الخميس 24 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 26 ديسمبر 2024 م
القيام بواجب الاستخلاف وعمارة الأرض
الأربعاء 23 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 25 ديسمبر 2024 م
عدد الزيارات : 146
القيام بواجب الاستخلاف وعمارة الأرض
عناصر المادة
1- مِن الاستضعاف إلى الاستخلاف
2- عمارة الأرض واجبٌ إيمانيٌّ
مقدمة:
إنّ مَن قرأ كتاب الله عز وجل بتأمّلٍ وتدبّرٍ، بدت له البشائر الّتي وعد الله سبحانه بها عباده، مِن التّمكين والاستخلاف في الأرض {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30].
ومِن ذلك خطابه سبحانه وتعالى لنبيّه داود عليه السلام: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26].
ولقد جعل الله عز وجل الخلق يَخلف بعضهم بعضًا في هذه الأرض ليعمروها بطاعته {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} [الأنعام: 165].
وقد جعلنا خلفاء عمّن قبلنا، وإنّه عز وجل ناظرٌ ماذا نحن عاملون {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129].
وإنّ مهمّتنا في استخلاف الله جل جلاله لنا فوق هذه الأرض، أن ننشر دِينه، ونقيم أحكامه {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحجّ: 41].
فمَن وفّى بعهد الله جل جلاله وميثاقه، فاز وأفلح، وحصلت له السّعادة العاجلة، والهناءة في الآجلة، ومَن نقض عهد الله، شقي في الدّنيا، وخسر في الآخرة، وهذا التّمكين مِنّةٌ مِن الله لعباده {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5].
فإن عصوا ربّهم، منعهم نِعَمه، وقطع عنهم أفضاله، وأهلكهم بذنوبهم، وتلك سنّةُ الله عز وجل في عباده {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} [الأنعام: 6].
فجديرٌ بنا -وقد أخزى الله عدوّنا، وأيّدنا بنصره- أن نفهم معنى الاستخلاف في الأرض، لنقوم بواجبنا، فنكون أهلًا لأن يستعملنا، ولا يستبدلنا بغيرنا.
1- مِن الاستضعاف إلى الاستخلاف
أورد علماء التّفسير في بيان معنى كلمة {خَلِيفَةً} في قوله: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}، وجهين اثنين: فأمّا الأول: إنّ الله عز وجل لمّا نفى الجنّ مِن الأرض، وأسكن فيها آدم عليه السلام كان خليفةً لأولئك الجنّ الّذين تقدّموه، وأمّا الثّاني: إنّ الله سمّى آدم خليفةً، لأنّه يخلفه في الحكم بين المكلّفين مِن خلقه. مفاتيح الغيب: 2/389
قال أبو زهرة: "وبهذا الفهم يكون الاستخلاف هو أنّ الله جل جلاله منح الإنسان مسؤوليّة الاختيار والفعل في مجال الحياة الدّنيا، ليتولّى محاسبته على اختياره وأفعاله في الدّار الآخرة، وأعطاه مِن قوّة العقل والتّدبير والتّفكير، والسّيطرة على نفسه وعلى ما في الوجود، ليكون خليفةً خلافةً نسبيّةً عن الله جل جلاله". زهرة التّفاسير: 1/194
ولذا فإنّ مِن أعظم نِعَم الله سبحانه علينا أن خلقنا مِن هذه الأرض، نعيش في أرجائها، ونسير في جنباتها، ونعبده عز وجل فوق ظهرها، وقد وردت كلمة: {خَلِيفَةً} في الاستعمال القرآنيّ بالمفهوم الحياتيّ البنائيّ الشّامل، لأنّ مهمّة الإنسان عمارة الأرض، ولهذا خُلِق {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61].
وبيّن عز وجل للملائكة الكرام أنّ مهمّة الاستخلاف في الأرض لا تتمّ بمجرّد التّسبيح والتّقديس، بل لا بدّ مِن أن يقترن هذا مع البناء والكدح والأعباء، ومِن أجل ذلك سخّر ربّنا سبحانه كلّ مظاهر التّكريم للإنسان، للقيام على ما يُصلح هذه الأرض {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [إبراهيم: 32-33].
وجعل التّمكين لدِين الله جل جلاله، وعْدًا مِن الله سبحانه لعباده، إن حقّق المسلمون شروطه {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النّور: 55].
فلقد أشارت الآية الكريمة إلى أنّه لا يُمكِّن الله عز وجل الدِّين لعباده، ويحقّق لهم الأمن؛ إلّا إن تحققّوا بالإيمان الصّادق، والعمل الصّالح، والعبوديّة الحقّة في أنفسهم وحياتهم، فمَن حقّق الشّرط حصل على الثّمار اليانعة النّافعة.
2- عمارة الأرض واجبٌ إيمانيٌّ
لقد خلق الله النّاس لعبادته فقال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذّاريات: 56].
كما أمرهم بإعمار الأرض والقيام بما يصلحها، ووضع الضّوابط لذلك، فكان دِينًا شاملًا لكلّ جوانب الحياة، وجعل المسلم هو المسؤول عن استصلاح الأرض، ليقوم بوظيفة الاستخلاف على أكمل وجهٍ، لينفع نفسه وبني جنسه، كما حرّم الفساد والإفساد؛ اللّذين هما على النّقيض مِن الصّلاح والإعمار {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 56].
