1- الصناعة الثقيلة:
2- معنى الرجولة في الكتاب والسنة:
3- واقعنا ومحاكاة جيل الرجال (الصحابة):
4- ثورة الشام ومواقع الرجال فيها:
مقدمة:
في دار من دور المدينة المباركة جلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى جماعة من أصحابه، فقال لهم: "تمنوا"، فقال أحدهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءةٌ ذهبا أنفقه في سبيل الله، وقال رجل آخر: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا وزبرجدا وجوهرا أنفقه في سبيل الله وأتصدق به، وقال آخر: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة خيلا أوقفها للجهاد في سبيل الله؛ فقال عمر رضي الله عنه: "تمنوا"، فقالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟؛ فقال عمر رضي الله عنه: "ولكني أتمنى لو كانت هذه الدار مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله".
1- الصناعة الثقيلة:
صناعة الرجال من الصناعات الثقيلة والثمينة والصعبة، فمن السهل تشييد مصانع ومآثر وسدود وآلات معقدة الاستعمال، لكن من الصعب صناعة رجال عظماء، إنه بناء عقول نيرة متفتحة تصنع المعجزات والإنجازات والأحداث، عقول مستنيرة تساهم في تغيير مجرى التاريخ.
لكن المتأمل في عصرنا هذا، يدرك بسهولة مدى الأزمة الخانقة في مجال إعادة صناعة الرجال (النخبة) التي تصنع الأمجاد وتصون رسالة السلف، وتسطر في صفحات التاريخ بآثارها وبصماتها.
ومن المعلوم أن الإسلام ساهم في صناعة رجال صنعوا أمجاده وبطولاته الخالدة في التاريخ، رجال وصفهم الله عز وجل في القرآن بقوله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23].
فالصدق مع الله دم يجري في عروقهم وهواء يملأ صدورهم المضيئة بنور الله تعالى، وقوة الإيمان به والثقة فيما عنده من العطايا الجليلة، فهم رجال {يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} [الأحزاب: 39].
{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29].
إن الأمم تحتاج إلى المعادن المذخورة، والثروات المنشورة، وعدة الجهاد والدفاع عن نفسها، ولكنها تحتاج قبل ذلك إلى رجال يحملون أفكارها ويعملون لها، لَرجل واحد في أمة أعز من كل معدن نفيس، وأغلى من كل جوهر ثمين؛ فالرجل الكفء الصالح هو عماد الأمة، وروح نهضتها، ومحور الإصلاح فيها... وقد قيل: "رجل ذو همة يحيي أمة".
والرجولة وصف اتفق العقلاء على مدحه والثناء عليه، ويكفيك إن كنت مادحا أن تصف إنساناً بالرجولة، أو أن تنفيها عنه لتبلغ الغاية في الذم، ولعل الدليل الأكبر على صحة هذا أنك لن تجد أبداً من يرضى بأن تنفى عنه صفة الرجولة.
والرجولة ليست الذكورة؛ فبين المعنيين بون شاسع؛ فالرجولة صفة خـُلُقية يتصف بها الرجال والنساء على حدٍّ سواء.. فهي خلق ومبدأ.. كما هي فعل ومواقف سواءً بسواء.
ورغم الاتفاق على مكانة الرجولة فإننا نجدها قليلة التحقق في واقع الناس هذه الأيام؛ فصرنا بحاجة إلى التذكير بسمات الرجولة، وأن نطالب الشباب أن يكونوا رجالا، ومع اغتراب كل جميل وفاضل تغترب الصفات السامية والمعاني الراقية والنماذج السامقة الرفيعة، ولا يكاد يبقى بين الناس من نماذج الأخلاق الكريمة سوى التسمية والأوصاف.
2- معنى الرجولة في الكتاب والسنة:
إن تتبعنا الرجولة في القرآن الكريم فسنجدها صفة أهل الوفاء مع الله، الذين باعوا نفوسهم لربهم، وصفة أهل المساجد الذين لم تشغلهم العوارض عن الذكر والآخرة، وصفة الأبرار الأطهار الدعاة إلى الله، وصفة أهل الشهامة والمروءة والنجدة.
