الخميس 18 رمضان 1445 هـ الموافق 28 مارس 2024 م
من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم
الثلاثاء 17 ذو الحجة 1439 هـ الموافق 28 أغسطس 2018 م
عدد الزيارات : 3702
من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم
عناصر المادة
1- الإنسان وحده في خسر
2- الأخوة الإيمانية أبهة صور التكافل
3- التكافل الاجتماعي صورٌ حية
4- رسولنا المصطفى الأنموذج في تحقيق التكافل
5- نماذج مشرقة
6- واجب الأمة اليوم
1- الإنسان وحده في خسر
بين سعيِ الفردِ من البشر في تحقيقِ معاشِهِ وتطلعاته في الحياة مع دافع غريزة التفرد، وبين سعيِ المجتمعِ ككلٍ لتحقيق المشاركة بين الجماعة لبناء مجتمع قويم متكامل، تبرزُ هنا معاني الإيثار، ويبرز الشعور بالمسؤولية العامة، بحيث يتجاوز الفرد حظوظ نفسه، ويتجرد من أنانيته ليعيش مع جماعته وأمته، فتأتي شريعتنا العظيمة لتعزز هذه المسؤولية المجتمعية في أبهى صورها، ففي سورة العصر حضٌّ واضحٌ للمسلم في أن يكون مع جماعته المسلمة في مناصحتهم، وأمرِهم بالمعروف، ونهيِيهم عن المنكر، قال تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:1-3].
فالإنسان وحده في خُسْرٍ، نعم إن عاش لفرديته فقط وتحقيق حظوظه دون النظر لأمته، لذا جاء التنفير في الآية للإنسان فرداً: {إن الإنسان لفي خسر}، ثم ذكرت الآية الفلاح بلفظ الجمع: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا..}.
2- الأخوة الإيمانية أبهة صور التكافل
وقد قرر الله أن المؤمنين أخوةٌ، فقال: {إنما المؤمنون أخوة} [الحجرات: 10].
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). رواه البخاري: 13، ومسلم: 180
وقال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). رواه مسلم:6751
فآخَتْ شريعتنا بين المسلمين برابطة الإيمان، وسمّتهم أخوةً لتبيّن عِظَمَ الحقِّ بينهم، إذْ لا يُتصور أن يتخلى الأخ عن أخيه، لذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يذّكر بكثير من الحقوق بذكر هذا الوصف، وهو وصف: (الأخوّة)، فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة). أخرجه البخاري: 2310
فجعل المؤمنين أسرة واحدة لتوضيح مدى التكافل الذي ينبغي أن يسود بينهم.
إنها صورة عظيمة من التكافل والتآلف والترابط!
3- التكافل الاجتماعي صورٌ حية
ولم تكن تلك التشريعات والتوجيهات في ديننا مجردَ نصوصٍ! بل تمثلت في تشريعات وأحكام عمليةٍ، كما تمثلت في صورةٍ فاضلةٍ قلما يمر على التاريخ مثلها، وذلك لما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة، حيث تركوا بيوتهم وأموالهم هاربين بدينهم ورسولهم، لم يحملوا شيئاً معهم، هاجروا إلى المدينة ليلتقوا بإخوانهم المسلمين في المدينة، وقد بلغ كرم الأنصار حداً عالياً، حيث اقترحوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يقسم نخلهم بينهم وبين المهاجرين، أي يشاطره في ماله، نصفه لأخيه ونصفه يبقى له.
لذا قال الله في مدحهم: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9].
وجاء في الحديث أن عمر رضي الله عنه وصاحبه الأنصاري كانا يتعاونان في طلب العلم والقيام على الزرع، فعمر ينزل يوماً وصاحبه يعمل، واليوم الذي بعده ينزل صاحبه وعمر يعمل.
لقد عقد النبي عليه الصلاة والسلام عقد المؤاخاة بين الطرفين: المهاجرين والأنصار، فآخى بين كل مهاجري وأنصاري، وشملت المؤاخاة تسعين رجلاً، خمسة وأربعين من المهاجرين وخمسة وأربعين من الأنصار.
وترتب على هذا التشريع حقوقٌ خاصةٌ بين المتآخيين كالمواساة، والمواساة، هي: تقديم جميع أوجه العون، سواء كان عوناً مادياً أو رعاية أو نصيحة أو تزاوراً أو محبة، وحتى التوارث، كان إذا مات الأنصاري يرثه المهاجري، وإذا مات المهاجري يرثه الأنصاري، يرثه بالتآخي، واستمر هذا فترة من الزمن حتى نُسخ ذلك بقول الله تعالى: {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال: 75].
