أُجورٌ مضاعفة.. في ليالٍ فاضلة
1- مكانٌ خاصٌّ
2- زمانٌ خاصٌّ
مقدمة:
إنّ استمرار الحال على وتيرةٍ واحدةٍ يبعث في النّفس السّآمة والضّجر، لذا لا بدّ مِن التّنويع، حتّى تقبل النّفس على أعمال الخير راغبةً نشيطةً، عَنْ حَنْظَلَةَ التَّمِيمِيِّ الْأُسَيْدِيِّ الْكَاتِبِ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي وَوَلَدِي فَضَحِكْتُ وَلَعِبْتُ، وَذَكَرْتُ الَّذِي كُنَّا فِيهِ، فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: نَافَقْتُ نَافَقْتُ، فَقَالَ: إِنَّا لَنَفْعَلُهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: (يَا حَنْظَلَةُ، لَوْ كُنْتُمْ تَكُونُونَ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ - أَوْ فِي طُرُقِكُمْ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَ هَذَا، هَكَذَا قَالَ هُوَ، يَعْنِي سُفْيَانَ- يَا حَنْظَلَةُ: سَاعَةً وَسَاعَةً).
توشك ساعة الرّاحة الّتي بين العيدين أن تنتهي، لنصير إلى ساعةٍ أخرى، عنوانها الجدّ في التّقرب إلى الله سبحانه، وإنّ العبد الّذي يرغب حقًّا في القرب مِن مولاه يسأل دائمًا عن أحبّ الأعمال إلى الله جل جلاله، وعن أحبّ الأماكن، وعن أحبّ الأزمنة، ليحرص ما أمكن أن يوقع أفضل الأعمال في أفضل ظروفها مِن زمان ومكان، فيصيب مِن الأمر أعلاه.
وعند النّظر في أحبّ الأعمال إلى الله عز وجل نجد أحاديث، مِن جملتها: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ، وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ حَتَّى كَثُرُوا، فَأَقْبَلَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ).
يتعلّق هذا الحديث بالحالة العامّة للمؤمن في غير ساعات الهمّة الّتي يجدر أن يستفرغ فيها وسعه في فعل ما يحبّه الله سبحانه، لأنّ تلك السّاعات معدودةٌ محدودةٌ توشك تنقضي وتذهب فضيلتها، فما على السّالك إلى الله أن يزيد فيها همّته، حتّى إذا انقضت عاد إلى الدّائم وإن كان قليلًا، فما هي السّاعات الفاضلة الّتي نوشك نستقبلها؟
1- مكانٌ خاصٌّ
تقع الأفعال في ظروفها الزّمانيّة والمكانيّة، ونحن الآن نستقبل ظروفًا خاصّةً، باعتبار الزّمان مِن جهةٍ، وباعتبار المكان مِن جهةٍ أخرى، فالمكان الخاصّ الحرم، وقد ذكره الله جل جلاله في قرآنه، ونوّه إلى علوّ شأنه {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [القصص: 57].
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} [العنكبوت: 67].
ومِن الحرم المسجد الحرام {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96-97].
ومِن اختصاص هذا المكان أنّ الله سبحانه كلّف بإعماره وعِمارته أشرف النّاس {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحجّ: 26-27].
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127].
هو ذات المكان الّذي وثّقتْ دعوة الخليل عليه السلام يومًا أنّه كان واديًا غير ذي زرعٍ، فهوت إليه الأفئدة بدعوةٍ مِن خليل الرّحمن {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37].
وإلى اليوم ما تزال الأفئدة تهوي إليه، وتحنّ القلوب لرؤيته، وتبكي العيون شوقًا إليه، وما أكثر ما بذل المسلمون على مرّ الأزمنة ليكحّلوا عيونهم برؤية ذلك الوادي.
شدّوا الرّحال وقد نالوا المنى بمنًى وكلّهم بأليم الشّوق قد باحا
راحت ركائبهم تندى روائحها طيبًا بما طاب ذاك الوفد أشباحا
يا راحلين إلى المختار مِن مضرٍ زرتم جسومًا وزرنا نحن أرواحا
إنّ عبادة الحجّ الّتي نستقبلها الآن إنّما تكون في ذاك المكان الخاصّ، حيث يعبق بروائح التّاريخ الزكيّة مِن لدن خليل الرّحمن عليه السلام، إلى خاتم النّبيّين صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم، وإنّك ما لمست هناك حجرًا، أو طرقت طريقًا إلّا حدّثك عن تضحيةٍ ما بذلها باذلٌ تقرّبًا إلى الله سبحانه، فإذا فاتك أن تصافح تلك الأماكن المشرّفة فاحرص على الأزمنة المشرّفة، فإنها تعمّ كلّ أحدٍ.