فالمؤمن يعمر نور الإيمان قلبه، فيحيا بعِمله، ويسعد في نفسه {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التّوبة: 105].
وليس أبلغ مِن هذا موازنة بين المادّة والرّوح وبين الدِّين والدّنيا، ويؤدّي إلى التّضامن بين أبناء الأمّة، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمِلِ يَدِهِ، وَكَانَ دَاوُدُ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمِلِ يَدِهِ). المعجم الكبير للطّبرانيّ: 631
وفي هذا دعوةٌ صريحةٌ للعمل، الّذي يتحقّق به الإعمار، الّذي يعود بالخير على العالَمين، ولقد عمل النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأمر صحابته بالجِدّ والعمل، مِن أجل بناء الأرض وعمارتها، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُهُ، فَقَالَ: (أَمَا فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ؟) قَالَ: بَلَى، حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ، وَقَعْبٌ نَشْرَبُ فِيهِ مِنَ الْمَاءِ، قَالَ: (ائْتِنِي بِهِمَا)، قَالَ: فَأَتَاهُ بِهِمَا، فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، وَقَالَ: (مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ؟) قَالَ رَجُلٌ: أَنَا، آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ، قَالَ: (مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ) مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ، فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ، وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا الْأَنْصَارِيَّ، وَقَالَ: (اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ، وَاشْتَرِ بِالْآخَرِ قَدُومًا فَأْتِنِي بِهِ)، فَأَتَاهُ بِهِ، فَشَدَّ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُودًا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: (اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَبِعْ، وَلَا أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا)، فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ، فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ، فَاشْتَرَى بِبَعْضِهَا ثَوْبًا، وَبِبَعْضِهَا طَعَامًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ الْمَسْأَلَةُ نُكْتَةً فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ). سنن أبي داود: 1641
ولا تعارض بين عمل الدّنيا والآخرة {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]. 
فالكيّس الفطن مَن يجمع بين عمل الدّنيا؛ بالبناء والتّنمية والتّعمير، وبين عمل الآخرة؛ بالإخلاص والسّير على خطى البشير النّذير، وكم نحن بحاجةٍ -في أيّامنا هذه خاصّةً- أن نكون يدًا واحدةً مِن أجل بناء مجتمعنا الجريح، الّذي عثا فيه طاغية الشّام وحلفاؤه المجرمون بكلّ أنواع الفساد.
خاتمةٌ:
لقد تحقّق وعد الله سبحانه لعباده المؤمنين، فأظهر دِين الإسلام على ما سواه، ونصر نبيّه ومصطفاه، فدانت له جزيرة العرب، وأمنوا بعد خوفٍ، عَنْ خَبَّابٍ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ؛ فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلَا تَدْعُو اللهَ لَنَا؟ فَجَلَسَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ، فَقَالَ: (... وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَصِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَحَضْرَمَوْتَ مَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ). سنن أبي داود: 2649
وكما أكرم رسوله صلى الله عليه وسلم بنصره، أغدق علينا مِن عظيم كرمه وفضله، فمكّن المجاهدين مِن الإطاحة بتلك الثّلة المجرمة الظّالمة، وشرح صدور عباده المؤمنين بأن أخزى زعيمها وفرّق زبانيته، وجعلهم بين قتيلٍ وطريدٍ، وهاربٍ وخائفٍ، وأمّن عباده المؤمنين، واستخلفهم في الأرض، فكان مِن الواجب على الأمّة أن تمضي قُدُمًا بثباتٍ واجتهادٍ، متمسّكةً بتعاليم كتابها الكريم، في التّغيير والإصلاح، لتنال استخلافًا أكبر، ونصرًا وتمكينًا أكثر، ولن يكون ذلك إلّا إذا أدركت الأمّة أنّ هذا الاستخلاف مسؤوليّةٌ كبيرةٌ؛ تتطلّب منها الالتزام بتعاليم الإسلام، والعمل بجدٍّ وإخلاصٍ، وصدقٍ وأمانةٍ، ومحبّةٍ ووئامٍ، لتحقيق العدل والإحسان، وبناء مجتمعٍ يقوم على العلم النّافع، والخُلق الفاضل، اللّذين هما أساس التّقدّم والتّنمية، وسبيل الوصول إلى سؤدد المجد والحضارة، بل وحجر الزّاوية في بناء الأجيال القادمة، لتمكينهم مِن الوصول إلى مستقبلٍ أفضل، فلنكن جميعًا خلفاء صالحين في الأرض، نحافظ على ما أنعم الله علينا به، ويدًا واحدةً في بناء سوريّا الحرّة العزيزة الكريمة، ونتعاون على البرّ والتّقوى، وننبذ الحقد والتّنازع، والكبر والأنانيّة، فالوحدة قوّةٌ، والتّفرّق ضعفٌ.
 
1 - مفاتيح الغيب: 2/389
2 - زهرة التّفاسير: 1/194
3 - المعجم الكبير للطّبرانيّ: 631
4 - سنن أبي داود: 1641
5 - سنن أبي داود: 2649
دور الخطباء في سوريا ؟!
دور فعال ومؤثر (صوتأ 121) 81%
غير فعال (صوتأ 27) 18%
لا أدري (صوتأ 2) 1%
تاريخ البداية : 26 ديسمبر 2013 م عدد الأصوات الكلي : 150