1- اغتنام الأوقات بالقربات والطَّاعات
2- وصايا وأحكام، تعرِّفنا بيسر الإسلام
مقدمة:
إنّ في تقلّبات اللّيل والنّهار، وسرعة مضيّ اللّيالي وانقضاء الأعمار، ذكرى وعبرةً لأولي القلوب والأبصار، الّذين امتدحهم ربّنا سبحانه في قرآنه الكريم، لأنّهم يتفكّرون في آياته الكونيّة، ويأخذون منها العظة والعبرة، قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار} [آل عمران: 190-191].
ولقد دعانا جل جلاله جميعًا للتأمّل في آياته العجيبة التّي بثّها في هذا الكون، وحثّنا على النّظر في ملكوته، والتّفكّر في غرائب صنعه وآثار قدرته، فقال سبحانه: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: 101].
فإذا أمعن كلّ واحدٍ فينا النّظر علِم أنّ الله عز وجل قادرٌ على كلّ شيءٍ، واعترف بضعفه أمام قدرة الله سبحانه، فلا يغترّ بدنيا وإن أقبلت، ولا بجاهٍ وإن عَظُم، ولا بعمرٍ وإن طال، ومَن تأمّل تقلّبات فصول السّنة، واختلاف اللّيل والنّهار، وكرّ السّنين والأعوام، يحصل له دليلٌ قاطعٌ على أنّه لا دوام للدّنيا ولا بقاء، قال تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [النّور: 44].
وإنّ موسم فصل الشّتاء إذ يتكرّر كلّ عامٍ، يذكّرنا بانقضاء عامٍ كاملٍ بفصوله المختلفة، فيبعث فينا الهمّة لتجديد التّوبة والرّجوع إلى الله عز وجل، وانتهاز فرصة أيّامه ولياليه، بالتّقرّب إلى مولانا سبحانه بما ندبنا إليه وحثّنا عليه، فيا سعادة مَن انتبه مِن غفلته، واستيقظ مِن رقاده، وشكر خالقه على أن مدّ له في عمره، ليزداد مِن الطّاعات، و لينافس في فعل الخيرات وعمل الصّالحات، ويا خسارة مَن فرّط في عمره، واستغرق في نومه، وأعرض عن شكر خالقه ومولاه، فضيّع لحظات الشّتاء في الغفلة والنّسيان، والإعراض و العصيان، ونسي إخوانه الفقراء المعوزين، في الوقت الّذي يتقلّب فيه في نعم ربّ العالمين، فما عساه أن يجني سوى الخيبة والخسران، ويا ليته تنبّه قبل فوات الأوان!
1- اغتنام الأوقات بالقربات والطَّاعات
لقد أنعم الله جل جلاله علينا بنعمٍ كثيرةٍ، وأكرمنا بخيراتٍ وفيرةٍ، غفلت عنها القلوب، وجهلت قيمتها النّفوس، وإنّ مِن أعظم هذه النّعم الّتي تستوجب منّا شكر الخالق العظيم: ما جاد علينا به مِن مظاهر رحمته في فصل الشّتاء والصّيف، والرّبيع والخريف، لتستقيم الحياة، ولا تتعطّل حركة الكون، وما ذاك إلّا مظهرٌ مِن مظاهر رحمة ربّنا سبحانه بنا، لعلّنا أن نكون مِن الشّاكرين، قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النّور: 71-73].
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ! أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُو أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ).
نتذكّر -ونحن نفرّ مِن البرد ونتّقيه بالتّدفئة والملابس- نار جهنّم؛ لنبعد أنفسنا عنها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التّحريم: 6].
إذا كان يؤذيك حرِّ المصيف ويبس الخريف وبرد الشِّتا
ويلهيك حسن زمان الرَّبيع فأخذك بالعزم قل لي متى؟
ألا إنّ مِن شكر الله العظيم على نعمة فصل الشّتاء: أن نستغلّ لحظات نهاره القصير بالصّيام، وليله الطّويل بالقيام، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ، قَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَ، وَطَالَ لَيْلُهُ فَقَامَ).
في الوقت الّذي يجب أن نتذكّر فيه إخواننا المهجَّرين المستضعَفين، الّذين يسكنون بيوتًا خاويةً، استظلّوا سماءها، وافترشوا أرضها، ومنهم مَن أوى إلى خيامٍ مهترئةٍ لا تحميهم مِن برودة الشّتاء، ولذع الصّقيع، وقد أنستهم الحرب أبسط لذائذ الحياة، حتّى أصبحت أمنيّتهم تحصيل أبسط حاجاتهم، ورحم الله القائل:
أتدري كيف جارك يا ابن أمِّي يهدهده مِن الفقر العناءُ
وكيف يداه ترتجفان بؤسًا وتصدمه المذلَّة والشَّقاءُ
يصبُّ الزَّمهرير عليه ثلجًا فتجمد في الشَّرايين الدِّماءُ
وهكذا؛ فإنّ الشّتاء فرصةٌ للموسرين ليطعموا جائعًا ضامر البطن، أو يكشفوا عنه كربةً، أو يزرعوا ابتسامةَ أملٍ على شفاهٍ جافّةٍ أوحشها ليل الحرب، فيحظون بحبّ الله والقرب مِنه، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تَطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا).