2- زمانٌ خاصٌّ
لا ينتصف الأسبوع المقبل إلّا ونحن في زمنٍ اختصّه الحقّ عز وجل باختصاصاتٍ ليست في سواه، منها أن أقسم به الباري جل جلاله، وإذ يقسم ربّنا يعلّمنا أنّ المقسَم به محلّ أهمّيّةٍ، {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1-2].
ونبّه في سورة الحجّ إلى قصر هذا الزّمن حثًا لنا أن نستغلّه، فالقليل المعدود ينبغي أن يكون محلّ تنافسٍ واستثمارٍ، على العكس مِن الكثير المستمرّ فإنّك تجد النّاس تزهد فيه، لذا يحفّز الباعة المشترين بقولهم "الكمّيات محدودةٌ" {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحجّ: 28].
وقد نبّه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فضل هذا الأيام، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ) يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ).
ومِن خصوصيّة هذا الزّمن أن نُقل صومه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ، أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ".
وهذا الحديث عائدٌ إلى الحديث الّذي سبقه، فذاك الحديث نصَّ على أنّ العمل الصّالح مطلقًا مطلوبٌ في هذه الأيّام، ومِن العمل الصّالح الصّوم، ولا يقتصر الأمر على ذلك، فالذّكر كذلك مِن العمل الصّالح، وعليه نصّت آية سورة الحجّ.
هذا، والأعمال الصّالحة كثيرةٌ ومتنوّعةٌ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: (أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: (أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ).
فالحديث يبيّن أنّ أبواب عمل الخير واسعةٌ مشرعةٌ، فليجتهد في هذا العشر المجتهدون، وليتنافس المتنافسون.
خاتمةٌ:
السّير إلى الله سبحانه كأيّ سيرٍ مِن حيثُ أنّه طريقٌ فيه مراحل ومحطاتٌ، ينزل فيها المسافر، ثمّ يسير إلى تاليها، وإذا وجد المسافر الظّرف المناسب غذّ السّير لعله يقترب مِن مطلوبه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ).
وقوله (وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ) استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات المنشّطة كأوّل النّهار وبعد الزّوال وآخر اللّيل. وبين يدينا وقتٌ مناسبٌ للسّير إلى الله عز وجل والتّقرب إليه.
ومِن الأحكام الخاصّة بهذه العشر أنّ مَن أراد التّضحية يمسك عن أظفاره وشعره، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا).
قال النّوويّ: "قَالَ أَصْحَابُنَا: وَالْمُرَادُ بِالنَّهْيِ عَنْ أَخْذِ الظُّفُرِ والشّعر النّهي عن إزالة الظّفر بقلمٍ أو كسرٍ أَوْ غَيْرِهِ ،وَالْمَنْعُ مِنْ إِزَالَةِ الشَّعْرِ بِحَلْقٍ أَوْ تَقْصِيرٍ أَوْ نَتْفٍ أَوْ إِحْرَاقٍ أَوْ أَخْذِهِ بِنَوْرَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَسَوَاءُ شَعْرُ الْإِبْطِ وَالشَّارِبِ وَالْعَانَةِ وَالرَّأْسِ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ شُعُورُ، قَالَ أَصْحَابُنَا وَالْحِكْمَةُ فِي النَّهْيِ أَنْ يَبْقَى كَامِلَ الْأَجْزَاءِ لِيُعْتِقَ مِنَ النَّارِ، وَقِيلَ: التَّشَبُّهُ بِالْمُحْرِمِ، قَالَ أَصْحَابُنَا: هذا غلطٌ؛ لأنّه لا يعتزل النّساء ولا يترك الطِّيبَ وَاللِّبَاسَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَتْرُكُهُ الْمُحْرِمُ".
وخلاصة القول: إنّ الأيّام القادمة غنيمةٌ لمن أراد أن يغتنم، وأوّل الأمر أن نصدق العزم على الاجتهاد في تلك الأيّام، ثمّ لنلهج بالدّعاء أن يوفقنا الحقّ سبحانه، فهو المعين، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 5، 6].