1- الصَّلاة على النَّبيِّ، وفاءٌ لإحسانه الجليِّ
2- الرِّبح الوفير في الصَّلاة على البشير
مقدمة:
قال الله عز وجل: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التّوبة: 128].
وقال أيضًا: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2].
وهذا يدعو المؤمنين إلى أن يُجلّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يتأدّبوا بآدابه، ويعملوا بشريعته، ويتمسّكوا بسنّته، وأن يكثروا مِن الصّلاة والسّلام عليه دائمًا وأبدًا، فإنّ أَولى النّاس بشفاعة النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأحقّهم بتقديره، وأخصّهم بعنايته يوم القيامة: أكثرهم صلاةً عليه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً).
وإنّ أسعد النّاس مَن يُوفَّق في عبادته للصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فإنّها مِن أجلّ العبادات الّتي تتضاعف للمسلم بها الحسنات، وتُمحى عنه بها السّيّئات، وتُرفع له بها الدّرجات، فيسعد برضى مولاه، وينال غايته ومُناه في دنياه وفي أخراه، وإذا كان الله جل جلاله بعظمته وكبريائه، وملائكتُه في أرضه وسمائه، يصلّون على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، إجلالًا لقَدره، وتعظيمًا لشأنه، وإظهارًا لفضله، وإشارةً إلى قربه مِن ربّه عز وجل، فما أجدرنا نحن المؤمنين بأن نكثر مِن الصّلاة والسّلام عليه، امتثالًا لأمر الله سبحانه، وقضاءً لبعض حقّه صلى الله عليه وسلم علينا، فهو النّور الّذي أُخرجنا به مِن الظّلمات، وهو الرّحمة المهداة، و الطّريق الموصل إلى النّجاة.
لك في المكارم رتبةٌ تتجدّدُ ولك الفضيلة كلّها يا أحمدُ
وبك الإله أشاد في قرآنهِ وهدى بك الدّنيا وكانت تجحدُ
فعليك صلّى الله حتّى تنجلي عنّا الهموم وكَربنا يتبدّدُ
1- الصَّلاة على النَّبيِّ، وفاءٌ لإحسانه الجليِّ
لقد شرّف الله عز وجل نبيّه محمّدًا صلى الله عليه وسلم، وأعلى منزلته، فهو سيّد ولد آدم عليه السلام، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ).
وخاتم النّبيّين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ).
وهو صاحب المقام المحمود الّذي يغبطه به الأوّلون والآخرون {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].
وله الحوض المورود، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: اجْتَمَعَ أُنَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالُوا: آثَرَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَجَمَعَهُمْ، ثُمَّ خَطَبَهُمْ، فَقَالَ: (... وَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ).
وصاحب الشّفاعة العُظمى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَقْرَعُ بَابَ الجنَّةَ، فَيُفْتَحُ لِي بَابٌ مِنْ ذَهَبٍ وَحِلَقَة مِنْ فِضَّةٍ، فَيَسْتَقْبِلُنِى النُّورُ الأَكبَرُ، فَأَخِرُّ سَاجِدًا، فَأُلْقِى مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ مَا لَمْ يُلْقِ أَحَد قَبْلِى، فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، قُلْ يُسْمَعْ مِنْكَ، فَأَقُولُ: أُمَّتِى! فَيُقَالُ: لَكَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، قَالَ: ثُمَّ أَسْجُدُ الثَّانِيَةَ، فَألْقِى مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَقُولُ: أُمَّتِى! فَيُقَالُ لِي: لَكَ مَن كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ).
ولقد أخرجنا الله عز وجل به مِن ظلمات الشّرك والضّلال إلى نور الإيمان والهدى {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور} [الطّلاق: 10-11].
وجعلنا به خير الأمم، وكتب لنا به الرّحمة الّتي وسعت كلّ شيءٍ {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 156-157].
فكان مِن أعظم الحقوق علينا نحو حبيب القلوب محمّدٍ صلى الله عليه وسلم أن نطيعه، وأن نوقرّه، وأن نكثر مِن الصّلاة عليه في كلّ وقتٍ، لنقضي جزءًا يسيرًا مِن حقّه علينا، ثمّ نكلَ جزاءه بما هو أهله إلى ربّنا جل جلاله.
2- الرِّبح الوفير في الصَّلاة على البشير
لقد جاءت الأحاديث المستفيضة تبيّن فضل الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وتوضّح مكانة مَن يكثر مِن الصّلاة عليه، وتشرح منازلهم، وإنّنا مأمورون بامتثال كلّ ما جاء به القرآن مِن أوامر، فقد أمرنا الله بالصّلاة والسّلام على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، بعدما أخبر أنّه صلّى هو وملائكته عليه، حيث قال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
فبالصّلاة والسّلام عليه يتحقّق الامتثال لأمر الله سبحانه، ولأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ: أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ، ثُمَّ قَالَ: (قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ).
ولقد وعد الله عز وجل كلّ مَن صلّى على النّبيّ صلى الله عليه وسلم مرّةً واحدةً أن يصلّي عليه عشر مرّاتٍ، عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى عليَّ صَلاةً، صلَّى اللهُ عليه عَشْرًا).
وإذا صلّى الله سبحانه على عبده مرّةً واحدةً، كانت له رحمةً ونورًا، فكيف بصلواتٍ كثيرةٍ؟! {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43].
وإنّ كثرة الصّلاة والسّلام على النّبيّ الكريم تشرح الصّدور، وتزيل الهموم، وتجلب إلى القلب البهجة والسّرور، وتكون سببًا في مغفرة الذّنوب، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ)، قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: (مَا شِئْتَ)، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: (مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
فمَن لزم الصّلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاز فوزًا عظيمًا، ومَن تركها خسر خسرانًا مبينًا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ، خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ).
خاتمةٌ:
لقد صلّى الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه، وبيّن منزلته في الملأ الأعلى، وجعل الملائكة الكرام تصلّي عليه وتدعو له، فجديرٌ بالمؤمنين أن يلازموا الصّلاة على النّبيّ المختار، لتُفتح لهم أبواب الرّحيم الغفّار، وتُملأ حياتهم بالأنوار، وليجتمع لرسولنا صلى الله عليه وسلم الثّناء في العالَم العلويّ والسّفليّ على حدٍّ سواءٍ، ولقد بيّن النّبيّ صلى الله عليه وسلم الأزمنة والأمكنة الّتي يُستحبّ فيها الإكثار مِن الصّلاة والسّلام عليه، فمِن ذلك ليلة الجمعة ويومها، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ).
ولا تصحّ خُطبتَا الجمعة إلّا بها، كما هو مذهب الإمام الشّافعي وأحمد رحمها الله، كما أُمرنا بالصّلاة عليه عَقِب كلّ أذانٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ. فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ).
كما تستحبّ الصّلاة عليه في كلّ مجلسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً).
فلا يُعقَل بعد كلّ هذا أن تجد محبًّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يُعرض عن الصّلاة عليه، عَنْ عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ).
فلنحفظْ لرسولنا الكريم مقامه العظيم، ولنسترشدْ بهداه القويم، ولنملأْ أوقاتنا بكثرة الصّلاة عليه، لنسعَد في الدّنيا، وننجو في الآخرة.