الثلاثاء 1 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 3 ديسمبر 2024 م
خُذْ من رمضانَ لما بعدَهُ
الأربعاء 29 رمضان 1439 هـ الموافق 13 يونيو 2018 م
عدد الزيارات : 1961
خُذْ من رمضانَ لما بعدَهُ
عناصر المادة
1- ينقضي رمضان ولا تنقضي العبادة
2- أبوابُ التقرب من الله متنوعة مُشرَعَةٌ
3- الحصيف من حاسب نفسه
1- ينقضي رمضان ولا تنقضي العبادة
لقد انقضى شهرُ رمضانَ ومضى، ومع غروبِ شمسِ هذا اليومِ سينقضي العيدُ أيضاً، إنها سُنةٌ جاريةٌ لله في خلقه.
فيا أيها الصائمون القائمون الذاكرون المنفقون الراكعون الساجدون، ماذا عن بقيةِ أيامِ السنةِ!؟
اعلموا أنّ "رمضان" ليس شهراً فحسب، بل أسلوبُ حياةٍ، وبدايةُ تغييرٍ، فلا تودّعوه، بل افسحوا له المجال ليحيا معكم وتحيوا به طوال العام؛ فالصومُ لا ينتهي، والقرآنُ لا يُهجر، والمسجدُ لا يُترك، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحَبُّ الأعمالِ إلى الله أدومُها وإنْ قلّ). صحيح البخاري: (6464)، صحيح مسلم: (2818)
وعن عائشة أمِّ المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت وقد سُئلت، هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخُصُّ شيئًا من الأيامِ؟ قالتْ: "لا، كان عملُه دِيمَةً". صحيح البخاري:(٦٤٦٦)، ومسلم: (٧٨٣)
ولا سِيَّما إذا عَلمتَ أنّ النوافلَ سببٌ لمحبةِ اللهِ، ففي الحديث القدسي: (وما يَزالُ عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّه). صحيح البخاري: (6502)
فلئن انقضى الفرضُ مِن صيامِ رمضانَ، فإنّ الصيامَ لا يزالُ مشروعًا، (مَنْ صام رمضانَ ثم أَتْبَعَهُ ستاً من شوالٍ، كان كصيامِ الدهرِ). صحيح مسلم: (1164)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أوصاني خليلي بثلاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتى أموتَ: صومُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وصلاةُ الضحى، ونومُ على وِترٍ". صحيح البخاري: (1178)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صامَ يوماً في سبيل الله، أبعدَ اللهُ وجهَهُ عن النار سبعينَ خريفاً). صحيح البخاري: (2840)
2- أبوابُ التقرب من الله متنوعة مُشرَعَةٌ
ولئن كان البعضُ منا يقرأُ القرآنَ في رمضان ويهجُرُهُ سائرَ العامِ، فالقرآنُ أُنزِلَ لنتلوه في رمضانَ وغيرِهِ، فحاولْ أن تجعلَ لنفسك وِرْداً يومياً ثابتاً منه، ولا تكُنْ ممن قال الله عنهم: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورا} [الفرقان:30].
ولئن أَنفَقَ كلٌّ منا في رمضانَ صدقةَ الفطرِ الواجبةَ فإنّ الإنفاقِ مُشرعةٌ أبوابُهُ بعد رمضان، فعن عقبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كُلُّ امرئٍ في ظلّ صدقتِهِ حتى يُفصَلَ بين الناسِ، أو قال: حتى يُحكَمَ بين الناسِ). صحيح خزيمة: (2431)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تصدّقَ بعِدْلِ تمرةٍ مِن كسبٍ طيبٍ، ولا يَقبَلُ اللهُ إلا الطيّبَ، وإنّ اللهَ يتقبّلُها بيمينه، ثم يُربّيها لصاحبه، كما يُربّي أحدُكم فُلُوَّهُ، حتى تكونَ مِثلَ الجبلِ). صحيح البخاري: (1410)
3- الحصيف من حاسب نفسه
لا شك أنّ التاجرَ حين يمُرُّ عليه موسمٌ مِن مواسمِ التجارةِ يحرِصُ بكلِّ ما أوتي مِنْ قوةٍ على استغلالِهِ والاستفادِةِ منه. فإذا انقضى الموسمُ أَخَذَ يحسِبُ أرباحَهُ التي جناها، ونحن قد مرّ بنا موسمٌ مِن أعظمِ المواسمِ وأكثرِها ربحاً، شهرُ رمضانَ شهرُ الخيراتِ والبركاتِ، ونحن اليومَ في يوم العيدِ يومِ الجائزةِ، فمِنَ الناسِ مَنْ كانوا على خيرٍ وطاعةٍ في رمضانَ وقبله، فلما انقضى علموا أنْ لا مُستراحَ لهم إلا تحت شجرةِ طوبى. فعَزموا النيةَ على مواصلةِ جهدهم، والاستكثارِ من الخيرات، فطوبى ثم طوبى لهم.. 
وقد سُئِل الإمام أحمد: متى يَجدُ العبدُ طعمَ الراحةِ؟ قال: "عند أولِ قدمٍ في الجنَّة". 
وقومٌ كانوا قبل رمضان في سهوٍ ولعبٍ، فلما أقبلَ شهرُ رمضانَ أقبلوا على الطاعة والعبادة، صاموا وقاموا، وقرؤوا القرآنَ وتصدقوا، ولكنْ ما إنْ ولّى رمضانُ حتى تراخَتْ منهمُ العزائمُ.
فنحن لا نقولُ أنْ نكونَ كما كنا في رمضان من الاجتهاد، ولكنْ نقولُ: لا للانقطاعِ عن الأعمالِ الصالحةِ، فلنستمِرَّ على ما تعلمناه في رمضانَ ولو بالقليل.
لا جعلني الله وإياكم ممن قال الله عنهم: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:99- 100].
ورحم اللهُ الحسنَ البصري وهو القائلُ: "إنَّ العبدَ لا يَزالُ بخيرٍ ما كان له واعظٌ من نفسِهِ، وكانتِ المحاسبةُ مِنْ همَّتِهِ".
فنعوذُ بكَ يا ربَّنا أنْ نعبُدَكَ في رمضانَ ونغفَلَ عن عبادتِك َإذا انقضى رمضانُ، نعوذُ بك يا ربَّنا أنْ نكونَ كالتي نَقَضَتْ غزلَها مِنْ بعدِ قوةٍ أنكاثاً، ونسألُكَ أنْ تُعيننا على التزامِ ما اعتَدْنا عليه في رمضانَ مِنَ الأعمالِ الصالحاتِ، فنكونَ مقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قالت عنه أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رضي الله عنها: "كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا عَمِلَ عملاً أثْبَتَهُ". صحيح مسلم: (746)
1 - صحيح البخاري: (6464)، صحيح مسلم: (2818)
2 - صحيح البخاري:(٦٤٦٦)، ومسلم: (٧٨٣)
3 - صحيح البخاري: (6502)
4 - صحيح مسلم: (1164)
5 - صحيح البخاري: (1178)
6 - صحيح البخاري: (2840)
7 - صحيح خزيمة: (2431)
8 - صحيح البخاري: (1410)
9 - صحيح مسلم: (746)
دور الخطباء في سوريا ؟!
دور فعال ومؤثر (صوتأ 120) 81%
غير فعال (صوتأ 27) 18%
لا أدري (صوتأ 2) 1%
تاريخ البداية : 26 ديسمبر 2013 م عدد الأصوات الكلي : 149