مقدمة:
الحمد لله الذي حرم قتل الأنفس المعصومة، الحمد لله الذي عنده حرمة النفس المسلمة أعظم من أن تصبح الكعبة مهدومة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بشر بهلاك الظلم أيا كانت شعارات من يرتكبونه، {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم:13].
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بشر أمته بهلاك الخوارج وانقطاع قرنهم وأنّ ذلك سنة ربانية (ينشأُ نشءٌ يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيهم، كلّما خرجَ قرنٌ قُطِعَ)، قال ابنُ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما: سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ يقولُ: (كلّما خرجَ قرنٌ قُطِعَ، أكثرَ مِنْ عشرينَ مرةً، حتّى يخرجَ في عِرَاضِهِمُ الدجّالُ).
أما بعد:
في صباح دموي أريد منه تعكير فرحة تحرير الباب من طغمة الغدر الخارجية داعش، انفجرت سيارة مفخخة في قرية سوسيان فقتلت ما يقارب خمسين نفسا، اليوم في سوسيان وقبلها في درعا وقبلها في حماة إنها النبتة الخارجية العفنة وما من فرقة تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم كما تحدث عن الخوارج فعشرات الأحاديث التي تذكرهم وكيف يتعامل معهم وما هو علاجهم، فعن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرءون القرآن، لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، هم شر الخلق والخليقة).
وهذا سبب للاغترار بهم، وهم مع ذلك لقبهم كلاب النار ، فعن أبي أمامة رضي الله عنه رؤوسا منصوبة على درج دمشق، فقال أبو أمامة: "كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه"، ثم قرأ: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} إلى آخر الآية، قلت لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا حتى عد سبعا ما حدثتكموه".
وفي حديث علي رضي الله عنه: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم، فإن الحرب خدعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (يأتي في آخر الزمان قوم، حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة).
وجاء في الحديث: (لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد).
وفي رواية أخرى: (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود).
وهذا هو العلاج النبوي لنتنهم، ويغري الحديث عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بعظم أجر من قاتل الخوارج وقتل في سبيل ذلك: (لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم، ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم، لاتكلوا عن العمل).
وفي روية أخرى: (لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم، على لسان محمد صلى الله عليه وسلم).
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (طوبى لمن قتلهم وقتلوه).
وفي حديث آخر (مَنْ قَتَلَهُمْ فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ، وَمَنْ قَتَلَهُ فَلَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْنِ).
ولقد ورد عن الصحابي عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه لعنهم، فعن سعيد بن جُمهان قال: أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر، فسلّمت عليه، قال لي: من أنت؟ فقلت: أنا سعيد بن جُمهان، قال: فما فعل والدك؟ قال: قلت: قتلته الأزارقة، قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنّهم كلاب النار)، قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟ قال: بل الخوارج كلها.
وإن الجريمة التي اقترفوها لا يتحمل وزرها من ارتكبها فقط بل كل من رضي بها ولو بكلمة على وسائل التواصل الاجتماع فاحذروا من ذلك، فف الحديث عن أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع)
اللهم أهلك الخوارج واقطع قرنهم، عاجلا غير آجل ياربّ العالمين.