الاثنين 13 ربيع الأول 1446 هـ الموافق 16 سبتمبر 2024 م
أثر الكلِمة وخطرها
الأربعاء 3 صفر 1446 هـ الموافق 7 أغسطس 2024 م
عدد الزيارات : 563
أثر الكلِمة وخطرها
عناصر المادة
1- مِن أمثال القرآن
2- أهمِّيَّة الكلمة وأثرها
مقدمة:
إنّ مِن أجلّ نِعَم الله على عباده أن هداهم لهذا الدِّين، وجعل كلمة التّوحيد أصلًا لكلّ عملٍ صالحٍ، ثمّ أتمّ نعمته عليهم بأن أجرى الكلام الطّيّب على ألسنتهم، الّذي يحمل الخير للنّا، {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحجّ: 24].
قدوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، الّذي أسر القلوب بالكلام الطّيّب، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ -بِأَبِي وَأُمِّي- مَا ضَرَبَنِي، وَلَا كَهَرَنِي، وَلَا سَبَّنِي، ثُمَّ قَالَ: (إنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَحِلُّ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ هَذَا، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ). سنن أبي داود: 930
والقول الجميل مِن أولى صفات الصّالحين {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63].
وأمرنا بانتقاء أحسن الكلام {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} [الإسراء: 53].
كما أمر موسى وهارون أن يخاطبوا فرعون بالكلام اللّيّن {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44].
وأخبرنا أنّ الكلام الحسن مِن الميثاق الّذي أخذه على بني إسرائيل {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83].
وإنّه سببٌ لحفظ الأبناء بعد موت الآباء {الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النّساء: 9].
وعدّ الكلمة الطّيّبة مِن جملة الطّاعات {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [محمّد: 21].
فلا يصعد إليه مِن القول إلّا طيّبه {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10].
وفي الوقت الّذي أُمرنا فيه بالكلام الطّيّب، فإنّنا نُهينا فيه عن الكلام الخبيث، وفحش القول، فلنتعرّف على أنواعهما وآثارهما.
1- مِن أمثال القرآن
للأمثال مكانةٌ رفيعةٌ عاليةٌ، لما لها من دورٍ واضحٍ في سرعة الفهم والإقناع، وإزالة اللّبس و الإشكال، وهي مِن أنفع الوسائل التّعليميّة، وأقوى الأساليب التّربويّة، وأحسنُ الأمثال أمثالُ القرآن، لما تحتويه مِن المعاني الحسنة، والدّلائل العميقة، الّتي تتضمّن الحكمة، وغاية المثل القرآنيّ: إصلاح النّفوس، وترسيخ العقيدة، وتقويم السّلوك، وإنّ مِن هذه الأمثال: الكلمة الطّيّبة، والكلمة الخبيثة {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: 24-26].
ولقد أتى هذا المثَل القرآنيّ بعد ذِكر أهل الضّلال، وعقابهم العادل، وذِكر أهل الإيمان، وجزائهم الأوفى، وهنا لطيفةٌ بيانيّةٌ تُرشدنا إلى أنّ مِن أَولى صفات أهل الهداية: الكلمة الطّيّبة، الّتي تبدأ بتوحيد الله، ثمّ يتفرّع عنها كلّ كلامٍ حسنٍ وجميلٍ، وأنّ ديدن أصحاب الغواية الكلام الخبيث، مِن الكفر وما يتفرّع عنه، مِن الفحش والطّعن، والقذف واللّعن ونحوه، ممّا يبغضه الله مِن الأقوال، ولو تأمّلنا في هذا المثل لوجدنا أنّ الله وصف الكلمة الطّيّبة بصفاتٍ عديدةٍ، حيث شبّهها بالشّجرة الطّيّبة الرّاسخة، وهكذا المؤمن ثابتٌ في إيمانه، شامخٌ في طموحاته وأهدافه، لا ينحني إلّا لخالقه، مهما اعترضته صعوباتٌ ومواقف محرجةٌ، بل يظلّ متوكّلًا على ربّه، طالبًا منه العون، معطاءً في جميع أحواله، نفعه دائمٌ، وخيره مستمرٌّ، كحال الشّجرة الطّيّبة الّتي لا ينقطع نفعها، ولا تنتهي ثمارها، وهذه صفة المؤمن بدوام الخير دون انقطاعٍ، وأمّا الكلمة الخبيثة فهي على النّقيض مِن ذلك، حيث تبدأ بكلمة الشّرك، ثمّ يتفرّع عنها سائر أنواع الكلام الخبيث، وكلّه ضررٌ وفسادٌ، ووبالٌ وشقاءٌ على صاحبها أوّلًا، ثمّ على المجتمع ثانيًا، فأصل الشّجرة الخبيثة غير ثابتٍ، وطعهما مرٌّ، ولا قدرة لها على الصّمود أمام الرّياح، وهكذا الكلمة الخبيثة تجلب لصاحبها الهلاك، ولمجتمعه الشّقاء، وفي هذا المثل إخراج المعنويّ في صورة المحسوس، ولكن لا يتدبّره إلّا أولو الألباب {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43].
