناء العمومة لبعضهم دون النّظر إلى محقٍّ ومبطلٍ، أمّا هذا فليس مِن ديننا، ديننا يدعونا إلى تحكيم شرع الله فينا، وألّا ننساق وراء العصبيّة القبليّة: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. [النّور: 47-51].