قال تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص:20].
وقال تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس:20].
وقال تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر: 28].
وقال تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ.. فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108].
وقال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ * رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} [النور: 36-37].
هؤلاء الرجال إذاً هم من صنعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصنع منهم جيلا فريداً فلن تجد في الناس مثله، إنهم الرواحل التي حملت الإسلام إلى العالمين.
روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الناس كالإبل المائة... لا تكاد تجد فيها راحلة).
قال النووي: "يعني إن المرضيَّ الأحوال من الناس، الكامل الأوصاف من الرجال قليل".
وقال القرطبي: "الذي يناسب التمثيل أن الرجل الجواد الذي يحمل أثقال الناس والحمالات عنهم، ويكشف كربهم... عزيز الوجود كالراحلة في الإبل الكثيرة".
وليست الرجولة بالسن ولا بالجسم ولا بالمال ولا بالجاه، وإنما الرجولة قوة نفسية تحمل صاحبها على معالي الأمور، وتبعده عن سفسافها، قوةٌ تجعله كبيرًا في صغره، غنياً في فقره، قوياً في ضعفه، قوةٌ تحمله على أن يعطي قبل أن يأخذ، وأن يؤدي واجبه قبل أن يطلب حقه.. يعرف واجبه نحو نفسه، ونحو ربه، ونحو بيته، ودينه، وأمته.
الرجولة بإيجاز: هي قوة الخُلُق وخُلُق القوة.
مر عمر رضي الله عنه على ثلة من الصبيان يلعبون، فهرولوا هيبة منه، وبقي صبي مفردا في مكانه هو عبد الله بن الزبير رضي الله عنه فسأله عمر: لِمَ لَمْ تعدُ مع أصحابك؟ فقال الصبي "الرجل": "يا أمير المؤمنين، لم أقترف ذنبا فأخافك، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسعها لك!".
ودخل غلام عربي مع قومه على الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي، فتقدم الغلام ليتحدث باسم قومه، فقال له الوليد: ليتقدم من هو أسن منك، فقال الغلام "الرجل": "يا أمير المؤمنين لو كان التقدم بالسن، لكان في الأمة من هو أولى منك بالخلافة".
وإنه لمن المعلوم الواضح أن مصطلح الرجولة لا يصدق إطلاقه على جيل كما يصدق على الرعيل اﻷول الذي حمل رسالة هذا الدين إلى البشرية- جيل الصحابة والتابعين وتابعيهم رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين، ومن الملاحظ وجود مشكلة خطيرة، ألا وهي الإحباط من إمكانية تقليد جيل الصحابة، أو التعامل معه كقدوة عملية نستطيع أن نتشبه بهم، وهذا ما سنعالجه في العنصر اﻵتي.
3- واقعنا ومحاكاة جيل الرجال (الصحابة):
إن علاج أي مرض مستفحل يبدأ بتشخيص الحالة وتوصيفها ويكون ذلك عن طريق طرح بعض اﻷسئلة حولها، ثم بذكر اﻷسباب التي وراء تفاقمها، وبذكرها يتبين أن الحل هو ضدها، وهنا نسأل: لماذا يعتقد الكثير من المسلمين أنه من المستحيل أن نفعل مثلما يفعل الصحابة، أو نفكر مثلما كانوا يفكرون، أو نعبد الله عز وجل كما كانوا يعبدون؟
أي أن نكون رجالا مثلهم.
لماذا يوجد هذا الإحساس في نفوس بعض المسلمين؟
هناك خمسة أسباب، هم باختصار:
أولاً: الاعتقاد بأن وجود رسول الله كان سبباً حتميا للوصول إلى هذا المستوى الراقي عند الصحابة.
ونجيب عن هذه النقطة المهمة، بأن وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هاماً جداً، لكنه ليس حتميا لتطبيق شرائع الدين، وإلا لما أمر الله عز وجل اللاحقين بنفس التكاليف التي أمر بها الصحابة.