فهم الّذين يتفكّرون فيه ويتدبّرون معانيه {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21].
فهل مِن معتبرٍ؟!
2- أهمِّيَّة الكلمة وأثرها
إنّ اللّسان مِن جلائل النّعم العظيمة، عظيمٌ خيره، خطيرٌ إثمه، ولا ينجو الإنسان مِن شرّه إلّا إذا انتقى أفضل الكلام، وتجنّب فُحش القول، فلم يُطلقه إلّا في مواطن العبادة، لئلّا يكبّه على وجهه في النّار، فبالكلمة يدخل الإنسان الإسلام، وبها يخرج منه، وبها تُستحَلّ الفروج، وبها تُحرَّم، وبها تُحقَن الدّماء، وبها تشتعل الحروب وتتوقّف، وإنّ العلاقة وثيقةٌ بين الإيمان والكلام الطّيّب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ). صحيح البخاريّ: 6110
فإذا تخيّر المؤمن أطايب القول، نال الرّضوان الأكبر مِن الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بالاً، يرفع اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يهوي بها في جهنم). صحيح البخاريّ: 6113
 ويرتقي بكلامه الطّيّب في الدّرجات ،عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَغُرَفًا يُرَى بُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، وَظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا) فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَنْ هِيَ؟ قَالَ: (لِمَنْ أَطَابَ الْكَلامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ). مسند أحمد: 1338
وبها تقوى أواصر المحبّة بين المسلمين، ويتحوّل العدوّ إلى صديقٍ حميمٍ {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 33].
وعكسها الكلمة الخبيثة الّتي تنتشر بسببها العداوات، وتتأجّج نار الخصومات، وتذهب بها الحسنات، عَنْ عَائِشَةَ ل، قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا، تَعْنِي قَصِيرَةً، فَقَالَ: (لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ). سنن أبي داود: 4875
بل قد يخسر بكلمةٍ دنياه وآخرته، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ: أَقْصِرْ فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ، فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ. فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا. فَقَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللهُ الْجَنَّةَ فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَقَالَ لِلْآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَه. سنن أبي داود: 4901
فما أقبحها مِن كلمةٍ! وما أخطر ما أنتجَته!
خاتمةٌ:
إنّ أعظم الكلام الطّيّب شهادة التّوحيد، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: (خَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). سنن التّرمذيّ: 3585
ومنها تنبع كلّ كلمةٍ حسنةٍ، فهي أصلٌ عظيمٌ في التّعامل الاجتماعيّ، فبها تحصل المودّة، وتزداد المحبّة، وتنطفئ نار العداوة، ولكن لا يستقيم العبد على طريق الحقّ إلّا أن يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه إلا أن يستقيم لسانه، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ). مسند أحمد: 13048
فصلاح القلب وبلوغ درجة كمال الإيمان، متوقّفان على استقامة اللّسان وصلاح القلب، وإنّ الله كما يحبّ صالح الأعمال، فإنّه يحب الطّيّب مِن القول، وكما يكره سوء الأعمال وخبيثها، فإنّه يكره الفحش والتّفحّش، واللّعن والطّعن، والزّور والبهتان، فما أجمل الثّمار الّتي يجنيها المؤمن مِن كلامه الطّيب وقوله الحسن! فهما مفتاح القلوب والنّفوس، وما أقبح ما يحصد مِن كلامه الخبيث! الّذي يعود عليه بالوبال والهلاك، وعلى المجتمع بالشّقاء والدّمار، في العاجل والآجل، فهو نارٌ مؤجّجةٌ وستحرق قائلها يومًا ما، فليكنْ لساننا طيّبًا، وقلمنا نافعًا، نمسح بهما الدّموع عن النّفوس الحزينة، ونجبر خواطر القلوب الكسيرة، ونبعث الأمل في النّاس اليائسة، فكم مِن كلمةٍ طيّبةٍ كان لها أثرٌ كبيرٌ في ألفة المتقاطعين، وانشراح صدور المؤمنين! وكم مِن كلمةٍ خبيثةٍ نشرت الفتنة، وزرعت العداوة، وكسرت الخواطر، وزادت مِن بؤس المحتاجين! ثمّ كانت سببًا في ردّ أعمال صاحبها عليه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا! قَالَ: (هِيَ فِي النَّارِ). مسند أحمد: 9675
فلنتخيّرْ كلامنا كما ننتقي أطيب الثّمار وأفضل الطّعام.
1 - سنن أبي داود: 930
2 - صحيح البخاريّ: 6110
3 - صحيح البخاريّ: 6113
4 - مسند أحمد: 1338
5 - سنن أبي داود: 4875
6 - سنن أبي داود: 4901
7 - سنن التّرمذيّ: 3585
8 - مسند أحمد: 13048
9 - مسند أحمد: 9675
دور الخطباء في سوريا ؟!
دور فعال ومؤثر (صوتأ 117) 80%
غير فعال (صوتأ 27) 18%
لا أدري (صوتأ 2) 1%
تاريخ البداية : 26 ديسمبر 2013 م عدد الأصوات الكلي : 146