ولقد تخلّى الأشعريّون عن الأنانيّة الحاقدة، وبنوا حياتهم على العطاء المستمرّ الّذي استحقّوا به شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنّه منهم وهم منه، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ).
فهلّا أخذنا العبرة وتأسّينا بأفعالهم حتّى نحظى بمثل ما نالوا!
2- وصايا وأحكام، تعرِّفنا بيسر الإسلام
إنّ مِن رحمة الله سبحانه بعباده، أن أرشدهم في كتابه الكريم إلى كلّ ما يحتاجونه في أمور دينهم وديناهم؛ فقال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38].
وحذّرهم إذ ذكّرهم بالرّيح الشّديدة الّتي عذّب بها الأمم الكافرة فقال عز وجل: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ}
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا، حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ، قَالَتْ: وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا، أَوْ رِيحًا، عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَى النَّاسَ، إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ، فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ، عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ؟ قَالَتْ: فَقَالَ: (يَا عَائِشَةُ! مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ، قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ، فَقَالُوا: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}).
ولقد جاءت السّنّة المطهّرة لتؤكّد وتفصّل ما أُجمل في القرآن العظيم؛ فقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النّحل: 44].
وأمرنا ربّنا أن نتأمّل البرق والرّعد الّذي يرسله الله لعباده ترغيبًا وترهيبًا، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرّعد: 12-13].
ومِن الجدير بالذِّكر ونحن نتكلّم عن فصل الشّتاء أن نُذكِّر بالأذكار الّتي سنّها صلى الله عليه وسلم عند هبوب الرّياح، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ).
ونهى صلى الله عليه وسلم عن سبّها، لأنّها مُسخّرةٌ مُذلّلةٌ فيما خُلقت له، ومأمورةٌ بما أُرسلت به مِن رحمةٍ أو عذابٍ، فإذا نزل المطر كان له صلى الله عليه وسلم هديٌ آخرُ، عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذَا رَأَى المَطَرَ، قالَ: (اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا).
وكم مِن الأحكام الفقهيّة الّتي نحتاجها في هذه الأيّام، ولعلّ مِن أهمّها: مسألة المسح على الخفّيّن، الّتي تواترت السّنّة الصّحيحة فيها، فإذا كانا طاهرين، ساترين للكعبين، وكان لبسهما على طهارةٍ، جاز للمقيم مسح ظاهرهما يومًا وليلةً، وللمسافر ثلاثة أيّامٍ بلياليهنّ، وهذا يدلّ على يُسر شريعتنا الغرّاء، الّتي خفّفت عن الأمّة، وأباحت التّيمم بدلًا عن الغُسل عند فقد ما يُسخَّن به الماء، وشرعت الجمع بين الصّلوات عند نزول الأمطار الغزيرة جمع تقديمٍ، وكلّ ذلك بشروطٍ فصّلها الفقهاء في كتبهم، كما رخّص الشّرع بترك الجماعة إن اشتدّ المطر، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ قَالَ: أَذَّنَ ابْنُ عُمَرَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ بِضَجْنَانَ، ثُمَّ قَالَ: صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، فَأَخْبَرَنَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ: أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ، فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ، أَوِ الْمَطِيرَةِ فِي السَّفَرِ.
وعفا عن طين الشّارع -للضّرورة- الّذي يُبتلى به النّاس في فصل الشّتاء، ونبّهنا ألّا نغفل عن نار المدافئ وننام عنها، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَتْ فَأْرَةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا، فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ، فَقَالَ: (إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذِهِ عَلَى هَذَا فَتُحْرِقَكُمْ).
فما أجمل هذا الدِّين الحنيف، وما أعظم عطايا المولى لعباده!
خاتمةٌ:
مواعظ جمّةٌ يعظنا بها فصل الشّتاء ونحن نراها بأعيننا ونشعر بها بجوارحنا، فحريٌّ بنا الاتّعاظ بها، حتّى نزداد إيمانًا وقربًا إلى الله جل جلاله وإقبالًا عليه، حيث إنّ كلّ نعيمٍ وجحيمٍ هنا، لَيُذكّر أهل الإيمان بما في يوم القيامة من نعيمٍ وجحيمٍ، يتذكّر المؤمنون بالبرد القارس زمهرير جهنّم، فيستعيذون بالله سبحانه منه، ويبتعدون عن كلّ فعلٍ أو قولٍ يكون سببًا لدخول تلك النّار الحامية.
ألا فلنغتنم نهار الشّتاء بالصّيام، ولياليه بالقيام، ولنتذكّر إخواننا ذوي الفاقة والحاجة، لِنرقَّ لحالهم، ونقوم على حاجتهم، ونكرمهم ممّا أكرمنا به ربّنا سبحانه وجعلنا أمناء عليه، فإذا عرفنا حقّ الله في هذا المال، ومددنا يد العون والمساعدة لإخواننا المسلمين المحتاجين، بارك الله سبحانه لنا في ما أعطانا، وتجلّى علينا برحمته إن رحمنا بعضنا، كما يجب علينا أن نحمد مولانا على نِعَمه الوفيرة حمدًا لا يتناهى، وأن نتعلّم أحكام ديننا الحنيف، وتوجيهات حبيبنا صلى الله عليه وسلم، الّتي عرّفنا مِن خلالها يُسْر الشّريعة، ورفْع الحرج عن العباد.