ثانياً: الخروج بالصحابة عن دائرة البشرية، والحديث عنهم بشيء من المبالغة التي تؤدي إلى استحالة التطبيق.
ثالثاً: الاعتقاد بأن كل الصحابة تفوقوا في كل المجالات بصورة واحدة، ونسيان أن كل صحابي قد تفوق في مجال من المجالات، وتفوق عليه غيره في مجال آخر، ولن تستطيع كإنسان أن تحصل إنفاق أبي بكر، مع إدارة عمر، مع جهاد خالد، مع علم عائشة، مع فقه عبد الله بن عباس، مع حياء عثمان، مع قضاء علي، مستحيل، الذين ينظرون للجيل كله كوحدة واحدة، شاق عليهم أن يقلدوا كل الجيل، إنما يطلب منهم أن يقلدوا واحداً.
لا تحاكي إلا من تشعر بأن إمكانياتك، وقدراتك، ومواهبك، موافقة للمجال المتفوق فيه.
رابعاً: تعمد بعض العلماء إغفال أخطاء الصحابة الناتجة عن كونهم من البشر، والبشر جمعيا يصيبون ويخطئون.
وقد أغفل العلماء الأخطاء بنية طيبة حرصًا على تنزيه الصحابة، لكن هذا الأسلوب من التربية أدى إلى اعتقاد أن الصحابة لا يخطؤون أبداً، وبالتالي إذا أخطأ المسلم الآن فإنه يحبط في أن يصل يومًا ما إلى ما وصل إليه الصحابي.
فهذه أربعة أسباب أدت إلى إحساس بعض المسلمين، أو كثير من المسلمين، أنهم من الصعب جدًا أن يقلدوا الصحابة.
والبعض لا يفعل كثيراً من الطاعات، فإذا ذكرته بصحابي ما، كان يفعل كذا وكذا، يحتج بأنه ليس من الصحابة، وأنه ليس عبد الله بن عمرو، ولا أبا ذر، وهناك من يرتكب المنكرات، فإذا ذكرته بصحابي تغلب على شهوته، وامتنع عن المنكر، قال: أنا لست بصحابي، أنا لست أبا بكر، ولا أنا عمر.
الحقيقة أن هذا شيء خطير أن يفتقد المسلمون قدوتهم الصالحة، شيء خطير أن يعتقد المسلمون أن هذه القدوات قدوات غير عملية، أو أن اتباعها ضرب من الخيال.
خامساً: بدايتك وبداية الصحابي:
ونتكلم هنا عن سبب خامس وهام جداً أدى إلى اعتقاد كثير من المسلمين باستحالة تقليد الصحابة، وعندما نعالج هذا السبب سيؤدي بذلك إن شاء الله إلى خير كثير.
هذا السبب هو أن كثيراً من المسلمين يأخذ قصة الصحابي من نصفها، يبدأ دراسة حياة الصحابي منذ لحظة إسلامه، يغفل تماماً الفترة التي عاشها الصحابة قبل أن يكونوا صحابة، ينسى كيف كان الصحابي قبل أن يصير إلى ما صار إليه.
ولو أنه درس حياة الصحابي كوحدة متكاملة، درسه في جاهليته، ثم درسه في الإسلام، قرأ عن أخلاقه قبل الهداية، وأخلاقه بعد الهداية، عرف أهدافه وطموحاته قبل أن يمُنّ الله عز وجل عليه بهذا الدين، وقارنها بأهدافه وطموحاته بعد أن أصبح مسلماً، لو فعل ذلك لعلم إن شاء الله أن الوصول إلى ما وصل إليه الصحابة ليس بمستحيل، لأن كثيراً من الصحابة بدأوا بدايات أصعب بكثير من بداياتنا.
فأنت أخي المسلم: طوال حياتك لم تسجد لصنم، أو تعبد شجرة، ولم يكن كل المسلمين مدمني خمر قبل الهداية، ولم يظل كثير من المسلمين سنوات لا بأس بها من عمره يُعذب ويَقْتل المؤمنين.
