الجمعة 17 شوّال 1445 هـ الموافق 26 أبريل 2024 م
خطبة عيد الأضحى 1443هـ (سُنَّة الخليل إرضاءٌ للجليل)
الخميس 8 ذو الحجة 1443 هـ الموافق 7 يوليو 2022 م
عدد الزيارات : 744
خطبة عيد الأضحى 1443هـ (سُنَّة الخليل إرضاءٌ للجليل)
عناصر المادة
1- البُدن مِن شعائر الله
2- مِن أحكام الأضحية
مقدمة:
مِن شعائر ديننا أعياده، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ ‌شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} ولنا في العام عيدان، أحدهما بعد شهر الصّوم {‌وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} والآخر يوم النّحر الّذي نحن فيه، وقد وقف النّبيّ صلى الله عليه وسلم خطيبًا في النّاس يوم النّحر ونبّه إلى أهمّ عقائد المسلمين، عَنْ ‌أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ: السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟) قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: (أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ؟) قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: (أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟) قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: (أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ؟) قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: (فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟) قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: (أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟) قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: (فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ -قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ -وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ)، وَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا ذَكَرَهُ قَالَ صَدَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: (أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟). صحيح البخاريّ: 5550
فما أعظم فوائد هذا الحديث، ومنها أن نعظّم شعائر الله وحرماته، ومِن شعائر الله الأضحية.
ومِن المأثور مِن خطب الصّحابة يوم العيد خطبة الفاروق رضي الله عنه، قال ‌أَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ أَنَّهُ شَهِدَ الْعِيدَ يَوْمَ الْأَضْحَى مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَاكُمْ عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْعِيدَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَيَوْمٌ تَأْكُلُونَ نُسُكَكُمْ). صحيح البخاريّ: 5571
1- البُدن مِن شعائر الله
{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [الحجّ: 36-37].
قال عطاء: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} قال: البقرة والبعير، وقوله: {لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} يقول: لكم في البدن خيرٌ، وذلك الخير هو الأجر في الآخرة بنحرها والصّدقة بها، وفي الدّنيا: الرّكوب إذا احتاج إلى ركوبها، صوافّ بمعنى مصطفّةً، وعن ابن عبّاسٍ، في قوله: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} قال: الله أكبر الله أكبر، اللهمّ منك ولك، صوافّ: قيامًا على ثلاث أرجلٍ، وقوله: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} يقول: فإذا سقطت فوقعت جنوبها إلى الأرض بعد النّحر، {فَكُلُوا مِنْهَا}، وعن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} قال: القانع: المستغني بما أعطيته وهو في بيته، والمعترّ: الّذي يتعرّض لك ويلمّ بك أن تطعمه مِن اللحم، هكذا سخّرنا البدن لكم أيّها النّاس، يقول: لتشكروني على تسخيرها لكم، لم يصل إلى الله جل جلاله لحومُ بدنكم ولا دماؤها، ولكن يناله اتّقاؤكم إيّاه أن اتّقيتموه فيها فأردتم بها وجهه، وعملتم فيها بما ندبكم إليه وأمركم به في أمرها وعظّمتم بها حرماته. تفسير الطبريّ - جامع البيان: 18/630
وقد ضحّى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ونقلت لنا صفة أضحيته، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ فِي سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ، فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحِّيَ بِهِ، فَقَالَ لَهَا: (يَا عَائِشَةُ، هَلُمِّي الْمُدْيَةَ)، ثُمَّ قَالَ: (اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ)، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ: (بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بِهِ). صحيح مسلم: 1967
وفي حديثٍ آخر وصفٌ لطريقة الذّبح حَدَّثَنَا ‌أَنَسٌ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَتِهِمَا وَيَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ. صحيح البخاريّ: 5564
وفي ثالثٍ بيانٌ للذّكر الّذي قاله إذ ذبح؛ عَنْ ‌أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‌بِكَبْشَيْنِ ‌أَمْلَحَيْنِ فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ. صحيح البخاريّ: 5558
فيتبيّن مِن هذا أنّه يسنّ للمضحّي أن يضحّي بالحيوان السّمين الكامل، وأن يذبحه بيده، وأن يشحذ السّكّين، ليريح الذّبيحة، فهذا مِن الإحسان، ومِن السّنّة التّسمية والتّكبير قبل الذّبح، وأن ينوي إذ يذبح لله جل جلاله؛ فلن ينال اللهَ لحومها ولا دماؤها، ولكنّ النّية الصّالحة ترفع إلى الله عز وجل، ومَن لا يحسن الذّبح فلينب عنه مَن يحسنه، لئلّا يخطئ في ذبحها، فيعذّبها، وربّما ذبَحها بصورةٍ غير شرعيّةٍ فلا تكون مذكّاةً، بل ميتةً.
