1- التَّهجير المرُّ
2- الفتح المبين
3- سقط الصَّنم
مقدمة:
مكّة المكرمة قبيل البعثة تجد فيها إن أجَلْتَ ناظريك أنواعًا مِن الظّلمات، أصنامٌ حول الكعبة تُقدّم لها القرابين، ومرابٍ يأخذ أموال الفقراء يستغلّ حاجتهم، وقد تجد علاقاتٍ غير حميدةٍ بين الرّجال والنّساء.
وكان النَّاس في جهلٍ عظيمٍ وما يُدرى الحرامُ مِن الحلالِ
وأصنامٍ وظلَّامٍ غِلاظٍ وسائل عن سميَّة عن بلالِ
وعن عمَّار سل سَوطًا سمينًا تغذَّى مِن لحوم ذوي الهزالِ
ومَن بشَّرت بالأنثى كظيمٌ يُبشَّر بالنَّكال وبالوبالِ
أيمسكها على هونٍ وإلَّا سيسكنها بمنقطع الرِّمالِ
وثاراتٍ وخمرٍ واختلافٍ ظلاماتٌ كمتِّصل الليالي
على أنّك لا تُعدم فيها خصالًا حميدةً، كالكرم وحِلف فضولٍ ينتصف للمظلوم مِن الظّالم، خصالٌ جعلت مكّة أرضًا مستعدّةً -نوعًا ما- لاستقبال نور الوحي.
وما راع الأنام وهم نيامٌ سوى شمس النَّبيِّ على التِّلالِ
حلب قبيل الثّورة تجد فيها -إن أجَلْتَ ناظريك- فروعًا أمنيّةً عديدةً، يشرف على إدارتها ضبّاطٌ نصيريّون؛ لا يرقبون في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمّةً، وقد تصادف فيها -أعزّك الله- زوجة رئيسٍ نصيريٍّ تتضايق مِن مشهد نساء حلب المتنقبّات، فتستصدر قرارًا بمنع النّقاب في الجامعة والوظائف الرّسميّة.
على أنّك تجد في أهلها خصالًا حميدةً، أظهرت معادنهم الطّيّبة يوم نادى منادي الثّورة في النّاس: "يا درعا نحن معاكِ إلى الموت".
1- التَّهجير المرُّ
سطع نور الوحي في مكّة انطلاقًا مِن غارها الميمون، ونزل إليها نبيّ الله صلى الله عليه وسلم مرتجفًا، فواسته الزّوجة الصّالحة
محمّدٌ في فؤاد الغار يرتجفُ في كفِّه الدَّهر والتَّأريخ والصُّحفُ
ثم زمّلته، فجاءه النّداء: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزّمّل: 1-6].
دثّرته فجاءه النّداء: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [المدثر: 1-7].
فحرمه النّداء الأوّل تمام نوم اللّيل، وحرمه النّداء الثّاني راحة النّهار، فهو في النّهار البشير النّذير، فإذا فرغ عن دعوة النّهار نصب رجليه في محراب العبوديّة؛ راغبًا إلى الله {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشّرح: 7-8].
لمّا جاء النّداء إلى أهل حلب يدعوهم إلى نصرة إخوانهم، ظهرت معادنهم الطّيّبة وصفاتهم الحميدة، فانطلقوا ينصرون المسلمين بحناجرهم وهتافاتهم، وقد علموا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ).
وقالوا كلمة الحقّ في وجه السّلطان الجائر، فقدمّوا الشّهداء، شأنهم في ذلك شأن سائر مدن الشّام، بالعودة إلى مكّة الّتي سمعت فيها القلوب الطّيّبة كلام النّبوّة، واستنارت بنور الوحي، فأقبلت عليه وعانت في سبيل ذلك ما عانت، وما تزال رمال الصّحراء تحت الشّمس تتذكّر همسات بلالً في أذنها، إذ يهمس: "أحدٌ أحدٌ"، وما تزال أصداء وصيّة الرّسول صلى الله عليه وسلم لآل ياسرٍ بالصّبر، فالموعد الجنّة، ثمّ يضيق الأمر أكثر فأكثر، فتكون الهجرة الأولى إلى الحبشة، ثمّ الثّانية، ثمّ الهجرة الكبرى إلى المدينة المنوّرة، فما أقسى مفارقة الأوطان، إذ الوطن شقيق الرّوح {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [النّساء: 66].