وأنت لست من قبيلة بينها وبين قبيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم عداء طويل، وقديم، ومستحكم، يصدك عن الإيمان.
كثير منا بدايتهم فعلاً أفضل بكثير من بدايات الصحابة، فإذا كان الصحابة الذين بدأوا هذه البدايات الشاقة قد وصلوا إلى هذه الدرجة، فمن البديهي أن الذي بدأ من درجة أفضل يستطيع أن يصل إلى ما وصلوا إليه، بشرط أن يسير في نفس الطريق.
4- ثورة الشام ومواقع الرجال فيها:
إن المتأمل في السيرة النبوية يلحظ قيام رجال مغمورين بأعمال عظيمة، ويعجب من طريقته صلى الله عليه وسلم في صناعة الرجال، وإعداد الطاقات البشرية التي رأينا أثرها في قصص الصحابة الذين ضربوا أمثلة عظيمة في الإبداع الدعوي والخطابي والعلمي والتجاري والدبلوماسي الذي تجلى في حسن مقاتلتهم لملوك الأرض.
والملفت للنظر أن أكثر هؤلاء المبدعين لم يكونوا من الصف الأول ولا من الدائرة الضيقة حول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، مما يدل على الإعداد القوي والتربية العظيمة التي تلقوها في مدرسة النبوة.
واليوم هناك ثغرات كثيرة في الثورة السورية، ولكن أهمها هو: ثغرة تنمية الطاقات والموارد البشرية..
والناس كما سبق وذكرنا - في أصل الخلقة - كالإبل المئة لا تكاد تجد فيها راحلة، فكيف إذا أضيف لقلة الرواحل عقودٌ من التجهيل والطمس والقمع التي أنتجت أجيالًا خاوية إلا من رحم الله.
وتصبح هذه الثغرة أعظم ضررًا وأشد خطرًا إذا لاحظنا سياسة التطهير التي انتهجتها العصابات الطائفية في سورية والتي تقوم على استئصال شأفة المسلمين واستهداف نخبهم.
إن العنصر البشري هو الصندوق الأسود لكل ثورة، وبدونه تموت الثورة في مهدها.
والثورة مهما بلغت من العطاء والتدفق فهي لم تقدر إلى الآن على تعويض النقص الحاد في الكوادر التي ترتقي يوميًا، وكم رأينا من فصيل قد انفرط عقده لموت قائده، أو مؤسسة قد انهارت بسبب ذهاب الصف الأول فيها.
ولا يخفى على أحد أن الحاجة ماسة إلى الدماء الجديدة، وإلى المؤسسات التي تعنى بإعداد وتأهيل الطاقات والكوادر الشبابية.
وكلما كان الناشط فاعلًا ومؤثرًا كان الحفاظ عليه أوجب وحصانته آكد، وكم فقدنا من الطاقات بسبب بعض الاستعراضات الثورية "قائد عسكري، قناص، إعلامي، طالب علم"، فالواجب البعد عن الظهور الإعلامي الذي غالبًا ما تعقبه اغتيالاتٌ مؤلمة، وعدم حرق الرموز في المناصب الوهمية والمعارك الجانبية، وعدم الزج بهم فيما لا يحسنونه، وعدم الاستجابة لاستفزاز الحاضنة الشعبية التي كثيرًا ما تطالب الناشط بأن يتحول إلى " سوبرمان الثورة".
وقد كان من سياسة عمر رضي الله عنه إرجاع كبار الصحابة إلى المدينة ومنعهم من الخروج إلى الثغور والمعارك بعد أن لمس شدة الحاجة إليهم، ورأى عظم الخطب بفقدهم في حروب الردة.
لذلك فالواجب علينا إعداد الكوادر الجديدة والصف الثاني والثالث من الشباب المؤمن بقيضته ومن الرجال الذين يقدمون أكثر مما يأخذون فمشوارنا طويل ومعركتنا كبيرة، والله الموفق والمستعان.