1- خير استقبالٍ بتجديد التَّوبة
2- تهيئة القلب لتجلِّيات الرَّبِّ
مقدمة:
مضت الأيّام سريعًا وكأنّها لحظاتٌ، فبالأمس استقبلنا شهر رمضان المبارك، وما هي إلّا أشهرٌ مرّت كالبرق الخاطف، فإذا بنا على أبواب هذا الشّهر مِن جديدٍ، ولقد ودّعنا -ما بين الأمس واليوم- إخوةً وأحبابًا إلى الدّار الآخرة، وهم الآن بين أطباق الثّرى، فقراء إلى ما قدّموا، أغنياء عمّا تركوا، وإنّ مِن أجلّ نعم الله علينا أن أطال لنا في أعمارنا حتّى ندرك رمضان آخر بإذنه سبحانه، وإنّ هذا لَمِنْ أكبر مِنَنِ الله الجسيمة، وعطاياه العظيمة، الّتي تستوجب حمده وشكره، على هذه البشرى الّتي يحملها لنا شهر الجود والإحسان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا اسْتَهَلَّ رَمَضَانُ، غُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ).
فإذا كانت الجنّة تفتح أبوابها لاستقبال الصّائمين، فالواجب على كلّ مؤمنٍ أن يهيّئ قلبه ليكون مِن السّابقين لاستقبال رحمات الله وتجلّياته، الّتي لا ينالها العُصاة المعرضون، ولا يحظى بها الحسّاد الحاقدون، ولا يأخذ نصيبًا منها اللّاهون الغافلون، حيث إنّه مَن أقبل على الله، أقبل الله عليه، ومَن أعرض عن الله، أعرض الله عنه، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللهِ ، وَذَهَبَ وَاحِدٌ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا: فَرَأَى فُرْجَةً فَجَلَسَ، وَأَمَّا الْآخَرُ: فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ الثَّلَاثَةِ؟ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللهِ فَآوَاهُ اللهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللهُ عَنْهُ).
فجديرٌ بالمؤمن الّذي طال انتظاره لشهر العفو والغفران، والرّحمة والعتق مِن النّيران، أن يُصلح حاله مع ربّه جل جلاله بالتّوبة إليه، والتّذلّل على بابه، وأن يُصلح حاله مع عباد الله، فيَكْنُسَ ما علق في قلبه مِن الحقد والشّحناء، والكراهية والبغضاء، حتّى تكون جاهزةً لاستقبال النّفحات والرّحمات، الّتي يتجلّى بها ربّ الأرض والسّماوات، على عباده المؤمنين الصّائمين.
1- خير استقبالٍ بتجديد التَّوبة
لقد أنعم الله عز وجل علينا بنِعمة الخلق والإيجاد، وأكرمنا بنِعمة العطاء والإمداد، ثمّ مَنّ علينا بنِعمة الهدى والرّشاد، وعلم أنّ مِن العباد مَن قد يضلّ الطّريق، ففتح لهم باب الرّجوع إليه إن أغواهم الشّيطان، عَنْ صَفْوَانِ بْنِ عَسَّالٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إنَّ مِنْ قِبَلِ المغْرِبِ لَباباً مَسِيرَةُ عَرْضِهِ أرْبعونَ عاماً، أوْ سَبعون سنَةً، فَتَحهُ الِله عزَّ وجلَّ للتوْبَةِ يومَ خَلقَ السَّمواتِ والأَرْضَ، فلا يُغْلِقُه حتى تَطْلُعَ الشمسُ منهُ).
ما لم يحضر المرء أجلُه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ لَيَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ، مَا لَمْ يُغَرْغِرُ).
والعبد كثير الوقوع في الخطأ، فكان لا بدّ أن يلازم التّوبة دائمًا، فهي مِن أعظم العبادات الّتي تُنال بها محبّة الله سبحانه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].
فإذا حقّق العبد التّوبة حصلت له المغفرة، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].
والفلاح معلّقٌ بها، قال جل جلاله: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النّور: 31].
ومهما عمل العبد مِن السّيّئات والموبقات -ثمّ تاب- غفر الله له، قال عز وجل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزّمر: 53].
بل إنّ مِن عظيم كرم الله أنّه يبدّل السّيّئات حسنات، قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: 70].
ومِن واسع فضله أنّه يقبل توبة عبده في كلّ الأوقات، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ اللهَ عز وجل يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا).
وإنّها مطلوبةٌ مِن المؤمن، ولو كان أعبد النّاس وأتقاهم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: (وَاللهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً).