وفي حلب جرت على الثوّار سنّة الظّالمين في تهجير المصلِحين مِن ديارهم، فهل عليهم أن ييأسوا مِن روح الله؟ أم يتمسّكون بالأمل ويقاومون حتى يأتي أمر الله؟
2- الفتح المبين
خرج رسول الله مِن مكة حزينًا على فراقها، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْحَزْوَرَةِ، فَقَالَ: (عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللَّهِ عز وجل، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ).
فواساه ربّ العزّة وبشّره بالعودة {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [القصص: 85].
قال النّسفيّ: "أو المراد به مكّة، والمراد ردّه إليها يوم الفتح، لأنّها كانت في ذلك اليوم ميعادًا له شأنٌ ومرجعًا له، واعتداد لغلبة رسول الله وقهره لأهلها، ولظهور عزّ الإسلام وأهله وذلّ الشّرك وحِزبه".
وخرج الثّوار يوم خرجوا مِن حلب حزانى مكلومين، يجيلون بصرهم في أمّةٍ مترامية الأطراف، تحصيها إن أحصيت بالمليارات لا بالملايين، عجزَت عن أن تبقيهم في ديارهم، لكنّ الأمل لم ينطفئ في العودة، ونار الشّوق والحنين إلى الدّار ما فتئت تأتيهم بالأحلام الّـتي تبدو غير منطقيّة، أحلام الوصال والعودة، والمؤمن لا يقطع أمله مِن ربّه، متمذهبين بمذهب يعقوب، إذ أضرّ الحزن بحبيبتيه {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
دارت الأيّام في المدينة المنوّرة وشهد رجالاتها الكرام مع سيّد الأنام مشاهد عظيمةً، واعدد إن شئت بدرًا وأحدًا والخندق {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب: 10-12].
وفي المهجر عاش المهجّرون مِن حلب وغيرها أيّامًا قاسيةً، وأسرع فيهم العذّال يلومونهم على ثورةٍ لم تنتصر، وكأنّه ممّا يعاب به الرّجال أن يكونوا رجالًا بحقٍّ، فما أقساها مِن أيّام! لكنّ دوام الحال مِن المحال، انكسر الأحزاب وأوجف النّبي الخيل والرّكاب إلى خيبر بعد صلح الحديبية، فدالت لعباد الله المؤمن الدّولة، ودارت على أعداء الله الدّائرة، ما مهّد الطريق لفتح مكّة؛ إذ نقض حلفاء قريش العهد، فاتّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجند المباركين، بعد ثماني سنواتٍ مِن التّهجير والبُعد عن الوطن، وسار سرًّا، داعيًا الله أن يأخذ عنه عيون قريش، وأبطل مفعول خبرٍ كاد يصل إلى قريش ينذرهم مسير الجيش المبارك إليهم، وسيرًا على نهجه نهض المجاهدون في أحد الصّباحات إلى حلب، فصبّحوها بالدّماء، يضحّون بها في سبيل الوصول إليها، وقد سمت غايةً واستحقّت البذل، وسفكوا دماء مَن قاومهم، حتّى استبان لهم نصرٌ عزيزٌ، وانهار العدوّ.
3- سقط الصَّنم
الله أكبر {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81].
وهوت الأصنام في مكّة وحلب بعد ثماني سنوات، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ يَوْمَ الفَتْحِ، وَحَوْلَ البَيْتِ سِتُّونَ وَثَلاَثُ مِائَةِ نُصُبٍ، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ، وَيَقُولُ: (جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ، جَاءَ الحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ البَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ).
إنّ لنا في مسيرة النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم الفتح عبرةً وعظةً، فهو أسوتنا الحسنة، لقد أسرّ السّير، وما أحوجنا إلى السّرّيّة قبل السّير وأثناءه وبعده، وكيف الوصول إلى السّرّيّة وفي يد كل فردٍ هاتفٌ وآلة تصويرٍ، وعند رؤيته ما يروعه أو يروقه ما أسرع ما يفزع إلى التّصوير والتّوثيق، ثمّ النّشر مِن غير تمحيصٍ.