2- مِن أحكام الأضحية
نصّ الفقهاء على تفاصل كثيرةٍ في أحكام الأضحية، لكنّ هذا مقام إجمالٍ، نكتفي فيه بمذهب الشّافعيّة (والأضحية سنّةٌ مؤكدةٌ، ويجزئ فيها الجذع مِن الضّأن والثّنيّ مِن المعز والثّنيّ مِن الإبل والثّنيّ مِن البقر، وتجزئ البدنة عن سبعةٍ والبقرة عن سبعةٍ والشّاة عن واحدٍ، وأربعٌ لا تجزئ في الضّحايا العوراء البيّن عورها والعرجاء البيّن عرجها والمريضة البيّن مرضها والعجفاء الّتي ذهب مخّها مِن الهزال، ويجزئ الخصيّ والمكسور القرن، ولا تجزئ المقطوعة الأذن والذّنب، ووقت الذّبح مِن وقت صلاة العيد إلى غروب الشّمس مِن آخر أيّام التّشريق، ويُستحبّ عند الذّبح خمسة أشياء: التّسمية، والصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، واستقبال القبلة، والتّكبير، والدّعاء بالقبول، ولا يأكل المضحّي شيئًا مِن ‌الأضحية المنذورة، ويأكل مِن المتطوَّع بها، ولا يبيع مِن ‌الأضحية ويطعم الفقراء والمساكين. متن أبي شجاع المسمى الغاية والتقريب: ص43
ودليل الوقت: عَنِ ‌الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: ذَبَحَ أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (أَبْدِلْهَا)، قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي إِلَّا جَذَعَةٌ، قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ هِيَ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ، قَالَ: (اجْعَلْهَا مَكَانَهَا، وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ). صحيح البخاريّ: 5557
وعَنِه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ). صحيح البخاريّ: 5556
وقد كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يبكّر بها ويذبحها في المصلّى، عَنِ ‌الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا نُصَلِّي، ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَرُ). صحيح البخاريّ: 5545
وعَنْ ‌نَافِعٍ: أَنَّ ‌ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنه أَخْبَرَهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْبَحُ وَيَنْحَرُ بِالْمُصَلَّى. صحيح البخاريّ: 5552
وبه اقتدى ابن عمر، عَنْ ‌نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَنْحَرُ فِي الْمَنْحَرِ، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: يَعْنِي: مَنْحَرَ النَّبِيِّ. صحيح البخاريّ: 5551
أما دليل إجزاء البقر: فعَنْ ‌عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَحَاضَتْ بِسَرِفَ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ مَكَّةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ: (مَا لَكِ؟ أَنَفِسْتِ؟) قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: (إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ) فَلَمَّا كُنَّا بِمِنًى أُتِيتُ بِلَحْمِ بَقَرٍ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: ضَحَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَزْوَاجِهِ بِالْبَقَرِ. صحيح البخاريّ: 5548
خاتِمةٌ
مِن رحمة الله جل جلاله بعباده أن جعل لهم أعيادًا في السّنة يفرحون بها ويعودون بالخير على أنفسهم وذويهم ولا ينسَون فقراء المسلمين، ففي عيد الفطر نتذكّر الفقراء قبل صلاة العيد بصدقة الفطر، فلا نرِد الصّلاة إلا وقد أعطيناهم، وفي عيد الأضحى نتذكّرهم إذ نعطيهم مِن لحوم الأضاحي، وقد نهى النّبيّ صلى الله عليه وسلم النّاس سنةً أن يدّخروا مِن لحوم الأضاحي شيئًا، وأمرهم أن يعطوا الفقراء، عَنْ ‌سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلَا يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ وَفِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ)، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا عَامَ الْمَاضِي؟ قَالَ: (كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا فَإِنَّ ذَلِكَ الْعَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا). صحيح البخاريّ: 5569
ثم ادّخر الصّحابة بعد أن زال السّبب، عَن ‌جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَتَزَوَّدُ لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ. صحيح البخاريّ: 5567
فمن رأى اليوم في النّاس فاقةً وعوزًا فلا يمسك شيئًا، ليأكل هنيئًا مريئًا، وليطعم، وليُهد وليتصدّق، أمّا أن نملأ الثّلاجات باللحم -وقد وصل التّيّار الكهربائيّ لمناطق واسعةٍ مِن المحرّر، فاستأنف النّاس الحفظ بالتّبريد- مع شدّة العوز، فليست هكذا سنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإذا رأى المرء في محلّته وفرةً في الأضاحي لرخص اللّحم هذا العام فلا عليه أن يدّخر، فقد ادّخر مَن هو خيرٌ مِنّا.
هي أيّام أكلٍ وشربٍ، فلنتقرب إلى الله جل جلاله بشعيرة الأضحية، ولنظهر التّراحم والعطف على البائس الفقير والقانع والمعترّ، لعل الله سبحانه أن يرحمنا برحمتنا ضعفاءنا، فيزيل بؤسنا وفقرنا، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ ‌الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15].
{هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ ‌الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}. [محمّد: 38]. 
1 - صحيح البخاريّ: 5550
2 - صحيح البخاريّ: 5571
3 - تفسير الطبريّ - جامع البيان: 18/630
4 - صحيح مسلم: 1967
5 - صحيح البخاريّ: 5564
6 - صحيح البخاريّ: 5558
7 - متن أبي شجاع المسمى الغاية والتقريب: ص43
8 - صحيح البخاريّ: 5557
9 - صحيح البخاريّ: 5556
10 - صحيح البخاريّ: 5545
11 - صحيح البخاريّ: 5552
12 - صحيح البخاريّ: 5551
13 - صحيح البخاريّ: 5548
14 - صحيح البخاريّ: 5569
15 - صحيح البخاريّ: 5567
دور الخطباء في سوريا ؟!
دور فعال ومؤثر (صوتأ 114) 80%
غير فعال (صوتأ 27) 19%
لا أدري (صوتأ 2) 1%
تاريخ البداية : 26 ديسمبر 2013 م عدد الأصوات الكلي : 143