فنُسخ التوارث بين المهاجرين والأنصار، وكان مشروعاً يرثه تماماً إذا مات، وكان مشروعاً يرثه تماماً، إذا مات يرثه.
ولما جاء هؤلاء المهاجرون ووجدوا هذه الرعاية الكريمة، قالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا رَأَيْنَا قَوْمًا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً فِي قَلِيلٍ، وَلَا أَحْسَنَ بَذْلًا مِنْ كَثِيرٍ مِنْهُمْ، لَقَدْ كَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ أي: -مؤنة النخل- وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَا -الثمرة والنتيجة- لَقَدْ خَشِينَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ، قال عليه الصلاة والسلام: (أَمَّا مَا دَعَوْتُمْ لَهُمْ، وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ مُكَافَأَةٌ، أَوْ شِبْهُ الْمُكَافَأَةِ). رواه البيهقي في شعب الإيمان: 8685
ومن صورِ وأوجهِ تعزيزِ هذا المفهوم العظيم وهو المسؤولية المجتمعية، ورابطة الأخوة الإيمانية بين المسلمين شرَعَ اللهُ عدة شرائع وأحكام، فمن ذلك:
الزكاة: حيث تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم.
وصدقة التطوع بأوجهها وصورها العامة: تكون سداً لحاجة وعوز المحتاجين.
وصدقة الفطر: طعمة للمساكين يوم العيد.
والنصحية العامة: كما في الحديث: قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة)، قلنا: لمن؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامَّتهم). أخرجه مسلم:55
ومن ذلك أيضاً وجوب نصرة المسلمين: لذا ذكر الفقهاء أنه يجب نصرة البلد المسلم الذي يعتدى عليه من أقرب المسلمين إليه، في بيان واضح لتحقيق الُّلحمة الواحدة.
4- رسولنا المصطفى الأنموذج في تحقيق التكافل
ولقد كان رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم نموذجاً في تحقيق هذا التكافل، حتى وصفه ربه في شدة حرصه ورأفته بالمؤمنين فقال: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]. 
فكان شديد الحدب على المسلمين، عظيم الرأفة بهم، يسرُّه ما يصلحهم، ويريبه ما يضرهم.
في الله، بل هي أوثق عُرى الإيمان.
وبلغ من اهتمامه بأمر المسلمين أنه كان يتحمل عمن مات منهم دَيْنَه حين وسَّع الله عليه، فكان يقول: (أنا أَوْلَى بالمسلمين من أنفسهم، فمَن مات وعليه دَين؛ فعلينا قضاؤه، ومَن تَرَكَ مالًا فلورثته). رواه البخاري: 2298
وكان يعود المرضى، ويدعو لهم، ويشهد جنازة مَن مات، ويهتم بشأن اليتامى والأرامل، بل كان يهتم بشأن الأفراد من أُمَّته.
ومن شواهد ذلك: عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلاَثِينَ غَدَاةً، عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ". قَالَ أَنَسٌ: "أُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأْنَاهُ، ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ، بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينا عنه". أخرجه البخاري :6200
وروى الإمام مسلم بسنده عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَى سَرِيَّةٍ مَا وَجَدَ عَلَى السَّبْعِينَ الَّذِينَ أُصِيبُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، كَانُوا يُدْعَوْنَ الْقُرَّاءَ، فَمَكَثَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى قَتَلَتِهِم". أخرجه مسلم :675
هذا في حال نقص الأنفس (القتل)، وأما في حال نقص الثمرات (المجاعة)، فقد روى الإمام مسلم عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَدْرِ النَّهَارِ، قَالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوِ الْعَبَاءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالاً فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى آخِرِ الآيَةِ، {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، وَالآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ: {اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ}، (تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ -حَتَّى قَالَ- وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ). قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ يَتَهَلَّلُ، كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ). أخرجه مسلم: 1017
5- نماذج مشرقة
لقد سار على هذا النَّفَس النبوي، أهلُ الإيمان على مر الأزمان، والتاريخ زاخر بالأمثلة الناطقة بانفعال أهل الإيمان، على تنوع مواقعهم، بحال إخوانهم في الدين:
ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في ترجمة الملك المجاهد نور الدين، إبان حروبه مع الصليبيين، ما نصه: "وَقَدْ كَانَ الْمَلِكُ نُورُ الدِّينِ شديد الاهتمام قوي الاغتمام بذلك، حتى قرأ عليه بعض طلبة الحديث جزءًا في ذلك فِيهِ حَدِيثٌ مُسَلْسَلٌ بِالتَّبَسُّمِ، فَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يتبسم ليصل التسلسلُ، فامتنع من ذلك، وقال: إني لأستحي مِنَ اللَّهِ أنْ يراني متبسمًا والمسلمون يحاصرهم الْفِرِنْجُ بِثَغْرِ دِمْيَاطَ".