إنّ الواجب على العاقل -قبل نشر أيّ خبرٍ- أن ينظر في استفادة العدوّ منه، فما وجده نافعًا لعدوّه فالواجب عليه الامتناع عن نشره، فإذا قصف العدوّ بقعةً ما؛ فهل علينا أن نرسل موقع حدوث القصف؟ حتّى نصحّح للعدوّ قصفه، وإذا خلّف العدوّ مستودع ذخيرةٍ؛ هل علينا أن ننشر قبل إخلائه؟ حتّى يبادر العدوّ إلى إتلافه.
وفي بعض المقاطع الّتي تمّ تصويرها ونشرها أخطاءٌ عديدةٌ، كالمقاطع الّتي تصوّر التّعامل غير اللّائق مع الأسرى، علمًا أنّ الحقّ سبحانه أوصى بالأسرى {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} [الإنسان: 8-10].
قارن إن شئت مقطعًا تُهان فيه جثّة قتيلٍ مِن قتلى العدوّ بمقاطع إكرام الأسرى والإحسان إليهم، وقد رأينا منها والحمد لله الكثير، ففي مقاطع الإحسان إلى الأسرى بيان أخلاقنا حيالهم، وإن أساؤوا إلى أسرانا، فلا ننجرّ إلى مستنقعهم، بل نسمو بأخلاقنا، وفي المقطع المقابل إساءةٌ ودعايةٌ سلبيّةٌ، فالحكمةَ الحكمةَ، والخلُقَ الخلُقَ.
ثمّ في التّصوير ما يُقصد منه الرّياء لا غير، فمَن كانت نيّته كذلك وأتته المنيّة فبأيّ وجهٍ يلقى ربّه؟ وقد علم أنّ النّار إنّما تسعّر بالشّهيد المرائي، وإذا كان هذا يُقال في نشر الخبر الصّادق المفيد للعدوّ، فما بالك بالخبر الكاذب الضّارّ، فهذا قد جمع القبح مِن وجهين، كونه كاذبًا وكونه ضارًّا، كأن تنشر خبر تحرير قريةٍ لا تجزم حُرّرت أم لا، فيثب ابن القرية اعتمادًا على خبرك، فيجد العدوّ في انتظاره قد أعدّ الكمين، وأعنته إذ أوصلت الخبر إلى الهدف، فكنت جزءًا مِن خطّة العدوّ وإشاعته، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النّساء: 71].
فلا تدخلوا القرية تظنّونها محرّرةً قبل التأكّد مِن أنّها محرّرة، ولا تدخلوا الموقع تشتبهون به مفخّخًا قبل وصول فرق الهندسة لتزيل الشّبهة.
خاتمةٌ:
إنّ ما تمّ إنجازه لعظيمٌ، وإنّ ما ينتظرنا لأعظم، حلب درّة مدن سوريا، وزينة الشّمال وثقله، فهل سنستطيع الحفاظ عليها عندما يمتص العدوّ الصّدمة، ويستفيق مِن الصّفعة المباركة الّتي تلقّاها مِن الأيدي الطّاهرة؟ حينها سيجمع فلوله، ويحزّب أحزابه، ويجتهد أن يعوّض ما خسر، فواجبنا حينها أن نمكّن اليأس مِن قلبه، حتّى يستقرّ عنده أنّ الأرض بيد أصحابها الّذين يستميتون في الدّفاع عنها {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحجّ: 39].
والآيات التّالية لهذه الآية تحمّلنا مسؤوليّة الأمر بالمعروف إذ مكّننا الله مِن بقعة أرضٍ، ومِن المعروف أن نقيم العدل فلا نظلم، ومنه أن نفي بوعودنا الّتي قطعناها، وألّا نخفر الذّمم، وننكث في الأمان الّذي منحناه، ومِن المعروف الرّحمة نبذلها لمَن صاروا في مناطق حكم الثّورة، أن نؤثرهم على أنفسنا برغيف الخبز إذ شحّ الخبز {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].
كما يجدر بنا ألّا نتنازع {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].
وألّا تعجبنا كثرتنا {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} [التّوبة: 25].
فإذا التزمنا ذلك فنفرنا جميعًا للجهاد؛ أحرزنا رأس مالنا وحفظناه، فالبُشريات بتحرير واسطة عِقد الشّام حمص قريبةٌ، ثمّ الشّام، عليها أرقّ السّلام.
سلامٌ مِن صبا بردى أرقُّ ودمعٌ لا يكفكف يا دمشقُ
وللحرِّيَّة الحمراء بابٌ بكلِّ يدٍ مضرَّجةٍ يُدقُّ