وها هو ذا رمضان قد أقبل بخيره وإحسانه، فلا أجمل مِن أن نشكر الله عز وجل على هذه النّعمة العُظمى بتجديد التّوبة، وكثرة الاستغفار، واجتناب المعصية، ومَن يدري! لعلّ منّا مَن لا يدرك رمضان، وإن أدركه ربّما لا يدرك آخره، فلنرجع إلى ربّنا قبل قدوم شهرنا، لنحظى برحمات مولانا وعطاياه.
2- تهيئة القلب لتجلِّيات الرَّبِّ
إنّ سلامة القلوب وصلاحها يكون باستقامتها على أمر الله عز وجل، فإذا ما استقام قلب العبد طهر مِن الشّرك والرّياء، والغشّ والحقد للمسلمين، ومَن كان سليم القلب سعد في الدّنيا وفاز في الآخرة، وإنّ أصحاب القلوب السّليمة يدركون مِن الأجر، ويبلغون مِن المنازل -بطهارة قلوبهم ونقائها- ما لا يبلغه الصّائمون القائمون؛ بصيامهم وأعمالهم الصّالحة، عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ، قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَ ذَلِكَ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَبِعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ب فَقَالَ: إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ... فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْقِرَ عَمَلَهُ، قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ: (يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ، فَأَقْتَدِيَ بِهِ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، قَالَ: فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ.
وإنّ أفاضل النّاس مَن سلمت قلوبهم مِن الضّغائن والأحقاد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ)، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ، نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: (هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ).
وما أجمل المؤمن عندما يطهّر قلبه قبل مجيء شهر النّفحات والبركات! ولا يجعل البغضاء تحول بينه وبين ربّه جل جلاله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا).
فكم في المسلمين مِن التّقاطع والتّدابر بسبب خلافٍ يمكن علاجه وإزالة أسبابه! بل كم مِن أرحامٍ جمعتهم وشائج القربى، ففرّقتها الأحقاد، ومزّقتها الضّغائن! ويا ويل قاطعيها مِن الله عز وجل، وإنّنا على أبواب شهر العفو والغفران، وإنّه فرصةٌ لأن تسمو فيه النّفوس على حظوظها، وتتطهّر فيه القلوب مِن أدرانها، فتمتدّ فيه الأيدي بالمصافحة بعد الإعراض، وتُطرَق فيه الأبواب للزّيارة بعد الهجران، وتجتمع فيه الأرحام بعد الابتعاد.
خاتمةٌ:
إذا كان رمضان شهر الرّحمة والغفران، والجود والعتق مِن النّيران، فإنّ هناك مَن يُحْرَم ذلك كلّه بإصراره على ذنوبه، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا رَقِيَ عَتَبَةً، قَالَ: (آمِينَ)، ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً أُخْرَى، فقَالَ: (آمِينَ)، ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً ثَالِثَةً، فقَالَ: (آمِينَ)، ثُمَّ قَالَ: (أَتَانِي جِبْرِيلُ فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ، قُلْتُ: آمِينَ).
وكان الواجب عليه أن يتوب إلى ربّه توبةً نصوحًا، يطهّر بها نفسه، ويقلع بها عن الذّنب، ويعزم عزمًا صادقًا على أنّه لا يعود إليه أبدًا، وعلامة ذلك: النّدم على ما اقترفت يداه، ليدفعه ندمه إلى المسارعة في الخيرات، ومَن كان محسنًا تاب وندم على أنّه لم يزد إلى إحسانه إحسانًا، قال شقيق البلخيّ: "علامة التّوبة البكاء على ما سلف، والخوف مِن الوقوع في الذّنب، وهجران إخوان السّوء، وملازمة الأخيار".
فهل توجد هذه العلامات في توبتنا؟ وإذا كان رمضان يجمع النّاس في وقت إمساكهم وإفطارهم، ويضيّق مجاري الشّيطان في عروقهم، فيقبلون على الخير والإحسان والصّدقات، فلنجعل هذا الإحسان يمتدّ إلى مواطن النّزاع والخلاف ليزيل أسبابها، فنستعلي على حظوظ النّفس، وإنّه لأجمل فرصةٍ لإزالة ما في القلوب مِن الغشّ والحقد، لتكون النّفوس أقرب إلى الصّفح والمسامحة، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُطَرِّفٍ فِي سُوقِ الْإِبِلِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ مَعَهُ قِطْعَةُ أَدِيمٍ، أَوْ جِرَابٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ شَيْئًا تُحَدِّثُنَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَحَدِّثْنَا يَرْحَمُكَ اللهُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ وَحَرِ صَدْرِهِ، فَلْيَصُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ).
فلنصلح ذات بيننا، ولنطهّر قلوبنا، لنسعد في دنيانا، ونفوز في أُخرانا.