ونُقل عبد الغافر الفارسي في ترجمة شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني -رحمه الله- في ذكر سبب وفاته، أنه دُفع إليه كتاب ورد من بخارى، يشتمل على ذكر وباء عظيم وَقَع بها، واستدعى فيه أغنياء المسلمين بالدعاء على رءوس الملأ، في كشف ذلك البلاء عنهم، واشتد الأمر على عامَّة الناس. فلما قرأ الكتاب هاله ذلك، وأثَّر فيه، وتغير في الحال، وغلبه وجع البطن من ساعته، وأنزل من المنبر، وبقي أسبوعًا لم يسكن ألمه، ولم ينفعه علاج، حتى توفي رحمه الله.
هكذا كان حال المؤمنين الصادقين تجاه أمتهم وإخوانهم؛ مودَّة، ونصرة، وشفقة، ونجدة ولا غرو! فالإيمان رحم يجمع أهله، وآصرة تشد من أدلى إليها بسبب، ولم تزل قلوب المؤمنين تتدفق على مصاب إخوانهم المصابين بنازلة جوع، أو قتل، أو ظلم، أو وباء، كما وصفهم إمامهم ومربيهم صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى).
6- واجب الأمة اليوم
واليوم في خضمِّ ما يقع بأمتنا من أوجاعٍ فإنه يجب التذكير بهذا الواجب العظيم، واجب الأخوة الدينية، ورابطة الإيمان، وأن لهذه الأخوة والرابطة حقوق وواجبات، فمن يحيا لأجل نفسه وبيته وولده فهذا لا يقيم حق هذه ىالرابطة والأخوة، بل يعيش أنانية لن تنفعه في الدنيا، ولن تنجيه في الآخرة، إن مسؤولية النفع للآخرين والشعور بأوجاعهم، ومواساتهم في مصائبهم، هو واجبٌ عنده تُختبر النفوس لتبرهن على صدق أخوّتها وتعظيمها لهذه الرابطة العظيمة، أو تنهزم لتعيش أنانيةً انهزامية تتنكّر لحقوق الأخوة.
فالإسلام ليس بكثرة الصلاة والصيام والحج، بل إن العمل الذي يتعدى نفعه المسلمين هو أعظم عند الله، لأنه أشمل نفعاً، كما أنه برهانٌ للنفوس الشحيحة.
كم نحن اليوم في سوريا نحتاج أن نتمثّل هذا المبدأ العظيم ونحياه في واقعنا، نحيا لنعيش جميعنا، ولنسعى في مصالح بعضنا وجماعتنا،  نتمثل الإيثار في سلوكنا فيما بيننا في جميع مجالات حياتنا، إنه والله الاختبار الحقيقي لا سيما في مثل هذه الأوضاع التي نعيشها، والراحمون يرحمهم الرحمن.
ولكن العجب لا ينقضي من أقوام من بني جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، لا يهتمون لذلك، ولا يرفعون به رأسًا، ولا بالتشاغل في لهوهم بأسًا! وأشد من ذلك وأنكى:
1- المعذِّرون: الذين لا يفتئون يقولون: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} [آل عمران: 168]. فكلما حلَّ بالمسلمين نائبة قالوا: ألم نقل لكم؟! ألم نأمركم؟! ولا يفرقون بين حالٍ وحال، ومقام ومقام.
2- المخذِّلون: الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، فإذا دفَّت دافَّة، وانبرى أهل المروءة لنجدة إخوانهم بجمع التبرعات، انبرى هؤلاء المخذلون يقدقدون: قد لا تصل! قد تقع في أيدٍ مشبوهة! قد يكون في الأمر مبالغة! إلى آخر هذه القائمة المقعدة.
كل هؤلاء وأولئك، قد خبا في قلوبهم وهج الإيمان، وهان عليهم دينهم، فما عادوا يفكرون إلا في ذواتهم، واهتماماتهم الصغيرة، ولا يهتمون بأمر المسلمين.
1 - رواه البخاري: 13، ومسلم: 180
2 - رواه مسلم:6751
3 - أخرجه البخاري: 2310
4 - رواه البيهقي في شعب الإيمان: 8685
5 - أخرجه مسلم:55
6 - رواه البخاري: 2298
7 - أخرجه البخاري :6200
8 - أخرجه مسلم :675
9 - أخرجه مسلم: 1017
دور الخطباء في سوريا ؟!
دور فعال ومؤثر (صوتأ 114) 80%
غير فعال (صوتأ 27) 19%
لا أدري (صوتأ 2) 1%
تاريخ البداية : 26 ديسمبر 2013 م عدد الأصوات الكلي : 143